معسكرات تجنيد العملاء والمخربين !!!

﴿ الجزء الاول

 

 

شبكة المنصور

أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

 

يحتاج التاريخ لكتابته بطريقة يغلب عليها الموضوعية إلى عدة عقود، تقل فيها حرارة الحدث، وتظهر بعدها الوثائق الرسمية، وتكثر خلالها الروايات والمذكرات التي يمكن بمقارنة بعضها البعض معرفة صورة ولو تقريبية "للخطوط العريضة" للسير الأحداث.

 

أما التفصيلات الدقيقة فستظل دوما مختلفا بشأنها، ومن الصعوبة أن توجد رواية واحدة موثقة يتم اعتمادها والرجوع إليها.

 

والأحداث التي شهدها العراق وبخاصة في محافظاته الجنوبية عام 1991 نموذج شاهد على هذا النوع من الكتابات.

فبعد إحداث الكويت وخروج الجيش العراقي بانسحاب من الكويت قامت القوات الأمريكية بضرب هذا الجيش أثناء انسحابه على الرغم من قبوله لوقف إطلاق النار وقد استشهد عدد كبير من الجنود العراقيين في منطقة المطلاع التي استخدمت فيها امريكا قنابل محرمة دوليا للإبادة وقد صرح رفسنجاني قبل فترة وجيزة بوجود معلومات لديه على استخدام امريكا لسلاح نيتروني في منطقة المطلاع وحقيقة هوة مشابه لمفعول نفس السلاح الذي استخدم في معركة المطار والفلوجة الثانية مما ادى الى خسائر كبيرة بالجيش العراقي وكذلك قيام الجيش الأمريكي بقصف طرق الامداد مستغلة تفوقها الجوي مستعينة بسلاح الجو لثلاث وثلاثين دولة اشتركت بالعدوان مما ادى الى عرقلة حركة القطعات العسكرية والشبه عسكرية ألعراقييه مما خلق فجوة امنية كبيرة في جنوب العراق بعد وقف اطلاق النار في كل المعارك التي تنسحب بها الجيوش خصوصا في ظل قطع للإمدادات والاتصالات تحصل هناك بعثرة للقطعات العسكرية وهذا ينطبق على اقوى الجيوش بالعالم وقد حصل سابقا ان تبعثر الجيش الروسي امام زحف القوات النازية وكذلك بعثرة الجيش الفرنسي اما نفس الزحف كما تبعثرت القوات النازية امام زحف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وحصلت حينما أصدرت القيادة قرار الانسحاب من الاراضي الايرانية في عام 1982 تحت ضغط كبير من دول العالم لحل النزاع العراقي الايراني ارتات القيادة العراقية ان تسحب الجيش العراقي الى الحدود العراقية لايجاد مناخ لمفاوضات لوقف اطلاق النار الذي استغلته القوات الايرانية بطريقة او باخرى لالحاق الاذى بالقوات العراقية ..

 

وهذا الفراغ الامني الذي حصل اعطى  إيران "العدو اللدود" للعراق استغلت الحرب التي شنتها قوات التحالف عام 1991 ضد الجيش العراقي والتي أدت إلى "قبوله بالانسحاب" من الكويت، فأوعزت إلى عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني، وللمخابرات الإيرانية، و"لعملائها" من العراقيين في محافظات الجنوب "بالتمرد" على السلطة الشرعية في البلاد المتمثلة في نظام حكم الوطني.

 

واستغلت تلك العناصر مشاعر الاستياء والحزن والغضب التي ألمت بالنفوس إثر انسحاب الجيش، ثم وبالاشتراك مع "الغوغاء والسراق"، وبمعاونة "مثيري الشغب"، أحدثوا هذا "التمرد"، ونشروا في البلاد تلك "الفوضى"التي قاموا خلالها بعمليات قتل ونهب وحرق لمؤسسات الدولة وهتك للاعراض وارتكاب مجازر ضد الجنود العراقيين المنسحبين من الكويت.

 

وحقيقة هذه الاعمال التي يندى لها الجبين والتي تدل على جبن كبير من المواجهه الفعلية وانما هوة غدر بدولة جارة مبني على احقاد قومية طائفية مزدوجة وهناك الكثير من الصور المؤلمة التي بقت في مخيلة من عاصر تلك الاحداث ورى بعينه ما فعلهه الخونة والغير وطنيين من فيلق بدر وعناصر حزب الدعوة التي جهزت ودربت في معسكرات خرمشهر ومهران للقيام بهذا الدور الخسيس وهناك الكثير من القصص التي تروى على لسان اهلنا من الجنوب على مدى البشاعة التي تعامل بها هؤلاء اللصوص والمرتزقة مع ابناء الشعب العراقي والموظفيين والمسؤوليين عن امن تلك المناطق ولكن النقطة المهمة هي الطريقة التي عامل بها هؤلاء افراد الجيش العراقي الباسل فبدلا من ان يقدموا لهم العلاج والدواء والماء قاموا بقتل الكثير من الجنود لاجل الاستيلاء على اسلحتهم واعتدتهم التي يحملونها معهم اثناء انسحابهم وهم كانوا قد قطعوا مسافة طويلة سيرا على الاقدام وقد نالهم من الارهاق مانالهم في تلك الفترة العصيبة مما ولد غضب كبير عند افراد الجيش العراقي .

 

ان الدور الايراني الخبيث من ناحية توفير الأعداد والأسلحة وسيارات التنقل لهذه الأعداد الهمجية من الذين قضوا عشر سنوات وهم يتدربون على طرق وفنون تعذيب الاسرى العراقيين مما أمات الرحمة في قلوبهم واوجد عندهم حبا للسادية والوحشية يفتقر اليها ضباع الغابات .

 

ان من اشد الادلة وضوحا على ان هؤلاء قد رسم لهم دور مدروس سابقا هي تلك المنهجية في حرق دوائر بعينها ومنها دوائر النفوس والعقاري وسرقه البنوك وخصوصا الدوائر التي لم تتاثر بالقصف الامريكي .

 

والافت للنظر التشابه الكبير الى حد التطابق الذي حصل في العراق بعد 2003من قبل نفس العصابات في طريقة ومنهجيه العمل وباستخدام نفس الاساليب التي استخدمت في عام 1991التي وصلت الى حد التطابق التام في عمليات قتل ونهب وسرقة وتصفية لرموز واشخاص واختصاصات بعينها كما نلاحظ اسلوب حرق دوائر النفوس والتجنيد والعقاري الذي تكرر بعد 2003بطريقة مشابهه مما يدلل على ان المجرم هوة نفس المجرم من طريقة اتيانه لجريمته .

 

وقد كان الرئيس الامريكي قبل هذا قد عجز عن اقناع حلفائه بمواصلة العمليات العسكرية لحين الوصول الى بغداد وهذا ما واجهته الكثير من دول التحالف بعدم القبول لان تخويل الامم المتحدة يوقفا عند السيطرة على الاراضي الكويتية ولم يخولها الدخول الى الاراضي العراقية لان هذا يتطلب موقفا اخر وقرار اخر من الامم المتحدة .

 

مما افقد حكومة بوش الغطاء القانوني الازم لمواصله حملتها العسكرية وهذا لم يغب عن بال الادارة الامريكية لذلك كانت قد وجهت سابقا مخابراتها باتخاذ مايلزم لاجل تجنيد دولة مثل ايران لمساعدتها في هذه الصفحة والتي ظهر جليا دورها والادوار التي انيطت بحلفاء امريكا السابقيين والحاليين من حزب الدعوة وفيلق غدر والاحزاب الكردية الشوفينية العميلة في الشمال .

 

لذلك وجه الرئيس جورج بوش كلمته التي تحرض هذه الحركات على القيام بعملها المناط بها وهذه بدورها اقنعت عدد من ضعاف النفوس والموتورين على مساعدتهم بهذه الحركة الفاشلة الذين اعتقدوا اوصور لهم "وهمهم" إمكانية الانقلاب على السلطة، والاستيلاء على الحكم، فما كان من الحاكم الذي يريد لدولته الاستقرار، ولشعبه الأمان، ولوطنه الحماية من أطماع "الأعداء"، إلا أن مارس سلطاته الشرعية التي خولها له الدستور والقانون فقمع التمرد، وأعاد الهدوء والاستقرار إلى ربوع الوطن.

 

وقد قام بهذا العمل "الجليل" الجيش العراقي، وساعدته سائر أجهزة الدولة، وابناء العشائر الشرفاء حيث أدوا "واجبهم" في حماية وطنهم والدفاع عنه.

 

وكان الجنوبيون "المنتفضون" يتوقعون أن تبسط الولايات المتحدة جناح حمايتها عليهم، وتمنع الحكومة الوطنية في العراق من استخدام من تبقى في جيشه، وما كان بحوزته من دبابات وطائرات ومدفعية ضدهم.

 

لكن خاب ظنهم، -على حد قولهم- وأصدر جورج بوش الأب قراره بعدم دخول بغداد، وغض الطرف عن عمليات الجيش العراقي في هذه المناطق المضطربة لعدم وجود غطاء قانوني لتدخلهم بشائن داخلي ، فحدث ما يصفونه بالمذبحة على يد قادة النظام العراقي، وعلى راسهم قادة وضباط الجيش العراقي وقد ساهم معهم كل الشرفاء من العراقيين وقد ساعد اهلنا بالجنوب وخصوصا العشائر العربية ساعدوا الجيش العراقي على القضاء على هؤلاء المرتزقة وكان هناك دور كبير مشهود له لابناء العشائر في حماية مناطقهم لحين وصول قطعات الجيش العراقي وبسط سيطرتها العسكرية عليها وكان دور الوطنيين العراقيين رائعا في كشف ومطاردة العناصر التي اشتركت في الصفحة فقبض على بعض منهم وقتل من قتل منهم وهرب من هرب الى ايران ورفحا .

 

وفي الجزء القادم سنفصل معسكرات هروبهم في الدول الاخرى والادوار التي لعبوها وكيف تم تجنيدهم من قبل مخابرات الدول المعادية وسنبداء من معسكر رفحا تفصيلا لما للموضوع من ارتباط بنوعية الهاربين وكيفيه تجيندهم من المخابرات الامريكية .

 

عاشت الأمة العربية موحدة

عاش العراق محررا مستقلا

المجد للمقاومة العراقية الباسلة وعمادها الجيش العراقي

الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م