رعب الاحزاب الشيعية من الانسحاب الامريكي ( فيلق بدر مثلا )

 

 

شبكة المنصور

أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

 

ترددت كثيرا في الكتابة عن مثل هذا الموضوع الى ان اثارني مقدار الرعب الواضح على وجه هادي العامري جلاد فيلق بدر الايراني وانا اراه يتحدث على شاشة تلفزيون العراقية عن الاتفاقية واهميتها . لقد كان وضحا مدى الرعب الذي يحسه هذا الرجل من الانسحاب الامريكي من العراق .

 

فتسائلت في نفسي عن اسباب هذا الرعب حقيقة وجد نفسي اغوص في التاريخ من جديد لاستلهم منه منهجيه الفعل الباطن لدى الشيعة الاثنى عشرية تحديدا  الذي يدفع بهم للاعتماد على الاخر وان كان عدوا لباقي المسلمين ان القوقعية التي يحسون بها لم تاتي من فراغ بل هية ناتجة من تراكم لارهاصات فكرية فعلية مبينه على اسس من المظلومية وعدم القدرة على الفعل والتغير وعدم الثقة بالنفس من امكانية قيادة الاخريين  ولو توفر لديهم ضروف القيادة من المال والرجال ولكن الانهزامية الداخلية المتجذرة في تلك النفوس تدفعهم دائما باتجاه السلبية في التعامل مع الامور وفق مقوماتها الواقعية ..

 

على عكس كثير من التيارات والحركات الاخرى التي تمتلك الثقة والشجاعة الكافية للتصدي للمقومات القيادة والبناء باتجاه اقناع الاخريين بان ينقادوا اليها فلوا قارنا بين فلسفة وفعل الشيعة الزيدية مثلا والشيعة الاثنى عشرية سنجد الفرق واضح جدا بين القبول بالسلبية وايجابية العمل فالامام زيد الشهيد  امام المذهب الزيدي هوة اخوا الامام محمد الباقر احد ائمه الشيعة الاثنى عشرية اي كما قيل ان احدهم معصوم وفق فكرة المعصومية عند الشيعة الاثنى عشرية والاخر غير معصوم وزيد الشهيد هو أحد أباة الضيم، ومن مقدمي علماء أهل البيت، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه، علم متدفق، وورع موصوف، وبسالة معلومة، وشدة في البأس، وشمم يضع له كل جامع، وإباء يكسح عنه أي ضيم، كل ذلك موصول بشرف نبوي، ومجد علوي، وسؤدد فاطمي، وروح حسيني وفي عمدة الطالب أنه لما قال ما كره قوم حد السيوف الا ذلوا دعا زيدا الى الخروج إنما هو آباء الضيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا طلب ملك وإمارة وأنه خرج موطنا نفسه على القتل مع غلبة ظنه بأنه يقتل فاختار المنية على الدنية وقتل العز على عيش الذل كما فعل جده الحسين عليه السلام الذي سن الاباء لكل أبي.

 

واقبلت الشيعة وغيرهم من الحكمة يختلفون إليه ويبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة وقيل أحصى ديوانه أربعين ألفا. وفي الشذرات كان ممن بايعه منصور بن المعتمر ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى وهلال بن خباب بن الحارث قاضي المدائن وابن شبرمة ومسعود بن كذام وغيرهم وأرسل إليه أبو حنيفة بثلاثين ألف درهم وحث الناس على نصره وكان مريضا وحضر معه من أهله محمد بن عبدالله النفس الزكية وعبدالله بن علي بن الحسين .

 

ان ثورة زيد تم التخلي عنها من قبل اتباع اخيه الباقر بعد ان رفض زيد الشهيد ان يسب الصحابة حينما ساوموه علييها لذلك تم قطع امداد بالمال والرجال عن هذه الثورة ليتسبب هذا بفشلها ومن ثمة قتل زيد ونبش قبره وصلبه في الكوفة ..

 

لكن مبادي ء الثورة الزيدية لم تمت بموته فلقد انتشرت واسست الزيدية لها دول في اليمن وشمال افريقيا ووشمال غرب  العراق وهي كلها دول شيعية لاناس كانوا ينظرون للامور نظرة ايجابية تفاعلية ويمتلكون ثقة عالية بالنفس وقبول للاخر ومن مباديء الزيدية التي ساعدت على انشارهم هي:

 

*     لا ترى الزيدية العصمة شرطا لصحة الإمامة.

 

*    يعتقد الزيديون بان الإمامة تجوز في كل حر تقي عادل و سليم الحواس و الأطراف و أن يكون مجتهداً في العلوم الدينية,عدلاً سخياً ,يضع الحقوق في مواضعها,مدبراً بحيث يكون اكثر رأية الإصابة,مقداماً في القتال ,لم يتقدمة إمام قد أجيبت دعوته,

 

*     الزيدية لا يكفرون الصحابة ولا يسبونهم لأنهم لا يغالون في حقهم و تعريفهم للصحابة يختلف عن تعريف الصحابة عند أهل السنه ,فتعريف الصحابة عند الزيدية هو "من لازم الرسول عليه السلام حال حياتة و أخذ عنه و لم يخلف عهده فية و لا في عترته .

 

*     ترى الزيدية بصحة خلافة صحابة النبي محمد: أبي بكر وعمر وعثمان،مع خلاف في ذلك لأنهم ليسوا من اولاد فاطمة الزهراء عليها السلام من علي عليه السلام,أما ما ورد عن الإمام زيد بن علي عليهم السلام القائل بذلك على فرض صحتة مخالف لأقوال الإمام علي عليه السلام , و مثال ذلك الخطبة الثالثة من شرح نهج البلاغة المسماة بالخطبة الشقشقية , بخلاف الشيعة الأمامية التي ترى الإمامة و العصمة الأثنا عشر فقط .

 

*     ترى الزيدية جواز الأمامة في أولاد الحسن والحسين ولا تجد آي دليل على حصرها بأولاد الحسين،لأن الأدلة على الحصر في أولاد الحسين لا توجد إلا عند كتب الإمامية فقط و لا يعتد بها,و قد ألف الزيدية كتب في الإمامية و مناقشتهم في ادلتهم و منها كتاب الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في كتابة العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين الذي ناقش فيه كل ادلتهم على ذلك , ولا يعــرف الإمام عندهم سوى من شهــر سيفه، وقاتل أعــدائه ولا يميلون إلى التقية.

 

*     ترى الزيدية في استخلاف علي بن أبي طالب دليل عقلي و نقلي, وأنكرت البترية "فرقة" من الزيدية مثل هذا النص ومن الزيدية من قال أن طريق الإمامة الإختيار أو الدعوة.

 

*     كما تعتقد الزيدية أن المسلم إذا إرتكب كبيرة فإن ذلك لا يخرجه عن الإسلام، فهو فاسق بما فعل من الكبائر والآثام أيضـــاً، وبذلك وافقوا أهل السنة.

 

*     قصــرت الزيدية العصمة على الرسول و الإمام علي و الحسنين و فاطمة الزهراء عليها السلام .

ان هذه المباديء القائمة على اسس من العقلانية والتعددية ناجحة جدا في اقامة دول واتستمالة الاخريين للانضواء تحت لوائها لاعتدالها  على عكس المبادي والقيم الاثنى عشرية المقامة على اسس من الدكتاتورية والراسمالية واقصاء الاخريين التي لم تسمح للفكر الاثنى عشري من الانتشار الواسع  والعدائية للاخريين مما تستوجب اضافة مفاهيم وقيم اخرى للحصول على الامتداد الازم عبر التريخ ومنها التقية وبعض الشعائر التي تسمح بدمومه النهج الدعائي والمستند على ماسات الحسين  وكما قال احدهم لو ازلنا عاشوراء لانتهى التشيع ..

 

قد يقول قائل ان الدولة الايرانية الحديثة مقامة على اسس من التشيع الاثنى عشري فاقول ان الدولة الايرانية هية دولة قومية فارسية مقامة على اسس قومية فارسية مصبوغة بصبغة دينية لضمان حكم دكتاتوري لرجال الدين وفق بدعة ولاية الفقيه .

 

لنأتي اولا على الخلافات الفكرية بين الامامية والزيدية وباقي الطوائف الاسلامية واهمية هذا المدخل لمعرفة الرفض الموجب لسيطرة الامامية على الحكم عبر التاريخ .

 

اولا : مقدار الشيعة بالعالم الاسلامي هوة تقريبا  170 مليون اذا ازلنا النصيرية والعلة اللهية والدرزية والزيدية  يبقى من الاثنى عشرية الاسماعيلية والجعفرية يصبح حوالي  120مليون الاسماعيلية يمثلون تقريبا 35مليون يصبح الرقم الاجمالي للشيعة الجعفرية  95مليون من عالم اسلامي واسع جدا يصل الى مليار ونصف المليار مسلم ..

 

ثانيا نقاط الخلاف بين الجعفرية وباقي العالم الاسلامي

 

1-   الإمامة عند الشيعة هي زعامة و رئاسة إلهية عامة على جميع الناس ، و هي أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، إذ لابد أن يكون لكل عصر إمام و هاديا للناس ، يخلف النبي محمد في وظائفه و مسئولياته، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم ، بغية إرشادهم إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم. واذا نظرنا لهذه الفكرة بالمفهوم الحديث سنجدا رديف للدكتاتورية المطلقة .

 

2-   هو فرع من فروع الدين لدى المسلمين الشيعة. حيث أن العقيدة لدى الشيعة تنقسم على اصول خمس و فروع عشر والتولي كلمة تعنى الموالاة ويقصد بهذا موالاة المعصومين سلام الله عليهم وأولياء الله .

 

3-   الخُمس هو دفع الخُمس المال لأصناف وردت في القرآن الكريم(( نهجنا في الحياة من المهم إلى الممات للميرزا حسن ال عصفور))  وهي محل خلاف بين أهل السنة والجماعة والشيعة، حيث يرى السنة أن إخراجها واجب في الغنيمة فقط، بينما يرى الشيعية أنها واجبة في كل أموال السنة  . والحقيقة توجد تقسيمات للخمس عند الامامية وهي تقسيمات اقل ما يقال عنها انها غير منصفه بحق باقي المسلمين  .

  • سهم للرسول ، وهذا السهم يذهب للإمام القائم مقام الرسول.
  • سهم ذي القربى ، وهذا السهم يذهب للإمام القائم مقام الرسول.

  • سهم لليتامى ، وهذا السهم يذهب ليتامى آل محمد.

  • سهم للمساكين ، وهذا السهم يذهب لمساكين آل محمد.

  • سهم لأبناء السبيل ، وهذا السهم يذهب لأبناء سبيل آل محمد.

 

ثالثا نظرتهم للصحابة

 

يرى علماء الطائفة الإثنا عشرية مفهوم أن كل من رأى النبي وسمع حديثه وآمن به حتى وفاته صحابي عدل هو غير مقبول عندهم.

  • في نهج البلاغة: قال علي بن أبي طالب في أصحـاب النبي ص فيصفهم لشيعته فيقول : (( لقد رأيت أصحاب محمد ، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف، خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب )) نهج البلاغة للشريف الرضى ص (225).

  • تقول بعض روايات لدى الطائفة الإثنا عشرية أن الصحابة بعد وفاة النبي ص ارتدوا إلا ثلاثة ، "فعن أبي جعفر عليه السلام: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبوذر الغفاري وسلمان الفارسي". فروع الكافي للكليني، كتاب الروضة، ص115 ، و في البحار ج 6: 749 ، و في البرهان ج 1: 319 ، و في الصافى ج 1: 305. ، وقد ذكر علي بن إبراهيم القمي في تفسيره: (لم يبق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلا نافق إلا القليل) تفسير القمي ص 186، لعلي بن إبراهيم القمي.

  • أبو بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة : فقد ذكر المجلسي مبينا عقيدة الإثنا عشرية حسب رأيه : "وعقيدتنا (الشيعة) في التبرؤ: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، والنساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم". حق اليقين، لمحمد الباقر المجلسي، ص519 ، وقال العلامة المجلسي : « الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى وفيما أوردناه كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم» (بحار الأنوار30/399).

  • العباس وعقيل : وهما أعمام الرسول ص ومن بني هاشم فقد التي ذكر محمد الباقر المجلسي "أنه يثبت من أحاديثنا أن عباسا لم يكن من المؤمنين الكاملين وأن عقيلا كان مثله (في عدم كمال الإيمان)" . كتاب حيات القلوب،ج2، ص866 ، وكذلك أيضا ذكر المجلسي "روى الإمام محمد الباقر عن الإمام زين العابدين عليه السلام بسند معتمد أن هذه الآية (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)، فقال الإمام زين العابدين : نزلت في حق عبدالله بن عباس وأبيه". حياة القلوب، ج2، ص865

  • عمار وسلمان وأبوذر : فقد ذكر طبقتهم الكشي صاحب كتاب معرفة أخبار الرجال حيث قال: "قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر، سلمان وأبوذر والمقداد، قال: قلت: فعمار؟ قال: قد كان حاص حيصة ثم رجع، ثم قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، وأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض.. وأما أبوذر فأمره أمير المؤمنين بالسكوت ولم يكن تأخذه في الله لومة لائم فأبى أن يتكلم". معرفة أخبار الرجال (رجال كشي) ص8 لمحمد بن عمر الكشي.

  • وقد قام العلامة الخوئي المعاصر بتأويل رويات ارتداد الصحابة وقال بأنها تتحدث عن الأشخاص الذين كانوا إيمانهم كامل تام لم ينقص قيد أنملة ولا تتحدث عن الإرتداد بمعنى الكفر. ، وقد فسر الخوئي عدم الكفر والفرق بين المسلم والمؤمن قائلا: « فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة» (كتاب الطهارة للخوئي2/87).

 

اما من ناحية تعريف الامامية للمسلم والكافر والمشرك فقد جاء كمايلي ..

 

هناك ثلاث تعريفات وهي مؤمن ومسلم وكافر ، فالمؤمن هو من كان إثنا عشريا ، والمسلم هو من كان من بعض الطوائف الإسلامية الأخرى ولكنه كافر في الحقيقة ومخلد في النار في الآخرة :

  • المخالفين للطائفة الإثناعشرية هم مسلمين ولكنهم في الحقيقة كافرين : « فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية واسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم ، وان كان جميعهم في الحقيقة كافرين ، وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة ». التنقيح في شرح العروة الوثقى للخوئي 3/80

  • بطلان عبادة من لم يكن إثنا عشريا : «أقول هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين وذلك انهم وإن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا وأتوا من العبادات والطاعات وزادوا على غيرهم إلا انهم آتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أُمروا بالدخول منها... وقد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبواب بينهم وبين ربهم وأخذوا الأحكام عنهم وهم أخذوها عن القياسات والآراء والاجتهاد الذي نهى الله عن اخذ الأحكام عنها، وطعن عليهم من دخل في الدين منها ». قصص الأنبياء ص347 للجزائري

  • حكم من لم يكن إثنا عشريا كحكم المشرك والكافر في الآخرة : « وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن إثني عشرياً». تنقيح المقال 1/208 باب الفوائد ط نجف للمامقاني

  • خلود من لم يكن إثنا عشريا في النار : «وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الامامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والاخرة والذي عليه الأشهر أنهم كفار مخلدون في النار ». حق اليقين في معرفة أصول الدين 2/188

 

بماتقدم من البحث نرى ان الشيعة قد وصلوا الى الحكم وفعلا قد حكموا الدول والممالك حينما استخدموا النهج الجامع للامة وليس المفرق لها ودليلنا على ذلك حكم الزيدية وكثير من الفرق الاسلامية الشيعية كالفاطميين والحمدانيين والدروز وكثير من تلك الفرق كانت تؤمن بالتعايش الانساني وقبول الاخر وفق مفاهيم فقهية تستند الى مفاهيم اسلامية خالصية ومبنية على بناء عربي اصيل ان التزاوج بين الفكر الاسلامي والفكر القومي عند هؤلاء الاقوام ساعد بشكل كبير على انتاج دول حضاريية انسانية تقوم على قبول ومساهمة الاخر في بناء الدولة .

 

الى الشيعة الاثنى عشرية فانهم تقوقعوا على اسس ومفاهيم تدعوا الى الانعزالية عن الاخريين وعدم القبول بهم كطرف مشارك وفعال في بناء الدول والحضارات لذلك تراهم بنوا نوع متشدد من التعاليم والمفاهيم التي  ساعدتهم على ان يكونوا كيتوا حول انفسهم عزلتهم عن المساهمة في بناء الحضارة الاسلامية الانسانية .

 

اضافة الى ماتقدم احاط الشيعة الاثنى عشرية انفسهم بعادات وطقوس ليست من الاسلام بشيء مثل التطبير والزنجيل والزحف وتعظيم مقامات الائمة والاولياء الى درجه التاليه وهذه عادات مستردة من حظارات اخرى ليست من الاسلام بشيء واعتمدوا على التقية بشكل كبير مما افقدهم مصداقية القول والعمل واوجد حاج نفسي كبير بينهم وبين طوائف المسلمين الاخرى مبنية على عدم الثقة بالقول والفعل لاحتمالية انضوائها تحت مفهوم التقية .

 

ان ماجرى بالعراق من انعدام الثقة بالاحزاب السياسية الشيعية من قبل مكونات الشعب العراقي الاخرى ناتج عن ارث حضاري سابق اوجد نوع من عدم المصداقية بالقول والفعل لدى هذه الاطراف مقابل الاطراف الاخرى من المكون العراقي .

 

وبنظرة متفحصة للتاريخ نلاحظ ان صعود هذه التيارات الى  لايتم الا بوجود عامل اجنبي مساعد على توفير حماية عسكرية بالدرجة الاساس لهذه التيارات فبعد الغزوا المغولي تصاعد المد الاثنى عشري مضطردا بتصاعد السيطرة المغولية على الامه الاسلامية وكذلك حصل نفس هذا الشي بظهور الدولة البويهية عام 352 هجرية والجدير بالذكر أن شيعة العراق لم يعرفوا هذه العادة إلا بعد أن دخل الشعب الإيراني المذهب الشيعي قسراً من قبل الشاه إسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي. وجذور اللطم عند الشيعة عموماً كما اتبعها عالم الاجتماع الإيراني الراحل علي شريعتي، أنها جاءت من طائفة مسيحية في أوربا، ودخلت العراق في أواخر الحكم العثماني التركي من قبل الإيرانيين إثناء قيامهم بزيارة مراقد أئمة الشيعة.

 

والان نرى نفس الظاهرة منشرة بالعراق بشكل كبير بعد الاحتلال الامريكي للعراق ونلاحظ ظهور الكثير من الاحزاب التي تحمل مفهوم الاثنى عشري قد انتشرت بشكل منقطع النظير بعد الغزوا الامريكي ماعدى حزب او حزبان تم تاسيسها بناء على توجيه ايراني لاجل لان تكون جاهزة للعمل في حالة احتلال العراق من الدولة الخمينية في ثمانينيات القرن السابق ..

 

 

ومن ما تقدم نستخلص مايلي ..

 

1-      ان الاحزاب الاثنى عشرية غير قابلة للعمل والمشاركة في بناء الدول في الضروف الطبيعية للاوطان

2-   ان ماقام به الدكتور احمد الكاتب ومجموعة كبيرة من العلماء والمفكريين الشيعة العرب ماهوا الى التفاته قيمة لبناء منهجيه جديدة تبعد التشيع الاثنى عشري عن رفض التعايش السلمي مع الاخر

3-   على الشيعة الاثنى عشرية ان يبتعدوا عن السلبية والتقوقع حول مفاهيم قديمة والابتعاد عن الخطوط الكلاسيكية للحوزة والخطوط النائينية وغيرها من الخطوط التي تبعث على الريبة والشك

4-      ان اسقاط مبداء التقية هوة من المبادي الاساسية التي يجب الالتفات اليها لاجل بناء موجبات للثقة من الاخر

5-   ان الامام الحسين قد اخذ بثاره قبل ان يجف دمه فما ثورة المختار والتوابين ماهية الى ثورات لاخذ الثار من من قتل الحسين فليس من الداعي ان نطالب باقي مذاهب الامه الاسلامية بدم الحسين ونفتعل الحروب لاجل ذلك

6-   الابتعاد عن الترويج لافكار هدامة تمس عقائد ومفاهيم الاخريين عن طريق خطباء الروزخونيات الذين لايزالوا يعيشون في القرن الاول الهجري ولم يغادروا هذا القرن

7-      ان كان علماء الشيعة قد صرحوا مرارا وتكرارا انهم ضد عمليات الطم والتطبير فلماذا لايوقفوها ام هناك غاية في نفس يعقوب

8-   اعادة التفكير والدراسة لمسالة الخمس والاموال المستحصلة عليه كي لاتكون مسيطر عليها من قبل اناس يعملون لمصلحة فردية ومصلحة اوطانهم بالدرجة الاساس السستاني مثلا

9-   ان الله خلق ابناء ادم متساويين كاسنان المشط لماذا نحن نقسم بينهم فالفقراء فقراء سواء كانوا من ال محمد او من غير ال محمد فلماذا يحصل ال محمد فقط على الدعم ولا يحصل عليه الاخرون هذذا ضد العدل الالهي

10-  ان كلامي هذا موجه لاصحاب العقول المتفتحة وليس من تقوقع بالقرن الاول من الهجرة .

 

واخيرا ان من يريد ان يبني دولة عليه ان يتعلم طرق بناء الدول والتي من اهمها الروح الوطنية والاعتماد على الشعوب في بناء هذه الدولة وان من يعتمد على الاجنبي لبناء دولة كمن يبني قصرا في الرمال المتحركة فمهما علا بنيانه سيبقى اساسه غير ثابت ومتحرك ويتهدم مع اقل عاصفة وهذا ما رئيته في قسمات وجه جزار بدر فهوة متخوف جدا على ما تم لهم خلال الاحتلال ان يزول بزواله وذلك لعدم القدرة على العمل في الضروف التي يكون فيها بمواجهه فعليه مع الشعب العراقي بدون غطاء امريكي يدعمه ويدعم حركته .

 

فاين انتم من زيد الشهيد  

 

عاشت الأمة العربية موحدة
عاش العراق محرر مستقل
المجد للمقاومة العراقية الباسلة وعمادها الجيش العراقي
الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م