نافذة

العدوان على القطر السوري .. الابعاد والاهدا ف

﴿ الجزء الثالث ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

ان الهجوم على القطر السوري في منطقة (البوكمال) يقع ضمن المبدءا الاسترتيجي الجديد الذي اعتمدته العقيدةالعسكرية الامريكية بعد التغير الكبير في الاستراتيجية العسكرية- الامنية الامريكية بعد انتهاء الحرب الباردة.والقائمة على مبدءا الهجوم الوقائي وكذلك يمكن ادراجها ضمن الاهداف الامريكية في المنطقة في اعادة رسم الخارطة الجغرافية و السياسية على الصعيد الاقليمي مبتدءا بمنطقة الشرق الاوسط لتكون بمثابة النموذج فيما بعد للمناطق الاخرى ولكن كل المعطيات و المؤشرات تدل على ان سوريا سوف تخضع للمرحلة الثانية من الاستراتيجية الامريكية. ففي المرحلة الاولى كان العراق و افغانستان ضحايا المرحلة الاولى والتي جرت تحت شعار ( الحرب على الارهاب). المرحلة الثانية من هذه الاسترتيجية فتجرى تحت شعار( الحرب على الاستبداد ونشر الديمقراطية).! وتستهدف اسقاط انظمة تتهمها امريكا بالاستبداد ووفق تصورها وادخال اصلاحات سياسية بعيدة المدىفي المحيط العربي. والفرق بين المرحلتين هو انه في المرحلة الاولى تطلبت استخداما مكثفا للقوة العسكرية واحتلالا فعليا للدول المستهدفة.

 

في حين في المرحلة الثانية فستعتمد الوسائل الغير عسكرية ولكن من دون استبعاد استخدامها الكلي لها التي قد يتم اللجؤء اليها لتوجيه ضربات ضد اهداف محدودة اذا لزم الامر.. وفي هذه المرحلة برزت مفاهيم جديدة مثل(الشرق الاوسط الجديد) .وبذلك اصبح الامر واضح بالنسبة للخطوة الامريكية تجاه سوريا ولكن وبكل موضوعية اقول ان كل الدول العربية و بدون استثناء مشمولة بالمرحلة الثانية من هذه الاسترتيجية في تغير انظمة الحكم وان واضعوها كان يدركون بوجود انظمة في المنطقة موالية لامريكا ولكن حساباتهم بنيت على اساس المدى البعيد المنظور والذي سوف يرفض انذاك هذه الانظمة وتكون ثقلا على امريكا .فامريكا لا تتحرك بقواعد الحق و المشروعية بل بما تقتضيه مصلحتها. وهنالك حقيقة اخرى لابد من اذكرها ان الامريكين اصابوا بخيبة امل من استمرار الحرب في العراق و بهذه الماساة الغير محسوبة في استرتيجيتهم والتي كلفتهم كثيرا سواء في الارواح الامريكية اوفي تكلفتها وفي نفس الوقت تتصاعد الصيحات باتجاه الانسحاب من العراق. واليوم تجرى الانتخابات الامريكية و ماهي الا ساعات حتى تظهر النتائج وان فاز اوباما فهذا الدليل على التمرد الامريكي من الورطة التي اوقع بوش امريكا فيها وبتعبيرات عوامل الفوز او الخسارة في الانتخابات فالعراق هو سيكون اللاعب الاكبر في نتائج الانتخابات التي تجرى اليوم كما سبق ان ذكرت في موضوع سابق وبتوازي مع المطالبة بالانسحاب فالدعوات تزداد لمهادنة امريكية مع دول الجوار العراقي والتركيز على عقد الاتفاقيات مع الدول العربية مثل السعودية وسوريا. و بما ان سوريا توجد لديها مباحثات مع اسرائيل وامن اسرائيل ياتي في الاولوية سواء فاز الفيل الجمهوري او الحمار الديمقراطي فان اي اتفاق لا يحضى برضى اسرائيل لا يمكن التفكير به و حتى لو كان يخص الحرب على الارهاب في العراق او في المنطقة .

 

ان الضربة الامريكية لها مديان الاول يخص العراق من حيث التفكير الامريكي بقطع مصادر الارهاب و القادم من سوريا ووفق العقلية الامريكية و الثاني ما يتعلق في الموقف السوري من لبنان والذي اثار حفيضة الامريكان كثيرا وكذلك موقفها من المقاومة الفلسطينية والعراقية واخيرمن الوساطة التركية في قضية الجولان المحتل.

 

اذا انا اقول ان كل الدول العربية ووفق الاسترتيجية الامريكية مشمولة بالتغير وحتى الدول العربية التي تلتقي مع المصالح الامريكية ولكن برنامجها الشرق الاوسط الجديد يدخل الكل في الهدف هنالك دولا عربية مرشحة اخرى وهذا ليس اجتهادا او تنظيرا او توقعا انما هذا استنتاجا مبنيا علىالتوجه الامريكي الجديد ووفق استرتيجيتهم التي وضعوها. انا اقول ايها العرب لا تغامروا بمستقبلكم امام الصداقة الامريكية. فالامر لم يعد التزاما اخلاقيا اوصداقة قديمة الامر اليوم امسى منهجا و استراتيجية الذين وضعوها كانت حساباتهم مبنية على ان تبقى امريكا او تتفكك و الحر تكفيه الاشارة.. وماذا نعتقد ان على العرب ان يفعلوا؟؟ وماهو البديل ؟ انا اقول وافترض ان الكل يتفق معي ان هذا العالم( و مع الاسف) لا يحترم الا القوي وليس هناك عندهم شئ اسمه حق او عدالة او حقوق. اذن ننطلق من هذه الحقيقة المرة لابد ان نقوي او نستقوي بعناصر تقوي موقفنا و تردع الاجنبي الطامع .ان موضوعة التسليح مستحيلة لان الغرب هو مالكها و المصرح بها في ان واحد. اذن كيف نواجه الاستراتيجية الامريكية التي تهدد كياناتنا العربية و نضعف امريكا ونوقف اندفاعها لتهديم الانظمة العربية. ويحدث هذه بسلاح دعم المقاومة في العراق و التي هي نواة للمقاومة العربية في وجه الاستراتيجية الامريكية و من اطلع على الجزئين الاول والثاني من هذا الموضوع سيكتشف كيف اوقفت المقاومة في العراق اكمال تنفيذ المرحلة الاولى من الاستراتيجية الامريكية في اكمال احتلال العراق وتنفيذ مفردات المرحلة الاولى و بذلك اخرت بل صعبت الامر على الادارة الامريكية من الدخول للمرحلة الثانية والتي تحمل شعار(الحرب على الاستبداد و نشر الديمقراطية) وهنالك الكثير من المؤشرات و الادلة على ان الدول العربية في الحكم الامريكي هي انظمة استبدادية .الا يعتبر قيام المقاومة البطلة بمقاومة المشاريع الامريكية في المنطقة عملا جبار ويتطلب من الدول العربية دعمها وبكل قوة ومنها عدم اقامة اية علاقة دبلوماسية مع حكومة الاحتلال او حتى الاعتراف بها .

 

ان الوقت حان لكي يفهم العرب كيف يقيمون علاقاتهم مع دول العالم وبتكافئ عادل و احترام متبادل وان يفكروا بمصالحهم امام الاخرين والا ان امريكا سوف تجتاح المنطقة والعالم تحت شعارات كاذبة وخاصة بعد احتلال العراق وازاحة نظامه العربي الاصيل و لم يعد امام امريكا من شئ يوقف زحفها في المنطقة و كما قال سيد الشهداء (اذا ذهب العراق ذهبت المنطقة).

 

ان دعم المقاو مة في العراق هو السبيل لاستمرار الوجود العربي ان الذي حدث من عدوان على القطر السوري ممكن ان يتطور في مراحل لاحقة وتبداء الولاياة بتطوير عدوانيتها وتعمل على انضاج كل الضروف لتكرر حماقتها التي فعلتها في العراق . وقد يبرز راي يقول ان فاز اوباما اليوم فهنالك احتمال ان لا يعمل بهذه الاسترتيجية. كل الدلائل و المؤشرات تعطي تاكيدا على ان واضعوا هذه الاستراتيجية لم يصمموها على من سوف يفوز بل انهم خططوا على مبدءا مصلحة امريكا اولا و اخيرا .فلا تغير سوف يحصل ا ذا ما فاز اوباما او غيره والعقول التي تخطط في امريكا تضع الاستراتيجيات وفق منظور المصلحي للولاياة المتحدة وكما قلنا ان الرئيس الامريكي و طاقمه هم لا يتعدون من كونهم موظفون مؤهلون لتنفيذ الاستراتيجيات الامريكية الموضوعة وان هامش التغير لايسمح للرئيس و طاقمه عسكرين او من معه ان يخرجوا عنها بغير الحد المسموح لهم و الدليل ان باراك اوباما كان قد صرح قبل ايام في رده على خططه للانسحاب من العراق فاجاب بانه يؤيد الانسحاب و سيعمل به ان فاز ولكن بشرط ان يكون انسحابا مدروسا ولايتسبب في مضاعفات واعتقد انه ينوه عن الانسحاب الامريكي من لبنان في العقد الثامن والانسحاب الامريكي من الصومال في العقد التاسع من القرن الماضي ...

 

فكل المتغيرات محتملة وان السياسة الامريكية مرهونة بواقع عراقي يقراء نموا مباركا للمقاومة وسوف ينعكس على الوضع في المنطقة واحتمالات تكرار الحالة التي حدثت في لبنان و الصومال بل الذي يقراء الواقع يتضج له الى ان تتكرر ما حدث في فيتنام قبل 40 سنة تقريبا..

 

وعندئذ لن الخلاصة ووفق المبدءا القانوني (القانون لا يحمي المغفلين) ان على العرب ان يدركوا ان لا خلاص الا بمقاومة المشروع الامريكي على الاقل في منطقنتا وان المقاومة العراقية هي الان نواةالاستقطاب للمقاومة العربية ولتكن هذه المقاومة سياسية و اقتصادية وعسكرية وكما قال سيد الشهداء (للبندقية فوهتان) وهذا اقل الايمان و بعكس ذلك سيخسر العرب الكثير و عندها لا ينفع البكاء و صريف الاسنان. والله قادر على ما يشاء..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م