لقاء تضامني في طرابلس دعماً لمنتظر الزيدي
د. الرافعي : على القوى الحية في الأمة أن تدافع عن البطل منتظر الزيدي

 

 

شبكة المنصور

الدكتور عبد المجيد الرافعي

بدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق، أقيم مساء 18/12/2008 لقاء تضامني مع الصحافي العراقي منتظر الزيدي شارك فيه ممثلون عن القوى السياسية والحزبية وهيئات المجتمع المدني اللبناني والفصائل الفلسطينية في الشمال يتقدمهم الرفيق الدكتور عبد المجيد الرافعي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الذي ألقى مداخلة في اللقاء اعتبر ما قام به الزيدي حدثاً بكل ما للكلمة من معنى لما امتلكه من جرأة في التخطيط والتصميم والتنفيذ، مطالباً باستنفار كافة القوى القومية والعالمية للدفاع عنه وإطلاق سراحه وحمايته من أي أذى أو ضرر قد يلحق به، كما تكلم في اللقاء المحاميان عدنان ضناوي ومصطفى العجم وممثلو منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف الفصائل الفلسطينية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكل من السادة فيصل درنيقة وعبد الله خالد وبسام مرحبا الذين اعتبروا أن ما أقدم عليه منتظر الزيدي يؤكد مدى عمق ورفض الشعب العراقي للاحتلال الأميركي ولإفرازاته المتمثلة في الحكومة العراقية العميلة والميليشيات الطائفية والمذهبية التابعة لها.


نص مداخلة الدكتور عبد المجيد الرافعي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في اللقاء التضامني مع البطل منتظر الزيدي / طرابلس 18/12/2008


أيتها الأخوات، أيها الأخوة
كالنار في الهشيم، وبمثل سرعة البرق ينتشر الخبر وفي لحظاتٍ، ينتقل ليعمَّ العالم أجمع، فيتحول حدثاً بكل ما للكلمة من معنى...


شابٌ عراقيٌ يمتشق حذاءه أمام مئات الملايين من البشر المسمرِّين أمام شاشات التلفزة، فيرشق بهذا الحذاء رئيس أعتى دولة في تاريخ البشرية وعلى مرأى من الحراس وأجهزة الأمن والمخابرات ورموز الاحتلال الأميركي في العراق ممن نصبَّهم حكاماً على هذا القطر العربي المحتل، وإذا بالحذاء ينطلق كالصاروخ، ليتكرر المشهد ثانية، والشاب العراقي البطل يقول للمجرم بوش:


هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي يا كلب
هذا ما نطق به البطل العراقي منتظر الزيدي وهو ينتقم للملايين من أبناء شعبه العراقي الذين قتلهم وشردهم وأسرهم ودمر منازلهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية الذي غزا بلادهم واحتلها واغتال رئيسها الشرعي الشهيد صدام حسين دون أي وجه حق أو مبرر قانوني أو شرعي.


مثلما هو ينتقم أيضاً لشعبنا في فلسطين المحتلة وما تتعرض له غزة الصامدة من حصار جائر وترويع وتجويع عل أيدي العدو الصهيوني وأمام الصمت الرسمي العربي والعالمي.


أما الذي لم يتمكن منتظر الزيدي من النطق به، بعد اعتقاله، فقد ترجمته تظاهرات الملايين من أبناء العراق والأمة العربية الذين نزلوا الشوارع والساحات مهللين لهذا الحدث الذي صار تأريخاً جديداً في ذاكرتنا، سنتذكره كما نتذكر ثورة الحجارة على أرض فلسطين ويوم 10 نيسان 2003 تاريخ انطلاقة المقاومة العراقية عندما انتقلت الحرب التقليدية النظامية مع الاحتلال الأميركي الغاشم بعد استعماله أسلحة القتل الجماعي إلى حرب تحرير شعبية مفتوحة حتى طرد الاحتلال وتحرير الأرض الطاهرة.


ومع منتظر الزيدي، عادت صرخة المقاومين العراقيين النشامى تتجدد متجاوزةً حدود العراق وأقطار الأمة العربية، إلى العالم أجمع: تنبهوا واستفيقوا أيها العرب، تنبهوا واستفيقوا يا أحرار العالم، لتنطلق قوى الأمة الحية من محيطها إلى خليجها، ولتتجسد معاني البطولة التي حققها "منتظر" في سواعد وعضلات ودماغ الأحرار والشرفاء متجاوزة كل معوقات أمنية أو سياسية أو طائفية أو مذهبية أو غيرها.


نعم أيتها الأخوات والأخوة... هذا ما تمكن فردٌ عربيٌ من تحقيقه عندما أفرح الأمة والعالم، فكشف عن هذا المخزون النضالي الكبير الذي أفصحت عنه جماهير العراق والأمة والعالم، فيتحول الحذاء إلى رمزٍ هو صنو المدفع والصاروخ، ويتحول البطل الذي رمى به إلى أمثولةً لكل أحرار العالم، بإيمانه بحقه وبقدرته في التعبير عن هذا الحق، وبالجرأة البطولية التي نفذ بها رميته، مع علمه المسبق لما ينتظره من تبعات فعله من عواقب، ضرب بها كلها عرض الحائط عندما خطط وصمّم وقرَّر وفعل.


ومع عشية الذكرى الثانية لاستشهاد رئيس العراق الشرعي القائد صدام حسين، ومع تعاظم الدور البطولي الذي تقوم به المقاومة الوطنية العراقية وعلى رأسها الرفيق المجاهد عزت إبراهيم الدوري ورفاقه وإخوانه في القوى الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، تتكامل مقاومة السلاح، بمقاومة الكلمة، لتتحول رمية حذاء منتظر الزيدي إلى القمة في التعبير عن توق أبناء العراق والأمة العربية لرفض العدوان وطرده مدحوراً والى الأبد بإذن الله.


أيتها السيدات، أيها السادة: سيتحدث التاريخ غداً الكثير الكثير عن بطولة هذا الشاب العراقي البطل، ولو لم يتفاجأ الإعلام العربي والعالمي وينقل هذا الحدث المفاجئ مباشرة على الهواء رغم أنف قوات الاحتلال وعملائهم الذين أصابهم الذهول، لكانوا "عتَّموا" على ما جرى وكأن شيئاً لم يكن.


غير أن إرادة الخالق عز وجل شاءت أن يُفضح أمر هؤلاء المحتلين والخونة، كما شاءت أن تؤدي للمقاومة العراقية البطلة حقها، وهي التي ترهق المحتلين بعملياتها البطولية الكمية والنوعية يوماً بعد يوم، ويلجأ الإعلام العربي والعالمي وللأسف للتعمية عليها وتجاهلها.


أخيراً، أن التحية لمنتظر الزيدي والتضامن معه، لن يكفيان، ما لم تستنفر قوى الأمة الحية بطلائعها الحقوقية والقانونية للدفاع عن هذا البطل العراقي المقاوم والضغط على قوات الاحتلال وحكومتهم العميلة في العراق من أجل إطلاق سراحه فوراً وعدم إلحاق أي أذى أو ضرر به، وهذا ما سوف يكون في مقدمة اهتماماتنا وأولوياتنا النضالية والتحررية نحن وكل الشرفاء والأحرار في هذه الأمة التي تفخر بمنتظر الزيدي، وكل منتظر مقاوم آخر على طريق إكمال مسيرة التحرير وطرد الغزاة المحتلين.


والسلام عليكم.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م