اغتصابات ... أم انتخابات ؟؟؟؟

 

 

شبكة المنصور

عبد الله الربعي / كاتب من العراق

عندما كنت اقرأ القصيدة العصماء الشهيرة للشاعر الكبير اليازجي  ,  كنت احدث نفسي عن عمق المأساة التي عاشها الشاعر ليتحفنا بأبيات ستبقى تذكرها الأجياال طويل , والتي يقول في مطلعها :

 

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب                    فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

الله أكبر ماهذا المنام فقد                               شكاكم المجد واشتاقتكم الترب

وفارقتكم لطول الذل نخوتكم                       فليس يؤلمكم خسف ولاعطب

 

فشمروا وانهضوا للآمر وابتدروا ....

 

وبادئ ذي بدأ فان كل مايؤسس على باطل فهو باطل وغير شرعي بل وغير ملزم قانونا وغير معترف به , وكثير من الأعراف التي أصبحت واقع حال وأقرت في زمن الاحتلال والانحلال من قبل رموز المحتل وغلمانهم , الزمن كفيل بطمرها ورميها لمزبلة التأريخ وإزالتها.

 

ستجري نهاية شهر كانون الثاني 2009 القادم , انتخابات مجالس المحافظات في العراق , بعد أن تم تأجيلها من شهر أيلول العام 2008الحالي بسبب موضوعة كركوك ونسبة تمثيل الأقليات  , وستكون الانتخابات الأولى في تأريخ العراق يحضرها الجمهور العراقي والتي لم يعكر صفوها كما يبدو لحد الآن النظام الحاكم أو الجماعات المعارضة والمقاومة لنهج حكومة أقل مايقال عنها  , أنها حكومة في ظل الاحتلال.....لكن مدننا كثيرة تشهد محاولات عديدة لتزوير مصداقية هذه الانتخابات قبل أن نتهمها بصدق تزويرها لنتائج الانتخابات  , كما حدث مع عملية الاستفتاء على الدستور...الذي جاء مسخا وكانت ولادته بعملية قيصرية على الطريق الأمريكية السريعة والمريعة.

 

تتحرك اليوم عيوننا في حدقاتهاتراقب مجريات الأمور والاستعدادات للانتخابات وأعمال المفوضية العامة للانتخابات لكننا في الوقت نفسه...نراقب بهدوء وحذر شديدين مايقوم به إخواننا  الأعداء ممثلي الحزبين الكرديين الرئيسين(الحزب اللاديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعور برزاني وحزب الاتحاد اللاوطني الكردستاني بزعامة أجلال الطلباني , وأعوانهم ورجالهم وميلشياتهم ومكاتب الاستخبارات الكردية(الاسايش) التابعة لهم في مدن ومحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين والموصل , ولقد تطورت ولدرجة كبيرة وتقدمت الأفعال والخروق والاغتصابات التي ينفذوها هذه الأيام ومنها على سبيل المثال لاالحصر نذكر:

 

1.تقوم مكاتب الاستخبارات الكردية(الاسايش) في هذه المناطق باستدعاء كل شخص يروج ويدعم ويقدم دعاية انتخابية لأية جهة عربية أو عروبية أو عراقية وطنية , وخاصة ممثلي القائمة العراقية ورموزها التي تعادي المشروع الانفصالي الكردي اللاوطني.

 

2.تنتشر مكاتب الاسايش في كل نواحي هذه المحافظات , فهناك مكتب رئيسي في مقر الناحية , فيما تنتشر مقرات الحزبين الكرديين في معظم بل وكل القرى وفي مقر الناحية.

 

3.إغراء العرب الساكنين في المناطق العربية تأريخيا و التي هي من وجهة النظر الكردية مناطق متنازع عليها وهذا الادعاء الباطل , من الناس المعروفين ووجوه المناطق وعلية القوم وشيوخهم للترشيح لعضوية مجالس المحافظات وذلك لغرض كسب أصواتهم وأصوات معارفهم وأصدقائهم وأقربائهم  , وليكونوا وبإسناد وتوجيه قريب ودعم مرشحين لهذين الحزبين , وكما حدث سابقا مع محافظ الموصل المبجل الموقر صاحب الاسم المقصور الجحيشي دريد كشموله.

 

4.تم توزيع عدد كبير من العوائل الكردية على وكلاء المواد الغذائية , وتم استحداث بطاقات تموينية جديدة لهم(حيث انك لايمكنك الانتخاب دون أن يكون لديك بطاقة تموينية لوكيل في المنطقة الانتخابية)  , وبلغت حصة كل وكيل في قرى ونواحي المحافظات المذكورة للمناطق التي يزعم الأكراد أنها مناطق متنازع عليها مابين (600_800) عائلة , أي أن كل وكيل أضيف له مايقارب (5000)فرد , وبهذا يتحقق ربح كبير لوكلاء المواد الغذائية ويتهافتون على إكمالها ومتابعتها وتنفيذها وبكل سرعة ورغبة ومحبة , في حين أن المنطقة سيتغير الواقع الديموغرافي له , فتتحول من منطقة ذات أكثرية عربية تأريخيا إلى منطقة ذات أكثرية سكانية كردية , وكما حصل مباشرة بمحافظة كركوك بعد دخول المحتل .

 

5.طلب مجلس محافظة نينوى الحالي بعد جلسة صورية من مفوضية الانتخابات في العراق , تم الاتفاق فيها على تأجيل الانتخابات المحلية لمجلس محافظة نينوى بحضور (27)عضو وبموافقة(20)عضو كردي ومعارضة(7)أعضاء , حتى يتم انقضاء فترة تفعيل البطاقات التموينية الجديدة ويتم انجاز التزوير الديموغرافي الجديد , ومن أبطال فيلمنا الجديد هذا في محافظة نينوى على سبيل المثال الرفيق المفترى عليه خسرو كوران مسوؤل فرع الحزب اللاديمقراطي الكردستاني  ونائب محافظ الموصل.  

 

*تم فتح جسر الحرية لعبور المواطنين عليه بعد حملة قوية قادتها شخصيات وطنية من المدينة  , علما أن  جسر الحرية والذي بسبب وجود مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني قربه في الساحل الايسرتم غلقه أمام حركة السير العادية للمواطنين الاللشرطة والأمريكان والبشمركة وبسبب إغلاقه حدث اختناق كبير في مركز المدينة بالساحل الأيمن , وهي حقيقة يعرفها جيدا ويتألم منها أهالي الموصل كثير , ويتندرون على هشاشة موقفهم وتردي أوضاعهم ويرددون بان ثلة من الأكراد يجلسون بمقر حزب يغلقون جسرا حيويا يستخدمه آلاف الناس يومي , وقد كان هذا المبنى مقرا لأحد فروع حزب البعث بالموصل سابقا وأمامه نادي الضباط وعدد من القصور والمواقع الرئاسية ولم يغلق في عهد النظام السابق حتى في أحلك الظروف الأمنية , وليتاح بغلقه لعملائهم الوصول للمقر دون أن ترصدهم عيون الفضوليين وليذهب عدد من مثقفي الموصل وكتابها وشعرائها وأدبائها وفنانيها المأجورين جاوزت أعدادهم( 600دعي ثقافة) لاستلام أعطياتهم من هذا المقر كل شهر , ولتتم عملية شراء ضمائرهم وإبداعاتهم ومعاناتهم بثمن بخس دراهم معدودة وليهيئوهم لخدمات جديدة يتطلبها موقفهم التالي.  

 

نصيحة ثمينة وأخوية للقيادات الكردية في الحزبين المذكورين وعليهم ان يفيدوا من دروس التأريخ في:

1.المحافظة على اللحمة الوطنية وان يبقوا مواطنين عراقيين  , لايغرهم وجود الامريكان  , فهم سيغادروا حتم , ولايستعجلوا المكاسب على حساب العراق.

2.الوضع الاقليمي لن ولايسمح بقيام دولة كردية في المنطقة  , بالرغم من كل الخطط والمحاولات الخارجية لتقسيم العراق.

3.انتم في وسط  , تعامل معكم تأريخيا على انكم جزء منه وشعبه فلا تفرطوا في هذا الموقف الذي سيتغير حتما مع اصراركم على تحقيق تطلعاتكم على حسابه ورغما عنه.

4.اذكر مسعود برزاني بما حصل صيف عام 1996 عندما جاء لبغداد مستنجدا بالرئيس صدام على جلال طلباني عندما أدخل الايرانيين لشمال العراق ونخوة الجيش العراقي ودخوله كردستان وقيامه بطرد المارقين واذنابهم من شمالنا العزيز اواخر آب 1996.

 

وأخيرا وليس آخرا أشيركم إلى التحقيق الذي أبدعته وقدمته جريدة المسار الموصلية(والتي هجرت رئيسة تحريرها لسوريا تهديدا وقسرا)في عددها(81)الصادر في 27 كانون الثاني 2008 , صفحة متابعات وتحت عنوان (المادة 140 مالها وما عليها) لتعرفوا حجم مأساة مدينة الموصل مع الأكراد تحت ظل الاحتلال الأمريكي وبتأييد منه ومنها كمثل حي ملموس من هذه المحافظات التي ذكرتها:

 

1.تم جلب فرقتين من أربيل ودهوك للموصل(الفرقة الثانية والثالثة) والتي هي أصلا قوات من متطوعي البشمركة  , وان منتسبي هاتين الفرقتين للجيش والموجودة حاليا بالموصل هي من متطوعي البشمركة الأكراد , وعندما جعلت مراكز التطوع للجيش في أربيل والسليمانية بعد الاحتلال لم يكن غائبا عن خلد واضعي هذه الخطة إن الذين سيقبلون هم فقط من الأكراد ومن الذين يزكيهم البر زاني أو الطلباني وأعوانهم وأزلامهم , أما من ذهب من العرب من أهالي الموصل وتكريت وكركوك وديالى للتطوع , فقد أعلموهم بأن المطلوب فقط تشكيلة طائفية للجيش الجديد ولايمكن أن يعود العسكر القدامى لممارسة دوره في اللعبة ثانية , هذا ماحدث في مراكز التطوع هذه , ولتعيث في أرض الموصل فيما بعد فسادا وتدميرا واقصاءأ واعتقالات ومداهمات ليلية ونهارية ولتسرق مدخرات أهالي البيوت التي تدخلها أمام أنظارهم دون حياء أو وجل ودون أية معايير إنسانية .

 

2.هل ينكر أهالي الموصل ماتقوم به قوات البشطركة في مدينتهم , وهل ينكرون ماتقوم به مكاتب أمن واستخبارات كردستان (الاسايش) مع المواطنين ليتم اعتقالهم وليقتادوا إلى معتقلات كثيرة داخل الموصل وخارجها ومنها ( مقر شركة الكندي سابقا) لينالوا التعذيب تبعا لآخر وصفة أنتجتها أياديهم الملوثة بدماء الأبرياء , فقد فاقوا أفاعيل المقاومة الشعبية والحرس القومي وميلشيات قوات غدر وو(بما فعلوه بالموصل وفي معتقلاتهم في عقره واربيل ودهوك والسليمانية).....كأنما كتب علينا نحن العراقيين أن يكون لكل فئة منا دور في تعذيب الآخرين حسب هواها !!!!!.

 

3.انتخابات مجلس محافظة نينوى الحالي تمت تحت حراب الأكراد فمحافظ نينوى ونائبه ورئيس مجلس المحافظة ونائبيه تم انتخابهما من القائمة الكردية فتصورو ,  واليوم فان (37)عضوا من أصل (41) عضوا في مجلس محافظة نينوى هم من الأكراد , بالله عليكم أجيبوني هل ندعي زورا على إخوتنا الأعداء عفوا الأكراد أم أن أفعالهم هي التي تدينهم .

 

4.حوادث التعرض و الاغتيالات والقتول الكثيرة لمثقفي وعلماء وأئمة المساجد والشعراء والكتاب والشيوخ وأساتذة الجامعة في الموصل يقوم بها رعاع الأكراد عصاباتا وإفراد ,  من اغتال كل من : د.ليلى محمد سعيد والشاعر كامل ألنعيمي والشيخ غازي الحنش والداعية رعد الحيالي والخطيب راجح الرمضاني والشيخ الدكتور محمد الفيضي(شقيق الدكتور بشار الفيضي)  والشيخ د.خليل ألنعيمي  والأستاذ عبدا لعزيز سليمان ألنعيمي والشيخ طلال ألخالدي رحمهم الله جميعا وغيرهم كثير مما لاأذكره في هذه العجالة ,  والتعرض على الشيخ د..إبراهيم النعمة وأخيرا محاولة التعرض لاغتيال د.مزاحم الخياط.....ووو....كل هذه القتول لهذه الطائفة المكرمة التي لاقت وجه ربها صابرة محتسبة كانت أيادي الغدر الكردية قد طالتهم ,  والحادث الذي أودى بحياة مطران الطائفة الكلدانية العراقي القس فرج رحو , هل تعلمون أن لغة مختطفيه هي الكردية  , فالذي كان يراقب القس وقت الاختطاف وشهد الحادث يقول:أن الذي نادى على من ضرب القس بأخمص المسدس في رقبته كانت لغته الكردية وقال له:برو(يعني اذهب زجرا)....ووو باللغة الكردية , ويكفيني ماأوردته اليوم من قرائن على صدق أخوة الأكراد لعرب الموصل والعراق فهم يهود بل صهاينة العراق الجدد بامتياز عال ودون أي منافس.

 

وهكذا نجد أن الموصل قد ابتليت اليوم بما يسمونهم التطرف والمد الكردي بل والشعوبي وهذا خسرو كوران في كتابه (الأكراد في محافظة الموصل)يبين أن الموصل مدينة كردية بالدليل القاطع المزور وبالجداول والإحصائيات الملفقة وبكذب رخيص لاينطلي على أحد , وليكون قد كرم على بحثه هذا بأن جعلته القائمة الكردية نائبا لمحافظة نينوى(الموصل) ومسؤلا لفرع الحزب الديمقراطي في الموصل ونال ثمن تعبه وجهده في تأليف الكتاب الهابط هذا والملئ بالأكاذيب  , ونحن نعلم والتأريخ يشهد أن فتح جلولاء على يد هاشم بن عقبة بن الوقاص وقائد المقدمة كان القعقاع بن عمرو التميمي , وأن فتح الفتوح كانت بمنطقة نهاوند بمحافظة ديالى والتي على أثرها أصبحت منطقة عربية روت دماء الصحابة ومنهم قائدهم الصحابي الجليل النعمان بن المقرن المزني ثرى أرضه , في حين أن القبائل العربية(إياد ونمر وتغلب) ساعدت الصحابيان عبد الله بن المعتم على فتح تكريت وربعي بن الافكل العنزي على فتح الموصل أواخر سنة 16 هـ/سنة 637م فيما بعد.

 

مما تقدم ظهر لنا جليا أن الموصل معقل العروبة والإسلام وستبقى كذلك للأبد مدينه عربيه إسلاميه عريقة سكنتها القبائل العربية (إياد , تغلب ,  ونمر , وطيء) قرون عديده قبل الفتح الإسلامي وشاركت بعد الفتح الإسلامي لها (16هـ) في التعبير عن الرقي والتقدم الحضاري الذي وصلته الدوله الاسلاميه فكانت إحدى مدن الإسلام الثلاث الكبرى التي ذكرها ياقوت الحموي وأطراف الموصل عربيه كعروبة إحيائها ومحلاتها التي تحمل أسماء قبائل وعشائر عربيه , فكيف لمدع أن الموصل ممكن أن توافق على أن تكرد؟؟؟؟؟

 

 , والزبد الذي يطفو على سطحها اليوم  , الأيام كفيلة بإزالته .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م