أراد أن ينزع حذائه بدل أن يرمي أوراقه

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

على المتيسر المتاح لي أو لغيري في متابعة لبرنامج فضائية الجزيرة "الإتجاه المعاكس" والتي كانت مخصصة حول الفعل البطولي العظيم الذي قام بتنفيذه ابن العراق والعروبة الحقة منتظر الزيدي , صادفتني , الثلاثاء 23 . 3 . 2008 حلقة من هذا البرنامج الذي يعده ويقدمه الدكتور فيصل القاسم تابعت ما تبقى من نصفها الثاني , وكالعادة , يجب على مشاهد مثلي أن يتجرّع سم الكلام المشوّه الذي يطلقه من فمه العفن أجلكم الله أحد هؤلاء العقارب من مجرمي ما تسمّى بمحكمة مجرمي الحرب , المنسلخ من عروبته مقابل تفرنسه ...


الفرنسي هذا , والذي يتكلم العربيّة بطلاقة "الكثير من حملة الجنسية الأوروبيّة من العرب يقرّون بعروبتهم إلاّ هذا المتفرنس وأمثاله فهم يفاخرون بانسلاخهم عن هويّاتهم الأصليّة مما يسترعي انتباه المشاهد إلى الشك بنسبه العربي أساساً!" هذا بات يستخدم أسلوب جديد "يبدو أن هنالك توجيهات صهيونية مركزية بهذا الخصوص تم توزيعها على أتباعها نظراً للمأزق الخانق الذي بات يهدد قلب الصهيونية أميركا نفسها" هو خلطه الحق بالباطل لكسب تعاطف الجمهور وهذه نغمة جديدة بات يستخدمها كتبة الإعلام الصهيوني من المنسلخين عن شرفهم وعن أصولهم وعن مهنيّتهم بعد أن فشل مشروع أسيادهم العولمي وأصبح في مهبّ الريح , فنرى هذا "الليبي" يحاول اللجوء إلى أساليب ما تثير مقاصدها المشاهد العربي وتستثير حميّتهم ضد الحكام العرب الذين "أنفقوا آلاف المليارات لتدمير العراق" كما يقول هو ويعترف بلسانه , لإثارة موضوع جانبي بعيداً عن صلب الموضوع الذي عقد البرنامج لأجله وليكسب في نفس الوقت بخبث يهودي واضح عطف المشاهد العربي أو تليين أذنه لتمرير ما يريد أن يسمعها وبالتالي يستطيع تمرير ما يريده حين يلحقها بجملة منفـّرة تعوّد أن يلفظها العالم ويتقيّأها على أصحابها ويشمئز من هول الكذب الذي تحمله هذه الأسطوانة المشروخة التي تردد "صدّام الذي ملأ العراق بالمقابر الجماعيّة" ! أو "عديّ الذي يمشي في شوارع بغداد ويقتل كما يشاء ووقت ما يريد" ! , هذا الأسلوب القذر أصبح يتردد بكثرة في السنتين الأخيريتين على ألسنة مثل هؤلاء الأقزام الذين هم أشدّ وطأة على بلدانهم الأصليّة التي لفظتهم والذين لولاهم لما تجرّأ الغرب الاستعماري لممارسة محاولاتهم الألفية من السنين لاقتحام بلداننا , أسلوب التكرار والتكرار الممل لكي تحقق أهدافهم عبر أكاذيبهم وتلفيقاتهم وتصبح وكأنها حقائق يتداولها الناس وتدخل بالنتيجة وكأنها من ضمن موروثات هذه الشعوب المستهدفة ! متناسين أن ابن العلقمي وأضرابه لم تنفع سيرهم الوسخة لتغطي على الحقيقة من أن تصل إلينا كما هي وبعد مئات السنين جميع التلميعات والتزويقات التي نثرها آل صفيون على شعوب العالم الإسلامي على شكل قصص وحكاوي تبرر فعلة الخيانة القذرة التي أتاها ابن العلقمي لعنه الله , فهل مثل هذا المتفرنس اللعين تنفع معه المجادلات الكلامية والحوارات الديمقراطية المزعومة ! لا والله , فهذا وأمثاله من براطن العدو ونتوءات قشرته الخارجية إلاّ الضرب بالقنادر وبجميع أنواع وصنوف القباقيب إن عزّ قذفهم بالدم ! ...


حياك الله يا أخي نقيب المحامين العرب صاحب الغيرة والنخوة العربيتين ( والذي أراد أن يفعلها ! ) لولا أن رآها غير ذات جدوى مع مثل هذا الرغالي العلقمي , ولا تستاهل , سوى أنها ربّما ستحسب تقليد أكثر منه انفعال حقيقي فسارع إلى التعويض بأوراقه التي أمامه لينثرها ويفرغ ما يتفاعل ويجيش في صدره ضد هذا الكلب الفرنسي المتطاول وحاشا الكلب ....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٩ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م