خــــلي الحــــــذاء صــــــاحـــــي

 

 

شبكة المنصور

الـــوعــي العــربـي

منتظر الزيدي هو أحد أبطال المقاومة العراقية شاءت الأقدار أن يكون هو مسك الختام بحذائه الذهبي الذي أوصل المجرم الأرهابي بوش ومن معه من حكومة المماليك المملوكة سريعاً الي مزبلة التاريخ ولذا نحن نتعجب لمن يتحدثون عن هذا العمل بوصفه خروج عن أداب المهنة او أصول الضيافة فمثل هذه الأراء أرادت أن تقلل من عظمة هذا الحدث وأين كانوا من ينادون بالمهنية عند غزو المجرم بوش للعراق وإعلان الحرب علي الأمة العربية فمنتظر الزيدي هذا البطل لم يخالف قواعد المهنية ولكنه ترك هذه المهنية لاصحابها ويكفينا ما يرتكبوه باسم المهنية ونقول لهم أن منتظر الزيدي وجه رسالة الي عالم ضاعت فيه الحقيقة ولم يعد أحد يستمع فيه الي عقل او منطق في ظل أوضاع أصبحت مقلوبة فالمحتل والغازي أصبح مِحررًا والظالم أصبح عادلاً، والقاتل السفاح أصبح قديساً والمسلم أصبح إرهابياً، والشهيد تحول قتيلاً والمقاوم تحول الي مغامراً او متمرداً والضيف المجرم كهذا البوش أصبح صاحب البلد لقد أراد الزيدي البطل والذي ضاق بما يحدث ويراه في كل وقت من هؤلاء البرابرة لابناء شعبه ووطنه أن يقول لهم كفي ما يحدث ،

 

نحن نتعامل معكم منذ خمس سنوات هي عمر الإحتلال ولم نجني من ورائكم سوي الخراب والدمار والموت فقد حمل لنا هذا الأحمق الغبي فقدان ما يقارب علي المليون شهيد وملايين المهجريين والمشردين بين خارج وداخل حنايا الوطن فكم من البيوت دُمرت وكم من العقول صُفيت وكم من الثكالي والأرامل والأيتام شُردت ، أن واقعة إغتصاب وقتل وحرق الطفلة عبير الجنابي علي أيدي مغول العصر او واقعة الإعتداء علي صابرين الجنابي علي أيدي ميلشيات الغدر العميلة هي تعبير حي علي ما يحدث لأرض العراق أرض الخلافة الأسلامية أرض الحضارة والتاريخ أرض الأنبياء والصالحين ، لقد أراد منتظر الزيدي أن يختزل حجم المعاناة واليأس والظلم التي يمر بها وطنه فكانت هذه الرسالة الواضحة المعالم والمضمون والتي وصلت الي كل من يخالف هذه الحقيقة المرة لقد عبر الزيدي عن ملايين المقهورين والمظلومين علي وجه الأرض و أكد علي مبدأ ما بني علي باطل فهو باطل وأن ما في القلب في القلب هذا الحدث يلخص معاناة أمة الإسلام والعروبة بأكملها هذا الحدث يعبر عن موقف الشارع العربي بأسره من المغول والتتارالجدد و يلخص به معاناة أمة أسُتبيحت اراضيها وشعوبها ،هذا الحدث أعاد لنا عقوداً طويلة من العزة والكرامة التي إفتقدناها عبر سنوات طويلة من الذل والخزي والخضوع للجبار بجبروته وطغيانه ،

 

أن ما قام به منتظر هو تغفيراً عما قام به حكامنا العرب من التواطؤ والمساهمة لهذا المجرم علي ما أقترفه في حق البلاد والعباد وجاء تطهيراً عن ما قام به أصحاب الفخامة والجلالة من أصحاب الكروش والعروش لاستقبالهم هذا الملعون علي أراضي بلادهم بالأحضان الساخنة ومنهم من راقصوه بالسيوف وقلدوه أرفع الأوسمة والنياشين ،أن ما قام به البطل العراقي منتظر الزيدي هو عمل بطولي بكل المقاييس وهو إمتداد لما يقوم به رجال المقاومة العراقية علي أرض الرافدين من بطولات وملاحم تواجه بتعتيم إعلامي عربي متواطئ مع الأحتلال وعملائه من الجواسيس والخونة لمحاولة طمس بطولاتها ضد الإحتلال وأذنابه فتمنع وصول أخبارها الي العالم او الشارع العربي إلا أن قذيفة منتظر الزيدي في وجه راعي الإرهاب الأول في العالم والمحتل المغتصب بوش وأعوانه من المستعرقين الجدد هي التي جسدت ملاحم ما تقوم به المقاومة العراقية من بطولات ، لقد أراد بوش وأذنابه في زيارتة السرية متسلالاً كاللصوص الي العراق أن يقول لنا في إحتفالية وعنجهية بربرية بانه قد أنجز مهمته علي العرب والمسلمين في العراق وأفغانستان وأنه دمر البلاد وأهلك الحرث ، والنسل ، والزرع ،مرتكبا أبشع الجرائم ضد الإنسانية علي وجه الأرض ،

 

نعم أنه أنجز المهمة باخراجه العراق من ميزان القوي الأقليمي لصالح الصهيونية إسرائيل التي وجدت لها مرتعاً علي أرض الرافدين بعد فلسطين ، ولكن مانريد أن نؤكد عليه للأمة العربية عامة والشعب العراقي علي وجه الخصوص علينا عدم ترك الأصل والتحدث في تفاصيله الصغيرة والتي لا تؤثر علي مجريات الأمور وحتي لا تضيع الحقيقة بين قذف الحذاء في وجه بوش وعملائه وبين الإحتلال ووجوده ولكي نحافظ علي ما أنجزه منتظر الزيدي في مواجهة الإحتلال الأمريكي وحتي لا يذهب ما قام به من عمل بطولي هباءاً فلابد أن نحافظ علي أثر هذا الحدث والهدف منه والرسالة التي وجهها الي كل الأحرار في العالم فلا تنسينا الفرحة بتقديمه أرفع وسام عربي من الطبقه الاولي يستحقه أعتي مجرم علي وجه الأرض مع إستمرار المقاومة وتوحدها في مواجهة العدوان مهما طال حتي لا يلتقط المحتل أنفاسه ،

 

وليكن تاثير ما فعله الزيدي إختزالا لما تقوم به مظاهرة مليونية تندد بالإحتلال ولابد من إستثمار هذا الحدث وتحويله الي سلوك وثقافة للرفض والمقاومة باستخدام كافة الطرق والوسائل في التعبير عن رفض الأحتلال والطغيان ضد الشعوب المناهضة والمقاومة لكل أشكال الإستعمار و الأحتلال إبتداءاً من المدفع والبندقية وصولا الي أحذية ونعال الشعوب فحذاء منتظر الزيدي يجب أن يكون بداية لصحوة ونهضة هذه الأمة وحكامها من غفوتهم ليذكرهم بمكاسب الأمة ودماء الشهداء وإلا فالمنتظر قادم وخلي الحذاء صاحي .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م