الرئيس اوباما : ترى هل ستشكل حزاما ناسفا ام امينا حولك من مستشاريك ؟

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

صحيح ان أي ملك او رئيس عند تشكيله حكومته سوف يعتمد بالدرجة الاولى على حزبه الذي انتخبه ومن بين اعضائه سوف تتم تشكيلة الحكم بالدرجة الاولى واخطر ما في تشكلية الحكم أي حكم وفي اي زمان ومكان هم ((المستشارين)) وهم عادة الصفوة في من حوله وعليهم عادة تقع مسؤولية ادارة الدولة وعلاقاتها مع العالم الخارجي ومن ثم ما تألو اليه من مفاهيم واطر وتقاليد حكم اما تكون للصالح العام وبالتالي تكون مبعث فرح وسرور وامان لشعبها في الداخل وكذلك في المحيط الخارجي وهذا ما يمكن تسميته توفر ((الحزام الامين))حول الملك او الرئيس وبعكس ذلك ومن خلال مسيرة أي حكومة فأن مجريات الحكومة تكون سلبية من الناحية السياسية والاقتصادية والدفاع وهذا راجع بالدرجة الاولى الى سوء اختيار الرئيس لمعيته أي مستشاريه والذين يمكن تسمية تشكيلهم((بالحزام الناسف ))للرئيس قبل نظامه وهكذا يحصل التباين بين حكومة هنا واخرى هناك.

 

هنا موضوعنا سوف ينصب على الرئيس الاميريكي الجديد اوباما الذي يرث اليوم اخطر تركة على بلاده اولا والعالم الخارجي برمته ثانيا والتي تركها له وبامتياز( البوشان الاب والابن)ولفترة من النوايا والتخطيط الشيطانيين ولاكثر من عشرين عام من الحروب والاسفاف في حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها الى الدرجة التي تمادى بها هذان الرئيسان الى ان وصلا الى عتبة بل التوغل في البيت العائلي لاي شعب وفي اي مكان في المعمورة وبالتالي خرجا عن( فكرة )قيادة الدولة وفكرة جغرافية الدولة وكل ذلك حصل وبالدرجة الاولى بسبب حاشيتهما التي شكلتا الاحزمة الناسفة لكلا الرجلين ومن ثم تقويض فكرة مجيئهما كحاكمين لادارة القوة الاعظم في العالم والتي ينظر اليها الناس كعامل استقرار وقوة سياسية واقتصادية وجغرافية يمكن ان تلعب دورها الايجابي لكل شعوب الارض دون استثناء بعد ان تربعت على كرسي العالم الاقوى عندما زال الاتحاد السوفيتي المناظر لها بالقوة وبالتوازن.ليس صحيجا ان كل قوة متفردة وجوبا هي قوة تسلطية دكتاورية مدمرة ولو كان هذا صحيجا لما قامت الدولة العربية الاسلامية لتمتد من الشرق الى الغرب وتتفرد في زمن سلطتها في العالم لكن من اجل الخير والتعايش بين الشعوب وقبول الاخر طالما الاخر يقبل بها وبفكرها الجديد الى ان شاخت تلك الدولة ولقرون ومن ثم تهاوت من داخلها ولاسباب كثيرة لا مجال لذكرها في هذا المقال.

 

لا بد ان الرئيس الاميركي الجديد اوباما سأل نفسه لماذا يريد ترشيح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة وهل كل هذا الهدف هو بدافع حب السلطة ام بدافع المال ام هو بدافع تسجيل تاريخ لنفسه كقائد للقوة الاعظم في زمن الفراغ الدولي بالمطلق حتى رأينا كيف ان الفيتو غادر ولم يعد الى الان في مجلس الامن؟نحن كمراقبين وانت منا سابقا نرى ان الولايات المتحدة الاميريكية بقياداتها الاخيرة قد تطاولت على كل مقدسات الشعوب بل وتطرفت باستخدام القوة من اجل هذا الهدف المدمر والاكل لاي قوة ومهما كان جبروتها ومن اطرافها شيئا فشيئا وهنا كنا متوقعين ان اميريكا بتمددها هذا غير المحسوب وبدافع اغراء القوة وعدم وجود ما يكافئها سوف يكون يوما وبالتسارع ضدها الى ان يأتي اليوم الذي تحس فيه بالالم والزوال نتيجة هذه اللكمات المتتالية ومن هنا وهناك لكنها بالنتيجة سوف يكون لها عزمها العتلي المؤثر جمعا على القوة المنفردة ومهما كانت ضربتها موجعة وذلك لكثرة المستهذفين لها بسببها لا بسبب الاخرين لان للاخرين الحق في العيش والدفاع عن انفسهم ضد أي قوة حتى وان كانت باطشة تداهمهم.هنا كانت اميريكا من خلال قادتها قبلك وخاصة الاب والابن بوش قد تمادوا في اذى الشعوب مما اثار هذا الاستهتار بمقدرات الشعوب ان ثارت الارض كلها ضدكم يا اوباما المنخب الجديد لزعامة اميريكا.ان ثورة العالم ضدكم قد تكون مباشرة وقد تكون غير مباشرة الا انها مجتمعة ضدكم تنخر بدولتكم من كل حدب وصوب الى ان وصل النهش الى اعصاب اميريكا ليحس اهلها بضراوة الالم مما دعاهم لاعادة النظر في تقييمهم لمن ينتخبون من الناحية السياسية والاقتصادية وكذلك العقل الراجح الذي يمكن ان يقود الشعب الامريكي الى جادة الصواب وحب اهل الارض ومن ثم مداواة الجروح التي اصبتم بها نتيجة خبل قوة السلطة وسلطة القوة فما عدتم تفرقون بين الاثنين..؟


الرئيس اوباما: اميريكا لا تحتاج الى قوة قيادية خارقة كي تقودها بسلام وترمم اقتصادها بل بحاجة الى عقول راجحة تفهم العالم الخارجي وامزجة الشعوب وطموحاتها المشروعة قبل فهم اميريكا وبالنتيجة ستجدون ان الحل ممكن بأقل الخسائر مع الحفاظ على كرامتكم وقوة دولتكم سياسيا واقتصاديا من خلال حب الشعوب لكم نتيجة احترامكم لشعوب الارض التي انتم لستم اوصياء عليها بل انتم شعب له طابعه وهمومه وخصوصياته كأي شعب في الدنيا ومن هنا تستطيع العقول التي اشتطت بفعل القوة ان تراجع نفسها وتحضى بطريقها القويم كي تبقى؟لقد سبقتكم شعوب اخرى في القوة الاعظم كبريطانيا والاتحاد السوفيتي والمانيا الهتلرية لكنها اينها الان؟كلها تلاشت وتقوقعت واختزلت الى القلب الام واما الاطراف فقد تقطعت وضاعت من بين ايديهم لانهم زرعوها في جسد غريب لترفضه ويرفضها ويسود قانون التوازن الطبيعي الذي يرفض أي تدخل في نواميسه ومن أي طرف من بني البشر لا بل من أي كائن حي على وجه الارض ليمحقه ويصبح اثرا بعد عين.

 

اما بالنسبة لنا العراقيين ورغم كل الحيف والفواجع والمواجع التي وقعت علينا بسبب عنجهية رئيسيكم الاب وبوش الابن اللذين سبقاك في قيادة اميركا والذين جعلا نصب اعينهما اهانة الشعوب ومنها شعبنا ورغم انك اوعدت قبل الفوز برئاسة اميريكا بسحب قواتكم من العراق فنقول لك ما عاد للعاطفة مكان في قلوبنا بعد التجربة المريرة التي ذقناها على ايديكم ايها الاميريكان ولهذا لا يمكن ان نثق ونصدق ما توعدون به بما يخص بلدنا العراق العزير الجريح بفعلكم ولكن هذا لا يمنعنا بأن نتوسم فيكم كقيادة جديدة جاءت بطريقة استثنائية حتمتها الظروف الاستثنائية التي تمر بها اميريكا الشعب والدولة نتيجة الارث الارعن المجنون الذي تركه زعيمكم بوش الابن بالاخص والذي كان قد اوغل في حقده علينا ولا ندري السبب لحد الان سوى انه التدمير والخراب الذي لحق بشعبنا الصابر على جنونكم وببلدنا المهدم والمخرب بسبب قوتكم المتوحشة صياغة وقيادة.هذا من ناحية ومن ناحية اخرى سوف تستمر مقاومتنا لكم وبوتيرة متصاعدة الى ان تعترفون باهل العراق الشرعيين وهم المدافعين المقاومين الابطال من اجل تحرير بلدهم وتخليصه من الخراب الذي تتركونه كل يوم في وطننا العراق.


الرئيس اوباما:كيف يمكن لقوة اعظم متحظرة كما تدعي لتقوم باحتلال بلد مثل العراق وبدوافع شتى نعرفها لكن ان تسلموا العراق الى اعدى اعداء العراق والشعب في العراق وهي ايران الفارسية هذا غير معقول ولا يمكن لانسان يمتلك ادنى قدرا من التفكير المتجرد ان يقبل به فكيف هو تفكير وشعور العراقيون وهم يرون بلدهم محتلا من قبل اميريكا من ناحية ومن ناحية اخرى يرى العراقيون ان الدولة التي تدير البلاد هي ايران وكأن هذا البلد لا توجد بقية من اهله ليكونوا القيمين عليه؟ان فعلكم ايها الرئيس لشنيع وشنيع لحد عدم قدررة العراقيين الاصلاء على استيعابه وهو يمس البلاد بهذه الطريقة الشيطانية الجهنمية.ثم كيف يمكن لدولة تدعي هي القوة الاعظم أي سيدة العالم ان تنزع كل شئ في دولة ارادت ان تحتلها لتحل الجيش ومؤسسات الامن لينفرط وكذلك تنهي أي صفة من صفات الدولة في العراق لتترك دولة بكاملها منفرطة بتلك الطريقة السمجة التي قلما نجد مثل الذي فعلتموه في التاريخ القديم والحديث مع انكم تدعون الحضارة والحرية والديمقراطية والتقدم البشري؟!ثم كيف لكم التجرؤ على حل حزب قام منذ عشرات السنين في الوطن العربي كل الوطن العربي وهو حزب البعث العربي الاشتراكي كي تحلوه لانكم لا تستطيعون اجتثاثه اذ ان العملية تلك تحتاج الى اجتثاث كل الوطن العربي لان البعث بحجم الوطن العربي وبعد الذي فعلتموه من خلال تسريح هذه الملايين تريدون ان تستقروا في العراق؟ومن هنا خرجت لكم الالاف المزنرة بكل اسباب القوة المكنة كي تقاتلكم على فعلتكم تلك لتجنوا ما زرعت ايديكم في بلد يبعد الاف الاميال عن بلادكم ويعيش بحاله بعيدا عنكم؟ثم من اجاز لكم اعدام رئيس دولة العراق الشرعي صدام حسين رحمه الله؟ان كنتم قد اسرتموه فقد كان يقود معارك التحرير في بلده المحتل وبهذا كان عليكم ان تحافظوا عليه كأسير حرب لا ان تسلموه الى الايرانيين كي ينتقموا منه ومن العراقيين جميعا من خلال اعدامه تلك الجريمة العظمى التي اقترفتها اميريكا على ارض العراق العظيم(ميزوبوتيميا)؟ثم من اجاز لكم وانتم دولة التقدم والحضارة كما تدعون ان تقتلوا كل الملايين وتهجروا الملايين الاخرى وتيتموا الاطفال وتثكلوا النساء وقتل العلماء والاطباء والقادة العسكريين الى غير ذلك من صور البطش المتوحشة التي تركت اشنع وابشع الصور عنكم عند العراقيين والعالم اجمع؟

 

الان جاء موعد التكفير عن ذنوبكم ايها الرئيس اوباما وعسى ان يكون ذلك على ايديكم كي يستطع التاريخ ان يسجل لكم لا عليكم بعد ان تتركوا الشعوب بحالها تختار طريقها الشرعي وربما تساعدوها كقوة اعظم على ذلك لا تهينوها وبالتالي يهينكم الزمن الرهيب الذي لا صديق ولا صاحب ولا قوة له غير الحذر والعقل والمرونة بل واقامة ارقى العلائق الانسانية بينكم وبين شعوب الارض ومنها نحن العراقيون والعرب والمسلمين في هذي الديار المجاهدة والمقاومة من اجل التحرير والنصر والتكافؤ والاحترام المتبادل والعمل على ما ينفع الناس من خلال ارساء افضل دعائم العلاقات بين الدول والشعوب بعيدا عن الموت والدمار والعنجهية والارهاب يا من تدعون انكم تقاتلون الارهاب .الايام القادمة خير شاهد على ما انتم صانعون يا ايها الرئيس اوباما وبناءا على ذلك نحن صانعون والله من وراء القصد وهو خير الناصرين.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م