البعث وقدر الرسالة الخالدة : رد على المتفوهين الصغار على بعث امتي

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

منذ زمن بعيد وحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي  يتعرض لاخطر الهجمات واحلك الضروف التي مر ويمر بها  والى يوم الدين وهذا هو قدر البعث وقدر البعثيين الشرفاء العقائديين تحديدا.والسؤال لماذا تعرض ويتعرض حزبنا (البعث)الى كل هذه الهجمات الشرسة من اعدائه وهم يعرفون تماما ان دستور البعث لا يحمل بين مواده ظم أي دولة اخرى خارج الوطن العربي الى دولته ولا الى  مستعمرات هنا وهناك وكما تفعله الدول الاستعمارية  في العالم البارحة واليوم.البعث العربي يريد احياء الجثة العربية الجاثمة وتحويلها الى كائن حي لخدمة الشعب العربي  وتوحيده اولا ومن ثم فائدة البشرية جمعاء.البعث العربي لا يجد في الوطن العربي اليوم ما ينفع الناس بل ما ينفع السلاطين والمستعمرين ومن هنا يدعو البعث الى الثورة العربية وهي دعوة مشروعة من اجل العرب على ارض العرب؟؟؟؟

 

البعث الحزب والفكر لا يريد تكوين دولة من اجل السلاطين والرؤساء والملوك والامراء الشيياطين بل من اجل مئات الاجيال  وربما الالوف الى اخر الدنيا الذين سوف يعيشون على ارضهم ارض العرب وهل من سكن لهم ومن مأوى غير ديارهم  كي يكف البعث عن هدفه هذا ام ان فكرته لا تروق للطامعين الداخليين في حكمه والخارجيين المتكالبين على نهبه؟فكرة البعث لا تحتاج الى المزيد من التفكير والجهد والعناء في فهمها لان حالها حال أي فكر قومي كون دولة لشعب ما على ارضه وكما حصل في دول اخرى تظمر العداء للبعث العظيم كبريطانيا واميريكا وفرنسا واسبانيا وغيرها كثير.

 

كما ان فكر البعث لم يستورد من خارج خلايانا ولو كان كذلك لكفرنا به جميعا ولكن لكونه اشتق من ثقافتنا الموروثة  قبلنا به وقاتلنا من اجله حد الموت لانه الفكر الذي لا يستثني احدا من سكنة ارض العرب بل ويحتملهم جميعا ويصهرهم في بوثقة واحدة هي الامة العربية والقومية العربية  التي تحتظن اقلياتها كالام الحنون.البعث العربي هو الفكر الانساني الذي يتسع لكل من حوله من قوميات حين تجد فيه افضل الافكار والتطبيقات التي يمكن ان تتعامل معه بكل سهولة ومرونة الانسانية المرهفة التواقة للسلام والالفة بين البشر وباحترام متبادل شريف.

 

البعث العربي لا يحتوي منهاجه على مادة تخص زعامة العالم والتسلط عليه بل الشراكة الحرة في تسيير عالمنا لما فيه خير الانسانية جمعاء ودون تمييز على اسس عرقية او طائفية او دينية  مقيتة.البعث العربي فكر انساني متميز على غيره ومتفوق عليه لانه اشتق من سجايا الامة العربية ام الانبياء ومن الرسالة المحمدية الخالدة  خلود الدهر.وعليه من هو هذا الذي يستطيع التجني على كل هذه المواصفات بل وكل هذه العطايا التي يمنحها البعث للعرب وللانسانية بالنتيجة؟

 

وبناءا على ما تقدم وما تأخر مما لم نقله نقول للمتفوهين على البعث والمشككين في مصيره رغم قناعتهم بشرعيته ان البعث سبق وان حل(اجتث)مرتين قبل الاحتلال البغيض .مرة في زمن الراحل جمال عبدالناصر حين جعل الوحدة العربية بين مصر وسوريا مرهونة بحل حزب البعث العربي الاشتراكي فما كان من الحزب حينها ومن اجل اقامة الوحدة العربية التي هي حلم الحزب وبالتالي هي حلم الجماهير العربية الا ان يحل نفسه ويضحي بمؤسسته التنظيمية  فقامت الوحدة وكنتيجة لضروف معروفة لم يكن البعث طرفا فيها فشلت الوحدة  التي لم تقم على اسس فكرية ثابتة  لكنها وبكل الاحوال كانت تجربة عظيمة خاضها الحزب وخاضتها الامة العربية  وما زالت تتغنى بها وتحلم خاصة بعد انحسار المد العربي القومي والذي ينتهي اليوم باحتلال العراق من قبل اميريكا وايران.

 

لقد استطاع الحزب اعادة نفسه وبناء مؤسساته التنظيمية بعد فشل الوحدة وبشكل اقوى من الاول أي ما قبل حل الحزب قبل الوحدة  ومن ثم عاد الحزب لقيادة مسيرة التضال في الوطن العربي وتكاثرت كوادره وانتشرت في كل بقاع الوطن من الخليج الى المحيط.ومن ثم استطاع الحزب بفضل كوادره القيادية من تجاوز ازمته ومحنته وهي حل مؤسساته لصالح الوحدة العربية التي فشلت كما ذكرنا.

 

مرة اخرى وبعد ان استلم البعث السلطة في العراق عام 1963ونتيجة بعض الاخطاء التي وقع بها الحزب حصلت ردة تشرين  ومن ثم اعلان المرحوم عبدالسلام محمد عارف حل (اجتثاث)البعث ثانية  فدخل الحزب في حينه في مرحلة اخرى من الحرب ضده التي انتهت بسجن بعض قادته وطرد الاخرين  والبعض الاخر استطاع الافلات الى دول عربية اخرى هربا من محاكم تفتيش البعثيين.وبعد فترة وجيزة استطاع البعث العظيم لملمة كوادره واعادة تنظيم نفسه وبأقوى من السابق مستفيدا من الاخطاء التي وقع فيها .ان جهد البعث هذا ونتيجة صواب فكرته العربية القومية  كل ذلك انتهى بقيام البعث بثورة 17-30 تموز 1968 العظيمة والبيضاء والتي كانت انقلابا فعليا في تاريخ العرب لما تميزت به من فكر عصري متقدم كانت نتيجته ثورة فكرية ثقافية علمية  عسكرية بنائية  شامخة اذهلت العالم مما دعى القوى العالمية الكبرى للاجهاز عليها من خلال  ما تسمى بالثورة الاسلامية الايرانية التي ناصبة العداء لثورة البعث في العراق الى ان قادت الامور الى حرب ضروس  انتهت بيوم النصر العظيم في 8-8-1988.

 

ثم توالت المؤامرات العالمية ومن داخل الوطن العربي على ثورة البعث القومية التي تنكر السلطنات والمملكات والامارات وتدعو الى الدولة العربية الكبرى على ارض العرب وبواقع رئيس واحد  وبرلمان واحد  ودستور واحد  على الاقل على المدى البعيد أي بمعنى اخر رفض الكراسي التعددية في قيادة العرب وخلق قمة واحدة  مسؤلة عن امور الوطن العربي والقومية العربية حالنا حال الدول الاخرى وخاصة المتقدمة منها وهذا لم يرق لعباد المستعمرات والامراء والسلاطين  مما حدى بهم للاجهاز على معقل الفكر العربي البعثي وهو العراق والتامر عليه واسقاط دولته بل وتدميره كدولة نهائيا وهذا ما حصل اخيرا على ايدي اعتى القوى الاستعمارية وهي اميريكا ورئيسها الحاقد على العراق وسلطة العراق وهو بوش الابن.

 

يبدو ان الهدف الرئيس لهذا الاحتلال هو حزب البعث ومؤسساته جميعا فكان القانون الفرية الذي تمخض عنه الاحتلال وهو حل(اجتثاث)البعث وكل الموسسات العائدة له  كالجيش والامن الداخلي ومؤسسات الدولة الاخرى لانهاء ومسح أي طعم ولون ورائحة للفكر القومي العربي في العراق العظيم معقل البعث وبالتالي القضاء ولو معنويا على أي طموح اسمه قومية عربية  او وطن عربي او دولة عربية أي اجتثاث الفكر العربي الجمعي برمته كما ظن المحتل الغازي اللعين.وقد استدعى لذلك اشرس عدو للعروبة وهي ايران الصفوية ومن خلال  توضيف الطائفية وولاية الفقيه  لتخريب البوابة الشرقية وانهاؤها الى الابد لكن فوجئ المحتل الغربي والشرقي وبرغم كل الجرائم والتنكيل والعبث بمقدرات البعثيين ان الحزب استطاع وتحت ضروف بالغة السرية والخطورة من اعادة تنظيم نفسه  وقيادة اشرس واسرع حرب شعبية لمقاومة محتل على الكرة الارضية وبحسب تاريخ البشرية القديم والحديث؟!!!!!!!!!!!! اذن اليس من حقنا ونحن نقف على بوابة النصر العظيم ان نقول لاعدائنا اينكم من نواياكم الشريرة  في انهاء البعث العربي فالبعث اليوم عائد لا ريب في ذلك  لانه فكر والفكر لا يموت وغدا لناظره قريب والله اكبر ..الله اكبر..اكبر..وليخسأ الخاسئون.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٣ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١١ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م