المقاومة العراقية : طلبتنا والامتحانات العامة وفقدان الذاكرة المناطقية – الطائفية ؟َ!

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

صحيح ان حياتنا بها اولويات وصحيح ان اولى اولوياتنا اليوم هو تحرير البلاد والعباد من كابوس الاحتلال البغيض ومن عبادة السيستاني الرجيم الذي فوض معاهدة الذل والعار لعبده المالكي وزمرته الخائبة البائسة في المنطقة الجرداء من الخلق والاخلاق وصحيح ايضا ان نهتم كل الاهتمام بمقاومتنا البطلة الباسلة التي هي رمز عزتنا وكرامتنا في زمن يعاني من النقص في المبادئ والحلم والدين والشرف والشهامة.لكن يبقى شعبنا بكل شرائحة مادتنا ومعاناته من جور الاحتلالين الغربي والشرقي هي مهماز مطاولتنا في التصدي ومقاومة الباطل واهله بكل الحق واهله الى ان يكتب الله اليوم الذي ننتظره بجميل من الصبر الا وهو يوم النصر العظيم الذي هو قريب قريب بعونه تعالى .
 
في هذه العجالة نريد ان نسلط الضوء على هم من هموم مجتمعنا ومرض اصابه نتيجة ما خطط له شياطين الانس والجان الذين جاؤا على سرف دبابات الاحتلال وهم يظمرون لاهل العراق كل شر وكل ضغينة وكل مكروه باسم الديمقراطية التي هم منها براء وباسم الحرية التي هي ابعد ما تكون عنهم وعن نواياهم بعد ان حولوا العراق الى( بوسنة وهرسك القرن الواحد والعشرون) .نعم اكتب هذه المقالة وانا بعثي عربي مسلم لا سني ولا شيعي (وجهت وجهي للذي خلق السماوات والارض حنيفا مسلما وما كنت من المشركين.صدق الله العظيم).نعم اكتب هذا المقال واني كلي عتب على الزمان الذي جاء بهذه الزمرة الوقحة في الايغال بشؤون وتركيبة العراق والعراقيين ومن ثم دس سم الفرقة بينهم مرة باسم الطائفة واخرى باسم الدين والثالثة باسم العرق والرابعة باسم الجغرافيا والخامسة باسم اللغة والسادسة والسابعة الخ...من الفريات الكافرات المنافقات التي نراها كل يوم في وطننا الحبيب العراق وفي شعبنا الطيب الشعب العراقي.
 
اليوم والبارحة تطال يد الفرقة والتخريب طلبتنا الاعزاء وتحديدا الذين ادوا ويؤدون الامتحانات العامة للصف السادس الاعدادي وخاصة الفرع العلمي؟؟؟ وبعد ان تجري الاحصائيات لعدد الطلبة الناجحين ومستوى نجاحهم  تصاب بالخيبة والقرف من هذا الداء الخبيث الذي اصابهم  وفي مناطق بعينها من العراق دون اخرى.سبحان الله ما الذي جرى لمحافظة مثل نينوى كانت منارة للعلم وعلى مر السنين ليقع تسلسلها اليوم من ناحية الذكاء قياسا بعدد الطلبة الناجحين ومستواهم نسبة الى حجم سكانها وراء الوراء مقارنة بمحافظات اخرى  ككربلاء والنجف وبابل التاريخ نعم ..وعجبت كذلك من ان مدرسة المتميزات والمتميزين في البصرة عى سبيل المثال لا الحصر تجد ان الطلبة المتوفقين فيها اضعاف مثيلاتها في نينوى او التأميم او بغداد ؟؟؟
 
فضلا عن ذلك فمن المريب والمعيب ان تجد 17 طالب وطالبة فقط في محافظة صلاح الدين من بين الاف الطلبة الذين ادوا الامتحانات لعام 2008 قد حصلوا على معدل 90%فما فوق في حين تجد المئات من اقرانهم قد تجاوزوا هذ العدد في محافظات اخرى كالسليمانية وكربلاء ونفس الصورة تجدها في محافظة الانبار اذ لم يتجاوز الحائزون على 90% في الدور الاول من نفس العام على 19 طالب فقط من بين الاف الطلبة الذين ادوا الامتحانات العامة؟ترى ما الذي حصل وما سبب هذا التفاوت وما هو التوزيع الطبيعي (normal distribution) لنتائج الامتحانات العامة الوزارية لطلبة العراق لعشرات السنين السالفة قبل الاحتلال ام ان الذي  حصل هو من الايات التي ارسلها الصنم رب الحكومة الاحتلالية السيستاني؟!ثم ما هو المقصود من هذا الغريب الذي يجتاح شعبنا  العراقي وما هي نتائجه السلبية على العلاقات بين الاجيال المستفيدة والخاسرة من هذه المعادلة الغريبة على العقل والمنطق في زمن الاصنام الخالي من المنطق؟
 
يقول بعض دهاقنة الاحتلال الصفوين على وجه الخصوص انها المظلومية ويبقون يبقرون في حلة العراق الاجتماعية باسم المظلومية حتى في رسالة العلم التي يفترض ان تكون بعيدة كل البعد عن كل الترهات والافات التي جلبوها هؤلاء النفر الضال الى العراقيين الذي انصدموا بتلك الظواهر الشيطانية والغبية في ان واحد؟لم نسمع ولم نرى من قبل ان ابن الموصل او ديالى او الانبار حصل على امتياز بالدرجات خارج سياقات التقويم واداء الامتحان المعروف لدى الطلبة واهاليهم المجنى عليهم .كان في زمن الحكم الوطني تعطى درجات اضافية بمعدل (خمس درجات) على  المعدل العام لكل طالب كان ابوه او من هو بالدرجة الاولى بالنسبة له من يحمل صفة شهيد او صديق ولكن هذا الامتياز يستفاد منه اي عراقي بغض النظر عن المذهب او الطائفة او العرق او حتى الجغرافيا وهي الفرية الجديدة التي تعكز على العرقية والطائفية من اجل تكوين اقليم الشمال والوسط والجنوب  لا سامح الله.
 
لماذا لم يتق الله هذا النظام الفاشي الصفوي العميل الذي يحكم العراق تحت قيادة ومظلة الاحتلال في اهلنا العراقيين والذين لو كانوا اهله لما فعل بهم كل هذه المرارات وهذا الجور الذي يقع على اهلنا من الشمال الى الجنوب؟ان الدرجات التي يحصل عليها الطلبة في مواقع تواجد الطائفيين والاثنيين وبدون حق ليدخلوا ارقى الكليات وهي المجموعة الطبية والهندسة والعلوم سوف يكون مردودها الكارثي على اهلنا في منطقة كوردستان وبين اهلنا في الجنوب وفي الفرات الاوسط حيث سيبتلون بنماذج من الاطباء واطباء الاسنان والصيدلة والمهندسين  وبمستويات رديئة جدا حيث ان هؤلاء الخريجين سوف  يتعينون في مناطقهم اولا واخيرا وسوف يصبون كل رداءة مستواهم العلمي والمهني على مناطقهم واهليهم وبالتالي يمكن الاستنتاج ان وراء هذه ىالعملية القذرة في التلاعب بالدرجات وفتح مجال الغش في الامتحانات وبالجملة عملية مبيتة ومرسومة لسحق وقتل العراقيين من حيث يدرون ولا يدرون؟فليس المهم ان يكون ابنك او بنتك طبيبا او طبيبة بل المهم ما هو المستوى العلمي والمهني والقدرات لتأهليهما على مزاولة المهنة والتعامل مع الجسد البشري المريض الذي سوف يصبح  تحت رحمة هؤلاء اشباه الاختصاصيين واشباه الاطباء والصيادلة واطباء الاسنان والمهندسين.سوف يكون ثمن ذلك التميز المظهري والمظلومية مظلومية اخرى من خلال نظرية الحق التي يراد بها باطل والخاسر الاول والاخير هو المواطن العراقي على يد تلك الاحزاب الطائفية والعرقية الوضيعة؟!
 
كان الاجدر باهلنا الذين حصل لهم هذا الاختراق الذي ظاهره حبا لهم وتمييزا وباطنه جريمة بحقهم ان يقاتلوه ويرفضوه بكل وسيلة وان يجيدوا قراءة الاشياء واهدافها ودوافعها قبل وقوعها  والكارثة لاحقا.اما المناطق التي ظلمت  من خلال التلاعب في دفاتر امتحانات ابنائها وهي معروفة وتعرف هي نفسها فلا تبتئس ابدا اذ ان القليل الذي وصل كان بحقه وبجدارته وسيكون خريجا ناجحا ومتفوقا وجاذبا لمن يريد الحياة والصحة والبناء على احسن وجه وكما هو مصمم له الخريج .كما ان المستقبل الزاهر لكل العراقيين ودون تفرقة بين هذا وذاك لهو الرصيد الاثمن لكل العراقيين ايضا وبعد تحرير العراق وتخليصه من هذه الامعات الجاثمة على صدر العراقيين لسنوات ستة تقريبا.
 
 ان على العراقيين ان يكونوا اكثر وعيا با لخراب المخطط له من اجل فرقة العراقيين وزرع روح العداء بينهم من خلال تقريب مجموعة بشرية وابعاد اخرى  واعطاء حق لهذه وغمط حق الاخرى بدعوى شيطانية لتمزيق هذا الشعب والى الابد .عليه كان علينا وخاصة اهل العراق الاصليين ان لا يعيروا لما يحصل لهم من كوارث ومن دجل الخائبين الخاسئين والمفسدين في الارض والذين جاؤا من وراء الحدود من اجل تدمير العراق العظيم وتدمير بنيته الاجتماعية. اننا شعب يشتهي كل اطيافه وبنفس الدرجة من المذاق ولا يمكن ان تكون كل هذه الظواهر اسفينا يدق في نعش العراق والعراقيين لا سامح الله ومهما كانت درجة الظلم التي وقعت على هذا الطرف او ذاك لان الانسان الكبير يبقى كبير يعلو هامات الصغار الواطئة.ان الذي يحصل من حيف على اهلنا وعلى بلدنا العراق هو الذي خلق منا كل هذه الفيالق من المجاهدين الابطال لابطال مفعول هذه الجرع الاحتلالية السامة التي غزتنا وتغزونا  ونحن لها بالمرصاد وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م