لمن يدين أوباما ؟

 

 

شبكة المنصور

أمل الشرقي

 

في الخطاب الاول الذي ألقاه بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة, وجه باراك أوباما الشكر لمعاونيه وأنصاره وقادة حملته الاتخابية وكل الذين مهدوا له الطريق إلى البيت الأبيض, وكانوا يده اليمنى التي قطف بها نجاحه الساحق.



وفي خطوته الادارية الاولى عبر أوباما بشكل عملي عن امتنانه للوبي الصهيوني والجالية اليهودية الامريكية عندما شكل نواة فريق عمله الجديد من يهود وصهاينة عتاة مثل دنيس روس وراهم إيمانويل ودانيال كوريتزر سفير الولايات المتحدة السابق لدى اسرائيل.



لكن أوباما لم يقل شيئاً عن الطرف الأكبر الذي يدين له بانتصاره وهو المليون عراقي الذين قتلوا منذ غزو بوش للعراق والذين صبغوا بالدم صورة المشروع الجمهوري المحافظ وكشفوا للعالم أجمع بشاعة جرمه وسوء نواياه.



ليتخيل أوباما ويتخيل معه العالم ما الذي كان سيحدث لو أن حلم المحافظين الجدد والانجيليين المتصهينين وغلاة اليمين الامريكي لم يصطدم برفض العراقيين ومقاومتهم. ولنتخيل معه حجم النشوة التي كانت ستدير رؤوس الامريكيين جميعاً لو كان مشروعهم في اعلان قيام الامبراطورية الامريكية الجديدة من أرض العراق قد سار تبعاً لما خططوا له وتمنوه.



ولنحاول أن نتصور أي استبداد وأي استعباد كان سينطلق مدعوماً بالقوة الامريكية العمياء ليلف العالم في ظلمة العنجهية اليمينية السوداء لو لم تنخسف الارض العراقية بطوابير الغزاة وتدوخهم دواماتها ويتبدد كل ما جاءوا به من جبروت في متاهات مكابرتها وبلائها التاريخي.



لم يكن أوباما هو الذي هزم الخصم الجمهوري ومن ورائه كل المشروع اليميني المحافظ. فالذي انتصر عليه أوباما كان سبعاً ميتاً سقط قبل الانتخابات بزمن بسهام الهزيمة في العراق. وإذا كانت هذه الجهة أو تلك قد أعانت أوباما على اسقاط خصمه بالمال أو النفوذ, فإن العراقيين وحدهم الذين تكبدوا الدماء والابناء والديار والأمن ولقمة العيش في عملية افتداء عظمى وضعت نهاية للمغامرة اليمينية الطائشة ليس في العراق وحده إنما في كل مكان من العالم.



لا نتوقع من أوباما أن يوجه الشكر للعراقيين الذين كانوا العامل الاقوى وراء خروج خصومه من البيت الأبيض. لكننا نريد منه وممن يأتي معه إلى منصة السيادة العالمية أن يستوعبوا الدرس العراقي وأن لا يسيئوا الحساب مرة أخرى.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م