ضربة منتظر إهانة لبوش  ليس لها سابقة في التاريخ

 

 

شبكة المنصور

إياد محمود حسين

انبرى الكثير من عملاء الشيطان الأكبر للدفاع عن بطلهم بوش وأخذت التحليلات اشكال عدة تطرقوا من خلالها عن شخصية منتظر الزيدي، قالوا انه بعثي، قالوا انه صدامي، بل قال بعضهم أن منتظر يعاني من انفصام بالشخصية،  وراحوا يدافعون عن الضيف بوش في العراق المحرر  وتناسوا   مليون شهيد عراقي، الآف مؤلفة من الأرامل والأيتام، ولم يكتفي بوش بهذا القتل المبرمج، بل وصل استهتاره لحد تسليم العراق لايران من خلال رموزهم من تنظيم آل الحكيم وغيرهم من عمائم ايران، هذا هو بوش الذي يتباكى على كرامته ثلة من الايرانيين المستوطنين في العراق

 

منتظر الزيدي عراقي من محافظة ذي قار التي جرت عليها أول معركة بين الفرس والعرب قبل الاسلام، والتي قال عنها النبي محمد أول مرة ينتصف بها العرب من الفرس ويقصد بها معركة ذي قار..، منتظر الزيدي صحفي ومراسل لقناة البغدادية الفضائية ، وهذه المهنة تمنحه الفرصة لمشاهدة جرائم قوات بوش عن قرب وعلى الطبيعة، لقد رأى منتظر بأم عينيه ارامل العراق والعوز والذل الذي تعانيه تلك الأرامل، لقد رأى منتظر بعينيه سيطرت الأجهزة الايرانية على حكومة السيستاني في العراق، وهذه  العمائم التي اتت من ايران وبحماية دبابات بوش، يضع الحكيم عمامة على رأسه   من أجل الضحك على سذج الشيعة وسرقة اموالهم بحجة الخمس، هذا هو دور العمامة التي نصبها بوش حاكمة علينا، منتظر ليس شيعي بل عراقي قح يمثل النخوة والعنفوان العراقي.. ولهذا وصل الى لحظة الأنفجار وضحى بقندرته أن منتظر عايش  تفاصيل الوضع المزري في العراق، ولايستطيع أن يغير من الواقع  شيئا، لقد وصل منتظر الى نتيجة تفيد أن العراق اصبح في خبر كان.. أن منتظر يعي مثل الكثير من أحرار العراق أن المؤامرة أكبر بكثير من ازاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين،   


وقد ركز الكارهون لقذائف منتظر الصاروخية التي كادت تصبب وجه بوش الاجرامي بأربع نقاط ، وهي ..


النقطة الأولى . انه من البعثيين ايتام صدام  فهذا الكاتب   قاسم الخفاجي كتب منفعلا مقالا طویلا حول ضربة منتظر الزیدي لبوش بالقنادر ملخصه: (ان الصحفي یجب ان تكون عقوبتھ مضاعفھ لانھ یعرف حدوده وتجاوزھا مع سبق الاصرار ھادفا الى سحق كرامة الحكومھ واضعاف ھیبة الدولھ عبر قذف رئیس الحكومھ العراقیھ وضیفھ الرئیس الامریكي بالاحذیھ وھو عمل مشین ولا یمكن السكوت علیھ).. ویطلب من المالكي والحكیم والصغیر (على الحكومھ ان تجعل ھذا البعثي عبره حیث تم التخطیط لھ منذ اشھر وتنسیقا مع البعثیین في عمان ومصر حتى لاتتكرر ظاھرة اھانة الدولھ العراقیھ والحكومة). وأما ما یتعلق بوجود ( خطة بعثیة ) للقیام بذلك وإن عناصر ھذه الخطة ومستلزماتھا وتھیئة ظروف التنفیذ قد جرى التخطیط لھا في عمان ومصر )   فهنا بيت القصيد لقد اصابهم  (الأرق والذعر والخوف ) الدائم من البعث القریب منھم  الذي يطاردهم في بغداد  وفي المنطقة الخضراء فهو أقرب  مما یتصورون!..أصبح منتظر فورا بعثي .. وحتى  جبھة التوافق   والقائمة العراقیة !!..و ونقابة الصحفيين والمحاميين  والشخصیات السياسية الأخرى كلھم من البعثیین!!..وسیكون كل من ساند وصفق لضرب بوش بالحذاء بعثي بما فیھم الرئیس الفنزویلي شافیز!!..ولا بأس في ذلك  في أن یكون البعث رمزا لكل من یتصدى للغطرسة  والصلف والعدوان الأمریكي ..سواء كان ھذا التصدي بالأسلحة أو بالقنادر


النقطة  الثانية . أنه عمل "جبان" لأن منتظر لم يكن سيجرؤ على مثل هذا أمام صدام،. فهذه النقطة لاقيمة لها لان صدام لم يفعل اعمال إجرامية مثلما فعلها أصحاب المظلومية الكاذبة بحق أهل السنة استقواءا بالامريكان ، لكن الإستنتاج بأن كل من لم يفعلها هو جبان استنتاج مضحك، لأنه ينطبق قبل كل شيء على أصحاب تلك المقولة! فلم لم يفعل هؤلاء ذلك في وقتها إن لم يكونوا جبناء؟ ولكن هل كان عمل منتظر خالياً فعلاً من الخطر؟ الم يكن محتملاً جداً أن يغيب في سجون القوات الأمريكية أو وزارة الداخلية الغاضبة على كرامتها وكرامة أسيادها التي داسها في الوحل؟ ألم يكن محتملاً أن احد أفراد الحماية الأمريكية أو العراقية المدربين، كان سيطلق النار عليه فور امتداد يد منتظر نحو حذائه مثلاً، خوفاً من أن يكون على وشك استعمال سلاح مخفي فيه؟ الم يكن محتملاً أن يتصور أحدهم أن في الأحذية قنابل مخفية فيقتله قبل أن يطلق الثانية على الأقل؟ حتى المواطنين الأمريكان الكارهين لسياسة بوش صاروا يسألون أنفسهم لماذا لم يكن بيينا من جرؤ على مثل هذا العمل؟ كيف إذن يكون من قام بهذه المخاطرة "جباناً" ومن لم يفعل شيء على الإطلاق، ينفخ صدره باعتباره شجاعاً؟


والنقطة  الثالثة  . أنه ليس  من كرم وضيافة العرب  معاملة ضيف  بهذه الطريقة، خاصة الضيف وصاحب فضل تحرير البلاد من الدكتاتورية. هل أن بوش ضيف؟ جاء بطريقة رسمية للعراق وتم استقباله في المطار بالسجادة الحمراء ؟ المستشار الصحفي لنوري المالكي ياسين مجيد يرى أن "الزيدي ... قام بالاعتداء على شخصية رسمية ضيفة على الحكومة العراقية .  من تقاليدنا العربية تستعمل لتوجيه رسائل الرفض والتعبير عن تفاهة المقصود بالضرب بالقندرة،  فهل بوش ضيف على العراق أم هم محتل ؟ وجيوشه محتلة ارض العراق وجنوده يقتلون الشعب بدم بارد . مما لاشك فيه أن لمنتظر كل الحق أن يختلف مع من يعتبر بوش ضيفاً، على الأقل لأنه رأى صور أبو غريب وسمع بقصة عبير ورأى في التلفزيون ضحايا الرمادي والقصف على الفلوجة وربما قرأ فضائع ما كان يجري في السجون الأمريكية، هذا إن لم يكن قد عرف بعض ضحايا هذا الضيف شخصياً، فلا يعتبر المغتصبين الذين يفرضون نفسهم وجرائمهم على البلاد ضيوفاً إلا من فقد الإتصال بالواقع، وأن محاولة إنكارها ومحوها من الذاكرة لا تستحق حتى المناقشة، لبؤسها، بل هي تسعدنا لأنها تفضح اصحابها.


يقول احد الاقزام لاحاجة لذكر اسمه عن الحدث انه : يعكس الأخلاق المنحطة التي غرسها نظام البعث في العراق خلال حكمه لأكثر من ثلاثة عقود. وهو ليس فردياً بل مرض شامل في البلاد العربية، بدليل ما نال هذا الحدث الشنيع من تأييد واسع في الشارع العربي." إذن كل شيء يحدث في العراق يعلق في شماعة صدام والبعثيين تقتل المواطن على الهوية وتخطف الأخر في وضح النهار وتطلب فدية لاطلاق سراحة وحال لسانكم يردد الاسطوانة القديم إن الذي يحدث من مخلفات صدام كفاية أيها العملاء استهزاءا بعقل الشعب العراقي الذي كشفكم على حقيقتكم . فمتى "غرس نظام البعث في العراق" عادة رمي المسؤولين بالأحذية؟


والنقطة الرابعة . أنه كان بإمكانه بدلاً من ذلك أن يلجأ إلى طريقة أكثر حضارية وتأثيراً ويقدم له سؤالاً محرجاً وبطريقة مهذبة، مثلاً أن يسأله عن مصير عدد كبير من المعتقلين  العراقيين لدى القوات الأمريكية. هذا ماقاله الفارسي الأصل مستشار الأمن القومي موفق الربيعي الذي قال:التعبير عن الرأي يجب ألا يكون بهذه الطريقة الهمجية كان يمكن أن يستعمل القلم والصوت والكثير من الوسائل الأخرى ليعبر عن وجهة نظره بطريقة حضارية لكنه فضل اختيار هذه الطريقة الهمجية التي يتبرأ منها الشعب العراقي ، لماذا توضع "شروط "حضارية" اقسى بكثيراً في العراق لحماية الساسة من غضب الناس؟ " ما هذا التحضر الذي نزل فجأة في عقل موفق وهو يعلم جيداً أن الشعب العراقي لم يتبرأ من طريقة منتظر، وهذا بالضبط هو ما يزعجه . ففي كل البلاد الديمقراطية، يضطر المواطن إلى استخدام اساليب أقل "حضارية" لجذب انتباه الساسة الذين يتجاهلون آراء الشعب. في كل ديمقراطية في العالم يمارسون أحياناً ضرب السياسي بالبيض والطماطم وغيره على وجهه، حين يشعرون أنه بالغ في تجاهل أسئلتهم ومطالبهم . ويعلم السياسيون في هذه البلدان أنهم يجب أن يكونوا مستعدين أحياناً لمثل هذه الإزعاجات، ويردون عليها عادة بالمزاح قدر الإمكان "ففي أوربا وقعت العديد من الحوادث المشابهة لرؤساء حكومات ووزراء مثل ساركوزي وبلير ضربوا فيها بأطباق حلوى وغيرها في هولندا وجه أحد الناشطين صفعة قوية إلى وجه "ديهوب شخيفر" (الأمين العام لحلف الناتو حالياً) وكان حينها يشغل منصباً كبيراً في الحكومة الهولندية، ، وهو من أكثر الشخصيات السياسية قرباً للأمريكان والتي يمقتها الهولنديين. وقد وجه احد المواطنين الألمان في الشارع ركلة إلى رئيس الوزراء الألماني في التسعينات هلموت كول أثناء لقاءه بحشد من المواطنين. رشق بعض الطلبة اليابانيين رئيس وزراء بلادهم بالحذاء وذلك أثناء احتجاجات اليابانيين على سياسة بلادهم المؤيدة لامريكا في أثناء حومة أزمة حرب الخليج والتحشيد الأمريكي ضد العراق في عام1991، وقد كان رئيس الوزراء الياباني حينها يلقي كلمة في البرلمان حينما رموه بالحذاء فسقط أمامه على المنصة." ولم تقم الدنيا على من فعل مثل ذلك كما قامت في العراق، وأن الناس لا يجب ان تكتفي "بتقديم الأسئلة" بل باللجوء إلى الضغط بأشكاله المختلفة, وحتى المؤذي أحياناً. الديمقراطية لم تكن في أي من بلدان العالم عبارة عن "تقديم أسئلة" والحصول على "اجوبة" لقد شاهدنا التظاهرات العنيفة في أشد بلدان العالم ديمقراطية؟ إننا لم نتفوق بعد ديمقراطية على هذه البلدان، علماً انها لم تكن تحت الإحتلال. فهل من العدل والانصاف إن نطلب من منتظر أن يكون أكثر ديمقراطية من الشباب في أوروبا وان يقدم اسئلته المهذبة بكل احترام إلى بوش حتى يقنعه على خطأ ، فما الذي فعلته مئات الشكاوى "المهذبة" مع بوش وقادة جيشه,


هل استمع بوش إلى اسئلة مجلس الأمن قبل هجومة واحتلاله العراق ؟ عندما تكون هذه هي الأجوبة المنتظرة من "السؤال المهذب"، فليس من الغريب أن يلجأ الناس في العراق كما في كل أنحاء العالم إلى طرق أخرى لإرغام الساسة على سماع أصواتهم وتقديم إجابات مقنعة. إن من يتجاهل حقائق الاحتلال وجرائمه بحق البلد لامانع لديه من إن يكتب مستخدما تعبير (ثقافة حذاء) بدلا من القول (ثقافة احتجاج ) مثلما يقول كاتب اخر "ارجو من مثقفينا ان لا يعتبروا الحذاء ثقافة العراقيين  صحيح انه تعبير عاطفي عن رفض العراقيين للاحتلال ولكنه لا يتحمل كل هذا التمجيد والاطراء والثناء كما لا يستحق التهجم والازدراء..يفترض ان يجير الرفض العاطفي الى رفض علمي مدروس وعملي وليس انفعالي يعم معظم الناس ويقال عنا اننا نرفض الاحتلال بالحذاء ولا نرفضه في البرلمان ولا في الشارع العام.. ايها الكتاب المحترمين لا تعطوا اهتماما اكبر للموضوع بل ركزوا على اهتماماتكم الوطنية الملحة التي يحتاجها المواطن العراقي.. ان لا نضيع وقتنا بالعواطف والانفعالات يحركنا حذاء ويدمرنا احتلال يجب مواجهته بما يستوجب من تنظيم ووحدة وطنية وسلامة موقف......ليكن الاستخدام الاخير للحذاء حتى لا يقال عن ان ثقافتنا ثقافة حذاء." فعندما رمى منتظر بحذاته فليست هذه الرمية ثقافة تربى عليها منتظر بممارسة الحذاء بل هي رد فعل من افعال الاحتجاج بعد إن وجد بان الكلام ومايكتبه ويعلق في الفضائيات لامعنى لها ولاتاثير ، وهي تدفع بالناس في النهاية إلى هجر القراءة والسخرية منها, وكان الإحتجاج الحذائي لمنتظر هو بالضبط البلسم الشافي للموقف، وقد اثارت هذه الضربة سعادة العراقين وحتى المواطن الأمريكي الذي قال إن بوش يستحق اكبر من ضربة الحذاء . أن ثقافة الإحتجاج هذه سلاح لا مناص من استخدامه مقابل سلاح السياسيين المتمثل في قدرتهم على التهرب من أسئلة الناس واحتجاجاتهم المهذبة . فلو لم يكن هناك مبرر لدى الناس لضربة الزيدي، لأثارت استهجانهم بدلاً من سعادتهم، ولما أدت غرضها بل لكانت في صالح الحكومة وبوش بدلاً من أن ترعبهم لأنه سلاح يكاد يستحيل منعه. ؟ بالعكس يجب أن تكون مودة ضد كل حكومة بعيدة عن شعبها فهي لا تخشى الكلمات كما تخشى القنادر! وبالفعل كانت هناك آراء تنادي بأن يصبح ضرب الأحذية ضد من يتجاهل إرادة شعبه وضد المحتلين اكثر، عادة شعبية!


نعود ونقول  لهم نعم إن كرم الضيافة وحسن الوفادة من شيم العرب حتى قبل أن يأتيهم خاتم الأنبياء   محمد (ص)  ليتمم مكارم الأخلاق التي كانت موجودة وراسخة أصلا" لدى كل القبائل العربية  وحسبنا سيرة حاتم الطائي مثلا" على هذا الجود والترحيب بضيوف الرحمن, ولكن العرب بفطرتهم   لايمكن معها أن تختلط العناوين وتتداخل القراءات, فالغاصب لايحل ضيفا" بأي حال من الأحوال وكل أعماله مردودة حتى ان معظم علماء الدين   قد أفتوا بعدم قبول صلاته وزكاته وأضحياته وصدقاته, فكيف يريد المالكي ومجموعة " الريزخونات" التي تحيط به أن توهم الناس أن حذاء الزيدي قد أساء الى سمعة العراقيين لأنه أخل باداب الضيافة , لذا  فلا ضيافة  لبوش ومن هو على شاكلته من المغتصبين فلا كرامة ولا حرمة له ولا لمن يستقبله ليعقد الصفقات مع قاتلي أبناء شعبه وناهبي ثرواته ومخربي حضارته وعمارته.  ففي الوقت الذي يذرفون دموع التماسيح على التعامل العقلاني والمهذّب مع مجرم الحرب بوش نراهم يتعاملون بأقصى درجات البربرية والهمجية والقسوة مع ابن بلدهم البار الذي ردّ لكل الشرفاء اعتبارهم, فاذا سلّمنا جدلا" أنهم محقون بدعواهم ألم يكن منتظر الزيدي يستحق أن يعامل أيضا" بطريقة عقلانية وانسانية؟! "ريزخونات" المالكي والعملية السياسية يتباكون اليوم ويصرخون بعلو أصواتهم وهم يدعون الى العقلانية والكياسة واللياقة في التعامل مع الضيوف.


إن ضربة منتظر من  المواقف الأصيلة وابتغاء مرضاة الله  وهي  واضحة لا لبس فيها؛ فمن يتعاطف حقا" مع العراقيين   ينبغي أيضا إن يتعاطف مع منتظر  وأن يدرك أن في بلاد مابين النهرين وحدها ملايين  الشهداء  وملايين الأرامل الأيتام والعوانس والمشردين داخل البلد وخارجه بسبب بوش الأرعن وحروبه القذرة التي فرضها على العراق   فغضبة الزيدي هي نتيجة كل تلك الكوارث والماسي وليست سببها.


وبالمناسبة " ريزخون" كلمة أعجمية تعني واعظ ديني أو قارئ موشحات دينية في مناسبات العزاء وترتبط هذه الكلمة في أذهان العراقيين بصورة الشخص المنتحل للصفة وغير المؤهل الذي يصعد المنابر الدينية لتحسين دخله لاغير, ولا اعتراض لدينا على هؤلاء فأمثالهم افة موجودة في كل زمان .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م