وهل تم تنصيب هؤلاء جزافا ؟!..
المشهداني نموذجا ..

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

 

يقول محمود المشهداني رئيس مجلس الإمعات العراقي إن الإتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا سوف يمررها البرلمان في تصويت يوم الأربعاء 26 /11/2008 بغض النظر عن  عدد المعترضين عليها ويقول إن الهدف من توقيع الاتفاقية هو ايقاف النفوذ الايراني في العراق ومنع تدخل الايرانيين في السياسة العراقية و تنظيف وزارتي الدفاع والداخلية من العناصر التابعه لللايرانيين والتي  تقف وراء عدم الاستقرار الامني في العراق من خلال القرارات التي تقوم باتخاذها والهادفة الى احداث ارباك في الاوضاع الداخلية له!.

 

والإتفاقية يؤيدها بشدة الطالباني والبرزاني وتنظيمات الحكيم وفيلق بدر وحزب الدعوة وقوى اخرى !..

وينكشف يوما بعد يوم كيف أن إختيار هؤلاء الخونة لم يكن عشوائيا وإنما جرى بدقة متناهية وكيف تم تنصيبهم ووفق أي معايير ..

والمشهداني واحد من هذه النماذج التي قد لا ترتقي في دهائها وتلونها لمستوى آخرين من عناوين رئيسة أخرى!..

وهكذا أخذ  المشهداني على عاتقه مسؤوليات إيجاد المبررات !..

عندما ذهب الى إيران لإقناعهم بعدم الخوف من الإتفاقية حيث قال :

(إن الإتفاقية ستُخرج القوات الأمريكية الى الأبد!)..

و(إن اللهدف من توقيع الإتفاقية هو إبعاد شبح التهديد الأمريكي عن إيران )..

مع (تعهدات بعدم إستخدام الأرض العراقية لضرب إيران!)..

 

وعندما ذهب الى الأردن ..

قال :

(إن الهدف من توقيع الاتفاقية هو إيقاف المد الإيراني ومنع تدخل إيران وتنظيف وزارة الدفاع والداخلية من العناصر التابعة لإيران!)..

فهل من مفسر يفهم على أي ذقون يضحك المشهداني إن إستطاع؟..

وهو يجعل كل من حزب الدعوة وتنظيمات الحكيم وفيلق بدر والأكراد وكانهم متخوفين من (حجم ) التدخل الإيراني! ..

وإنهم يريدون وضع حد (للتدخل الإيراني في العراق)!..

ويعني المشهداني بتصريحاته هذه أن حزب الدعوة وتنظيمات الحكيم المتعدة  في المجلس الأعلى وفيلق بدر وتنظيمات عمار الحكيم وجمعياته وعناصر فيلق القدس الإيراني الموجدة أصلا في مجلس النواب وتشكيلات الدولة وداخل حزب الدعوة والمجلس الأعلى وفيلق بدر ستقوم ( بتنظيف وزارة الدفاع والداخلية من العناصر التابعة لإيران والتي تقف وراء عدم إستقرار العراق!!) ..

 

ففي الوقت الذي يتبنى الإئتلاف العراقي الموحد حمل(راية) حشد المؤيدين لتوقيع الإتفاقية والمصادقة عليها ( تشرفا ).. ترغيبا وتهديدا ..يقول المشهداني أنها ستوقع (لطرد الإيرانيين!!)..

فهل يعقل هذا القول ؟..

فمَن سينظف مَن؟..

ومَن سيوقف مد مَن؟..

وإذا كان هذا المنطق يعجب دولا وملوك عربية محددة فهل ستنطلي عليهم كذبة المشهداني ؟..

وكيف سيقبل جلال الدين الصغير وهادي العامري هذا الطرح من المشهداني ؟..

إليس هذا إقرارا بوجود نفوذ إيراني في العراق وهم ينفون ذلك طيلة كل هذه الخمس سنوات؟..

وإذا كان الذي يقف وراء عدم إستقرار الأمن في العراق هم العناصر الموالية الى إيران والتي تسللت الى وزارتي الدفاع والداخلية والتي كانت تصدر القرارات الهادفة لإرباك الوضع الداخلي للعراق !!!..

فلماذا لم يتم إستئصالهم فورا ومعالجة الموضوع لتنتظر الحكومة ومجلس النواب هذه الإتفاقية لتقوم (بتنظيف )الدولة من هؤلاء الى عام 2011؟..

وهل هذا سيعني أنه في حال توقيع الإتفاقية ستضع الحكومة (التي تحمي ظهرها القوات الأمريكية التي يقولون انها سترزم معداتها للرحيل! والحكومة الإيرانية التي تملي عليها القرارات) منهجا فعليا لطرد ومحاسبة وتنظيف الدولة ومؤسساتها من العناصر الموالية لإيران؟..

أم ستبني منهجا جديدا لترسيخ وجود هؤلاء وزيادة تأثيرهم تحسبا لما سيحدث بعد 2011 ؟..

والغريب أن الكثير من جماعة الإئتلاف يقولون اليوم (لا حاجة لطرح الإتفاقية على الشعب للإستفتاء لأنه لا يوجد نص في الدستور على ذلك !)..

 

ويتسائلون بإستغراب:

(أليس مجلس النواب هوالممثل للشعب!)..

أليس من حقنا ان نقول مجلس إمعات وهم يستمعون لرئيسهم وهو يقول :

( نمرر الإتفاقية حتى لو رفضها الجميع!)..

فلماذا إذا هذا الضجيج والمظاهرات واللافتات والتصريحات ؟..

وفي بلد مثل العراق يتغنى فيه (المحررون!)..

نسمع أن لا سلطة لمجلس النواب (الذي إنتخبه الشعب !!) ..

 

فإذا سلمنا بأسباب ودوافع إستماع الملوك والرؤساء العرب لهؤلاء!!!.. 

فمَن من شعوب  الدول ( الديكتاتورية ) ستغريهم  ديمقراطية العراق الجديد .. 

ديمقراطية الكذب والدجل والخديعة..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م