أمير بلا أخلاق الرعية

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

مَن يدعي أنه يتحلى بالمنطق والعقل والواقع ولديه أفق ورؤية ( ولا نقول هنا الذي معنا أو الذي ضدنا) ويستعمل في خطاباته ومقالاته وتوضيحاته وتعقيباته عبارة (بقايا البعث ) ولا نقول  )الذي يستخدم اكثر من ذلك!) فهو بلا (أي تحليل فلسفي  أو زيادة في التشخيص) ما هو إلا شخص بعيد كل البعد عن المنطق والواقعية..

 

لذلك فمنذ الوهلة الأولى التي يرى فيها المتابع المستقل والحيادي وجود مثل هذه التعابير في حديث أو مقالات البعض فهو يحكم مقدما على عدم واقعية ما سيؤول إليه الحديث وما يصل إليه الكاتب أو المتحدث من إستنتاجات وتدلل على عدم حياديته في شرح الواقع ( ولا نقول حياديته في السعي للتغلب على خصمه ) ..وهذا ينطبق ليس في مجال المماحكة الكتابية واللغو والمجادلة فقط بل هو إسلوب متبع في كل النزاعات والتي لا يمكن أن تنتهي إلا بإحقاق الحق وليس بإستخدام صيغ الباطل أو بالنعيق والنباح ..

 

وهذا ينطبق على ما يكتبه الملوك أو الرؤساء أو الأمراء والوزراء وأمير الأمراء أو أمير الشعراء أو أمير المكاميع الناتجة من جمع مكموع ويستحسن إستخدام كلمة الطفل الصغير أو الزعطوط مفردة الزعاطيط  ليصبح أمير الزعاطيط  !..(وذلك ما يفهمه العراقي من تفسير لهذه الكلمة بغض النظر عن معاجم التفسير!) أي أكبرالأطفال سنا أو أكثرهم  تصرفا طفوليا ..

 

وهذا الذي يسمي نفسه هكذا يبدأ هذه الأيام مقالاته وينهيها بشكل متكرر بالتهجم على (بقايا البعث) ..

وللمنصب والتسمية حقوق وواجبات وأخلاق!..ومن ليست له القدرة على حمل هذه الأخلاق  عليه أن يتخلى عن تسميته!..

 

وهذا الأمير وبحكم كون تحليلاته طفولية وغير ناضجة لا يفهم إن إستخدامه لهذه المفردة مع أنها لا تمت الى الواقع بصلة وبعيدة عنه فهو يتحدث عن قلة ( متناهية ) !..وهذه (القلة !) سيكون من سابع المستحيلات أن تعود (لحكم العراق أو حتى التقرب من السلطة!) بسبب(كره الشعب لها!)..و(فناءها ومقتل وإغتيال وسجن وملاحقة وتشريد وهرب أعضائها!)..و(تشتتهم في البلدان!)..مع العلم (إن حكومة هذا المكموع فتحت صدرها الرحب للعفو عن جرائمهم وإحتضانهم ولا تلاحقهم ولا تمنع لقمة العيش عن عوائلهم!)..حسبما يقول ويكتب ويقولون ويكتبون ..ويروج ويروجون ..ويصيح ويصيحون!..

 

وهذا الإختلاف بين (السابق والحالي ) في (الفكر والمبدأ!) هو الذي قاد الى (هزيمة النظام السابق!) ..(فالنظام السابق كان يقف مع الأجنبي!!) بينما (النظام الحالي يقف مع كل الشعب بكل اطيافه وقومياته وطوائفه وغنتماءاته السياسية! )..و(النظام السابق كان لا يسمح بتداول ونشر الأفكار والمعتقدات السياسية غير فكر البعث!) و(النظام الحالي يسمح بكل شيء وكل الأفكار حتى فكر البعث !)..

 

كان(الخلاف بين الطرفين) يتركز على(إرتباط النظام السابق بالأجنبي!..وكان متسلط على الشعب!..وطائفي!..ويقرب السنة ويقتل الشيعة والأكراد!..)..

 

وهذا أدى الى (ثورة الشعب!..للقضاء عليه! والقضاء على الأجنبي الذي يرعاه ويدافع عنه ويحميه! )..و(إنتخاب قيادة عاقلة ومتزنة وغير طائفية وغير عميلة لم تاتي مع الأجنبي كما جاء نظام البعث!! وعملت هذه القيادة الجديدة في هذه الخمس سنوات مالم يحلم به الشعب طيلة مائة سنة من حياته الماضية من الإعمار والحرية والعدل والمساواة ونبذ الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وتخليص العراق من الجواسيس والعملاء وتوزيع ثروات البلد على مواطنيه ورعاية الكفاءات والخبرات ورفع إسم العراقي عاليا!)..بحيث أصبحت (بقايا البعث والنظام معدومة وذابت في تجربة الدولة الديمقراطية البيضاء الجديدة !)..  

 

فإذا كانت هذه البقية الباقية من (الماضي الأسود!) كذلك لماذا تثور ثائرتكم وتزبد الكلمات ويفلت القلم واللسان لمجرد ذكرهم أو لمجرد ان احدا يريد ان يقول ان النظام السابق هو النظام الشرعي وهو الذي بنى الجسور ونهض بالتعليم والصحة والصناعة ؟..وإذا كنتم تعترضون على كل ما يقال وانتم في بلد الديمقراطية المثالية فناقشوه بعلمية بدون إستخدام تعابير (أولاد الشوارع الذين لا يعرفون آباءهم !) ولماذا تهتمون بهم وبما يطرحون إذا كنتم واثقين من منهجكم؟.. ولماذا تجهدون أعصابكم في البحث عن (أسوأ الأوصاف!) وأنتم عشتم (قريبا من الحضارة الغربية التي تستهويكم!)..تكتبون عليها وتهاجمونها وتتوعدون وترعدون وتتأهبون لأي شيء يخصهم وهم (القلة الباقية المتناهية من النظام الذي لا يخوف أحدا ولا يعيره أحد إهتماما!!)..

 

ننصحكم بترك هذه الأمور وعدم (إجهاد عقولكم وأعصابكم وأنفسكم ومن يأتمرون بأمركم بهذه الأمور!)..والإهتمام بالترويج (لمكتسبات وإنجازات أعداء هذا النظام الذي تخلصتم منه !) والذين إستلموا كل شيء في العراق منذ مدة ستصل الى ستة سنوات قريبا!..

 

فالنظام (السابق!) إنتهى!..

ولديكم نظام جديد (بلا قتلى وشهداء بالملايين وبلا مشردين ومعتقلين وبلا أمريكان وإيرانيين وجهلة وبسيادة كاملة!!)..

 

نظام فيه مكان لكم وليس كما كان في السابق!..

ولديكم قيادة (عراقية شريفة وعاقلة وحكيمة !) تعرف كيف تتصرف بعدالة مع كل العراقيين ولا تفرق بينهم  !..

ولديكم كل الخدمات التي كنتم (محرومين منها سابقا!)..والمستقبل المشرق!..

 

فمبروك لكم هذه الإنجازات ..

ومبروك لكم (التاريخ المشرف لقياداتكم الجديدة!)..

 

وإتركوا (بقايا النظام السابق القليلة !) تحلم وتتمنى وتغني !..

 

خاصة وإننا في أحلامنا مع أحلام من يقف معنا ( ونحن ننزوي خائفين في بيوتنا أو خارج العراق وهاربين من المواجهة ونتمنى الزمان يرجع كما تقول أم كلثوم !) كما تروجون..  قد قتلنا أكثر من خمسة آلاف جندي امريكي وأخرجنا عشرات الآلاف منهم من الخدمة من جراء الخوف والعوق والأمراض النفسية ..

 

بأحلامنا وأمانينا (ونحن نفترش الطرقات في بلدان الشتات!)كما تقولون.. تراكمت مئات الملايين من أطنان المعدات الأمريكية المحطمة من دبابات ومدرعات وطائرات ومدافع في مقابر تمتد في الرمادي والموصل وتكريت وبغداد على مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة من أرض العراق ..

 

بأحلامنا وتخيلاتنا ( ونحن قلة لا نزيد عن أصابع اليد وبقايا تتغنى بأمجاد الماضي!) كما تكذبون..خسر بوش وفاز أوباما !..

 

فدعونا نحلم ونتمنى ونغني على الأطلال بعد أن فات الميعاد!.. 

فهل الأحلام ممنوعة في زمن الديمقراطية العراقية الجديدة؟.. 

ولنا عودة معكم !..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م