تعديل مناهج .. أم تزوير تأريخ أمة ؟

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

 

يبدو ان كل مشاكل العراق الإقتصادية والسياسية وغياب الأمن والأمان وفقدان الخدمات كافة قد تم حلها في العراق بششكل تام ..والفساد الذي أصبح سمة مميزة لكل مفاصل السلطة في كل وزارة قد تم القضاء عليه..بحيث لم يبقى للسراق والمزورين والحاقدين ومنفذي أجندة الأجنبي إلا موضوع تعديل المناهج التي تمتدح سيرة وعطاء الخلفاء الراشدين وبعض الخلفاء والشخصيات التي لا توافق عليها إيران!..ليطالبوا (بالعمل فورا على وقف هذا التزوير للتاريخ!..الذي كتب في زمن البعث والنظام السابق!!)..وكأن البعث والنظام السابق كان قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة!!..

 

وتقوم الآن عناصر طائفية وكارهة للإسلام وللعراق وللعرب بسعي حميم لإقتراح مناهج التأريخ التي تتحدث عن بطولات هؤلاء القادة والخلفاء وتصويرهم بأنهم قاموا بأعمال ضد الدين الإسلامي وضد دولة الخلافة الإسلامية !..وإنهم خونة!..

 

تماما كما يريدون أن يوصفوا بطولات جند القادسية بانهم ( معتدون) على (الجارة المسلمة إيران!) وإن ما حصل من معارك ومواجهات لصد الهجمة الصفراء على العراق ما هي الا نتاج ( عدوانية القادة العراقيين!) و(كرههم لإيران)!..

يحاولون القيام بنفس الإسلوب الذي إتبعوه في توصيف من إنهزم من الجيش العراقي البطل ولجوءه الى صفوف العدو الإيراني والعمل بمخابراته ونحن في حالة حرب معه بأنها بطولة وشجاعة ونضال!!..

 

ومن قام بالتصدي للعدو الإيراني فهو (بعثي وصدامي وخائن لآل البيت!)..ومن أستشهد من رجالنا الذين تفخر بهم الأمهات ليسوا بشهداء!..

 

بل الشهداء هم من هرب من ساحة المواجهة في المعركة مع إيران وقاتل مع العدو ضمن تشكيلات جيشه وحرسه ومخابراته وقتل على يد القوات العراقية التي كان يقاتلها!!..

هؤلاء الذين صوروا الإحتلال الأمريكي للعراق نصرا لعقيدتهم الدينية !..

وإن نُصرة المحتل والسير خلفه وحماية جنوده واجب شرعي!..والقبول بطغيانه وقتله للعراقيين وسلبه لإرادتهم تكريسا لدور المحرومين والمظلومين على مر العصور !!..

 

لقد وصل بهؤلاء الغي والطيش والحقد لدرجة هدم وتدمير نُصب وشواهد هؤلاء القادة وتغيير أسماء الشوارع والساحات التي كانت تحمل أسمائهم !..

 

وسيقترحون فصولا طويلة في كتب التأريخ والوطنية والدين والعقيدة والتوجيه المعنوي والثقافة الوطنية العراقية للتغني بامجاد آل بوش والصباح والحكيم وكيف أن (مناضلي !) حزب الدعوة هم من إخترعوا طريقة تفخيخ السيارات ولبس الأحزمة الناسفة منذ نهايات السبعينات في العراق!..

 

وكيف إن الخيانة عمل بطولي!..

يومها كان تلك الأعمال حلالا ..

لأنها كانت تنفذ من أجل المحرومين والمظلومين الذين كانوا يتعرضون للقمع والإضطهاد !..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م