عن إتفاقية إجتثاث العراق أمنياً .. هادي العامري والإتفاقية !!..

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

 

يبدوا أن قناة العربية قد أخذت على عاتقها مهمة الترويج للإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة التي تهدف لإجتثاث الوطنية العراقية  بكل تفاصيلها والتي يحلم أعداء العراق بكل تشكيلاتهم ويوهمون أنفسهم بأنها تؤمن بقاء القوات الأمريكية على أرض العراق وفي سماءه  وماءه  للأبد ..

 

وقد وضعت قناة العربية خطة محددة لملف دعائي كبير بدأ بسلسلة من اللقاءات التي بثتها مع أركان السلطة العميلة وممثلي أحزابها الطائفية والشخصيات المعدة للترويج ومنه اللقاء الذي جمع هادي العامري قائد ميليشيا بدر في تنظيمات الحكيم مع محمود عثمان ..

 

وإذا كان محمود عثمان من السياسيين الأكراد المخضرمين وله باع كبير في التعاطي مع ملفات مهمة في تأريخ الحركة الكردية وقيادة التمرد وإيجاد الأرضيات الملائمة لتبرير صفقات سياسية كثيرة في التأريخ الكردي وخاصة في العلاقة بين قيادة الحزبين الكرديين وإسرائيل والولايات المتحدة ..فإن المعروف عن هادي العامري أنه أصبح متمردا وخائنا ومقاتلا مع الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي بعد فراره من العراق مستفيدا من مكرمة الشهيد الخالد صدام حسين إكراما لشيخ ألبو عامر وتدرج عند آل الحكيم ليصبح بأمر إيراني قائدا ميدانيا لفيلق بدر وتخصص طيلة فترة وجوده في إيران بتعذيب وقتل أسرانا في المعتقلات الإيرانية والقيام بمهمات تخريبية في العراق أستهدفت الناس الآمنين ومن نساء واطفال في قرى الجنوب النائية ونقاط حرس الحدود ومشاركته مع مجاميع الغوغاء عام 1991 التي دخلت من إيران ودمرت وهدمت وسرقت وأحرقت ممتلكات الدولة والناس وساقت جموع الناس الوطنيين الى حفلات الإغتيال الجماعية ..

 

وبعد الإحتلال الأمريكي للعراق دخل العامري مع ميليشياته وبيدهم قوائم جاهزة ومعدة منذ زمن طويل لكل تنظيمات الحزب ومسؤولي الدولة وبدأوا بحملة إغتيالات منظمة وكبيرة بعد ان هدأت موجاتهم التي كانت تتسابق مع بهائم البيشمركة في السرقة والنهب للمال العام والمعدات والتجهيزات والمخازن ومقتنيات الناس ودورهم ..وكانت كلما تنتهي هذه الميليشيات المجرمة من تصفية قوائمها يتم إصدار قوائم جديدة من إيران حيث يجري التركيز فيها على المناضلين في تنظيمات الحزب والتي يصفهم خامنئي دائما في مواعظه وتوجيهاته لتابعيه في العراق والأجهزة الإيرانية المسؤولة عن ملف العراق بانهم أشد خطورة علينا من (النواصب!!) إضافة الى إستهداف الضباط والطيارين والكفاءات العلمية وكل من شارك في حرب القادسية الثانية صوتا وقلما وبندقية ..

 

وعندما شكلت الأحزاب الطائفية تكتلها ذو الثلاث خمسات  غيرت هذه الميليشيات أسمها الدعائي لتتجه زيفا الى العمل السياسي لتصبح منظمة بدر ويرأسها هادي العامري حيث بدا يخطو زاحفا نحو السياسة ليحاول أن يكون له رأي في حين إن الرأي الإيراني سيطغى عليه مهما حاول إخفاء ذلك ..

 

ودخل البرلمان وأصبح رئيسا للجنة الأمن والدفاع !!..

وتحول المجرم الخارج عن القانون مسؤولا عن الأمن وتطبيق القانون وتم تنظيف كل شوارع العراق من الدم العراقي الطهور الذي أهرقه هذا المجرم مع بقية زمر الغدر والخيانة والنهب والسرقة ليتم إعادة تسويقه على أنه سياسي محنك وعارف ببواطن الأمور وله من المعلومات العسكرية والأمنية والسياسية والتنسيقية مع قوات المحتل الأمريكي والسفارة الأمريكية في بغداد ما لا يعرفه حتى محمود عثمان !!..

 

ومع قناعتنا الكاملة بأن مثل هذه التسميات والمناصب واللجان ما هي الا مسميات من حبر على ورق في ظل وجود الولايات المتحدة وإيران الحقيقي على الأرض ..إلا ان البعض ومنهم العامري يتصور أن الناس يمكن أن ينسوا بمجرد أن نضيف كلمة هنا أو نقول أخرى هناك !..

 

ومع أن هذا الشخص بعيد عن تنظيم وهيكلة وتوسيع وعقيدة القوات المسلحة في الأمن والشرطة والجيش إلا ان الناس يعرفون إنه موجود هناك لينفذ ما تريده إيران ..ولنفترض أن ذلك ليس عيبا عليه وهو يجاهر بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر ويظهر هذا الموضوع بوضوح في جلسات مجلس النواب أو عند مقابلاته التلفزيونية وندواته عندما يتم الحديث عن التدخل الإيراني حيث يرفض بشكل قاطع كل برهان أو دليل يوضّح مدى توغل إيران في الشأن العراقي!..

وأرجعوا الى كل كلمة قالها بهذا الخصوص !..فهو يرفض أي طرح يتناول ذلك ويتهم كل من يقول ويرفق الدلائل بصحة هذا التدخل بأنه بعثي وصدامي !..

 

قلنا أنه يعمل لصالح الأجندة الإيرانية والدلائل اكثر من كثيرة ..ولكن!!..

ما هي وجهة نظر إيران بالإتفاقية العراقية الأمريكية ؟..

وهل يتناسب ماقاله العامري مع هذه الأجندة ؟

 

يقول هادي العامري بشأن وجهات نظر الأحزاب والكتل السياسية المشاركة بالعملية السياسية وتلك المعترضة عليها بعمومية العوام بقوله  :

 

( أنا أعتقد لا يوجد خلاف عراقي عراقي كما يتفضل الدكتور محمود حول الإتفاقية)!!..

أي أنه يقول إن كل الشعب العراقي متفق على رأي واحد بصدد الإتفاقية !..ولا توجد خلافات بين العراقيين بصددها!..

وهو يقصد إن كل العراقيين يريدون هذه الإتفاقية !..

 

ثم قال مهاجما الطالباني والمالكي وهوشيار زيباري وعباس البياتي وعلي الأديب والعنزي ومستشاري رئيس الوزراء وعلي الدباغ ووكلاء وزارة الخارجية وكل من صرح بشيء عن الإتفاقية بقوله :

 

(هناك مشكلة لدى بعض الذين يصرحون في الإعلام من الجانب العراقي  يريد أن يقول أنا أعرف كل شيء وأصرح عن كل شيء ولدي علم بكل شيء  فلذلك مرات يصرح بدون علم وبدون دراية وبدون إطلاع هذه المشكلة في التناقض) !..

هذا هو نموذج القيادة الجديدة للعراق الذي يتميز بهذه الروحية النابعة من تشكيك بكل شخص على انه (بعثي وصدامي) وإذا كان من طرفهم فهو( لا يعرف شيء)..

 

وسبحان الذي جعل العامري يعرف كل شيء وليس شيئا واحدا!...

ومن جديد طرحه وتخبطاته تزامنا مع طرح المالكي الذي رفضه البيت الأبيض بعد خمس دقائق من إعلانه من ( ضرورة جدولة الإنسحاب للقوات الأمريكية )!!..فهو يقول :

 

( نُصر على ضرورة جدولة الانسحاب لأنه إذا كان في يوم من الأيام جدولة الانسحاب يعبّر عن هزيمة اليوم جدولة الانسحاب وإنسحاب القوات الأميركية من العراق يعبر عن نصر وتقدم في الملف الأمني)!..

وعندما سؤل مباشرة هل تعني عن سقف زمني للإنسحاب بحلول 2011 قال بلغة العارف بكل شيء :

(لا يوجد أي جدول واضح التحديد الزمني واضح فيه أن لا يتعدى هذا الجدول الانسحاب في هذا التاريخ المحدد بعده ما موجود،  التمديد غير إلا حسب الدستور العراقي)!..

هل فهم احدكم شيئا ليفهمنا ؟!..

ولأننا لم نفهم شيء فأراد أن يوضح هو لنا رأيه فقال :

(ولذلك أنا أعتقد الجدول الزمني محدد بشكل واضح وصريح وشفاف  ولا يوجد فيه أي تمديد أو بقاء للقوات الأميركية إلى أمد غير معلوم. وإنما هذا اللي كنا نُصر عليه لا بد من جدولة الانسحاب بجدول واضح صريح شفاف)!!..وقوله نصا:

 

(أؤكد لكِ جدولة الانسحاب مسألة محسومة ومسألة منتهية يجب أن تكون وفق جدول زمني محدد وواضح وشفاف وصريح.)!..

ومرة أخرى إذا كان قد فهم أحد منكم شيئا فليفيدنا!!..

فما يقول (شفاف جدا) ولا يحتاج لتفسير!..ولا نعرف لماذا يسخدمون هذه المفردة كثيرا!!..

وعندما قال محمود عثمان إن الأمريكان لا يريدون سقفا زمنيا قال ردا عليه :

( قلت لك الدكتور محمود غير مطلع أنا مطلع أن الجدول الزمني أصبح أمر واقع ولا يمكن الهروب منه  وأصبح الجدول الزمني حقيقة واضحة في أي اتفاقية مع الأميركان  وبدون تثبيت جدول زمني واضح للانسحاب سوف لا يكون هناك اتفاقية أمنية أنا هذا اللي أؤكده ومطلع على كثير من المسائل.)!..

وهكذا أصبح محمود عثمان غير مطلع! ..

ولأن عثمان سياسي يعرف ماذا يريد فقد كان رده بانه (نعم لا يعرف بفقرات الإتفاقية !) ..

والذي يعرف بمقدرات العراق ومستقبله وحاجاته الأستراتيجية وضرورة إلتزامه بأتفاقات دولية طويلة الأمد عدد قليل من (مسؤولي العراق الجديد!)..وفي مقدمتهم العامري والصغير والقبنجي وعباس البياتي وهمام حمودي وخالد العطية ..وعدد قليل آخر ..

 

اما الذين لا يفهمون شيئا والغير مطلعين بدواخل الأمور ومحتويات فقرات الأتفاقيات وما يظهر منه وما يخفى فهم مشغولين بإدارة الدولة العراقية والحفاظ على سيادتها ذات الخطوط الحمراء!..

 

وسمعنا عن (فوج البو عامر) الذي يسارع هادي العامري لتشكيله في محافظة الأنبار وكيف ان شيوخ الأنبار(الذين يبعثرون الهمم ويفرقون الصفوف  في عمّان ودمشق! ) قد سمحوا بتشكيل هذا الفوج الذي سيكون بإشراف مباشر من منظمة بدر أو الحرس الثوري الإيراني بهويات مزورة جديدة ولواجبات تحدد لهم من العامري نفسه للإستعداد (لجدولة الإنسحاب الأمريكية)!..

 

وسنسمع يوما من هادي العامري تصريحا بأنه يفهم بمحافظة الأنبار وما فيها أكثر من شيوخها!..

وحتى أكثر من جاره في السكن علي الحاتم السليمان !..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م