خذها لكي لا تنسى

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

لم يكن البطل الشجاع الذي سدد ضربتين بحذاءه الى وجه بوش والمالكي والعلم الأمريكي من (المخربين والإرهابيين بمختلف توصيفاتهم الجديدة التي وضعها بوش وحكومة المنطقة الخضراء العميلة على مزاجهم)..

 

بل كان مواطنا عراقيا بسيطا وصحفي ومثقف وحضر الكثير من النشاطات الصحفية والإعلامية والمؤتمرات التي عقدها المسؤولين الأمريكيين والعراقيين وهم (يتفلسفون وينظرون ويزيفون ويكذبون) عن الأمن والإستقرار المنشود والجنة العراقية الموعودة والحلم الأمريكي الإسرائيلي بكسر شوكة العراقيين وإظهارهم بصورة العاجز والمتظلم والخائف والتابع(كما في حالة كل رموز سلطة الذل والعار الحالية!)..

 

كان عراقيا من إحدى المحافظات وناشطا من اجل الحق والكلمة الشريفة ..ورأى بنفسه وإحساسه وضميره وحسه الصحفي والثقافي كم كانت المؤامرة التي نفذت صفحاتها على العراق كبيرة وموغلة بالحقد والإنتقام ..

وكم هي كاذبة هذه المؤتمرات..والتصريحات ..وكم هي مليئة بالتناقضات..

وكم هي ذليلة هذه السلطة الإمعة التي تأتمر بعصي المحتل..

 

وكم من مآسي وأيتام وأرامل وبؤس خلفت مغامرة وطيش بوش والذين شجعوه ليسرقوا العراق ويسلموه الى إيران..

وإن الإستمراربالسكوت مذلة..

 

لقد عجزت الة الإعلام الأمريكية الضخمة وتريليونات الدولارات وعشرات الآلاف من المؤتمرات الصحفية والتصريحات والتعليقات والتعقيبات الأمريكية المتخصصة بالشان العراقي وتلميع صورة أمريكا وتصوير الغزو الإجرامي للعراق بانه نصر وتحرير وإعمار وديمقراطية وإنجازات..نقول لقد عجزت كل هذه الوسائل في لحظة تعبير رمزية للشعب العراقي عن حماية الرئيس الأمريكي المجرم والمالكي الخائن من رمية معبّرة لحذاء عراقي شهم في وقت لقنتهم المقاومة العراقية البطلة عشرات الآلاف من الصفعات والضربات الموجعة التي ركّعت الصَلف الأمريكي وعنجهية الكاوبوي الذي لا يصلح للارض العراقية لا اليوم ولا غدا ..مثلما لم يجد ارضا للنمو في الماضي ..

 

وهذه الحادثة سابقة خطيرة ومؤشر مهم للأعداء لما وصلت إليه حالة الشعب وردود أفعالهم المتوقعة قريبا ضد المحتل وهؤلاء الخونة المأجورين الذين سرقوا السلطة والعراق..

 

وهو مؤشر للتردي الأمني والضعف والإرتباك والفوضى التي تعج بها مؤسسات الدولة الطائفية التي تعلّم أفرادها السرقة والنهب والبحث عن المكاسب والوجاهة ونسوا واجباتهم المهنية البسيطة ..وهذا الضعف ناتج من عدم إنتماء هذه الأجهزة للشعب ولا الى معاناته إن لم نقل أن الجزء الأهم منها كان يتمنى ان يقوم بنفس العمل الذي قام به البطل منتظر الزيدي ..

 

على الرئيس بوش ومستشاري الإدارة الأمريكية القديمة والجديدة (العراقيين والعرب والأجانب!) من المؤرخين والمختصين بالشان العراقي والعربي والموروث الحضاري والقديم للشعوب وخاصة العراق أن يفهموا جيدا ماذا تعني هذه الحادثة ..

 

وعلى شيوخ العراق النجباء وخاصة النخبة التي بقيت على العهد أن تبادر فورا وتوضح للذين ألهتهم تجارتهم وأضواء السلطة وسرقة الشعب ماذا تعني أن يقوم مواطن بسيط برمي شيخ العشيرة بالحذاء على رأسه في مجلسه وديوانه !..

 

لقد قلنا بالأمس ونكرر اليوم .. 

لم يكن بوش ضيفا على شعب العراق ..

بل هو قاتل ومجرم وإرهابي متجبر ومتعالي جاء ليشمت من عوائل ضحاياه!.. 

كان محتلا وغازيا ومجرما قتل شباب ورجال العراق ودمره وجاء ليتوضح من دقة تدمير وسائله لهذه الأهداف .. 

جاء ليشمت بالوطنية العراقية .. 

وجاء ليهزأ من القومية العربية ومن أحزابها المناضلة ومن غضب الشعب الذي رفض الإتفاقية .. 

جاء للعراق ليؤكد ان منهجه بتدمير العراق كان صحيحا رغم كل هذه الخسائر في الأفراد والمعدات والأزمة المالية العالمية وخسارته في الإنتخابات ولفظه من قبل شعبه .. 

جاء في آخر أيامه ليمد يده متجبرا ومتعاليا ليقبّلها شاكرا من كان لايحلم في يوم من الأيام أن يصل لما وصل إليه رغم سنين العمالة الطويلة وبيع الغيرة والشرف.. 

ولكن بوش وكل من صفق لمقدمه وروّج لمنهجه وسار في برنامجه تلقى الرد العراقي .. 

إنها ضربات الحق العراقية .. 

خذها عراقية .. لكي لا تنسى عندما تجلس أنت وكلبك لتتذكر ( الإنتصارات ) التي نَسَفَتها أحذية العراقيين .. 

ومرة اخرى.. موتوا بغيضكم أيها الحاقدون المحتمين بدبابات وطائرات الإحتلال وعصابات الموت الإيرانية .. 

وستستمر عمليات التصدي والرفض .. 

والطرد بالقنادر

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٧ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م