محمد المشاط العائد الى أصله .. رمز لنكران الجميل

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

 

يقولون إن الدكتور محمد شانة ساز قد نشر كتابا بعنوان "كنت سفيرا للعراق في واشنطن" إتهم فيه الشهيد الخالد الرئيس صدام حسين بعبارات الإنتهازيين رغم شهاداتهم ومواقعهم ومن خلال مقال نشره اليوم مروج إسمه شاكر النابلسي وهو أردني يحمل الجنسيه الأمريكيه وهو أحد المُعدين الثلاثة لـ (البيان الأممي ضد الارهاب)!!..وبمقالة نشرت له في موقع ايلاف بعنوان " هل كان صدام عميلا لاسرائيل وامريكا " ورد فيها عبارات وإتهامات غير مسبوقه للرئيس الشهيد الخالد الراحل صدام حسين.

وقد وصف شاكر النابلسي محمد شانة ساز  بانه:

-         من أبرز سفراء العراق في عهد الشهيد الخالد صدام حسين في الثمانينات.

-         وكان ناشطاً بعثياً مرموقاً.

-         و كان دبلوماسياً صاحب ضمير يقظ  وثقافة واسعة  وعقل كبير  وشخصية حرة. ومن هنا  لم يتوانَ عن الاستقالة من منصبه في عهد صدّام  وبعد غزو الكويت  احتجاجاً على هذا العمل العدواني الغاشم. وهو من القلائل  بل من الندرة النادرة من الدبلوماسيين الذين تحدوا صدّام  وجبروته  وإستقالوا احتجاجاً على سياسة صدّام الداخلية  والخارجية.

-         ويعتبر المشّاط بذلك من السياسيين العراقيين الشجعان الذين قالوا لصدّام: لا  في وجهه  وفي زمن عزِّ جبروت قوته  وتحديه للعالم.

-         والدكتور شانة ساز  هو الدبلوماسي العراقي الوحيد – في ظني الذي كتب جزءاً من مذكراته عندما كان سفيراً للعراق في واشنطن  أهم عاصمة عالمية  حيث صناعة قرار العالم. وهي مذكرات مهمة للغاية  درج الدبلوماسيون الغربيون على كتابتها  ولكن معظم الدبلوماسيين العرب – للأسف الشديد – يحجمون عن كتابة مذكراتهم  بعد خروجهم من الوظيفة  وتقاعدهم  أو طردهم. والسبب في ذلك يعود إما إلى جهل هؤلاء الدبلوماسيين وقلة معرفتهم في كتابة المذكرات  وإما إلى جبنهم وخوفهم من ملاحقة العهد الذي كانوا يمثلونه دبلوماسياً في الخارج  وإما إلى غياب الوعي السياسي لديهم وإما إلى تفاهة المناصب الدبلوماسية التي كانوا يشغلونها.  

-         والدكتور شانة ساز  كان عكس هؤلاء جميعاً. فهو المثقف والمتعلم الحائز على الدكتوراه من أرقى الجامعات الأمريكية في كاليفورنيا. وهو الناشط الحزبي  الذي يعي تماماً كواليس وأسرار الحزب وسلوكياته المختلفة  وهو الدبلوماسي الشجاع  الذي رمى قفازاته الدبلوماسية في وجه صدّام عام 1991  لا احتجاجاً على راتب أو رتبة  ولا طمعاً في مال أو جاه  ولا سعياً وراء شهرة ونجومية  وهو الذي اعتلى أهم سفارة للعراق في واشنطن. ومن هذا كله تأتي أهمية مذكراته التي لم يكتبها إلا بعد إلحاح صديقه وصديقنا سيّار الجميل الذي كتب مقدمة جميلة وشاملة لهذه المذكرات.

-         إن عمق الصدقيّة ورفعة الشفافية في هذا الكتاب  متأتية من أن الدكتور شانة ساز  لم يستقل من منصبه المميز طمعاً في مال  أو جاه أو منصب أكثر رفعة  رغم كل المغريات المتعلقة بهذا الشأن. ولكنه استقال احتجاجاً على غزو ديكتاتور لبلد شقيق. ويكاد شانة ساز  بذلك  أن يكون السفير العراقي الوحيد الذي استقال احتجاجاً على فعل سياسي منكر من قيادته. وأجزم أنه – ربما - السفير العربي الوحيد الذي قام بهذا العمل الشجاع. وها نحن نرى من حولنا كيف يتحوّل السفراء إلى وزراء ورؤساء وزارات عندما يطيعون ويخرسون  ويأكلون  ويشكرون.

 

ويقول هذا الكاتب الذي يعتز بعلاقته مع سيار الجميل ومحمد شانة ساز أن السفير يقول عن الشهيد الخالد صدام حسين أنه:

 

-         لم تكن في صدّام أية نزعة وطنية وقومية عروبية!!..

-         يقول الكاتب : في الوقت الذي كان البعض يتباكى على تمثال صدام  
ففي هذا الوقت، كان الدكتور شانة ساز  يكتب مسودات مذكراته الثمينة ويثبت لنا بالوقائع كيف كان صدّام عميلاً مزدوجاً لإسرائيل وأمريكا.!!

-         وشانة ساز  هنا لا يعني بالعمالة أن يكون صدام مقيداً في سجل الموساد أو وكالة الاستخبارات الأمريكية ويقبض راتباً ولكن شانة ساز  يعني بالعمالة هنا خاصة أن تتطابق أهداف وخطط صدام مع أهداف وخطط إسرائيل وأمريكا!!.

-         قرار الحرب مع إيران عام 1980، واستمرار هذه الحرب لمدة ثماني سنوات استنزفت تداعياتها قدرات العراق المالية والعسكرية وأودت بحياة أكثر من نصف مليون جندي وضابط عراقي ثم جاء صدّام في 2003 وشطب بجرّة قلم آثار هذه الحرب. وتحوّل العراق مالياً من دائن إلى مدين.

 

كان يا ما كان ..كان هناك في زمن من الأزمان ..يوم كان العراق وكان صدام وكان البعث وكان الوزير وزيرا والسفير سفيرا بحق ..كان لحكومة العراق سفير أسمه الدكتور محمد المشاط ..وكان هذا السفير من عائلة (المشاط) الساكنين في منطقه الكاظميه المقدسة ببغداد الذين كانوا إلى وقت قريب من تابعيتين (تبعية عثمانية ـــ أي عراقيين الاصل ومن اصل عربى) وقسم اخر يضم جميع أبناء عمه (بما فيهم المرحومة والدته التي لم تكن تتكلم اللغة العربية بل لغة البيت الايرانيه) فكانت جنسيتهم العراقية من التبعية الايرانية (أي الجنسية من الدرجة الثانية) وكان لقب عائلته (شانة ساز  ) أي صانع الامشاط ( جمع مشط)  ومازال شقيقه ( أحمد شانه ساز) في طهران صاحب محلات بيع الحلويات يحمل اللقب القديم وكما معلوم لدى أهل  الكاظمية إن هذه الاسرة إيرانية الأصل وكانت  هذه الحاله أي حالة عدم الإنتماء الى الوسط العربى القومى تثير الهواجس والقلق لدى الدكتور المشاط ويعرف المقربون في الرئاسة العراقية  انه في إحدى مقابلاته للرئيس صدام شكا أليه  هذة الحالة ملتمسا منه مساعدته في حل هذه العقدة  آلتي لحقت بهم طويلا فأصبحت (كالعار الذي يلازمهم في حياتهم) على حد قوله حينها أمر الشهيد الخالد صدام حسين أن يتم إعتبار جميع أسرة (المشاط) من التبعية العثمانية بدلا من التبعية الايرانية تكريما للدكتور المشاط.. وبعد ان انعم  الرئيس الشهيد صدام حسين  عليه وعلى عائلته بالجنسية العراقية بعد تحويل تبعيتهم من الايرانية الى العثمانية. ترجموا اللقب الايراني الى العربية وتلقبوا بـ (المشاط)..

 

ومن المؤكد ان ذاكرة هذا السفير من الصحة والنشاط والحيوية الى الآن وهو يكتب مذكراته التفصيلية بحيث أنه تناسى ولم يذكر كيف  أنه شخصيا وجميع رجال أسرته بعد أن تم ذلك ومعهم عميد اسرتهم طلبوا مقابلة الرئيس الشهيد صدام حسين لتقديم الشكر والوفاء له والولاء المطلق . وكان لهم ما أرادوا....

حتى أن شاشات تلفزيون بغداد وجميع الصحف العراقية آنذاك وفي خضم معارك مهمة خلال قادسية صدام المجيدة عرضت وقائع  هذه المقابلة المطوله بتفاصيلها وكيف قام عميد اسرة ال المشاط باهداء الرئيس الشهيد صدام حسين (سيف) مذهب آثري يعود الى جدهم كما قال عرفاننا للرئيس لهذه الالتفاته منه وولائا له ..

ومن المؤكد أن جميع أهالي الكاظمية ومنتسبي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وطلاب وأساتذة جامعة الموصل ومنتسبي كل السفارات التي عمل بها سفيرا يعرفون ذلك ..وهذا مثبت وموثق في سجلات مديرية الاحوال المدنية التي تؤكد أمر الرئيس الشهيد على تغير التبعية .

 

ويقول التأريخ أن هذا السفير  سبق أن عمل وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي ورئيسا لجامعة الموصل ثم سفيرا للعراق في فينا وباريس و لندن وواشنطن  من عام 1979 الى 1991  وأستمر في عمله سفيرا مدللا اكثر من ربع قرن ينال كثيرا من الرعاية والتقدير والتكريمات المستمرة من الرئيس صدام حسين  على الرغم من الأقاويل التى كان زملائه الطلاب العراقيين الذين أكملوا الدراسة معه في الولايات المتحدة الأمريكيه يثيروها نحوه بإرتباطه بالمخابرات المركزية الأمريكية منذ كان طالبا فيها حتى إن هذا الآمر تم توثيقه في  (ملفه الدراسي) في مديرية البعثات بوزارة التعليم العالي إلا أنه بقي في دائرة الشكوك التي تدور حوله خاصة في أواسط زملائه.

 

في 29 /7 / 2004 كتب هذا السفير مقالا بعنوان ((صدام الكهل والقاضي الشاب)) يتهجم في مقاله تهجما سافرا على الرئيس صدام حسين بعيدا كل البعد عن الموضوعية والمنهجية العلمية في أسلوب النقد الذي كان يجب أن يتحلى ويلتزم به وهو الأكاديمي ورجل العلم الرزين وأستاذ علم الاجتماع المعروف..حيث رد عليه الدكتور عبد الوهاب محمود بمقالة رائعة بعنوان الوزير و السفير الدكتور محمد المشاط في سرب الغادرين

 والمنشورة في شبكة البصرة يوم 31/7/2004 وعلى الرابط التالي :

http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/0704/mahmod_300704.htm

 

وأقتبسنا آنفا بعض ما ورد فيها.

 

وكتب المناضل أبو ياسر في شبكة البصرة المناضلة مقالة مفصلة بعنوان محمد المشاط .... ان لم تستحي فقل ماشئت عن سلوك هذا السفير نشرت بتأريخ  31 تموز 2004 ويمكنكم الإطلاع عليها على الرابط:

http://www.albasrah.net/maqalat_mukhtara/arabic/0704/aboyaser_310704.htm

 

ونقتبس من المقالة مايلي:

جاء في المقالة نص البرقية التي بعثها سفير العراق في واشنطن بعد الغزو الثلاثيني للعراق وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ومن فينا حيث طار اليها من واشنطن بمتوجها الى بغداد التي لم يصلها والتي جاء فيها:

((السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه من السفير محمد المشاط. سيدي القائد بعد مغادرتي مقر عملي متوجها الى بغداد لأكون بجانبكم وبجانب المقاتلين الابطال للذود عن الوطن والدفاع عنه ضد العدوان العسكري الامريكي الغاشم. خلال توقفنا في فيينا أصيبت زوجتي بوكعة صحية ادخلت بسسبها المستشفى. بعد اجراء الفحوصات قرر الاطباء اجراء عملية جراحية عاجلة لها. سيدي القائد ترددت كثيرا قبل ارسال هذه البرقية والعراق في هذه الظروف. أن عظمة سماحتكم وقلبكم الكبير شجعاني لأرسالها. ان مصاريف العملية الجراحية لزوجتي هي 60 الف دولار. فارجوا من سيادتكم وكرمكم الابوي الموافقة على صرف النفقات لأن مرضها خطير. ليحفظكم الله ذخرا للعراق العظيم سيدي القائد.)).

 

حيث جاء أمر الرئيس الشهيد واضحا بكتاب السكرتير:

 

((أمر السيد الرئيس القائد بصرف نفقات علاج زوجة السفير محمد المشاط. يتمنى سيادته لها الصحة والسلامة.))

وتقول الأحداث الموثقة رسميا انه بعث يطلب مبلغا آخر لعملية زوجته وهو 30 ألف دولار أخرى وامر الرئيس الشهيد الخالد بصرفها له.

وفي شهر نيسان 1991. أختفى السيد المشاط من فيينا. ولم يعود الى العراق. أرسل الدكتور عبد رحيم الكتل سفير العراق في فيينا برقية الى الوزارة جاء فيها:

((بعد تدقيق القوائم المقدمة من السيد المشاط عن نفقات اجراء عملية جراحية لزوجتة ولفترة النقاهة والعلاج و بعد التدقيق تبين انها مزورة وان زوجته لم تجرى لها اية عملية. حاولنا الاتصال به فلم نفلح لمغادرته محل اقامته دون ان يعلمنا.)) !!!!

 

أبلغت البرقية الى السكرتير، فأجاب:

 

(أمر السيد الرئيس القائد بحفظ المعاملة وغض النظر فيها)!!!!

 

وتبين فيما بعد ان السيد المشاط لجأ الى هذه الطريقة لكي يماطل في العودة الى العراق أنتظارا لما سيؤول اليه العدوان العسكري على العراق حينذاك. على أية حال تسلم من السفارة العراقية في فيينا مبلغ (90) الف دولار عن طريق الغش والاحتيال وعن طريق المتاجرة بمرض زوجته!!! ثم سافر وأستقر في فانكوفر بكندا ليستمتع بصرف المبلغ الذي صرفه له الشهيد الخالد صدام حسين في الوقت الذي كان فيه العراق بحاجة الى دولار واحد!!!!

 

لم يكتفي السيد محمد شانه ساز (المشاط) بذلك  بل أرسل  وبكل صلافة وقباحة  رسالة الى السيد وزير الخارجية العراقية عام 1998 يعرض فيها خدماته لتصدير الادوية الى العراق من كندا ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء. (مؤكدا فيها على انه مازال مخلصا للعراق ولقيادة السيد الرئيس القائد صدام حسين حفظه الله ورعاه) على حد تعبيره في رسالته الموثقة والمحفوظة!!..

 

ما ورد آنفا يكفي لنعرف من هو هذا البائس الحاقد والطامع والإنتهازي..

 

فهل هي صحوة العرق الدساس ؟..

أم هي هبة عرس الثعالب والأفاعي في غابة العراق التي تغفر لمن يختارونهم اليوم ممن يكتب البراءات؟..

أم هي الصلافة والعجرفة والمخادعة التي إتصف بها هذا الإنتهازي الناكر لفضل الحزب والقائد عليه؟..

هذا السارق والمزور..

كان يفترض بهذا الذي رجع الى أصله أن يهدي كتابه الى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية ..

ولكنه يخاف أن يتقرب من هذه الرغبة العارمة لديه  لأسباب كثيرة منها تنكره لأصله ومنها أن الكثير من المسؤولين في النظام الوطني (الأحياء منهم لحد الآن)  يعرفون جيدا كيف كانت القيادة تطلب منه أن يصرح من باريس:

بأن طائراتنا متوجهة الآن وقبل أن يُعلن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة لتدك خَرج وباراك الإيرانية في القادسية ..

هل يستطيع أن ينكر ذلك ؟..

أو يخفي تفاخره برد الصاع صاعين الى إيران على يد قاذفات الحق العراقية؟..

 

والله لم يفز شهيد بهذا العز كما فاز صدام ..

وستبقى لحظات تحديه للجلاد ترعب الموت..

وموت بهذه العظمة لا يليق الا بالشجعان..

فليكثر الحساد ..

ولتطول قاماتهم ..

وليطربوا ..

فالموت ملاقيهم ..

وهيهات أن يكون كما رحل صدام

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م