عام ٢٠١١ .. عام الوهم والسحر لوزير الدفاع العراقي !..

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

 

آخر من أدلى بدلوه حول الإتفاقية الأمنية بين العراق المحتل والولايات المتحدة الأمريكية التي تحتله كان وزير دفاع العراق المحتل عبد القادر جاسم الذي قال في مؤتمر صحفي عقده لهذا الغرض :

 

-   ( إن الإنسحاب قبل ذلك التاريخ سيعرض للخطر صادرات العراق النفطية )

- و( يمكن هذا الإنسحاب الدول المجاورة من التعدي على الأراضي العراقية ويطلق أيدي الجواسيس الأجانب ).

- و( إن الفترة المحددة في الجدول الزمني للانسحاب تسمح للعراق بوقت كاف لاستكمال قدراته من التدريب والقتال والجوانب الفنية وتضمن له أيضا دعما كبيرا)

- وإن سبب تحديد عام 2011 موعدا نهائيا للإنسحاب هو ( إن الحكومات المتعاقبة لم تنجح في نزع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة للكتل المسلحة والاجنحة المسلحة)!..

- و(إن البحرية العراقية ليست مستعدة لتولي المسؤولية من القوات التي تقودها الولايات المتحدة لحماية المرافيء الموجودة قبالة الساحل التي تصدر النفط الخام للبلاد)..

- و(إنه إذا ما ابعد العراق القوات الأمريكية بصورة غير مخططة او مفاجئة فستبدأ القرصنة وستكون قدرته على التصدير مهددة الى حد كبير.)..

-  وقوله: (إن بعض الدول تقصف مناطق من العراق يوميا وإن وجود القوات الأمريكية يردعهم عن توسيع عملياتهم. وتقصف تركيا مرارا شمال العراق في تعقبها للمتمردين الانفصاليين الأكراد)!..

 

ونقول للوزير ولرئيس أركانه وضباط ركنه ولمستشاريه :

 

-       إن هذا يعني أن القوات الأمريكية هي المسؤولة منذ الإحتلال ولحد 2011 عن مراقبة الصادرات النفطية العراقية ويقصد بمراقبة الصادرات هي مراقبة الآبار ومحطات الضخ والأنابيب لحين خروجها من الأرض العراقية ومحطات الشحن العراقية في موانيء التصدير!..وبما أن النفط هو مصدر (ثروات العراق المنهوبة!) فما هي الخطط والتشكيلات التي تم الصرف عليها لتتولى حماية هذه المنشآت والخطوط طيلة ستة سنوات من الإحتلال ولنقل طيلة فترة تسلمكم المسؤولية وأين تذهب تخصيصات أفواج الحماية بحيث إن القوات الأمريكية هي المسؤولة عن متابعة من يعبث بأنبوب النفط المار بالبساتين والأرض القاحلة؟..وهل ستقوم القوات الأمريكة بمعالجة هؤلاء (المخربين) بدون العودة إليكم أم يجري التنسيق معكم بشان هذا الموضوع ولماذا لم تسلمكم القوات الأمريكية هذه المسؤولية الكبيرة و( الفائقة الصعوبة!)  حتى تحتاجون ثماني سنوات للتدريب والتجهيز وربما ستكون غير كافية وستكون سببا لطلب العراق تمديد فترة بقاء القوات الأمريكية لخمس سنوات أخرى وهكذا!!..وإذا كان بخروج القوات الأمريكية سيحكم القراصنة موانيء العراق لأن القوة البحرية غير مهيئة !..فأين كنتم من هذا اليوم ؟..فإذا كانت منظومات الكهرباء والماء والمجاري والزراعة وغيرها غير مهيئة لتحمل واجباتها عند خروج الأمريكان قبل 2011 والقوة العسكرية العراقية وبضمنها البحرية ستكون غير متكاملة قبل 2011 فهل إن هذا العام سيكون عاما سحريا للعراق!؟..أم إنه الوهم والركض خلف المجهول ؟..ألم تأخذوا درسا من سقوط بوش وصقوره بسبب كذبه ومخادعته ووهمه؟..

 

-         وعن قيام الدول المجاورة بالتعدي على الأراضي العراقية في حال إنسحاب القوات الأمريكية ويطلق يد الجواسيس الجانب ..

 

ما هو توصيف (الأعداء)  اليوم؟..هل هم أعداء العراق ؟..أم المقصود  أعدائكم أنتم ؟..لكي نخلصكم من اللف والدوران فإن أعدائكم يقاتلونكم من الداخل وهم موجودين في كل مكان من أرض العراق ..أما أعداء العراق فهم ذو توصيفين ..

 

توصيفنا الذي يقول إن أعداء العراق هم المحتل الجاثم على صدر العراق وكل من يسانده ويدعمه ويروج لوجوده ويسرق ثرواته ويسلب إرادته ويصادر سيادته ومصيره ويزور تأريخه وفي مقدمة الأعداء كدول هي الولايات المتحدة وبريطانيا ومن يتحالف معها وإسرائيل وإيران ..وكل هؤلاء الأعداء موجودين اليوم في العراق وهم صاحبي الأمر والنهي وهم الذين يراقبون (صادرات العراق النفطية ) و( حماية الموانيء ) و( تخويف الجيران!) نيابة عن قطعاتك العسكرية ( التي تهتم بترويع الشعب ودهم بيوتهم وإعتقال شبابهم ورجالهم ونسائهم!)..

 

وهؤلاء هم الجواسيس الأجانب الذين يجب أن تخاف منهم وهم يجلسون معك على مكتبك ويراقبون إتصالاتك الهاتفية ولديهم نسخ كاملة عن كل تجاوز مالي وفساد إداري وأخلاقي ويحتفظون بها ليوم هم يحددوه!!..

 

أما توصيفكم لأعداء العراق فهو لا يتجاوز حدود مناخيركم التي تنصت بشغف لما يقوله المحتل ..حيث جعلتم أعداء العراق (الإرهابيين والمخربين والخارجين عن القانون والصداميين والبعثيين ورجال النظام السابق)!..وكلمات الإرهابيين والمخربين والخارجين عن القانون تسميات مطلقة  تبدأ من القاعدة وتنتهي بقطاع الطرق مرورا بالتيار الصدري وربما يضاف اليه تيارات سياسية أخرى تختلف مع حزب الدعوة والحكيم والأكراد ..

 

أما الصداميين والبعثيين ورجال النظام السابق فهم قريبين منكم وأقرب إليكم من حبل الوريد!!..سواءا بقي الأمريكان أو رحلوا!!..

 

-         وعن الفترة التي ستتيحها لكم القوات الأمريكية لتدريب القطعات العراقية نقول مضت خمس سنوات وتحتاجون لثلاث أخرى وسوف لن تتمكنوا من تحقيق هذا الهدف ولو بعد عشر سنوات لسبب بسيط وهو أن الولايات المتحدة لو أرادت أن تبني لكم قدرة هذه القطعات بسنة واحدة لأستطاعت ولكنها تريد لهذا الجيش أن يكون فرق وألوية وأفواج بلا منهج ولا قوة ولا خبرة ولاهدف وبضياع المنهج فلن تستطيعوا تحديد نوع السلاح المطلوب لكم وبدون قوة مكتسبة لن تتمكنوا من إستخدام أي خبرة وتنفيذ أي منهج وهذا كله سيكون محور الفشل في كل خطوة تفتقر  الى الهدف ..وبناء القدرة العسكرية بدون عقيدة يشبه تكديس العتاد والسلاح في مناطق مكشوفة سيما وإن منتسبي الجيش الحالي يتلخص واجبهم بقمع الناس وإعتقال من يعارض الحكومة أو يستخدم كرأس حربة لتنفيذ مهمة أمريكية ..كما نذكر جميعا كيف ان وزير الدفاع حدد نهاية عام 2020 موعدا لتأهيل القوة العسكرية العراقية لتكون مهيئة للدفاع عن العراق!!..فمن أين حصل الوزير على ذلك التأريخ وكيف أصبح اليوم نهاية عام 2011 هو عام نهاية التدريب والتاهيل؟ ..كما سيكون من الواجب تلقين المتحدث العسكري بإسم وزارة الدفاع ما يقوله خاصة تلك التصريحات التي تتناقض مع تصريحات الوزير وآخرها قوله إن جاهزية قوات الجيش وفرقه والويته ممتازة وسيجري إستلام الملف الأمني لكل محافظات العراق قريبا!!.

 

-         وعن نزع الأسلحة الثقيلة وعجز الحكومات السابقة عن نزعها فهل ستستطيع  هذه الحكومة نزع أسلحة المعارضين الثقيلة قبل تحديد هويتهم ؟..وهل من المعقول ان يستغرق تنفيذ مثل هذا القرار(السيادي ) لهذه الحكومة (الأكفأ من سابقاتها ) ثلاث سنوات أخرى أي أن (هذه الحكومة تحتاج ست سنوات ) بينما ينتقد الوزير أداء حكومتين لمدة مسؤولية أقل من سنتين؟؟!!..وهل هذه المقارنة واردة من مهني وعسكري؟..ونسأل: كيف بوجود الأمريكان لا تستطيعون جمع (الأسلحة الثقيلة للمخربين والجماعات المسلحة بأقل من ست سنوات ) ليكون تحديد سنة 2011 موعدا مناسبا لكم للقيام بذلك؟..

 

وهكذا سيكون الإستنتاج الرسمي الدفاعي العراقي :

(إن أي إنسحاب للقوات الأمريكية قبل نهاية عام 2011 سيكون كارثيا !..)

حيث سيحكم القراصنة البحر!..

ويتحكم المخربين والإرهابيين بالبر! ..

 

وستلتهب السماء بالحرائق الناجمة عن تفجير أنابيب النفط التي غاب عنها (الراعي والحامي والمدافع !)..

 

وحيث أن تركيا وإيران تقصفان العراق يوميا بوجود هذه القطعات الأمريكية الضاربة..

فماذا ستفعل إذا خرج الأمريكان؟!..

وهل ستصل الى الموصل وكربلاء؟!..

تريدون ان توهموا العالم بانه حرص على العراق وليس خوفا على أنفسكم ..وهلعا مما سيؤول إليه مصيركم ..

فتمسكوا بالوهم والسراب ..

فليس من ناصر لكم ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م