صناعة الكذب والحيلة

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

مع إحترامنا الكامل للمرأة العراقية التي تقف مع الحق ضد الباطل..

للماجدة العراقية المناضلة ..

(أيام زمان)!!..واليوم..

 

تحاول كاتبة إسمها ميادة العسكري هذه الأيام أن تقوم بدور محمد العسكري!  الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع الحالية ( الوزارة التي وقفت مكتوفة الأيدي أمام أول تهديد لها من قبل البيشمركة عندما تأججت مشكلة خانقين)!..من خلال زج نفسها في تحليلات عسكرية ومهنية لا علاقة لها بها ولا بتفاصيل إستحضاراتها (كما يعرف وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ومحمد العسكري وكنبر ووجيه والموسوي وعبد الكريم خلف وغيرهم!) ..

وميادة العسكري لم تكن خريجة إحدى الكليات العسكرية العراقية قبل أو ( في زمن البعث)  التي خرّجت أشرف وأنبل وألمع الرجال المقاتلين الشجعان والبعض من المتلونيين والإنتهازيين الذين (لبسوا ثياب الطائفية اليوم!)..

ولم تتخرج من كلية القوة الجوية قبل أو ( في زمن البعث)  وتتشرف بحمل جناح الطيران وتقاتل أعداء العراق والأمة أينما كانوا..

وهذه الكاتبة ليست خريجة كلية الأركان قبل أو ( في زمن البعث) ويزيدها فخرا وعزا أن تحمل شارة الركن  (كما تخرج منها الضباط المذكورين أيام البعث والنظام السابق والمسئولين عن حفظ النظام اليوم!) وهم اليوم قادة جيش (العراق الجديد) ودعم السلطة الحالية والدفاع عنها..

ولم يتسنى لها دخول دورات كلية الحرب والدفاع الوطني في جامعة البكر أو كلية القيادة  (أيام الديكتاتورية في زمن النظام السابق الذي لقّن إيرن أمر الدروس!)..

أو شاركت بدورات متقدمة في الخارج لتعلم فن القيادة والأركان والإدارة والعمليات قبل أو ( في زمن البعث) لتقوم بمناقشة موضوع مهم ومهني وحساس مثل (الإنقلاب العسكري) ..

 

ولذلك نرى أنها أدخلت نفسها في مأزق..تماما مثلما يناقش شخص لا علاقة له بالطب بتفاصيل وإستحضارات ومضاعفات القيام بعملية جراحية في القلب او الدماغ!..

ومع ذلك فقد قامت بإدخال بعض اللمحات الأنثوية على الموضوع وجعلت من الرقص الشرقي عنوانا لذلك فكتبت مرة مقالا بعنوان:

(أين سهير زكي وهياتم ؟ هناك رائحة انقلاب في العراق)..

ثم مقال آخر بعنوان :

(سهير لا تزال ترقص على الوحدة ونص) ..

ثم مقالا عن (الراقصة والسياسي إعتذرت فيه للفنانة مستحيل نبيلة عبيد!..) مخصصة للحديث عن إنقلاب مزعوم في (العراق الجديد). وكيف إن هذا الموضوع (!) لأن الأمريكيين هم المسئولين عن حماية الحكومة والنظام الحالي!!..

ولا ندري هل أن كون لقبها (العسكري ) أغراها بالحديث عن هذا الموضوع..أم حبا بحكومة المالكي و(المحررين )الذين حرروها من (النظام السابق ) ..

أم هي الغيرة من ماجداتنا ونخلاتنا وحزام ظهرنا بنات العراق ودجلة والفرات ..

أم حذيفة الدليمي ..

وكلشان البياتي..

وعشتار العراقية..

والأخريات من تاج العراق ورفعة الراس ..

وتكذب ويكذب من أخبرها ان (النظام السابق ) كان يضع الرقصات في التلفزيون بإعتبارها إشارة للاجهزة الأمنية للإلتحاق لوجود مؤامرة!!!..

والغريب ان هذا الإنتهازي الذي أخبرها بذلك كان طالبا في الجامعة!!

وهنا وقبل الحديث عن الإنقلاب العسكري ..نريد أن نقول لهذا الإنتهازي الذي (أخبرها بذلك!) ..أو لها إن هي إختلقت ذلك:

نستغرب كل هذا الكذب والضغينة والمخادعة وحديثكم هذا لا يفرق عن كل مفردات المسرحية الكاذبة التي مثلها بوش وعصابته وساهم فيها كومبارس (المعارضة) والتي إعتمدت على سياسة الكذب والخداع ..وبقيتم تتآمرون وتحيكون الدسائس التي كان يقف لها بالمرصاد رجال العراق الأبطال الذين كانوا حريصين على أمنه..الى أن حقق لكم بوش أحلامكم المريضة بتدمير ونهب العراق..

ونستغرب أنكم لم تموتوا لحد الآن بغيضكم !..

ومن يملك في قلبه كل هذا الحقد والسواد والضغينة والخداع سوف لن ينجح بقيادة نفسه التي ستجذبه للهاوية قبل ان يجرب إقناع الآخرين !..

(لقد ذهب البعث والنظام السابق كما تقولون!!)..

فلماذا تتمسكون بمرض (رهاب البعث والنظام السابق)؟..

ومن أي شيء تخافون؟..

وبيدكم (زمام كل شيء!!)..

ولماذا أرقهم الأزلي وكرههم وحقدهم الأعمى وإستمرارهم بالتعرض (للماضي!)....

ولماذا تجهد كاتبة نفسها للحديث عن هذا الموضوع في وقت يمكنها أن تختار عناوين كثيرة للتعبير عن هذا الكره والحقد الذي لن يطفيء ناره الا القبر..

تقول الكاتبة:

(ولنفترض بأن هناك مجموعة ضربت في عقولها وارادت ان تقوم بانقلاب على الحكومة العراقية لا بد من الاجابة على بعض التساؤلات..هل تمتلك اي جهة في العراق دبابة او طيارة لتنفذ الانقلاب؟؟ ..تصوروا لو ان اللواء فلان ابن افلانة من المرور العامة  دخل وقرا البيان.. ترى كم من طائرات الاخوة الشركاء في الوطن ستكون فوق راسه في نفس التو واللحظة ..فقط نحاول ان نتخيل منظر مجموعة تقترب من قناة العراقية وتحاول بث البيان الاول؟؟؟)!..

نقول:

إذا الموضوع يتلخص بأن أي جهة تفكر بالإنقلاب ستواجه من قبل الأمريكان!..

ولماذا لا يواجه الإنقلاب من قبل الشعب؟..ألستم القائلين بان 80% من الشعب العراقي يقف مع هذه الحكومة وإنه إنتخبها ..

ولماذا لا يواجه (جيش العراق الجديد) والتشكيلات الضخمة من مغاوير وألوية الداخلية وميليشيات الأحزاب الطائفية هذا الإنقلاب ؟..

أليس من واجب الجيش أن يدافع عن (مكتسبات الشعب) بما أن هذه الحكومة هي من أهم ما حصل عليه الشعب بعد (التحرير!)..

ولماذا تحتمي الحكومة بقوات المحتل إذا كانت حكومة الشعب؟..

ولماذا تهددون الناس بقوات الإحتلال التي تقمع أي شخص يتقرب من قناة العراقية ؟..

ألا يتعارض قول الكاتبة (العسكري ) مع المتحدث بإسم وزارة الدفاع (العسكري) من إن القوات العراقية جاهزة للدفاع عن العراق!..لكي تلوح هذه الكاتبة بعصا الأمريكان!..

ولماذا هذا التهكم برجال المرور العامة ؟..

وانت كما تقولين إمرأة!!..

لماذا تسخرين من اللواء مرور فلان وتنعتيه (إبن فلانة!)..

هل هم أنصاف رجال لكي يتهمون بأنهم مدعاة للضحك وكونهم سيقومون بشيء وهم غير مؤهلين للقيام به؟..

وقولها:

(تكلمت مع أخ عزيز في الداخلية العراقية اليوم.. كان يمزح ويضحك،)!..

أدامها الله عليكم من أخوة عزيزة ..

وهو يضحك على خيبتكم وهو يستهزأ بحتمية (عدم القدرة على القيام بإنقلاب ) لأن الأمريكان موجوين في الأرض وفي الجو!!..

وهل يمكن أن ينطبق هذا الضحك والمزاح على إرادة العراقييين أيضا؟..أم هو يشمل فقط منتسبي الداخلية والدفاع الحاليين الذين تستهزئين من قدرتهم على القيام بشيء وخوفهم من التقرب من قناة العراقية لإذاعة بيان الإنقلاب؟..

وتتذكر هذه الكاتبة :

(عالم السبعينات في العراق..عندما كان الخوف من الاعتقال والأخذ على الشبهة يتربص بنا جميعا)!..

تخلصتم من (عالم السبعينات حيث الإعتقال على الشبهة) ودخلتم عالم اليوم حيث القتل والتهجير والتدمير والملاحقة والإعتقال على الشبهة والإسم ..

وحيث الموت في كل مكان..

والجثث على مزابل بغداد والمحافظات الأخرى وفي مستشفيات الطب العدلي ..

اليوم أنتم فرحين بتخلصكم من ذلك (الزمان!)..حيث اليوم زمانكم الذي جعلتم رجال العراق غير قادرين للذهاب الى الطب العدلي للتعرف على شبابهم المرميين في الثلاجات مع الجثث مجهولة الهوية لأن ميليشيات الداخلية والجلبي والمالكي وفيلق بدر وجيش المهدي ينتظرونهم أمام أبوابها ليلحقوهم بأبناءهم وأخوانهم وآبائهم ..

مبروك لكم هذا الزمان الذي جعلتم فيه النساء يذهبن بدل الرجال للتعرف على شهدائهم المغدورين في ثلاجات الطب العدلي !..

مبروك لكم (إنجازاتكم ) بالمليون ونصف شهيد وقتيل ومليون إمراة أرملة ومليوني طفل يتيم هم أحرى بك أن تكتبي من أجلهم!..

مبروك لك أيتها الكاتبة هذا الزمان وديمقراطية القتل على الهوية الذي رجع فيه العراق خلال الخمس سنوات مائتي سنة للخلف (بإنتصاركم على الحق!)..وتوزيعكم للستلايت والموبايل لتكونوا اكثر قربا من تطور الرقص الشرقي!..

وأخيرا وليس آخرا..

سيعود البعث ..

ولكن ليس بإنقلاب عليكم ..

ولكن بثورة الشعب الذي يقف معه..رغما عن أحلامكم وكوابيسكم المريضة ..

كما ننصح المتابعين بقراءة كتب التأريخ بتمعن وحيادية وبلا إنفعالات ..

وخاصة تلك التجارب التي تتحدث عن أسباب ودوافع تخلي  الأمريكان عن أقرب المقربين لهم !..

 

ومن الملفت للنظر أن هذه الكاتبة  تقول في أحد مقالاتها متهجمة على حليفهم محمود المشهداني بالقول بأنه أثناء زيارة المشهداني الأخيرة لإيران ولقاءه بالمسئولين هناك وقولها بالنص :

(سافر الدكتور محمود المشهداني الى طهران قبل عدة اشهر والتقاه احد الاخوة هناك وحدثني بعدها قائلا: شخصيته رائعة وهو متحدث جيد .. وضليع بامور سياسية كثيرة ..

استغربت الكلام لان المشهداني كان قد رد قبلها على النائبتين ميسون الدملوجي وصفية السهيل وغيرهما بالفاظ غريبة اذ قال : "إن أي قانون لا يتوافق مع الإسلام أضربه بالقندرة"، مبينا ان "بصلته محروقة" ومتسرع فمن اين جاءت الشخصية الرائعة؟ )

وهكذا نفهم جيدا..

إمراة عراقية!..

تكتب عن الجيش والإنقلاب والأمن!!..

ولها (إخوة ) في وزارة الداخلية يطلعونها على تفاصيل الإنقلاب المزعوم!!..

ولها أصدقاء يخبرونها (بشيفرات ورموز الأجهزة الأمنية الشرعية في السابق)!!..

ولها (إخوة)!..في طهران يتصلون بها ويعطونها رأيهم برئيس مجلس النواب!..

يالها من إمرأة!!..

أو ياله من وهم!..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٩ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م