نريد الرجل الفعال لا القوال

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

صعد عثمان بن عفان المنبر النبوي , وبعد ان حمد الله واثنى عليه قال بان الله يحب الرجل الفعال لاالقوال, وختم العبارة ونزل عن المنبر , واعتبر العرب ان هذه الخطبة هي اقصر خطبة وابلغ خطبة في تاريخ الخطابة الاسلامية , وما احوجنا اليوم الى استلهام هذا المعنى , ونحن نرى التسابق والتنافخ الغير مسبوق والكاذب للدفاع عن اراضينا المغتصبة , واملاكنا المنتهبة, واعراضنا المستباحة , ومع ذلك فلا نجد من قادة امتنا الا الاقوال , واما الافعال فانها تتماشى تماما مع افعال اعدى اعداء الامة , ولااقصد هنا شخصا بعينه , او قائدا بشخصه فالبلاء عام والكذب كما يقول اهل الشام لأبو موزة , في ظاهرة نفاق اعلامي وعملي لم تشهده امتنا في تاريخها , واخص بالذكر هنا مايسمى بدول الطوق , الذي طوق العراق من كل مساعدة وعون , وفتحوا بلدانهم عبارات للمؤن لجيش الاحتلال واغلقوها امام العون لاطفال ونساء ومرضى العراق , في تامر واضح وصريح كالشمس وسط النهار , وبلا خجل , وصار بعض الحكام يتكلم عن جزئيات من الاحتلال كالاتفاقية التي يتاجر الجميع لرفضها او قبولها وكأن المشكلة انحصرت اليوم في ورقة تريد ان تشرعن الحماية , وان تشرعن حكومة الاحتلال وبحماية عربية , وما نعرفه ان الثورة في العراق كسرت عنق الاحتلال , والازمة الاقتصادية اجهزت على الباقي وكل مايريده الاحتلال هو احتلالا برعاية عربية , وبدون تكاليف , مع ان الاحتلال لايخرج الا طردا ومعه كل الخونة والذين من المفروض ان يلاحقوا في امصار الدنيا بعد ان استغرقوا في دماء الشعب العراقي , وسبحوا في بحر الخيانة , وبات بقائهم في العراق وتحت اي مسميات خيانة للضحايا وللدماء العطرة من ابناء الشعب العراقي , وما اقصده بالافعال هنا , هو في دعم المقاومة العراقية ومعها كل الشرفاء العرب الذين تركوا اسرهم وعائلاتهم وذهبوا الى العراق دفاعا عن ميثاق الشرف العربي الذي داسه حكام العرب وجامعتهم النتنة وتحت جنح الظلام , والذين شوه الاعلام العربي ثورتهم وصورتهم على انهم قتلة وقطاع طرق في الوقت الذي تشهد فيه ادبيات الحرب الامريكية ان القتل والاجرام المنسوب لهم هو لعبة الاحتلالين الامريكي الايراني,

 

وهي نفس الصورة التي التي شوهت بها كتائب الاسناد العربية في فلسطين قبل احتلالها, وتحول ثوار العرب وهم فخر هذه الامة الى اعداء مطاردين هنا وهناك, والى علكة في فم الساقطات من اعلاميي العصر الاجرب في تاريخ امتنا بل وتحولت شخصيات مشبوهة امثال ابو القعقاع الى امثلة للمقاومة الشريفة في الوقت الذي اشتهر عنه انه مجرد فخ لاصطياد الشرفاء من الامة وفقا للمعاهدات الامنية المشتركة, ويشاركهم الحكام الانذال الذيم لايتورعون عن القول انهم مرتبطين بمعاهدات امنية مع الاحتلال الامريكي وبكل فخر وبدون خجل وبدعم من علماء الشرع الاكثر جربا , فاي شرف عظيم يتمتع به هؤلاء الحكام واعلامهم المدفوع الاجر , واي نخوة في رؤوسهم الفارغة وهم يرون اعراض الامة تنتهك عبر شاشات الفضائيات العالمية , وهم لاهون بمسابقات الحمير والجمال واستقبال قادة جيوش الاحتلال ,والرجل الفعال هنا هو الذي يعطي ويساند ويدعم ويطعم ويوحد ولايفرق صفوف المقاومة , ولا يكون هو واجهزته عونا للاحتلال عليها, وانا اجزم ان المقاومة في العراق يحاربها النظام العربي المتسربل بالعار اكثر من الاحتلال نفسه , ولهذا فاني اقول لجميع القادة العرب مقاله عثمان قبل 1400 عام ان المقاومة في العراق تحتاج الى قادة فعالين وليس الى قادة طراطير لاهم لها الا السرقة والمتاجرة بدماء الشرفاء من امتنا.

 

 

 

تحرير العراق واجب ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف من اجل تحريره وتحرير كل شبر سليب

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٢ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م