تشيز بلا جبنة ومؤتمر الحوار

 

 

شبكة المنصور

د.محمد رحال / السويد

 

كلمة تشيز بلغة اهل انكليزيا تعني الجبنة , وواضح من العنوان ان فيه لغز , وتشيز بلا جبنة هي نكتة كويتية قديمة تؤرخ لمحلات الوجبات السريعة في الكويت , فقد هجم احد عربان الكويت – وليعذرني مثقفي الكويت- على احد كوات البيع صائحا اريد اربعة تشيز من غير جبنة , ومن يومها تحولت الى طرفة يتندر بها اهل الكويت , وهذه الطرفة ذكرتني بالطرفة التي نشهدها اليوم في ما يسمى مؤتمر حوار الاديان , والواضح امام الجميع ان الذي دعا الى المؤتمر عاهل المملكة العربية السعودية , والواضح ايضا انه احس في نفسه انه بدأ يتحسن في دروس محو الامية ولهذا فقد كان لابد له من ابراز تلك المواهب على المستوى الدولي ، هو ومن دعي الى هذا الحوار العجيب الغريب , واعجب مافي هذا اللقاء هو عنوانه الاممي – الحوار بين الاديان – وهنا دفعني التساؤل والفضول اين هو الحوار, واين هم المتحاورون ,

 

فمن المعروف ان للحوار اصوله وخاصة عندما يرتقي الى درجة الحوار بين الاديان , مع تحفظي الشديد على هذا الاسم , وذلك لأن في العنوان خطأ فاحش , فقد كان من الامور الشرعية طرح الامر من زاوية اخرى وهو الحوار بين الامم, باعتبار ان كل دين يعتبر نفسه امة مشرعنة من الله , ولهذا فلا يليق بالمؤتمرين الاعتداء على تسمية شرعها الله لكل دين , وهذه الامم المتفرقة هي امم منقسمة على نفسها , وهذه الامم المنقسمة يحرك فكرها ويقودها ويقود انقسامها رجال الدين , وتسائلت اين هم رجال الدين ذوي العقول الراجحة والذين سيتحاورون , ولم اعثر على رجل دين واحد في هذا المؤتمر وهو ماجعلني استذكر طرفة التشيز بلا جبنة ,والاكثر طرافة ان المتهم الرئيس في تلك الطرفة ليس طرفة بن العبد وانما ملك العربية السعودية والذي عرفته عن قرب شديد عندما قدم ضيفا على ملك السويد , لسنوات خلت , وافرد له الملك المضيف قصرا ملكيا خاصا له , وذهب باقي الوفد الى فندق الشيراتون وسط مدينة استوكهلم , وقدر الله لي ان اطلع على يوميات العاهل السعودي , فقد كلفت احد الاشخاص المقربين بالاشراف على الشبكة التلفزيونية التي يفضلها جلالته , ولهذا فقد تم تركيب ثمانية لواقط فضائية بثمانية اجهزة , ووصلت بالتلفاز الملكي كي يتم تغيير القنوات من خلال جهاز تحكم واحد , وقد افاد مراقب الاجهزة ان جلالة الملك لم يشاهد يقيم الصلاة ولو لمرة واحدة , ولم يقابل مسلما واحدا في اقامته, فقلت لعل الملك جمع وقصر صلواته , او ان هناك من صلى عنه , فعلى المسلم ان يحسن الظن بملوك المسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟ , اما عن الوفد المرافق فقد كتبت كل الصحف السويدية انهم قضوا على الاحتياطي الاستراتيجي من الخمور في الفندق , وكانوا على درجة محترمة ورفيعة جدا من مراحل السكر والعربدة المنفلتة , ولهذا فعندما سمعت ان هناك مؤتمرا للحوار بين الاديان دعا اليه العاهل السعودي فقد فرحت فرحا شديدا ليقيني انه ووفده المحترم هم افضل خامات الامة للحوار الاممي وافضل من يمثل امتنا المسلمة كمثال حي ودعائي ملموس, وهذا عن الوفد المضيف ولن استعرض باقي الخامات المدعوة الى الحوار وما ضمته من عقول وفطاحل وعباقرة سيشرفون امتنا كما سيشرفها الوفد المرافق لجلالته اطال الله بقائه على العرش السعودي لقرن اخر , بل وعلمت ان القمة  من الاهمية بمكان بحيث حضرها شخصيات مهمة ورفيعة رفيعة رفيعة جدا من امثال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيرس صاحب عناقيد الغضب المشهورة , وباعتبار ان اغلب قادة الامة العربية قد غطسوا حتى اخمص رؤوسهم في الدماء العربية وخاصة منها الفلسطينية والعراقية , فكان وجود شخصيات من امثال شيمون بيرس في لقاء حوار الاديان مثيرا للمتعة ,

 

كزواج المتعة , حيث يلعب شيمون بيرس دور العريس , ومن شاهد المصافحة الحارة جدا بين الوزير القطري والعريس الاسرائيلي يدرك مدى نجاح هذا الزواج , ولهذا فقد تقاطر دعاة الحوار وهم بكامل زينتهم لعرض انفسهم  وزينتهم من اساور وحلق وخدود ناعمة امام العريس المنتظر والذي تسابق اليه الزعماء العرب عارضين ماتيسر من عروض الاغواء للايقاع بعريس الغفلة , والذي واعد الجميع ومن باب الحوار الى مايتيسر من زواج المتعة والذي يعتبره البعض بانه افضل من مائة الف حجة , فكيف اذا كان المتمتع عريس الهنا صاحب العناقيد المشهورة , واضاف صهرنا انه سيكمل المتعة الشرعية حين تنضوي كل الدول العربية اعضاء في دول المتوسط , وذلك بعد نجاح المساعي الفرنسية في ضم كل الدول العربية الى جانب اسرائيل على طاولة متعة واحدة صمد فيها الجميع يتوسطهم ديك الجلسة رئيس الوزراء الاسرائيلي مستر اولمرت, وعلى جانبيه جلست دجاجات العرب الضاحكة, والذين انفردوا بجلسات منفردة جدا وحميمة جدا مع الديك الجديد , وبامان وذلك بعد تخلصهم من ديك العراق والذي حرمهم ولمدة طويلة من نعمة التمتع.

 

 

تحرير العراق واجب ديني شرعي ووطني وانساني فساهم في تحرير العراق وكل ارض مغتصبة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م