الاعلام العربي ثور هائج بعين واحدة

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

ردود الفعل التي صدرت عقب طرق الرئيس الامريكي على دماغه برهنت وبشكل واضح عن انقسام حاد في مجتمعنا العريض والمتعدد الثقافات, وهذا الانقسام شيء طبيعي جدا في مجتمع يحترم حرية التعبير وحرية الراي الاخر , وما طفا الى السطح ان هناك قسما  غير معتبر من الشارع العربي , ومعه قسم اكثر اعتبارا من الاعلام العربي  عارض وبشكل مستهجن هذا العمل , وقاد نوعا من الاحتجاج الشديد حيث وصف العمل على انه نوع من انواع  سوء الادب مع الضيافة , او انه نوع من انواع استغلال الديمقراطية التي انزلها الله على الشعب العراقي على يد المسيح المنتظر الرئيس الامريكي , او ان الشعب العربي والذي عبر عن امتنانه لهذا العمل هو شعب هوجائي غوغائي بربري صدامي اسلاموي ومتخلف,

 

ولهذا فقد هوجم هذا الشعب البدائي هجوما عنيفا وشديدا من طرف القلة التي نزهها الله عن الخطأ , فهناك قسم من هذه القلة من ادعى ودون دليل ان  منتظر الزيدي هو من بقايا حزب البعث , وذلك لعجزهم عن الصاق التهمة له على انه من القاعدة الارهابية باعتباره من مدينة الناصرية وباعتباره شيعي ابن شيعي, وكأن  المقاومة الشريفة محرمة على الشيعة بعد ان تحول المراجع العظام الى سهام بيد المحتل  وسلة لنهب مال المؤمنين وتوزيعها على كل الامم باستثناء شعب العراق الجائع , وبؤرة لنشر الخلافات المختلقة والكاذبة بين ابناء الشعب الواحد والذي عاش على كل امثلة التحابب والتاخي والايثار والتعاضد , وافتوا باباحة قتل الجار لجاره , واغتصاب حليلته ونهب ماله وضموها الى ارث ال البيت  الطاهر وهم منه براء وعنه بعيدين , واقسام اخرى انضمت الى  طابور التهجم على منتظر الزيدي حسدا او بغضا او عداوة او مزاجا وما اكثرهم وقسم اخر عاداه تعاطفا مع المحرر الكبير المستر فوش , وقسم اخر عاداه لسكوت المرجعيات الطاهرة  والعاقلة عن التاييد  والذين اخذوا دور العذراوات الابكار في  السكوت رضا على اعتقال  الزيدي وسجنه وتكسير اضلاعه بعصي الحرية والديمقراطية العصماء التي طوشنا بها ادعياء الديمقراطية الجدد , ولهذا فقد جانب الاعلام العربي ومعه هذه الاطراف جانب الصواب في ان غالبية شعب العراق ومعه اهله من المحيط الى الخليج والذين تعاطفوا مع الحدث ,

 

وليسوا هم فقط الذين فرحوا وهللوا لهذا العمل  وانما شعوب العالم , وكأن دعاة الحرية والديمقراطية  هؤلاء لايعيشون في هذا الكوكب ولا يرون العالم الا بعين واحدة  هي نفس العين التي ينظر بها الرئيس الامريكي والذي كرهه العالم وفقا لكل الاحصائيات العالمية , وساروا بتلك العين الواحدة كالثور الهائج  على دماء منتظر الثورية الحمراء ومعه كل الشرفاء من الامة ودونما حياء او وجل , وقد ازعجهم ان يجدوا الامة كلها تتوحد وراء المقاومة ومنتظر احد ابنائها , لايفرق بينها كل دعاوى التفرقة والطائفية , وازعجهم ان تضرب مشاريعهم الطائفية التقسيمية  باحذية التوحد , وازعجهم هذا التضامن العالمي الدفين والذي تصاعد مده حتى وصل الى تاييد مؤتمر كامل لرؤساء اكثر من ثلاثين دولة امريكية معتبرة , والذين باركوا هذا العمل المقاوم بشكله الجديد ولم يستهجنه احد منهم , لنكتشف ان من استهجنه هم تلك الزمر والتي تقودها وسائل اعلام واطراف مشبوهة لايزيد تعدادها  عن تعداد اصابع اليدين والرجلين ومن يتبعهم هم جماعات من المرتزقة والتي تكتب لتتعيش بارتزاق المحروم, دون احترام  لراي الغالبية العظمى والكاسحة , وهم من البله بحيث انهم يظنون ان جورج فوش سيدوم مادامت الشمس تشرق ولم يدركوا ان مسيرة الباطل ساعة ومسيرة الحق الى قيام الساعة.


ان قيام الاعلام العربي المبرمج على  اخذ دور المعاداة لراي الجماهير العربية وتسفيه افكارها لهو نوع من انواع العته الفكري المجنون  وقيام الكثير من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بحجب الراي الاخر هو اقسى انواع الجهل والتخلف , والمتنور من اصحاب الفكر هو الذي يستمع الى الاخر ويحترمه ويجل رايه ويبرزه ان كان هدفه الوصول الى الحق والارتفاع بامته , اما الاعلام الذي الذي يظهر فقط مايريده هو فهو اعلام غبي وجاهل ورخيص وماجور ومبتدع وساذج وتافه, ولايريد لنفسه خيرا, وهو نوع من انواع  النرجسية المرضية الاعلامية , والتي تعتبر من اشد انواع المرض فتكا باصحابها اولا , وكم تمنيت للاعلام العربي ان تتنقل بين صفحاته فتراه حدائق غناء لكل انواع المعرفة والفكر بدلا من ان اجده يطبخ طبخة واحدة فاسدة يراد اجبارنا على اكلها كل يوم وان نمتدح طباخيها الاسوأ  في العالم , وهذا بفضل سيطرة المال على العقول , لابفضل سيطرة العقل على المال وهو نوع من انواع الافات التي ابتلي بها اعلام اليوم ,  ولقد قامت الدول الغربية بنهضتها ليس من خلال هدم مايبنيه الاخر وانما احترام بناء الاخر وشكره ورفع بناءه , وكما نرى فان الامم يرتفع بنائها ومفكرينا يهدمون  بناء امتنا تحت شعارات  شتى لاعلاقة لها بالبناء وانما بالتخريب واسوأه هو تخريب العقل والاوطان.

 

تحرير العراق واجب شرعي ووطني لايدانيه شرف فساهم في هذا الشرف الرفيع

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م