ازمة معبر ام معابر

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

يبدوا اننا تورطنا كثرا في عصر الاختزالات , فلقد اختزل كل شيء في حياتنا , واختصر كل شيء فيها , فقد نجد مختصر الاخبار , ومختصر المعاجم, ومختصر التاريخ, وكلها تعتمد على طرق خاصة في الاختزال , وابرز مااختصر من قضايا المواطن العربي والمسلم هو اهم قضاياه , وهو نتيجة مساعدة ومساهمة مهمة من دول العالم المتحضر والغيور علينا ,ومعهم حكومات البط العربية الرشيدة , وباعتبار ان اهم قضية في حياة المواطن العربي والمسلم هي القضية الفلسطينية , فقد ساهم الاختزال في هذه القضية الى مرورها بمجوعات كبيرة من الاختزال درجة ان القضية قد بسطت الى مراحل متناهية في الصغر , فبعد ان كانت هذه القضية  هي قضية امة اسلامية فقد مرت على عملية اختزال كبيرة جدا اسقطت كل الدول الاسلامية منها ومعها الشعوب الاسلامية والتي سارع قسم منها الى اقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية واسعة جدا منها العلني والسري , وباعتبار ان الامة العربية تشكل نحوا من عشرين بالمائة من تعداد الامة كلها فهذا يعني  ان الاختزال المفيد قد حذف ثمانين بالمائة من المشكلة الكبيرة ,

 

ثم تطورت عملية الاختزال  الى حذف كل الدول العربية من الازمة باستثناء مايسمى دول الطوق , وبهذه العملية الاختزالية فقد ارتاحت القضية الفلسطينية من اكثر من سبعين بالمائة من مجمل الدول العربية واكثر من تسعين بالمائة من مجمل القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها , وتحول الدعم العربي الىنوع من الاحسان المملوء بالمن  وعلى مضض  من انظمةالبط السعيدة , بل وان الكثير من هذه الدول كان في غاية السعادة انه وقف الى جانب دولة الاحتلال ومعاديا القضية الفلسطينية , ووصل الامر ببعض الرموز الدينية الى تطبيع مباشر مع زعماء دول الاحتلال ودون خوف من الله او وجل , واخرين تاجروا بهذه القضية وعملوا جواسيس لدولة الاحتلال , وحمل قسم كبير من اعباء الازمة دول الطوق العربية وعلى راسها دولة مصر العربية , ولم تلبث مصر العروبة ان دخلت في قضية الاختزالات وتبعتها الاردن وباقي دول الطوق لتختزل القضية الى قضية باسم قضية الشعب الفلسطيني  ,

 

وبهذا تكون القضية الاسلامية والعربية الكبرى في فلسطين قد اختزلت  لتصبح قضية  خاصة باهل فلسطين فقط واصبح هناك صراعا اسمه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني , واصبح  التدخل في هذا الصراع  هو نوع من انواع التطفل اللامشروع , ثم اختزلت القضية الفلسطينية الى دولتين تتكونان من دولة اسرائيل ومابقي من ارض في غزة والضفة الغربية , ثم اصاب البقية الباقية نوع من انواع الاختزال العجيب حيث قطع مابقي من القطاعين الى مثلثات ودوائر  ومربعات محاصرة حشر فيها ابناء الشعب الفلسطيني في مستعمرات وكانتونات صغيرة وضيقة تنتظر قطرة الماء من المحتل ولقمة الطعام الممرغة بذل الاهانة امام نظر وبصر حكومات البط العربية ومعها حكومات البط الاسلامية الاخرى , وتحولت معها القضية الفلسطينية الى مجرد صورة مذهبة لقبة الصخرة المشرفة كتب عليها انها صورة المسجد الاقصى , وهي جزء صغير من حرم المسجد الاقصى وذلك اختزالا للمسجد الطاهر والذي ينتظر السقوط والهدم والسرقة امام نظر ومباركة حكومات البط السعيدة ومعها ائمة البط الاسعد ,

 

ثم تحولت القضية الفلسطينية برمتها الى قضية معبر واحد اسمه معبر رفح وميناء بحري لاستقبال سفن الصيد الصغيرة جدا والمحاط بقوات اسرائيلة تمنع عن اهل غزة شم الهواء النقي , ومع اني احمل من اغلق معبر رفح الكثير من مرار العتب  فاني اطلب من ابناء امتنا الشريفة الغاء كل الاختزالات والاختصارات واطالب هذه الشعوب بان تفتح كل المعابر المؤدية الى الشعب الفلسطيني وعلى كامل الارض الفلسطينية بما فيها معابر الجولان والاردن وجنوب لبنان ومصر , وان تعود الفصائل الفلسطينية المكرشة والمنتفخة صاحبة الايدلوجيات الطنانة الفلتانة في دول الطوق ومعها الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية  الخانعين الى فتح تلك الحدود والتي نقف نحن حراسا لها ,وان لايكون ابناء غزة والضفة الغربية فقط هم المنوط بهم بدفع ثمن قضية تخلى عنها اصحابها , ففلسطين هي لكل العرب والمسلمين وعلى جماهير البط السعيدة ان تدرك ان القضية  هي  فينا جميعا وليس في المعابر فلا تدعوا اي فكرة غير فكرة تحرير ارض الاقصى  تعبر من اي معبر.

 

تحرير العراق والاقصى واجب شرعي  فاجعله هدفك

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م