الرافضون للاتفاقية بين مطرقة المشهداني وسندان العامري

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

كادت مطرقة البلاستيك الصغيرة , والتي كانت ضمن بعض ادوات اللهو المشتراة لولدي الصغير ان تلقي بالاسرة كلها خارج البيت , وذلك بعد الانذار شديد اللهجة للشركة المالكة للبيت الذي اسكن فيه , وذلك ان ولدي الصغير والذي استهوته المطرقة , ترك كل ماعنده من العاب منصرفا الى مطرقته ,

 

موسعا كل مافي البيت دقا مما اثار حفيطة الجيران والشركة المالكة للبيوت وحفيظتي معها , وهو ما اثار حنقي وغيظي , فاخذت المطرقة , ورميتها من شرفة المنزل ولمسافة اعتقدت انها كافية لتبعد ها عن بيتي , وكانت المفاجاة الاكبر ان جارتي التي اعتادت ان تخرج في اليوم عشرات المرات لتروض كلبها المحترم وجدتها فحملتها الي ثانية لتدق بابي وبنفس المطرقة , وكدت ان يغمى علي لدى رؤية المطرقة ثانية وذلك خشية ان تتكرر قصة ابو القاسم الطنبوري وحذائه , وبنفس الروح الرياضية حاولت ان اتعامل مع مطرقة رئيس البرطمان العراقي محمد المشهداني , والذي اعجب بمطرقة برطمانه حد الهوس بل الجنون بعينه , وكنت ارمقه في الاجتماعات البرطمانية العراقية , فاجده ملهوا بالمطرقة لايتركها واراها بيده العوبة لاتكل ولا تمل وهو المستمتع الوحيد بها وينظر اليها ويتمعن بها , وفي احد المرات اصطحبها معه غيرة منه عليها , وكي لاتقع في يد نائبه اللدود العطية ابو لفة بيضاء فيلفها كعادته في لف كل شيء تقع عليه عينيه الدعجاوين , وضرب المشهداني الارقام القياسية في الطرق بها خاصة عندما يكلم معارض للاتفاقية , اما عندما كان المتحدث عضوا من الائتلاف فقد كانت المطرقة تدق بحنو بالغ على الطاولة المخصصة لمطرقته , وكان يكفي ان نعرف من المتحدث من خلال نوعية العزف الذي اتقنه المشهداني ,

 

فتراه يعزف على نغمة الكورد لدى تكلم احد من التوافق او الحوار في الوقت الذي كانت مطرقته تعزف مقام الحجاز خالصا عندما يتكلم اعضاء من الائتلاف الصفوي , حيث يتعامل معها وكانه يعزف على ناي على شط البصرة , ومن خلاله ومن خلال لحن مطرقته والتي كانت موزعة مابين قرار وجواب ونشاز , مستخدما مقام الحجاز تارة والنهاوند تارات , متنقلا بين الرست والصبا والكورد والبيات , ومنها تعرفت على كل الجوقة الصفوية , والتي تصر على التوقيع على اتفاقية لبيع العراق , في الوقت الذي ينهق اسيادهم في طهران انهم من دعاة رفض الاتفاقية , ولقد صدقت حين قلت مرات ولمرات ان هذه الاصناف طبعت على الغدر والنفاق فلسانهم في جهة وقلوبهم في جهة اخرى , ولطالما قلت ان الكيان في طهران هو صنو الصهيونية , وهاهي الوقائع تؤكد ذلك فكل ابناء صفيون في البرطمان العراقي هم من اشد المتحمسين لاتفاقية العار وهذا الكذب الايراني والادعاء الايراني هو عادة جبلوا عليها , ليخدعوا اصحاب العقول المريضة ,من مدعي القومية العربية او مدعي الوحدة الاسلامية ,فلطالما ادعوا حبهم لفلسطين في الوقت الذي لم يلاق اهل فلسطين عذابا وتنكيلا كالذي لاقوه على ايدي اتباعهم في العراق , واضطر لاجئوا فلسطين في العراق الى الهرب من جحيم التصفية العرقية والتحول الى مشردين على الحدود السورية والاردنية يستجدون شربة ماء لايجدونها امام نظر ومباركة حلفاء ايران في التجارة بالقضية الفلسطينية وغيرها بل وكان المعارضون للاتفاقية في البرطمان العراقي يقعون بين مطرقة العابث بحرية العراق المشهداني وسندان العامري الذي اشتهر عنه انه من اكبر مجرمي الحرب

 

والذي قتل على يديه الالاف من اسرى الجيش العراقي لدى الحكومة الصفوية في طهران ولم افهم ابدا لماذا هذا الحماس الزائد جدا من المشهداني لقضية تافهة مرفوضة عقلا ونقلا وامميا وقانونيا , وكم تمنيت ان امسك تلك المطرقة لادق بها راس هذا العابث بمشاعر الامة كلها وباسم الاسلام تارة والشعب العراقي تارات اخرى .

 

 

تحرير العراق واجب ديني شرعي ووطني وانساني وشرف لايدانيه شرف فلا تبخل بمساهمتك في هذا الشرف وتحرير العراق وكل ارض مغتصبة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م