بعد فوز اوباما ستبقى المقاومه العراقيه عامل الحسم للصراع القادم لمستقبل العالم

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

انتهت الانتخابات الامريكيه بفوز باراك  اوباما الديمقراطي على نظيره الجمهوري من جوقة المحافظين الجدد جون ماكين بعد ان ادرك الناخب الامريكي ومن وراءه كافة اللوبيات ان تركة اغبى رئيس عرفته امريكا بوش الصغير تحتاج الى مرحله من نوع جديد  لاستعادة هيبتها وتسيدها للعالم في ظل مشاركة اكبر للعالم الرأسمالي بعد ان خلف المجرم بوش وراءه  تركه ثقيله في ظل اكبر ازمه اقتصاديه تواجه العالم منذ ثمانية عقود كادت ان تزلزل العالم . ولانريد لاحد أن يُخدع بقدوم الرئيس الجديد طالما بقيت امريكا تهيمن على العالم في الوقت الذي لايعتقد ظهور اقطاب جديده لصياغة توازن دولي جديد على الاقل لعقد قادم مما يعني ان هناك ستراتيجيات جديده ستحكم الحقبه القادمه لحكم الديمقراطيين , مع ادراكنا ان صنع القرار في الولايات المتحدة يتم من خلال اللوبيات وفي مقدمتها ايباك والمجمع الصناعي والعسكري والاعلامي والذي هو الآخر خاضع لللوبي الصهيوني اي ان هناك ثوابت لاتتغير للسياسه الخارجيه الامريكيه ويأتي في مقدمتها الحفاظ على امن اسرائيل وتفوقها بما يعني اضعاف العرب ومصادرة مقومات قوتهم الاقتصاديه عبر الهيمنه المباشره وغير المباشره والبشريه والجيبولتكيه عبر تفتيها وتجزئتها واثارة النعرات العرقيه والطائفيه عب تغذيتها ودعمها وهو ما يحصل الآن في العراق ولبنان وفلسطين والحبل على الجرار وكان اول تأكيد على عدم تغير السياسه الامريكيه والخارجيه منها تحديدا  هو ما صرح به المندوب السامي للعراق المحتل رايان كروكر  يوم الاربعاء  5/11 بأن امريكا لن تغير سياستها العامه تجاه العراق والعالم بعد انتخاب الرئيس الامريكي الجديد اوباما واذا اضفنا الى هذا التصريح تبوء الصهيوني بايدن كنائب للرئيس وهو صاحب مشروع تقسيم العراق ستتوضح لنا الصوره اكثر سيما وان ديك جيني كان هو الحاكم الحقيقي لامريكا مع بقية عصابة المحافظين الجدد  .

 

ان ما نشهده اليوم من مجيء اوباما بعد الحقبة البوشيه الثانيه المجرمه يشابه تماما مجيء بيل كلنتون نهاية الحقبه البوشيه الاولى عام 1992  فالحقبتين البوشيه كانتا قد ارتكبت عدوانيين على العراق بما رافقها من جرائم هزت الضمير الانساني وتنم عن حقد اعمى صليبي صهيوني والذي اعترف به بوش الصغير عندما اعلن بأن حربه هي حرب صليبيه ,  نقول بأن الكثير من المراقبين استبشر  بمرحلة مختلفه  بعد انتهاء الحقبه البوشيه الاولى وتحدثوا عن  مرحله مختلفه عن سابقتها وعن انفراج ورفع للحصار الجائر  الذي كان مفروضا على العراق حين تسنم كلنتون الحكم بل ذهب البعض الى اكثر من ذلك حين ادعوا عن علاقات مميزه للسفير المرحوم نزار حمدون ممثل العراق لدى الامم المتحده وانه كان زميلا لكلنتون في الجامعه وذهب البعض الآخر الى دعم العراق للحملته الانتخابيه  ؟ مانريد قوله ان الحقبتين لايختلفان كثيرا سوى من حيث تغير الالفاظ والوسائل والطرق ولاننسى مآلت اليه حقبة كلنتون بعمليه عدوانيه عام 1998 بما سميت بثعلب الصحراء وانتهت  الى تأـسيس مايسمى بقانون تحرير العراق ! وهو مايدفعنا لاخذ العبر والدروس  من تلك الحقبتين التي نراها مشابهه تماما للمرحله المقبله ما عدا شئ مهم قد اكده اوباما خلال خطاباته اثناء الحمله الانتخابيه وهو ترجيح الدبلوماسيه على العمل العسكري ليس احتراما للشعوب ونبذ العنف بقدر العجز والانهاك الذي احدثته المقاومه العراقيه البطله للقوات الامريكيه ويضاف اليها  مؤخرا تصاعد عمليات المقاومه الافغانيه .

 

وعموما ستكون المرحله القادمه هي مرحلة تغليب الدبلوماسيه وتفعيل عمل الامم المتحده ومؤسساتها بشكل مختلف عن المرحلة الماضيه التي اتسمت  بالاوامر التي كانت تصدرها الاداره السابقه لهذه المؤسسات للحد الذي اصبح الكثير من السياسين والمثقفين يعتبرونها ادارات تابعة للخارجيه الامريكيه مما اثار استياء اغلب المجتمع الدولي بما فيهم حلفاء امريكا القريبين كفرنسا والمانيا وحتى بريطانيا ولكن هذا لاينطبق على الصراع مع المقاومه العراقيه الباسله وانما يخص ملفات اخرى تتعلق بسوريا وايران وكوريا على سبيل المثال . بقي ان نذكر بأن تصريحات الرئيس الجديد حول الحرب  في العراق وموقفه من سحب القوات والذي جعل الكثير من الناخبين الامريكان يمنحوه اصواتهم بموجبه  فهي لاتتعدى عملية ذر الرماد في العيون رغم ان اوباما من اعضاء الكونغرس القليلين الذي لم يؤيد شن الحرب  فتوصيات البنتاغون والقاده العسكريين يجمعون الى سحب القوات ليس اعترافا بجريمه ارتكبوها او خطأ لرئيس ارعن بل بسبب الاستنزاف المادي الذي لحق بهم اضافه الى خسائرهم البشريه ولكن كيف ومتى ولماذا ستنسحب هذه القوات هذا ماسنتناوله لاحقا   .

 

يتبع .. 

 

المجد والعز للمقاومه العراقيه الباسله التي ستغير وجه المستقبل

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م