بعد فوز اوباما ... ستبقى المقاومه العراقيه عامل الحسم للصراع القادم لمستقبل العالم

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

سيكون مدخلنا لهذه الحلقه تسليط الضوء على مستقبل العلاقات الامريكيه الايرانيه في ضوء فوز اوباما وتأثيراتها على الوضع في العراق وخاصة على المقاومه العراقيه سيما وان اوباما من الداعين الى حوار مع ايران اثناء حملته الانتخابيه اضافة الى ان احد ابرز الحلول التي خرجت بها لجنة بيكر هاملتون هو الحوار مع ايران التي ساعدت على غزو العراق كما اعلن عن ذلك اكثر من مسؤول ايراني ويجب ان نضع في بالنا تكرار السيناريو الذي حصل عام 1980 اثناء الحمله الانتخابيه للتنافس على الرئاسه بين كارتر وريغان والتي انتهت بصفقه ريغانيه مع ايران في تأخير اطلاق سراح رهائن السفاره الامريكيه في طهران مقابل تزويدها بأسلحه في بدايات العدوان الايراني على العراق وهو ماحدث فعلا واطلق سراحهم مع اداء ريغان القسم نقول قد تكون تمت صفقه من هذا النوع ولكن هذه المره لاجل دعم اكثر للوجود الامريكي في العراق بأي صيغه كانت وقد تكون الصفقه  تتعلق بتمرير الاتفاقيه الامنيه وهو ملاحظناه من مماطله واضحة لما يسمى بالحكومه العراقه المواليه لايران بأنتظار حسم الانتخابات لصالح الديمقراطيين وعدم اتاحه فرصه للجمهوريين لتحقق مايعتقدونه انجازا لهم في خضم اشتداد التنافس للايام الاخيره لحملتهم الانتخابيه اما اذا اخذنا الاحتمال الثاني وهو احتمال ضعيف في ان لاتوقع الاتفاقيه نهائيا ويتم التمديد للقوات المحتله لعام آخر فتكون خلاله فرصه لاوباما لدراسة وضعه في العراق وأيجاد ترتيبات تضمن مصالحهم بأقل الخسائر وفي هذا الاحتمال نقول عسى ان تكرهوا شيأ وهو خير لكم اي تخليص الشعب العراقي من جهد اسقاط المعاهده فيما بعد ويمكننا تشبيه الدور الايراني بالاحتلال البريطاني  عندما تبنى الدفاع عن الموصل بماسمي في حينها مشكلة الموصل مع العثمانيين التي كان اهم دوافع ابو ناجي النفط في كركوك اضافه الى عوامل اخرى بمعنى آخر ان رفض ايران للاتفاقيه لايرتبط بمصلحتها كدوله مجاوره فقط وانما  لضمان نفوذها داخل العراق سيما وان مايسمى بالحكومه واغلب الاطراف المشاركة بالعمليه السياسيه مواليه لها ومن صنيعتها .

 

من طرف آخر فأن اشغال بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم كنائب للرئيس الجديد اوباما سيعطي زخما اضافيا للتقارب الايراني الامريكي سيما  وان هذا الهدف اي التقسيم يدخل ضمن خطط ايران  ايضا والتي عبر عنها بشكل واضح المجرم الايراني عبد العزيز ودعواته المستمره الى اقامة الفيدراليه ( كونفدراليه كما يسميها الاستاذ صلاح المختارونحن نتفق معه  ) وهذا الهدف يقع ضمن تطلعات ايران التي عجزت عن تحقيقه في عدوانها عام 80 عبر شعارها تصدير الثوره واقامة كيان (شيعي ) في الجنوب الغني بالنفط كمرحله اولى لابتلاع المنطقه , هذه الماده التي تمثل شريان الحياة للعالم والتي تعد من اهم اسباب غزو العراق رغم محاولة تسخيف هذه الحقيقه من خلال تصريحات عدد كبير من كتاب المارينز العرب عندما يدعون ان النفط يستخرج لاجل تصديره وليس لشربه متناسين ان العراق يمثل اكبر احتياطي في العالم يبلغ اكثر من 400 مليار واذا اخذنا الارتفاع الجنوني لاسعار النفط الذي وصل الى اكثرمن  160 دولار لعرفنا حقيقة الامر بغض النظر عن ما يتقوله البعض عن مضاربات ومؤمرات وغيرها من الخزعبلات فأكثر خبراء النفط يتفقون بأن انتاج النفط العالمي لايغطي نصف احتياجات العالم عام 2050 من ازدياد الطلب عليه خاصه من قبل الصين والهند وان سعره سيكون اكثر من 200 دولار في السنين القليله القادمه ولايسعنا الا ان نُذكر هؤلاء بالقول المشهور ( انه النفط ايها الاغبياء )  وهو نفس السبب  لما يحصل لازمه دارفور الغنيه بالنفط ؟

 

واذا اضفنا تعين رام ايمانويل لمنصب الامين العام للبيت الابيض ذات الاصول الاسرائليه والمعروف بدعمه المتشدد لاسرائيل سندرك ان المرحله القادمه بنفس خطورة ماسبقها من حكم عصابة المحافظين الجدد علما بأن  الحزب الديمقراطي المهيمن على الكونغرس فيه من اليهود اكثر من الحزب الجمهوري لادركنا طبيعة المرحلة القادمه والتي نعتقد بأنها ستأخذ اربع مسارات :

 

الاول : دعم الحكومه الحاليه مع محاولة فك ارتباطها بأيران او على الاقل تقليل هذا التأثير مع دعم لقوات الجيش والشرطه وزيادة تسليحها مع ضمان ولاء قياداتها  لاجل توقيع اتفاقيات امنيه واقتصاديه تضمن مصالحها وتحقق احد اغراض الغزو وهو ماشرعت به الادارة السابقه ولم ينجح معها ونعتقد بأن الادارة الجديده لاتسقط هذا الخيار .

 

الثاني : ويعتمد بشكل رئيسي على دول الجوار من خلال مساومات بأسقاط بعض ملفاتها المعروضه على مجلس الامن ورفع او تخفيف الحصار عليها مقابل تحقيق مصالح امريكا في العراق سيما وان بعض دول الجوار تتميز بالبراغماتيه في سياستها وفيما يتعلق بأيران تحديدا   فستحصل على الاعتراف بنفوذ لها في العراق والاقليم  وهو مانرجحه استنادا الى ان المصالح الاستراتيجيه لاتتقاطع بينهما والامر يتعلق بالثانويه منها وستكون ستراتيجية اوباما المقبله والتي سيصاحبها تخفيض كبير للقوات الامريكيه بما يهدأ الشارع الامريكي ويتيح مساحه واسعه للاهتمام بالاقتصاد الامريكي والدولي على حد سواء بعد الازمه الماليه التي عصفت بأمريكا والعالم .

 

الثالث : هو الجمع بين المسار الاول والثاني .

 

الرابع : وهو الاذعان لمطالب المقاومه العراقيه والوصول الى اتفاق معها وهو ماستناول تفاصيله في الجزء القادم .

اننا لا نسوق هذه الملاحظات من اجل تحبيط العزائم بقدر وضع النقاط على الحروف ولاجل فهم اعدائنا ولوضع الوسائل الكفيله للصمود امامها وافشالها حيث اننا نؤمن وبشدة بأن المقاومه العراقيه البطله التي ابكت جنود اكبر دوله في العالم وصًدرت الى دولة العدوان آلاف الجثث والمعاقين والمجانيين بفعل ضرباتهم الموجعه لقادره على هزيمة العدوان في المئة متر الاخيره .

 

يتبع ..

 

المجد والعز للمقاومه العراقيه الباسله التي ستغير وجه المستقبل

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م