إلى شيوخ العشائر العراقية
لقد سبق الحذاء عقال الرأس فصار رمزاً للمقاومة ..

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

 

بعد ستة سنوات من المقاومة الوطنية العراقية المتواصلة ضد القوات الأمريكية وعملائها ، ستة سنوات وفصائل المقاومة العراقية استخدمت الأسلحة التقليدية وأسلحة جديدة مبتكرة من قبل المهندسين والفنيين في المقاومة لإيقاع اكبر خسائر ممكنة بالعلوج.. وعند التدقيق والتمحيص بشكل جيد في الأساليب التي استخدمتها المقاومة لتحقيق هدفها .. لانستغرب أن يستعين صحفي بحذائه لإهانة بوش والحكومة التي نصبها.

 

لقد أهانت المقاومة العراقية بوش في أكثر من مرة بل إهانته لمدة  ستة سنوات متواصلة ، وإهانة منتظر الزيدي امتداد لإهانة المقاومة لان الزيدي مقاوم أيضا لكن أسلوب عمله وأسلوب توجيه الإهانة قد اختلفت..

 

منتظر الزيدي صحفي عراقي مطلع على الإحداث ومتابع لشؤون المقاومة في العراق .. واطلع على  الإهانات التي يتلقها بوش وجنوده من فرسان المقاومة العراقية  فقرر أن ُيغير أسلوب توجيه الإهانة لأغبى رئيس في العالم  ورئيس اكبر دولة…

 

أن الصحفي لا يتمكن من حمل السلاح ليس خوفاً لكن الأجهزة الأمنية لن تسمح له بإدخال السلاح ،  فوجد منتظر أنه يحمل سلاحاً لم ينتبه إليه الجهاز الأمني الأمريكي والعراقي..  لقد فاتت على الأجهزة الأمنية هذه أن العراقي  طبعه حامي سريع الغضب والمبادرة ، ولاسيما عندما يتوجه له الإهانة فيرد الإهانة بسرعة .. جاء رد منتظر بأسرع ما يتصوره بوش وكلابه ، فعندما كذب كعادته ودأبه في تحقيق الديمقراطية للعراقيين ، جاء رد الزيدي بسرعة وبالحذاء ليقول لبوش .. خذ حصاد الديمقراطية التي تتبجح في تحقيقها للعراقيين ..

 

بالنسبة لي .. الموضوع لم يكن مدهشا ً فقد كنت أتخيل هذا الموقف كثيراُ لان العراقيين أن صبروا على الظلم والعدوان فيصبرون بعض الوقت وليس كله.. والعراقيين لم يصبروا على الاحتلال والغزو ولم يمهلوا بوش وقتاً يتنفس به فقاوموا منذ الأيام الأولى لكنهم صمتوا طويلاً على أكاذيبه ، تركوه يكذب إلى أن طفح الكيل فأوقفه منتظر وبالحذاء عند حده  …كان يجب اسكات بوش منذ زمن طويل ، وكنت أتخيل وأتوقع أن يبادر شيخ عشيرة أو شيوخ بعض العشائر في أحدى لقائتهم واجتماعاتهم ببوش أو المالكي أو الطالباني ويضربوهم بالعكل (عقال الرأس). 

 

نعم … يا شيوخ العشائر .. كنا ننتظر مبادرتكم لكن منتظر الزيدي سبقكم في إهانة بوش والحكومة العميلة التي نصبها المحتل..

 

لقد نال الحذاء العراقي شرف إهانة بوش .. فمتى ينال العقال هذا الشرف ايضاً..

لقد كسب منتظر الزيدي شرف إهانة بوش واستحق احترام ومحبة وتقدير كل شعوب الأرض ولاسيما تلك التي عانت من حماقات بوش وتفاهاته..

 

لقد مثلّ الزيدي الصحفيين ووجه الإهانة باسمه أولاً وكمواطن عراقي وكصحفي ثانياً وبأسم الصحفيين العراقيين المناهضين للاحتلال ..

 

فمتى يخرج شيخ عشيرة عراقية ويبادر بتوجيه الإهانة لبوش ..  ومن  هو شيخ العشيرة الذي سيبادر لينال شرف توجيه الإهانة لبوش الذي سيغادر .. ولو كان ذلك صعباً لأنه سيغادر البيت الأبيض قريباً وقد لا تسنح هذه الفرصة فليكن المالكي أوالطالباني  لأنهم من كلاب بوش وإهانتهم  يعني إهانة بوش..

 

وإذا  كان لابد من توجيه شكر وتقدير لمنتظر الزيدي لموقفه الشجاع المعبر عن موقف الملايين من العراقيين في إرجاء العراق ، يجب توجيه الشكر والمحبة والامتنان للمقاومة الوطنية العراقية التي سبقت منتظر بتوجيه الآلاف الإهانات لبوش وإداراته .. الامتنان لكل مقاوم عراقي شهيد أنار الطريق لكل العراقيين ليسيروا مرفوعي الرأس والجبين ..

وتحية لكل عراقي يهين ولا يهان…

 

تحية لمنتظر الزيدي الذي وظفّ حذائه سلاحاً لمقاومة طغاة العصرو لتحرير العراق..

 ورحم الله عراقياً أدرك أن العراق يتحرر بالعبوة ، والقاذفة ، والحزام الناسف ، والحذاء الناسف ، والعقال الناسف ، والمقار الناسف….

 

وتحية لكل شيخ عشيرة سيعي أن عقاله سلاح يستطيع أن ينسف به عميل ومحتل ويحرر به وطن وينقذ عرض ..

 

ملاحظة:

لإعادة الكرامة إلى العقال العراقي والى عقال الشيوخ تحديداً ... ليبادر شيخ عشيرة عراقية ويجمع مائة شيخ عشيرة أو أكثر ومن كل عشائر العراق .. ويطلبوا لقاء المالكي لتحرير منتظر الزيدي من الاعتقال .. فإذا لم يستجب  للطلب والنداء ، حينها يكون الباب مفتوحاً ليتخذ العقال دوره ويكون سلاحاً مقاوماً معززاً .. عندما يهان  العقال تهان الأمة فهل يعي  الشيوخ ذلك..

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م