اعتراضات أتباع مقتدى على اتفاقية العار فتنة جديدة

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لقد اعتاد العملاء على تقاسم تبني الأدوار التي تمثل أطياف الشعب العراقي فيما بينهم رغم أنهم جميعا يلتقون في المحصلة النهائية في خدمة المحتل سواء الأمريكي أو الإيراني الفارسي فمنهم من يعلن انه يمثل السقوط الأخلاقي والوطني بشكل سافر ويروجون للاحتلال وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وغيره ممن يعادي الفكر القومي والفكر الإسلامي وهذا الخط اعتدنا على ان نرى ممثليه يكشفون عن نواياهم بكل وقاحة بلا أدنى حساب أو التفاته أو اعتبار للمشاعر العراقية أو العربية ورواد هذا الخط  يمثلهم بين أبناء شعبنا من الأكراد الحزبين الكرديين بزعامة مسعود برزاني وجلال طلباني وفي النموذج العربي احمد ألجلبي ومثال الآلوسي ولسنا هنا بحال تتبع صفاتهم أو النيل من أعراضهم وخواصهم لكن نقول فقط ان أبناء شعبنا في العراق أو في عموم الأمة العربية لا وحتى العالم كله يعرف تاريخ هؤلاء ويمتلك ما يكفي من معلومات عن سلوكياتهم الاجتماعية وماضيهم الأسود وصورة تفسخ عوائلهم وانحلالهم والتزامهم الأخلاقي .
 
أما الخط الثاني الذي يعلن عن نفسه بانتمائه وتبعيته للمحتل الإيراني ألصفوي الطائفي فهم أتباع آل طباطبائي الحكيم ومن يلتحف عباءتهم وينضوي في مجلسهم سواء جناحه  المدني أو جناحه المليشياوي ولا يخفى على احد ان هؤلاء مروجي تقسيم العراق وإلحاق اكبر قدرا منه شعبا وأرضا بإيران تحت راية الطائفية والفكر ألصفوي ولهم طرقهم في تضليل واستقطاب البسطاء من أبناء شعبنا وأهمها وأكثرها تأثيرا التباكي على قضية الحسين (ع) وال بيت الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن خلالها يتم تمرير وتنفيذ الكثير من النوايا التي تبدأ بتدمير المجتمع العراقي من خلال نشر البطالة والفساد الإداري والعمل على بتر مقومات الدولة ولا تنتهي حتى بتذويب الانتماء الى الوطن والقومية العربية ناهيك عن مشروع التقسيم التي اقرها دستور بول  بريمر سيء الصيت والذكر بمباركتهم وهؤلاء يتنافسون مع نظرائهم في العمالة ممن انتموا الى تكتل أو حزب الدعوة الذي يمثل اتجاها ثالثا في أركان ما يسمونه العملية السياسية .
 
ان تجمع الدعوة الذي لا يمثل حتى تكتلا لافتقاره الى منهج سياسي أو ديني أو إستراتيجية تمثل فكره وتعبر عنه إنما مجرد أفراد التقت أفكارهم وربطت بينهم صفة عامة تدعو الى معارضة كل ما هو وطني أو عروبي فأصبحوا ينعقون مع كل ناعق واتسعت ولاءاتهم الى كل أصناف الخيانة الوطنية وانتشروا في كل بقاع الأرض قبل ان تجمعهم الدبابة الأمريكية فانخرطوا في أجهزة مخابرات كل دول العالم باعترافهم أنفسهم لذلك لا تستطيع ان تميز هوية واضحة المعالم تعبر عنهم فتجدهم يتخابرون الى الأجهزة السورية والإيرانية والأمريكية والبريطانية وإذا شاء الله وأصبحت في الصومال دولة فسيجندون أنفسهم لمخابراتها دون تردد وعليه فهم ينفذون كل إرادة تملى عليهم وليس لهم القدرة على المجادلة أو الممانعة ولكنهم وبغباء واضح منهم يحاولون استقطاب النخبة المثقفة في المجتمع العراقي للاستفادة من خبراتهم في إدارة شؤون حكومة الاحتلال بطريقة لعلها تقترب من القانونية وروادهم منهمكون في سرقة قوت الشعب وأينما تجد الفساد الإداري تجد ان لهم باع طويل فيه .
 
وهكذا تتسع الدائرة القذرة لتشمل نخبة الحزب اللا إسلامي الذي يتغلغل بين الناس خصوصا في وسط وغرب القطر تحت ذريعة حماية السنة من اضطهاد الشيعة حتى اصطدم مع القاعدة التي تتطرف جدا في الفكر الطائفي ولها الريادة في عمليات القتل الطائفي ومن ثم  أياد علاوي الذي اتجه للنخب المثقفة وأصحاب التطلعات العلمانية وطرح شعارات كان يحسب انه من خلالها سيحتوي جماهير حزب البعث العربي الاشتراكي ويستقطب مناضليه وترديد شعارات فضفاضة تخالف شعارات كل الكتل السياسية العاملة تحت مظلة الاحتلال .
 
الآن بقي لدينا تيار يحسبه الكثير من أبناء شعبنا خصوصا في وسط وجنوب القطر يمثل خطا وطنيا عروبيا شيعيا باستحضار ما كان يطرحه محمد صادق الصدر في نواياه بمقاتلة الأمريكان ومعاداتهم  وأصبحوا يطلقون على أنفسهم بالتيار الصدري ودفعوا بابنه مقتدى ليكون رأس رمحهم رغم افتقاره الى الكثير من مؤهلات القيادة سواء في الجانب السياسي أو الجانب الديني وليس له القدرة على ربط جملتين متكاملتين مع بعضهما ، وفي حقيقة الأمر فان هؤلاء كانوا أكثر حظوة بين بسطاء شعبنا لأنهم يتبنون المطالب الخدمية الجماهيرية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والبطالة التي تتركز بينهم وفشلوا في استنساخ تجربة حسن نصر الله اللبنانية في العراق في الوقت الذي كان غيرهم من العملاء يسعى للسيطرة على أجهزة الدولة وبعد ان استقر غبار الاحتلال وجدوا أنفسهم بخفي حنين ولانعدام خبرتهم السياسية أصبحوا أداة مجلس عزيز الحكيم ومخابرات الملالي في إثارة الفتنة الطائفية لواجهة تنظيمات القاعدة الأمر الذي أنتج عنه نبذ الشارع العراقي لهم بعد ان تكشفت صورتهم الحقيقية  فأصابهم الإفلاس السياسي والاجتماعي بعد ان فقدوا الحاضنة الجماهيرية لهم وقدموا من تقرب منهم فريسة سهلة للمحتل أو مليشيات حكوماته ليشيعوا فيهم القتل والاعتقال  .
 
من خلال استعراض النماذج أعلاه التي تشكل صفوة العملية التي يسمونها السياسية في عراق ما بعد الاحتلال ومنذ ما يقارب الست سنوات ينفرط عقدهم ويتنافرون ثم يعودوا الى توافقهم بضغط سيدهم السفير الأمريكي أو عصا كوندا ليزا رايز ، يتنافرون ويختلفون ليشتتوا صوت الشارع العراقي بعد ان يجهدوا أنفسهم لاستقطاب تنوعه ويرفعون شعاراته لإفراغها من فعلها الجهادي الرافض للاحتلال وما حصل بعد إحالة اتفاقية الإذعان والإذلال وشرعنة احتلال القطر الى شلة الاركوزات وسماسرة الأجنبي إنما هو جزء من تمثيل تافه وسمج ومج للأدوار المرسومة لهم مسبقا على طريقة ديمقراطية بوش ، فلا حزب طارق الهاشمي قادر على الاعتراض عليها بحكم سياسته المهادنة للاحتلال ومشاركته في حكوماته إبتداءا من مجلس الحكم السيئ الصيت الى يومنا هذا مقابل المغريات التي تقدم له والمطالب الخاصة لأعضائه ولا أتباع مقتدى الصدر يمتلكون من القدرة ما يكفيهم لإعلان عصيانهم على أسيادهم وأرباب نعمتهم ملالي إيران الصفوية أو الأمريكان على السواء ، وإذا كانت إيران تعدهم كقوة مليشياوية لساعة قد ينهار فيها تحالفها مع أمريكا فتجعل من العراق مسرحا للاقتتال وتصفية الحسابات وميدان تسابق على نهب ثروات القطر ومن شعبنا وقودا لذلك الانهيار ، فإنها لن تسمح لهم بالاستمرار في العصيان والتمادي فيه  كما أثبتت سنوات الاحتلال السابقة رغم أنهم فقدوا كل تأثير لهم في برلمانهم تجاه باقي الكتل ورغم ان زعيمهم مقتدى الصدر أعلن انه سيلجأ الى المقاومة العسكرية في حال تمرير الاتفاقية إلا انه سيتراجع عن تصريحه كعادته .
 
لذلك فان ادعاءات هؤلاء أو غيرهم بأنهم يتمسكون بشعارات تطرحها المقاومة العراقية الباسلة إنما هي محاولات بائسة لخلط الأوراق وتهيئة الفرصة لمليشيات نوري جواد وحكومته لمطاردة القوى الوطنية ومجاهدي المقاومة وشيوخ العشائر الرافضين للتغلغل ألصفوي الفارسي والاحتلال الأمريكي لتصفيتها أو اعتقالها تحت ذريعة مطاردة الخارجين على القانون كما يجري الآن في بعض محافظات القطر في مناطق الفرات الأوسط وجنوب العراق وهي فتنة جديدة تمهد مليشيات مقتدى الصدر وبعض الكتل السياسية لتمريرها بين أبناء شعبنا يجب علينا جميعا كشفها وعدم السماح بتمريرها .
الخزي والعار لكل خائن جبان
ونصر العراق آت لا محال قريب.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م