البعث في ديمقراطية نبيل الجنابي وضيوفه

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

في سلسلة ديمقراطية السيد نبيل الجنابي عرض ليلة 12/13 تشرين الثاني لقاءا مع السيد سعد الدليمي كأحد القياديين في حزب البعث العربي الاشتراكي والسيد إبراهيم العجيلي كشيوعي وسياسي عراقي بالإضافة الى السيد سرمد عبد الكريم عبر الهاتف من كوبنهاكن .



وقبل الخوض في بعض تفاصيل ما طرحه السيد نبيل الجنابي في ديمقراطيته نجد انه من الضروري تذكيره والمشاهدين والقراء العرب الكرام انه أيضا ممن دخلوا القطر على ظهور الدبابات البريطانية وليست الأمريكية وكان ممن طبل وزمر وغرد خارج السرب لعلي بن الحسين والملكية الدستورية التي دعا إليها بإيعاز من المخابرات البريطانية التي تدير مجموعة شبكة الانتبنتد الإعلامية وما يطرح في هذه الفضائية ليس إلا جزءا لا يتجزأ من سياسة بريطانيا وأطماعها في العراق والأمة العربية ولا نعتقد انه بهذه السذاجة التي يصدق فيها اتصالات بعض المشاهدين به بنفس الوقت الذي نود أن نذكره فيه إن ما يطرح على فضائيته إنما يطرح على أنواع ومستويات ثقافية مختلفة من المشاهدين وان ليس كل ما يطرح قابل للتصديق أو إن الجميع ليسوا على اطلاع بحقائق الأمور أو لا يدركون مغازي حديثه عن الاحتلال الأمريكي وعملائه والتغلغل الإيراني في القطر وتناسى إن بريطانيا التي يتحاشى التطرق إليها إنما هي جزء من اللعبة وجزء من آلة تدمير العراق وقد مارست في جنوبه من الأفعال المشينة الكثير وخصوصا في محافظة البصرة وميسان ولو كان السيد نبيل الجنابي منصفا لعراقيته التي يدعيها لطالب برحيل القوات البريطانية كما يطالب برحيل غيرها من جانب ومن جانب آخر نشير به وهو غير غافل ولا متغافل إن بريطانيا كان لها الدور الأكبر في عرقلة مشاريع الوحدة العربية ونحن على يقين انه أي الجنابي يدرك كيف عمل وزير خارجية بريطانيا ومن ثم رئيس وزراءها الأسبق آيدن على تبني مشروع جامعة الدول العربية كبدل عن دولة الوحدة لامتصاص وتمييع الرغبة الشعبية العربية وهو نفس الدور الذي يمارسه اليوم زميله محمد الهاشمي في طرحه لفكرة حلمه بالولايات العربية المتحدة .



المهم في الأمر إن جانب كبيرا من نقاش السادة الضيوف بإدارة السيد نبيل الجنابي لمحور الحديث عن حزب البعث العربي الاشتراكي وأننا نجد في طرح الجنابي حقيقة محاولة خبيثة للتقليل من دور الحزب في قيادة المقاومة الباسلة ونستطيع أن نؤكد مجموعة من الثوابت التي يعرفها الجنابي ويحاول تجاهلها ومن خلال ذلك تجهيل المشاهد العربي وتضليله وقد أعانه على ذلك ضيوفه ومن بينها :



1- يجب أن يدرك الجميع إن حزب البعث العربي الاشتراكي مؤسسة سياسية جماهيرية لها الفضل الأول بقيادة جهاد جماهير شعبنا نحو التحرير الذي بات قاب قوسين أو ادني والحزب قدم اكبر عدد من الشهداء في معارك التصدي للعدو أو الصولات البطولية التي ينفذها لتدمير العدو الغازي والته العسكرية تجاوز المائة والخمسون إلف شهيد يتقدمهم رمز البطولة وشهيد الحج الرفيق صدام حسين رحمهم الله جميعا وله جناح عسكري يمثل أكثر من خمسة وثلاثون فصيلا جهاديا تنضوي تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير والمؤسسة العسكرية العراقية الشرعية وقد تشرفت بقيادة خادم الجهاد والمجاهدين أمين عام الحزب الرفيق عزة إبراهيم الدوري لها ورغم اعتزازنا بأي جهد مقاوم لأي فصيل بأي اتجاه فان الحزب يدير جبهة القتال ويحدد مكان وزمان المعارك وقد اعترفت بذلك قوات العدوان رغم التضليل الإعلامي الكثيف على العمليات النوعية التي جعلت العدو يترنح وحسمت نهايته .



2- في سؤال خبيث ينم عن طبيعة توجهاته طرحه الجنابي على ضيوفه إن الحزب استلم العراق موحدا والمقصود عند قيام الثورة عام 1968 وسلمه منهكا ومتعبا ومقسما ومحتلا الى أمريكا عام 2003 ولابد أن الجميع يدرك أهداف الجنابي من هكذا طرح ولذلك نقول له : إن أمريكا لم تستهدف العراق لولا قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي له وقد احتلت القطر بهدف القضاء خاسئة على الحزب فكان أول قرار للحاكم الأمريكي إصدار قانون اجتثاث البعث لسبب واضح هو إن المشروع النهضوي الذي طرحه الحزب يقضي على الوجود الأمريكي بكل صيغه لذلك فان الصراع كما أثبتته الفترة الماضية كان بين الحزب وبين أمريكا بمشروعها الذي جاءت له الى المنطقة وفشلت لحد الآن في تطبيقه . إن الصراع في العراق اليوم بين استراتيجيتيين أو بين مشروعين :



الأول/ هو ما يمثله الحزب في تبني لأهداف الجماهير العربية وتطلعاتها في كل أقطارها ويضع الحلول الجذرية لمعالجتها .



الثاني / مشروع أمريكا وحلفائها الإقليميين والدوليين الذي يعمل بالضد من المشروع العربي وعلى النقيض منه وقد أثبتت الأحداث صحة ذلك ، فعزل العراق وتحييد قواه وإشغالها في مقاومة الاحتلال نتج عنه تذويب العديد من القضايا العربية المركزية والتي تأتي القضية الفلسطينية في مقدمتها ، ومع عزل الحزب انهارت قوى المقاومة العربية فأضيفت القضية اللبنانية والقضية السودانية والقضية الصومالية وغيرها ، وحتى سوريا التي كانت الى حد قريب تعلن عن نفسها كمعقل من معاقل القومية والصمود بوجه الكيان الصهيوني أصبحت تتوسل إقامة العلاقات الدبلوماسية معه ، لذلك كله وأكثر كانت أمريكا تستهدف الحزب والمعركة معركة الحزب ومن صمد بوجهها رجال البعث تساندهم جماهير الشعب ولمن يساند الجنابي أو يروج لما يطرح نقول إن الحرب سجال كر وفر وللحقيقة نتساءل هل توجد قوة في الكون تستطيع إن تقف بوجه الآلة العسكرية الأمريكية بحرب نظامية ؟ إن الحزب في العراق لم ينسحب وإنما عمد الى تبديل تكتيكات المواجهة معها وبشائر النصر تصبحت واضحة حتى لمن أعمى الله بصيرته وبصره وإلا من كبد أمريكا كل هذه الخسائر البشرية والمالية ؟ وكيف انهار بوش وحزبه الجمهوري بالطريقة هذه ، بل هل يستطيع نبيل الجنابي أن يبرر للمشاهد ويقنعه بأسباب اعتزال رئيس الوزراء البريطاني السابق بلير ؟



3- بقي أن نشير الى موضوع مهم طرحه الجنابي وبنفس الأسلوب الخبيث حيث حاول أن يوحي للمشاهد إن حزب البعث العربي الاشتراكي في حالة انشقاق وان هناك جناحان يقود الأول فيهما الرفيق المجاهد عزة الدوري ويقود الجناح المنشق محمد يونس الأحمد ولذلك وبغض النظر عن الرواية التي قدمها السيد سعد الدليمي وبكل صراحة نقول إن محمد يونس الأحمد ليس منشق عن الحزب إنما هو خائن لمبادئ الحزب وقد صدر قرار من قيادة قطر العراق بفصله انسجاما مع ما ورد في النظام الداخلي ودستور الحزب لتمرده على القيادة الشرعية للحزب بقيادتيه القومية وقيادة قطر العراق وإذا كان القسم ممن استطاع أن يغرر بهم قد ندم لجهله بالحقيقة وقبل اعتذاره فان الخائن محمد يونس الأحمد ومن لازال مصرا على التعاون معه لا يمكن أن يقبل اعتذارهم لأنهم تعاونوا مع جهات أجنبية عديدة أولها قوى الاحتلال الأمريكي وليس آخرها المخابرات السورية بل أصبح يشكل عامل ضغط وتهديد خطر على الرفاق وعلى العراقيين الذين اضطرتهم ظروف البلد الى الهجرة الى سوريا على حد سواء .



4- هناك حقيقة ثابتة لا زال شخوص أحداثها أحياءا فالجميع يعرف إن الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ورحم كل شهداء العراق هو مهندس بيان الحادي عشر من آذار الخالد الذي أنهى معاناة شعبنا وتناحره الداخلي وقد عجبت للمعلومة التي حاول البرنامج طرحها وتمريرها بان إبراهيم البزاز هو من حل المشكلة الكردية وبذلك تأكيد على النهج الذي يتبعه الجنابي في خلط الأوراق وتضليل أبناء شعبنا حتى في القضايا المعاصرة ، فما بالك بالقضايا التاريخية التي مات فرسانها رحمهم الله .




5- أخيرا إن للحزب ناطقا رسميا مخولا للحديث باسمه فلا أنا ولا سرمد عبد الكريم ولا نبيل الجنابي أو إبراهيم الحبيب العجيلي أو سعد الدليمي مخول بالحديث باسم الحزب ليتحدث عن مفاوضات يشترك فيها حزب البعث العربي الاشتراكي مع هذه الجهة أو تلك أو مع الأمريكان وقد تطرق الرفيق المجاهد المتحدث باسم الحزب في تصريح صحفي واضح عن استعداد الحزب للتعاون مع الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما في أمر الانسحاب من العراق وفق الثوابت التي أقرتها المقاومة العراقية لا وفق شروط تضعها أمريكا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م