لماذا يعلن أتباع مقتدى الصدر معارضتهم لاتفاقية إذلال العراق

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

لكي تغني قوات الغزو نفسها عن المواجهة مع الشارع العراقي الرافض للاحتلال والعدوان ومجابهة فصائل المقاومة ولكي تحسن صورتها لدى الشعب العراقي وتبدو بصيغة تتناسب مع ما معلن عن الحضارة الأمريكية المتشدقة بالحرية ورعاية حقوق الإنسان أمام العالم فقد عملت على تشكيل حكومة تمثل إرادتها وتنفذ مشاريعها وتكون يدها التي تضرب بها الشعب العراقي ، ولكي توحي للإنسان الساذج بان هذه الحكومة شرعية وتمثل إرادة الشعب فقد عمدت الى سلسلة من الإجراءات تدرجت بها منذ أن مثل الاحتلال الحاكم المدني الأمريكي السيئ الصيت بول بريمر الى يومنا هذا بدأت بما أسموه حينها بمجلس الحكم تبعته إجراءات معروفة للجميع انتهت بحكومة المليشيات التي يقودها الآن الإرهابي المعروف نوري جواد المالكي وسنت لها قانون أو دستور اخذ استحقاقه في المناقشات رفضها شعبنا وأسس كما هو معلوم لأسلوب حكم يمهد لما بعده في استمرار احتلال القطر أو تبعيته للهيمنة الأمريكية ويجعل من العراق بلد محطما ضعيفا عرضة لاستهداف القوى الإقليمية أو الدولية ، ولإعطاء قرارات تلك الحكومة التي تنفذ إرادة المحتل كما أسلفنا الصفة الدستورية والشرعية فقد أسس الاحتلال الى سن قانون لما أسموه برلمان جمعوا فيه بعد تزوير النتائج كل عميل وفاقد ضمير وساقط ليستطيعوا من خلاله تمرير القرارات التي تخدم المشروع ألاحتلالي وتنفذ برامجه .

 

ورغم إن الاحتلال والغزو العسكري وبكل المقاييس الوضعية والسماوية باطل وما ينتج عنه باطل بالنتيجة الحتمية لان ما يبنى على الباطل فهو باطل فان كل من يشترك في هذه الإجراءات لا يعدو عن كونه عميل وخائن لشعبه مهما قدم من مبررات أو مسوغات ويضع نفسه أمام حساب الشعب إن آجلا أم عاجلا ، والوطني من يقف ضد هذه العملية ويقاومها وفي اضعف الإيمان بقلبه على حد تعبير الحديث النبوي الشريف ولنا في التجارب العالمية وتجارب شعبنا العراقي في تاريخه القريب مثالا حيا على ذلك .

 

فهل يمكن تصنيف مقتدى الصدر وأتباعه ضمن التيارات المقاومة أو الوطنية ضمن السياقات أعلاه ؟

 

على الرغم مما يعلن مقتدى الصدر وأتباعه من مطالب يدعو لها الشعب العراقي بالضغط على حكومات الاحتلال المتعددة كتوفير الخدمات والمطالبة بجدولة الاحتلال أو انسحاب قواته من القطر ورغم أنهم قدموا أنفسهم فريسة سهلة لبطش حكومات الاحتلال وقوات الغزو نتيجة لاصطدامهم مع الحكومات لا مع المحتل فلا يمكن تصنيفهم على الخط الوطني إطلاقا إذا عدنا للخلفيات العقائدية التي يحملونها والسياسات التي يعملون على تنفيذها وأهدافهم التي يبغون الوصول إليها ومقاصدهم من ذلك الاختلاف .

 

منذ اللحظات الأولى للغزو الأمريكي الوحشي للقطر والفراغ السياسي الذي سببه ذلك الغزو اخذ أتباع محمد صادق الصدر يلملمون أنفسهم لمختلف الأسباب والنوايا ليشكلوا تيارا أو تجمعا دفعوا بمقتدى الصدر إكراما لأبيه ولفراغه الذهني وانعدام ثقافته وجهله السياسي ليكون رأس الرمح فيهم وضل تكتلهم لحد اللحظة هذه يفتقد الى منهج سياسيا أو رؤيا واضحة المعالم للمستقبل أو ايديلوجية تحدد تحركهم الأمر الذي سهل على عزيز طباطبائي الحكيم وابنه عمار الذي يقارب مقتدى بالعمر ومجلسهم مسألة استقطابهم والالتفاف عليهم تحت عنوان التقارب الشيعي أو الائتلاف الشيعي ومن ثم تسخيرهم لتنفيذ السياسة الفارسية في القطر رغم الخلاف المستحكم والأزلي بين العائلتين لأسباب معروفة فكانوا طيلة الفترة الماضية أداة تنفيذية لمجلس عزيز طباطبائي الحكيم الذي يوزع عمالته بين الأمريكان والفرس في إثارة الفتنة الطائفية واستهداف نخب المجتمع العراقي فوضعوا أنفسهم تحت طائلة محاسبة القانون والشعب للجرائم الكثيرة التي ارتكبوها وبعد أن استنفذ مبررات استقطابه تم استهدافه واستهداف أتباعه تحت ذريعة مطاردة الخارجين عن القانون ففر هو نفسه ومعظم عناصر مليشياتهم الى إيران التي رعتهم وأعادت تدريبهم عسكريا وتهيئتهم للمرحلة المقبلة .

 

إن مقتدى الصدر وأتباعه كظاهرة في المجتمع العراقي وحسب معتقدهم الطائفي يدينون بالتقليد والتبعية المذهبية الى ألصفوي كاظم الحائري الذي اصدر خلال الفترات السابقة العديد من الفتاوى التي توجب قتل المواطن العراقي بغض النظر عن انتمائه يحركه في ذلك واعز الحقد القومي الفارسي الذي ينتمي إليه والذي يدفعه الى الانتقام من الشعب العراقي وتغذية حمامات الدم بين أبنائه بأيادي عراقية وهو جزء من المرجعيات الفارسية التي تهادن الاحتلال وبطرق مختلفة وبعكس ذلك من سمع إن أحدا من أتباع مقتدى أو مقلدي المرجعيات الفارسية الصفوية قد أطلق ولو رصاصة واحدة ضد قوات الاحتلال .

 

إذن لماذا يرفض مقتدى الصدر وأتباعه اتفاقية الذل والعار بين حكومة نوري جواد المالكي والمحتل الأمريكي بوش مع انتهاء ولايته المظلمة ؟

 

إن الخلفية الطائفية التي تحرك فيهم من خلال ولائهم لمرجعية صفوية تعمل على إفراغ الرفض العراقي لاتفاقية الذل والعار وبيع العراق من محتواه الوطني وامتصاص الغضب العراقي وان كان هناك من ضحية لما قد ينتج عن ذلك من عنف يدفع إليه أتباع هذا التيار فإنها بالضرورة ستكون عراقية وليس من انتماءات أخرى وحتى مطالباتهم فهي غير رافضة للمعاهدة بل تطالب في تشريع قانون للاتفاقيات والمعاهدات التي يمكن أن تبرهما حكومات الاحتلال وذلك ما توضحه مطالباتهم في برلمانهم وكان الأجدر والأحرى بهم مقاتلة المحتل وضرب قواعده فهو الدعامة الأساسية لحكومته العميلة التي ستنهار بمجرد رحيله تحت ضربات الشعب العراقي بمعنى أن تكون المقاومة للأسباب التي أوجدت الاتفاقية المخزية وهي وجود المحتل لا للنتائج .

 

إن ما يحصل اليوم لا يعدو عن كونه جعجعة لا تأثير لها سوف لا تنتهي إلا بتمرير المعاهدة وتصديقها حسب الدستور الذي وضعته قوات الاحتلال وحركة دعائية تخدم سباقاتهم في لعبة انتخابات مجالس المحافظات المقبلة ولا تخلف ورائها إلا مزيدا من العنف والفوضى بين جماهير شعبنا الصابرة .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م