معاهدة الذل نهاية النهاية

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

ليس من قبيل المبالغة أو التهويل القول إن المعركة الحالية التي يخوضها الشعب العراقي ضد هجمة التتار الجدد الأمريكان لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيل وان توصف هذه المعركة بأي صيغة أو توصيف ربما لا يفيها حقها فهي معركة الشرف ومعركة الكرامة ومعركة البطولة ووو........ ومعركة الحق ضد الباطل وهي معركة أوجبتها كل الشرائع السماوية وقوانين الأرض لما وقع فيها من اعتداء على شعب امن وأراد منفذوها أن تشمل كل مفاصل الحياة العراقية كبوابة للنفاذ للأمة العربية وأمة الإسلام وإذلالها ولذلك نجد كل من أدركها وفهم أبعادها لا يتردد في المشاركة بخوضها سواء كان عراقي أو عربي أو مسلم وهي بذلك فقد اتخذت طابع الجهاد النابع من الإيمان بعدالة القضية في كل صفحة من صفحاتها وكل مفردة من مفرداتها وتأخذ أقصى درجات الجهاد سواء في العوامل التي فرضتها والدوافع التي أملت علينا خوضها أو في حجمها وقسوتها والوحشية التي أظهرها الأعداء فيها وما زالوا يظهرونها أو في صمودنا أمام قسوتها وتحملنا الماسي التي سببتها وصبرنا على الصعوبات التي نتجت عنها والإجراءات غير الإنسانية التي يفرضها علينا الاحتلال وعملائه وفي النتائج النهائية التي ستؤول إليها وتترتب عليها .

 

قد يبدو للبعض أننا متفائلون أكثر مما ينبغي بالنسبة للوضع العراقي الراهن الذي يستقر به مؤشر الأحداث لصالح انتصار جهاد المقاومة العراقية الباسلة في معركة الحسم النهائية التي يخوضها شعبنا البطل وأخذت ملامح نهايتها تبدوا واضحة الآن ضد معسكر تحالف الشر الذي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية وعمل على تنفيذ مخططها العملاء الإقليميين والمحليين، فبعد فوز الديمقراطي باراك أوباما الساحق بانتخابات الرئاسة الأمريكية بالاعتماد على أهم ما طرحه في برنامجه الانتخابي في انسحاب قوات الغزو الأمريكية من العراق بدأت الكثير من عناصر اللعبة تتهاوى نتيجة تواصل جهادنا وإصرارنا عليه وكلما أكد أوباما موقفه من الحرب كلما تسارع تساقط الرموز وتفتت عضد تحالف العملاء .
 
في غير مرة أكدنا إن باكورة الغزو الأمريكي للعراق تمخضت عن اتفاقية تحالف أمريكا مع عملائها في العراق ليوضع من خلالها القطر تحت الانتداب الأمريكي الدائم وشرعنة الاحتلال  ، فالرئيس الأمريكي المخذول الذي لفظه الشعب الأمريكي كما لفظ حزبه أراد أن يقدم ما يحفظ به ماء وجهه أمام شعبه كتحصيل يبرر به عدوانه الذي ترتب عليه انهيار الدولة العظمى الأولى في العالم .
 
أما على الصعيد المحلي فان وصول باراك أوباما الى كرسي القرار الأول في البيت الأبيض قد أربك عملاء بوش الذي نصبهم قطع شطرنج تمثل حكومته في العراق وفتت تحالفهم لما قد عقد عليه العزم من سحب القوات الغازية من العراق تلافيا لمزيد من الخسارة الأمر الذي يعني وضعهم تحت مطرقة الشعب التي لا ترحم الخونة حيث فقدوا الدعامة الأساسية لوجودهم فأصبح كل منهم يحاول أن يخلق له اكبر قاعدة شعبية يستند إليها معتمدا على موروثه في الخيانة العمالة خصوصا مع اقتراب موعد ما يسمونه انتخابات مجالس المحافظات .
 
في وجهة نظر طرحناها مسبقا إن حكومة المليشيات التي يقودها نوري جواد المالكي تقترب بسرعة شديدة من نهايتها ودقت المسمار الأخير في نعشها إن وافقت على اتفاقية الذل أو لم توافق خصوصا مع التخلي الأمريكي عنها بولاية باراك أوباما وبعد توقيع تلك الاتفاقية خلافا للإرادة الشعبية العراقية فإنها قد وضعت نفسها في مكانها الطبيعي المناسب لها ولمن مثلها في مزبلة التاريخ وأعطت المبرر الكافي لإسقاطها وتحت ذريعة وبهدف امتصاص النقمة والغضب الشعبي ورغم إن جمع كتل العمالة قد حسمت أمرها بما يخالف الإرادة الشعبية وتقدموا بالتوصية الايجابية لصالح الاتفاقية من خلال مجلس وزراءهم فكل منها قد أوجدت مبرر الاختلاف مع أداتهم التنفيذية نوري المالكي لفرض مزيد من المطالب الخاصة والمنافع المادية . لذلك عمد هذا الى تشكيل ما يسمونها مجالس الإسناد التي لتكون الشماعة التي اعتبرت رأس رمح الخلاف بينهم ففي الوقت الذي استند فيه المالكي إليها وأغدق عليها من أموال الشعب العراقي الكثير لتكون قاعدته في الفترة المقبلة وسحب البساط من تحت ائتلافهم أدرك مجلس عزيز الحكيم أهدافه فعاد الى طريقة العنف والتصفية الجسدية وإثارة الفوضى بينما اتهمه مسعود البرزاني بالتفرد بالحكم والدكتاتورية ووصف من ينخرط في مجالسه من العرب بالأعداء ومن الأكراد بالخونة.
 
إن شعبنا قدم لبلوغ هدف التحرير والانهيار الأمريكي الذي نترقبه الى هذه اللحظة الكثير من دماء أبنائه الزكية الطاهرة وتعرضنا ولا زلنا نتعرض على يد المحتل وأعوانه الى حملات من الإبادة الجماعية والقتل والتهجير لكننا حافظنا على وحدتنا وتماسكنا كشعب واحد وعلى كرامتنا وعلى مبادئنا التي آمنا بها والتي بهديها سنصل الى ساعة الحسم النهائية بعون الله .
 
إن معاهدة الذل والعار التي عقدوا العزم على تمريرها وضعت الجميع على المحك وكشفت عورات المحتل وعملائه والقوى الإقليمية المتعاونة معهم كآخر ورقة ضغط فقد بات من الواضح عدم قدرة المحتل على المطاولة في المعركة من خلال الانهيار الاقتصادي الذي شل عصب الحركة في الولايات المتحدة الأمريكية وعموم المعسكر الغربي وباتت آثاره تنتقل الى من جعل نفسه خادما مطيعا لهم من جانب وتباكي حكومة الاحتلال وإصرارها على تمرير اتفاقية بيع العراق لإدراكها التام  باستحالة صمودها كسلطة مليشيات وبطش أمام الشعب العراقي بعد انكشاف عمالتها وما ترتب على ذلك من اختلاف العملاء وصراعهم فيما بينهم على الاستحواذ السلطة وسواء مررت الاتفاقية أم لم تمرر فان الأمر المؤكد هو إقرار الجميع بفشل العدوان وسقوط كل مسوغاته باعتراف أطرافه أنفسهم وان شعبنا كفيل بإسقاطها وإسقاط أطرافها كما اسقط غيرها وسيكون ذلك بداية للصبح العراقي الجديد ... أليس الصبح بقريب ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م