ابتَلوا .. ولم يَستتروا !!

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

 

ديننا الاسلامي الحنيف يرشدنا الى ضرورة ان نغطي ونتستر على ما نقوم به من عمل يتنافى وتعاليم الدين الشرعية والاخلاقية. غير ان من يدّعون اعتناق الاسلام وهم في حقيقتهم مجوس أو ملحدين او كفار يشهرون عادة اعمالهم المخزية وافعالهم التي اقل ما توصف بانها العار بعينه. فالقواد يجاهر بالسمسرة, وبعض الزناة يجاهرون بالزنا, وبائعات الهوى في بعض دول العالم الليبرالية يمنحن اجازات البغاء والزنى ويبعن تجارتهن في قارعات الطرق ولا يجدون في ذلك ادنى حرج.

 

ومعروف عالميا ان العملاء والجواسيس الذين يقايضون وطنيتهم بما يعتقدون انه يساويها من السحت الحرام يشتغلون في سرية مطلقة ولا يكشفون انفسهم الاّ تحت ظروف خاصة ملجئة وبعضهم يحكم عليه بالاعدام ولا يعترف بما انجزه من عمل خياني لان الشرف الوطني اهم من الروح ..... غير ان الاحزاب الشيعية الصفوية تخرج على قواعد الدين الحنيف والتزامات الشرف الوطني فتلتحق بكفاءة عالية بنماذج الشذوذ التي اشرنا اليها اعلاه. ونسوق لقراءنا الكرام اليوم نموذج للسقوط الوطني والاخلاقي لهذه الاحزاب مشفوعا ليس فقط بالاشهار بهذا السقوط على خلاف ما ادبنا به الاسلام الحنيف بل وتضيف الى ذلك تحويل الخيانة الوطنية العظمى والسقوط في دائرة العمالة بلغة عاهرة شاذة الى انجاز وفق منظور المنظرين للعار الشيعي السياسي الذي الحقوه بانفسهم من خلال تحالفهم مع الغزو والاحتلال قبل وبعد حصوله ... هذا النموذج المنحرف يبدأ مقالا نشره على احد المواقع الالكترونية بعبارة:

 

بعيدا عن التصورات الطائفية قراءة في اهم  معاني الاتفاقية

 

والكاتب يقدم للقراء دخولا الى موضوعه الذي يمجد الشيعة لدخولهم ( التاريخ ) بعد توقيعهم الاتفاقية الامنية مع ادارة بوش المجرم!. والمدخل هذا اراد منه المسكين ان يطل اطلالة موضوعية تبعد عنه صفته الطائفية الكريهة التي يغطس في نجاستها كامل كيانه المريض المتهالك واظن ان جل من يطالعون الموقع يعرفون ان هذا البليد هو احد الذيول المعوجة للمجلس اللا اسلامي الطبطبائي وأحد مرتزقته الذين منحهم المجلس اجازة دائمية للبقاء في لندن وعلى مقربة من ساحة سوهو التي لا نظن انه قادر على مفارقتها وانه اخنث بكثير من ان تطأ قدميه ارض العراق وان اسياده يعرفون جبنه وارتعاد اوصاله ولذلك اكتفوا بما يجود به قلمه الاجير ليمنحوه ( المقسوم ) ليظل عضوا في الائتلاف العميل يطبل له اعلاميا ويسوغ كل سقطة يسقطها هذا الائتلاف في طريق العار والخيانة والذل الذي يسير فيه من لحظة تشكيله كلا" او جزءا في طهران التي يعرف عنها هذا الاجير وعن رجالاتها اكثر بكثير مما يعرف عن بغداد والنجف والقادسية. وهكذا ببساطة يحول هذا التعبان اتفاقية الذل والخيانة الى مدخل للتاريخ وانا طبعا اتفق معه واظنه لا يعني التاريخ الايجابي المشرف بل تاريخ الخسة والعار والشنار.

 

واذا تجاوزنا المدخل المتزلج الذي عبره هذا المسكين بزلاجة تدرب عليها في قاعات التزلج على الجليد المغلقة التي يرتادها مراهقوا الشعب الانجليزي ودخلنا الى حيث ابراز عبقريته الخلاقة في أسفَه تنظير يمكن لاي رجل او انسان سوي ان يتصور نفسه لثانية واحدة يطل به دونما حياء او قطرة غيرة مسحتها قباقيب العجم عن جبينه على بشر عندهم عيون واذان وجماجم حيث يسطر ملامح الانجاز الشيعي المتفرد بتوقيع اتفاقية الذل والعار مع اميركا وها هي نقطته الاولى تقرأ حرفيا:

 

الأولى: توقيعهم على الاتفاقية التي تعني فيما تعني ان لشيعة العراق ستراتيجية مختلفة تماما عن اية ستراتيجية اُخرى في المنطقة وان لهم وجهة نظر متفردة وانهم غير تابعين لأي ستراتيجية اُخرى مثلما حاول بعض الجهلة خلال السنوات الخمس الماضة بربطهم وجعلهم كتبع لغيرهم ، وكل ذلك نابع عن جهل اؤلئك بواقع الشخصية الشيعية العراقية وأبعادها ودورها وتصوراتها للعراق كموطن أصيل للتشيع وتصوراتها للمنطقة والعالم.

 

ارجوا ان تكونوا سادتي قد تمعنتم بما كتبه هذا الدعي المسكين ... اي والله انها استراتيجية مختلفة لانها استراتيجية بيع الارض والعرض من اجل البقاء في الحكم تحت حماية سادتهم الامريكان ... اما ان تكون لهم وجهة نظر متفردة فهذه يكذبه ويسفههه عليها اعمامه واخواله العجم انفسهم لان وجهة نظر الفرس لم تفترق ولا بطرفة عين ولم يخطو الشيعة الصفويين خطوة واحدة الا ضمن اطار وجهة النظر الايرانية الفارسية ويبدو ان هذا المسكين قد اغلق اذنيه وكتب ما كتبه قبل ان يسمع تصريحات ايران الرسمية القابلة والراضية والمباركة للاتفاقية ... وبذلك فان من يصفهم هذا الاعجمي التافه بالجهلة انما هم معلمين وخبراء وعباقرة فكر واهل حظ وشرف رفيعين يعرفون البئر وغطاءه وقرؤا الصفحة السوداء للاحزاب الطائفية من ايام تاسيسها الاولى وخبروا الارض التي يتحركون عليها ولذلك فهم لا يستشرفون بل يقرئون الواقع ولا يتوقعون بل يتعايشون مع الحقائق وعليه فان الحاقهم صفة التبعية الذليلة للاحزاب الشيعية بايران انما هي حقيقة كما الشمس ... وعليه فان بلادة الرجل وغباءه المستديم قد اوقعه في اكثر من مطب في فقرته الاولى البائسة اعلاه  فتفرد العمالة والخيانة لايعتد به ولا يتفاخر به الا المنحرفون وشذاذ الافاق وليته يعود الى وعيه فلقد اضحك الناس على نفسه وهو يحاول في اخس واقعة للشيعة الصفوية الاعجمية بعد واقعة التوقيع لصكوك بيع العراق للغزو و الاحتلال ان يحولها بجرة قلم رخيص الى انجاز ايجابي ويعزلهم عن بركة المياه الآسنة ايران التي ولدوا وترعرعوا فيها وهي امهم وابوهم ومنهجهم الذي لا يمكن الانفصال عنه بمحض لغو يصدر عن سكران او محشش.

 

ثم يتوسع الدعي بحذلقته التافهة فيتطرق الى نقطة تثبت عدم طائفيته ونقاءه الديني المتفرد الذي دخل به في بداية حديثه حيث يشير الى مشكلة سوء الفهم  الذي وقع به ( السنة ) وسوء تقديرهم للشخصية ( الشيعية ) رغم انهم قد حكموا العراق سياسيا وامنيا ومخابراتيا واقتصاديا .. يا للعبقرية ويا للشطارة المحايدة التي تنبع من تقييم ( وطني صرف ) و لا تعتمد أي معيار ( طائفي ) في التعامل مع الحكومات العراقية المختلفة التي حكمت العراق قبل ان يفتح الله سبحانه على ( الشيعة ) ويحصلوا على الحكم تحت قيادة كروكر وزلماي ونغروبونتي وكلهم موظفين اميركان من الدرجة السادسة او السابعة على ما اظن وتحت حماية الكلاب والمارينز الامريكان ولا اظن ان شيعيا عروبيا واحدا يتشرف بهذه الوصولية التي لا يفخر بها الا الرعاع والمخانيث وابناء المتعة والعاهرات. ونحن نتحدى هذا النكرة ان يعطينا حكومة واحدة في العراق تحت حكمنا الوطني من عام 1968 وحتى ساعة الاحتلال ليس فيها شيعة قياديين. غير انهم شيعة عرب وطنيّون .. اشراف ونجباء ... لا يعترفون بالنهج الصفوي ولا يشرفهم الجري اذلاء تابعين خانعين خلف حكومة الشاه وبعدها حكومة دولة الفقية الخمينية ... انهم اعلام في تاريخ الدولة العراقية الوطنية غير انهم يحملون فكرا وطنيا قوميا عروبيا لا شرقي ولا غربي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشهداء الابرار الخالدون سعدون حمادي ومحمد حمزة الزبيدي رؤساء وزارات واعضاء مجلس قيادة الثورة ومنهم مثلا الاسرى الأسُود احمد مرتضى الزهيري وخضر الخفاجي وعزيز صالح النومان وعبد الحسين حيدر ومنهم اخرون كثر من بينهم نعيم حداد وراضي حسن سلمان وراهي حسن فرعون ومن بين العسكريين وزير للدفاع ورئيس لاركان الجيش وقادة فرق والوية وغيرهم الكثير والكثير محافظين ووكلاء وزارات ووزراء ورؤساء جامعات وعمداء كليات ومدراء عامون.

 

لا حظوا ايها الاخوة القراء الكرام ان هذا المرتزق يدعي بانه يناقش بعيدا عن الطائفية غير انه لم يصمد سطرا واحدا قبل ان يعلن عن طائفيته المريضة في التعامل مع صورة الحكومات العراقية، الامر الذي يدل دون ادنى شك انه يقطّع الدولة ويفصّلها طائفيا وهو منهج صفوي  اعجمي بامتياز وهو منهج التفرد الذي جاء بالاحتلال واحتمى به وحوله هذا الدعي الى استراتيجية عجيبة. واليقين اننا لا نعرف كيف يعلق على هذه الشيعية الخائنة البائسة العميلة كل من السيستاني الذي وضع نفسه بين الابيض والاسود تجاه هذه الاتفاقية واليعقوبي الذي ادانها ورفضها هو وحزبه والصدريون الذين اقام هذا الدعي وامثاله الدنيا عن كونهم اعظم واوسع واكبر تيار شيعي في العراق الذين رفعوا شعار اعجميا بامتياز لرفضهم الاتفاقية بالمجلس ( كلا .. كلا .. اتفاقية ) غير انه يختزلهم هنا وكأن الله لم يخلقهم ليعطي الاغلبية لسيده الطباطبائي .... انهم قوم ابتلاهم الله بالتدليس والرياء والنفاق وحاشا لدين رسول الله أن يضم هكذا حثالة ... وهكذا نقرأ لهذا الدعي :

 

عدم فهم سنة العراق لواقع الشخصية  الشيعية العراقية رغم ان الشيعة قد عاشوا تحت حكم النظم السنية الحكومية السياسية والأمنية والمخابراتية والاقتصادية والاجتماعية إلا ان النظرة السنية العراقية لشركاءهم في الوطن كانت ولازالت قاصرة ولهذا القصور اسباب قد نعود لها لاحقا في مقال مستقل، (( بأني مستعد ان اسلمكم كل مجاهدي خلق ولكن هل انتم على استعداد لتسليمي  الشخصيات العراقية القيادية في ايران ))

 

حيث تهن حصافته وتخونه القدرة على التعبير ويزل لسانه وعقله في ادراج عبارة لشهيد الحج الاكبر اراد ان يسئ له فيها عليه رحمة الله .. فالقائد قال قولته الماثورة الخالدة للفرس حين طالبوا بتسليم مجاهدي خلق .. اننا لا نسلم الدخيل عندنا والطالب للضيافة والحماية .. ولكي يعجزهم ويقطع عليهم الطريق .. قال لهم متسائلا .. وهل تسلمونا المعارضين لنا عندكم ؟؟ ... انه تحدي الرجل العارف بالفواصل بين الصدق والكذب وبين الحق والباطل وكان التساؤل مفتاحا لغلق الابواب امام محاولات طهران التودد وتجريب طرقها الخبيثة لانها لا يمكن ان تسلم أُجراءها وعملاءها الذين كانت تعدهم للحظة الاتفاق مع اميركا لاحتلال العراق وتصدرهم على انهم معارضة عراقية فيستلموا الحكم بالنيابة والاصالة عنها. ويضيف عبقري التنظير للخيانة الوسخة :

 

اضف إلى ذلك بانه لم يؤثر احد في الكون على القيادة الأيرانية ويقنعها بالتحاور مع امريكا بشأن العراق مثلما فعلت الشخصية الشيعية العراقية ، ولم تفرض اي مجموعة شيعية في الكون وجهة نظرها وتجبر ايران على الاقتناع بها مثلما فعلت الشخصية الشيعية العراقية منذ سقوط صدام والى اليوم فقد استجابت ايران وباقتناع لمعظم ما طرحه عليها شيعة العراق من رؤى وافكار وتصورات بخصوص المنطقة والعراق وكل ذلك يدلل على مكانة الشخصية الشيعية العراقية وتفردها وقابليتها .

 

هكذا اذن ... الشيعة الصفويون العراقيون اقنعوا الشيعة الصفويين الفرس على التعاطي مع اميركا والتباحث معها عن الشأن العراقي .... والدنيا كلها, العالم كله يعرف ان هذه المباحثات هي عار اخر على حكومة الاحتلال الرابعة الشيعية الصفوية لانها اعلان صريح عن شراكة ايران في الاحتلال ودورها الاجرامي في التلاعب بالوضع الامني وخاصة التفجيرات الاجرامية في الفرات الاوسط والجنوب وبغداد التي تستهدف الشيعة والعراقيين الاخرين الابرياء .. وما لم يقله لنا هذا الجهبذ هو .. مَن اقنع اميركا على التفاوض مع ايران؟ ومَن هو الطرف الاضعف في المعادلة الذي يستجدي التفاوض من الطرفين ؟ واتمنى ان يرد علينا هذا التنبل بنظرية عبقرية جديدة يضيفها الى كتاب الاعجاز اسياسي الشيعي الذي بدأ تاليفه ليكون دليل الشيعة السياسي لاننا نعلم انهم لا يعرفون شيئا في السياسة بل يعرفون الكثير من اشياء اخرى لا صلة لها بالسياسة ادوها باتقان ليضحكوا على المساكين والاميين والجهلة وتركوا امر السياسة كله لربيبتهم ايران.

 

ثم لنقرأ سوية نقطته الثانية التي لا تقل عبقرية عن سابقتها:

 

ثانيا : توقيع شيعة العراق على الاتفاقية اخرجهم من اطار المحلية والطائفية الى اطار المجموعة العالمية ، المجموعة القادرة على  اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة والساعية الى ايجاد منظومة علاقات عالمية يكونوا فيها طرفا اساسيا مما سيزيد ثقة العالم بهم وبأدارتهم وطريقة تعاملهم ، علما ان سنة العراق قد تقدموا على شيعة العراق بداية تشكيل الدولة العراقية الحديثة لانهم كانوا الاقدر على اتخاذ القرار الصعب وهذا مما مكنهم من مقاليد العراق ، اليوم يتجاوز شيعة العراق ذلك الخطأ الفادح ويشتركون مع الآخرين في الجرأة والقدرة على اتخاذ القرار التأريخي الذي يضعهم على اعتاب الاهتمام العالمي ويجنبهم حالة الغضب العالمي كمجموعة متمردة على الشرعية الدولية.

 

فهو يعترف ان جماعته طائفيين قبل ان يقروا اتفاقية العار والخيانة, وان الاتفاقية في سرعة البرق قد نقلتهم الى مصاف العالمية. لاحظوا ان الرجل متاثر باستراتيجيات صناع النجوم من المغنين والممثلين التي تشكل جزءا من برنامج الغرب الذي دربه على التفكير الخياني الاعوج في معسكرات التجسس ذائعة الصيت التي تفوق فيها هو وكريم بدر وانتفاض قنبر وحيدر الموسوي واشترطت عليهم ان يلبسوا وجه التمدن والعصرية عن طريق حلاقة الشوارب والذقون معا واستخدام الجل لتصفيف الشعر. ثم ان التوقيع على اتفاقية بيع العراق هي الثمن المطلوب لانتقال الاحزاب الصفوية الى خانة الاهتمام العالمي والخروج من خانة التمرد على الشرعية الدولية .. يا الطاف الله ... ما هذا الهراء وما هذه السمسرة والبذاءة .؟

 

بقى للمعتوه هذا ان يقول لنا .. متى سيخرجون ذراع دولة الولي الفقيه في لبنان المسمى بحزب الله معهم من خانة اللا شرعية لكي تصدق الامة العربية كلها والعالم كله اننا لم نعلن يوما الا الحق ولم ننطق عن هوى حين وسمناهم بالعمالة والخيانة العظمى اينما وجدوا فوق ارض العرب وتحت أي مسمى اعطوه لانفسهم لينالوا قدسية زائفة.

 

نعم انا اتفق مع جهبذ الخيال المريض الوسخ هذا انهم اتخذوا قرارا صعبا بالموافقة على الاتفاقية لانها دقت البسمار الاخير في نعش ادعاءهم بالانتماء الى هذه الارض وهذا الوطن وتقيئوا كل ما في داخلهم من بداية المخرج حتى بداية الحلقوم دفعة واحدة.

 

ولننتقل الى نقطته الرابعة دفعة واحدة لان الهراء ما بين النقطتين هو محض حشو فارغ :

 

رابعا : توقيع ورقة التفاهم الوطني او ما  تصر كتلة التوافق على تسميته بوثيقة (الاصلاح) بالرغم من ان كلمة الأصلاح غير مناسبة اطلاقا في مثل هذه الظروف والمنعطفات ، وما ابداه شيعة العراق من اصرار على مشاركة الجميع في اتخاذ القرار حيث كان الاجدر ولو على اقل الإيمان مجاملتهم لا التشكيك بادارتهم حيث ان مصطلح الاصلاح يعني فيما يعني اصلاح الافساد او الفساد وطبعا المعني هنا الافساد الشيعي في الاداره او فساد الائتلاف أو حكومة الائتلاف التي يرأسها الشيعة وهذا خطأ سياسي اصرت عليه جبهة التوافق ووافق عليه الاتئلاف بعلم او بغير علم من اجل إرضاء رغبتهم ، اقول توقيع هذه الوثيقة هو كذلك تفهم من قبل الشيعة لهواجس اخوتهم وشركاؤهم في الوطن وهو يعبر كذلك عن بادرة والتفاته جريئة من قبل الشخصية الشيعية العراقية القيادية من انها تقبل بالاصلاح  وان كان يستهدفها شخصيا دون غيرها ، في حال ان سنة العراق قد رفضوا حتى كلمات العتاب على مافات خلال 80 سنة بضمنها الحروب ، ولم اسمع شخصيا مثقفا سنيا واحدا الى اليوم قد قال ان في الماضي اخطاء فقط حتى من قبل الليبراليين والماركسيين السنة ، في حال ان الشيعة اليوم وبعد خمسة سنوات فقط يؤيدون الإصلاح وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على قوة متانة تلك الشخصية التي لديها كامل الاستعداد بان تعيد وتراجع مواقفها وأداءها وتصححه بعد كل منعطف تأريخي بدون مكابرة وبدون ان تأخذها العزة بالأثم.

 

دققوا معي في العبارة اعلاه .... ولن اعلق عليها بسوى اسئلة بسيطة ... هل ان الشيعة يحكمون بلدا يُركن الى تجربته التي مضت عليها خمس سنوات؟ ما ذا انجزوا .. ما ذا بنوا .. ما ذا صنّعوا .. بماذا تاجروا .. ماذا علموا غير التطبير واللطمية .. كم ذبحوا من العراقيين .. كم هجروا .. كم اقصوا .. كم ميليشيا شكلوا ....؟  هل انجزوا شيئا غير الفساد المالي والاداري والمحاصصة الكريهة؟ ثم لو افترضنا جدلا انهم قبلوا الاصلاح في صفقة بيع العراق فهل سينفذون؟ لم العجلة ياهذا؟ اقول .. ان اثمكم اكبر من تحتويه عزة .. وان سقوطكم اشنع من ان يغطيه اصلاح ..

 ثم نصل سادتي الى بيت القصيد ..... اطلعوا على جانب اخر من نباح الكلاب وفحيح الافاعي ...

 

خروج البعث

المرتكز الثاني والذي يمكن ان يستجلى  وبوضوح تام من خلال توقيع الاتفاقية تلك ان حزب البعث قد خرج يوم توقيع الاتفاقية الى مزابل التاريخ ، يوم توقيع الاتفاقية هو يوم الموت الحقيقي لصدام وهو  يوم موت حزب  البعث وفكره وتياره وجماعاته وتجلياته بأي صورة كانت ، الاتفاقية الأمنية هي الحصانة الاكيدة لاستمرار العملية السياسية الحالية وقد احتوت على نص واضح بمطاردة فلول البعث ومجرمية مثلما احتوى الدستور على فقرة مثيلة وعليه فالبعث اليوم بين سندان المنع الدستوري ومطرقة الاتفاقية العالمية وسيبقى بينهما حتى تتقطع أوصاله نهائيا يوميا بعد يوم ويتحول الى هباء منثورا تطارده اللعنات تلو الاخرى حتى تلقيه في قعر مزابل التاريخ ، واذا كان للاتفاقية الأمنية من ايجابية فهي منعها وتجريمها وتأكيدها على مطاردة البعث وفلوله وباسم القانون الى ان يشاء الله تعالى .

 

رغم اني والله مقرف من كل كلمة قيلت هنا واعلم ان اي انسان سوي ومحترم سيقرف اكثر مني .. غير اني اردت من نقل العبارة ان يطلع العراقيون والعرب الشرفاء قبل رجال البعث العظيم. واريد اولا ان اهنئ البعث على ما سقط فيه نتيجة توقيع الاتفاقية الخيانية لان هذا الكلام يدين صاحبه الذي طالما ادعى على ان البعث وقيادته عميلة لامريكا .... وان ما سقط فيه البعث حقا هو المجد المؤثل وغار الشرف الرفيع .. وادعوا كل عراقي شريف ان ينقل هذه الاستنتاجات لاحد عباقرة الفكر الصفوي الاخرق ويستشهد بها على ادعاءاتهم بان البعث كان عميلا وان اميركا قد قدمت له الدعم والاسناد في قادسية صدام المجيدة واصدر زبانيتهم كتب صفراء تبحث في لقاء تم بين الرئيس الشهيد رحمه الله وموظف الخارجية الامريكية رامسفيلد الذي اوفدته احدى شركات النفط ليطلب من العراق بيع النفط لتلك الشركة عام 1982 على انه دليل على عمالة الشهيد ( حاشاه ) لامريكا .. وها هم ينظرون للاتفاقية على انها وسيلتهم لمطاردة البعث خسئوا ... اننا ندينهم من فم احد ادعياءهم ونضع الحقائق امام العالم .. ان البعث حي عملاق بعد ست سنوات من الاجتثاث والاقصاء والاعتقالات والتهجير الذي تعاونت عليه اميركا مع كل عملاءها الماجورين من الائتلاف الشيعي والعلماني والسني والكردي ...وها هم يتوسلون بالاتفاقية الامنية ان تبعد عنهم سطوة الاسود .... هيهات لهم فالبعث شعب العراق وشعب العراق هو البعث. نقول لك ايها الاجرب الخبيث انك قد لامست كبد الحقيقة في اعلانك عن ان الاتفاقية تحقق لكم مطلب مطاردة كابوس البعث، أي حمايتكم من الشعب.

 

الله اكبر .. النصر للعراق وللبعث العملاق الذي جاءت الاتفاقية لتمنحه حب الشعب واحترامه واجلاله وتقديره العميق. والموت لعملية سياسية تتنفس تحت ألسنة كلاب اميركا وتضطجع تحت بساطيل المارينز ومبارك للشيعة السياسية سقوطها في بالوعات الخيانة وعبودية اهل الذمة .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م