رسالة مفتوحة الى الاستاذ عامر العظم و واتا الكريمة
( الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب )

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وأدعو الله مخلصا ان يوفق جمعكم الخير في تحريك واقع الأمة مبتدأين من حراك الفكر الذي ارى انه منطلق لا يوجد افضل منه منطلق .. وبعد

 

أحييك أيها العربي المسلم الأصيل وأحيّ رفاقك في واحة الفكر العربي المبدع واتا وأسجل لكم تقديرنا العالي لمبادرتكم الاخوية الرائعة بخصوص الاسرى والمعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال وحكومته العميلة. وأؤكد لكم أيها الاخوة انكم في نداءكم الخير هذا قد وضعتم بلسما على جرح نازف من جروح عراقكم الذي يذبحونه بدم بارد منذ سنوات طويلة، آخرها الذبح الاجهازي على كامل كيانه كدولة حرة مستقلة موحدة بالغزو والاحتلال.

 

ان في العراق الآن ما هو اكبر بكثير من الاسرى والمعتقلين من الرقم الاقصى الذي ذكرتموه اذ قد يصل الرقم الحقيقي الى اكثر من ربع مليون معتقل. وهم معتقلون في سجون ومعسكرات امريكية واخرى تابعة لوزارة الداخلية العميلة واخرى تابعة لوزارة الدفاع العميلة وثالثة تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة العدل العميلتين .. يضاف الى ذلك سجون المنطقة الشمالية عند حكومة اقليم كردستان العميلة وسجون تابعة لفيلق بدر واخرى لجيش المهدي والتيار الصدري واخرى لحزب الدعوة واخرى لفرق الموت التابعة لأحمد الجلبي.

 

أما المعتقلون فهم كوادر ادارة الدولة العراقية الوطنية ومناضلوا حزب البعث العربي الاشتراكي من الخط القيادي الاول والثاني والثالث في الحزب والذين لا تزال المداهمات اليومية تضيف معتقلين جدد منهم وضباط الجيش العراقي السابق وهم يتزايدون ايضا يوميا والمقاومين والرافضين للاحتلال من جميع القوى الوطنية والقومية والاسلامية ومعتقلوا المداهمات المرتبطة بعمليات التطهير الطائفي والعرقي. وتتراوح اعمار المعتقلين بين خمس سنوات الى تسعين عام وهم من الرجال والنساء على السواء.

 

أيها العرب الشرفاء:

 

لابد انكم قد سمعتم بان العشرات من الاسرى والمعتقلين قد توفي تحت التعذيب الوحشي الذي لم تشهد له لا عصور التخلف والظلام ولا عصور التقدم الانساني مثيل ومنهم عناصر كانت تقود العراق، واذكر لكم مثلا اعذروني ان اذكره لما قد يسببه لكم من القرف والاشمئزاز .. وهو الرفيق المناضل الشهيد البطل محمد حمزة الزبيدي رحمه الله رئيس الوزراء الاسبق الذي توفي في المعتقل وسلم الامريكان جثمانه الى الطب العدلي في مدينة الطب ببغداد ... فقام رجال الديمقراطية والتحرير الامريكي بسحب الجثمان وتقطيعه اربا اربا بالسكاكين والسيوف .....

 

ولابد انكم سمعتم عن الجثث المجهولة الهوية, تلكم الظاهرة العجيبة، اذ اننا لم نسمع يوما عن عراقي مجهول الهوية فالعراقيون اولاد عوائل وعشائر وقبائل معروفة ويعرف بعضهم البعض .. انهم معتقلون تأخذ شرطة الاحتلال مجاميع منهم يوميا وتقتلهم وترمي جثثهم في مكبات القمامة وبرك المياه وفي احسن الاحوال على قارعة الطرق. واستشهد بهذه الطريقة آلاف الشباب الابرياء من ابناء العراق وخاصة المستهدفين بعمليات التطهير الطائفي وما زالت الممارسة مستمرة ولو بحده اقل مما حصل ايام فورة التطهير الطائفي التي من اجلها ومن اجل توفير مسوغاتها تم تفجير المراقد المطهرة في سامراء.

 

ان عددا كبيرا من المعتقلين هم عراقيّون نجباء خدموا العراق وشعبه خلال خمس وثلاثين عاما من عمر الدولة الوطنية وافنوا شبابهم في خدمته والنضال من اجل رفعته وعزة ابناءه. فاستولوا على الثروة الوحيدة التي امتلكوها وهي بيوتهم وبيوت عوائلهم في ممارسة انتقامية وقحة وها نحن نرى عوائلهم تموت جوعا وبعضهم يعيشون على ضيافة بعض الحكام العرب لا يمتلكون لا مال ولا حلال .. في حين تحول المئات ممن اسموا انفسهم معارضين لدولتنا الوطنية الى اغنى اغنياء الدنيا ويمتلكون القصور والفيلل في عواصم العالم المختلفة وشركات وبنوك ومصالح تجارية في اقل من خمس سنوات في السلطة الاحتلالية بعد ان كانوا شحاتين في ازقة السيدة في الشام ومتهافتين على فتات الرعاية الاجتماعية في اوربا. وها هي المقاومة الوطنية العراقية الباسلة تواجه اصعب ظروف مالية واقتصادية ولا تمتلك ما تديم به زخم عملياتها البطولية ضد الاحتلال رغم ان قياداتها والآلاف من رجالاتها قد قادوا العراق لخمس وثلاثين عام الاّ انهم لم يفتحوا حسابات في الخارج ولم يكن لهم من هم الاّ خدمة الشعب، وهم اسسوا ما يزيد عن ثلاثين محطة فضائية تتوزع بين فضائيات للاحزاب واخرى للمليشيات واخرى لأفراد من الموصوفين اعلاه ... انهم قتلة ولصوص ومختلسون ... ويتستر بعضهم بالانتماء الى المقاومة وهم جلادون وقتلة .

 

ايها الاخوة العرب المسلمون النبلاء ..

 

ان سجانيّ شعبنا وقتلته والمفسدين واللصوص الذين يحكمون العراق اليوم بالنار والحديد وقبضة المحتل الغاشم عندهم فرق موت ومجاميع اغتيالات وتصفيات قد توزعت في العديد من الاقطار العربية التي لجأ اليها اخوتكم ابناء العراق من المجتثين والمستهدفين بالملاحقة والاعتقال والمداهمات والتصفيات الجسدية العرقية والطائفية لكي يتعرفوا على المجاهدين منهم والرافضين للاحتلال بأقلامهم ونضح فكرهم لغرض تشخيصهم وتصفيتهم جسديا ويؤسفني ان اقول لكم ان في واتا عدد منهم لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة. انهم سجانوا شعبنا لم يكتفوا بالقتل والاقصاء والتهجير في الداخل فخرجوا يحملون حقائب مليئة بالدولارات ومسدسات الصوت المكتوم ليقتلوا ويصفوا ويغيّبوا أي صوت يفضحهم ويعري فضائحهم وفسادهم. وقد قتلوا عددا من المناضلين والفنانين العراقيين في سوريا على سبيل المثال لا الحصر. واذا استعصى عليهم استفزازنا واستفزازكم كوسيلة للكشف فانهم يلجئون الى الفتن اللئيمة حيث ان طيبة بعضكم تصدق ان هؤلاء مظلومون وان نظامنا الوطني قد قتل من عوائلهم او اعتقل او ما شابه من التخرصات والكذب المفضوح. ونحن نؤكد لكم ان هؤلاء المعارضون السابقون كلهم او جلهم قد تدربوا في مدارس المخابرات الامريكية والبريطانية والاوربية وانهم موظفون عند حكومة الاحتلال ... ونؤكد قناعتنا الراسخة والمبدئية اننا لسنا ضد معارض وطني بل نحن نعرف هؤلاء على انهم طابور خامس لدولة جوار وقاتلوا الشعب العراقي في جيوش منظمة وكعصابات قتل وسلب واغتيالات او من الذين ساهموا في صفحة العار والشنار صفحة الغدر والخيانة التي قادتها ايران عام 1991 ويطلقون عليها هم الانتفاضة الشعبانية وتم فيها تدمير العراق وقتل الآلاف من قواتنا المنسحبة من الكويت ومنتسبي الدولة والبعثيين في اضخم عملية غدر عرفها تاريخ الانسانية وقادتها الاحزاب الطائفية الايرانية بدر والمجلس والدعوة وحزب الله .... نفس الخونة العملاء ونفس الجلادين ونفس السجانين.

 

اننا ندعوكم ايها الغيارى الى تكثيف جهدكم وجهادكم الاعلامي بالبيانات والمناشدات وباللغات العربية وما امكن غيرها لانقاذ مئات الآلاف من اخوتكم المغيبين تحت ظلام الطاغوت ... والله اكبر. ودمتم احرارا نبلاء.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م