هلهولة للبعث الصامد ... هلهولة للبعث المجاهد

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

 

البعث حركة ثورية تقدمية عربية اشتراكية. البعث حزب الطليعة العربية المناضلة من اجل تحقيق اهداف الامة العربية المجيدة في الوحدة والحرية والتحرر والعدل .. في الانعتاق والصيرورة التاريخية الجديدة والمتجددة للامة. حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي  ولد من رحم الامة العربية عربيا خالصا وانتمى فكريا وتطبيقيا الى روح الامة العربية, الاسلام الحنيف, والى تراث الامة الخالد واصالتها العتيدة, وانتج فكرا وعقيدة عروبية مبدعة.

 

حزب البعث العربي الاشتراكي, حب قبل كل شئ, لأن القومية العربية في معناها الانساني العميق هي حب قبل كل شئ كما لخصها القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله. حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الوحيد في تاريخ الامة العربية الحديث والمعاصر الذي استطاع ان يثبت ان الوحدة العربية قدر حي قائم وليس محض حلم وانها تنمو بين اضلعنا وبوسعنا ان نحققها من خلال تحقيق صيرورة سياسية للامة العربية المجيدة, صيرورة لا تقع في خضم المحال بل تتحقق مع ولادة وبناء، بناء شخصية عربية تمتلك في ذاتها قضية الوحدة وتتعامل معها كمفردات حياتية. لم ينجح البعث في نقل الوحدة من مجرد فكر بل قدم نماذج عملية عديدة على تطبيقها في تجارب يشار اليها بالفشل من هذا الطرف او ذاك وينتقد بعض محطاتها البعث نفسه لكنها تجارب فرضت حضورها تاريخيا ولم يعد بوسع احد ان يرفعها من الذاكرة العربية المتجددة. لقد كانت محطات استلام الحزب للسلطة في بعض الاقطار العربية نماذج عملاقة للوحدة العضوية عند البعث بين الفكر والنظرية المعبران عن العقيدة العربية الثورية التقدمية حيث نفذ مناضلوا البعث فورا برامج الحزب وفي مقدمتها اهدافه ومثلثه المقدس في الوحدة والحرية والاشتراكية وابدعوا في اعطاءها جل ابعادها القومية وهي تعتمل وتتفاعل مع واقع قطر واحد من اقطار الامة.

 

تجربة البعث في العراق لم تتوقف عند البحث المتواصل والتفكير الخلاق لكيفية ايجاد ارضية عمل مشتركة مع الاقطار العربية المختلفة وخاصة ذات الوزن الكبير في خارطة الوجود العربي بل تعدى ذلك الى التفكير العملي المرافق لولادة نظرية العمل البعثية في طرح افكار متجددة لآليات تطبيق الوحدة وبما يتناسب ومعطيات الواقع السياسي والاقتصادي والفكري لاجزاء الامة المختلفة. وهكذا تصدى المفكر العربي الكبير صدام حسين الذي قاد ولادة ونمو وتطور نظرية العمل البعثية وعبر سنوات طويلة ومحطات عديدة لتطوير الفكر العملي لتطبيق الوحدة دون ان ينعزل عن حيثيات العقيدة الوحدوية البعثية بل استفاد بروح تفكير حيوي فعال من الاصل والفروع المؤسسة لجدلية وحدة الامة وجدلية ترابطها العضوي الحي مع اهداف البعث الاخرى, قبل الاسلام, وبعد ان وحدتها الرسالة المحمدية العظيمة الشريفة وانطلقت بها لتكون حاملة لواء التوحيد والتنوير الى بقية الامم والشعوب ومرورا بتجربة الخلافة العربية الراشدة والازدهار العربي الاسلامي في عصري الامويين والعباسيين ووقوفا عند ازمنة التدهور والاستلاب التي ولدتها ظروف ذاتية واخرى موضوعية من بينها التداخلات الشعوبية الحاقدة على الامة وجملة الفتن التي بثت في جسدها بهدف اضعافه وتسهيل اختراقه.

 

ان اولوية وارجحية التركيز فكرا وتطبيقا على وحدة الامة عند حزب البعث العربي الاشتراكي وتنوع ارضيات بناءها فكريا وعقائديا وميدانيا التي تفنن قائد البعث الخالد صدام حسين رحمه الله وتنظيمات البعث في العراق بها بدءا من تحويل العراق الى بقعة الارض العربية المحررة يرتادها ويقطن فيها من شاء من ابناء الامة دون قيد او شرط لا سياسي ولا أثني ولا عرقي و تحويل العراق الى قلعة اقتدار اقتصادي وانتاجي وعلمي وتنموي شامل واقتدار دفاعي ارعب اعداء الامة المحليين والاقليميين والدوليين ومرورا بتحويل العراق الى مركز ابداع ثقافي وفني معبر عنها بمهرجانات ومؤتمرات دولية .. اضافة الى عقلية الانفتاح المبدع الخلاق على تأطير الانجاز القطري في اطاره الوحدوي القومي الاشمل التي جعلت الامة كلها موجودة في كل خطوة يخطوها العراق نحو التطور والتقدم وذلك من خلال اشراك اقطار الامة كلها بمردودات ونتائج البناء العلمي والتقني والاستثمار الاقتصادي في مجالات التربية والتعليم العالي والصحة والخدمات المختلفة. كل ذلك وسواها الكثير جعل اعداء البعث من قوى سياسية طائفية مسيّسة للدين ومستخدمة له كستار مهلهل لحركتها العميلة والخائنة للدين الحنيف وللامة والقوى الاقليمية الطامعة في امتنا ارضا وخيرات وتاريخ والرجعية العربية عموما الممثلة بحكام الامة وحكوماتها التي باعت ارادتها خانعة ذليلة للقوى الامبريالية والصهيونية وادوات الماسونية والتي تحالفت في مواقع معينة مع الامبراطوريات الآفلة المتطلعة لاستعادة نجوميتها تحت اطار قومي وترى في النهوض القومي العربي المتوثب من روح الاسلام الحنيف ونموذج الانجاز المحمدي الشريف العملاق خطرا يعرقل انطلاقتها الشعوبية الحاقدة وقوى انفصالية غذتها الماسونية والصهيونية والامبريالية على مدى طويل لتبقى احتياطيا مضموما لها بانتظار لحظة الانقضاض على التجربة البعثية العربية في العراق.

 

ان التدقيق بصورة التحالف التي حصلت لاسقاط تجربة حزب البعث العربي الاشتراكي العروبية المسلمة في العراق توضح بشاعة وحقارة وغرابة هذا التحالف من حيث كونه اول تحالف من نوعه في التاريخ يجمع كل متناقضات العالم السياسية. فاميركا الامبريالية الصهيونية مع ايران الاصولية الصفوية الموصوفة اميركيا بدولة شر مع الاحزاب الكردية التي تذبحها ايران مع الاحزاب الصفوية كالمجلس الاعلى والدعوة وبدر وحزب الله والموصوفة امريكيا ايضا بانها احزاب ارهابية مع اطراف اسلاموية تصف نفسها بالسلفية والوهابية والاخوان المسلمين مع جناح شيوعي واخر علماني واخرين من بشر اكل عليهم الدهر وشرب ... كل هؤلاء يلتقون على هدف واحد لاول مرة في التاريخ هو اسقاط التجربة البعثية العروبية وتغييب انجازاتها العملاقة التي نقلت العراق الى مصاف الدول المتقدمة علميا وتكنولوجيا والتي حولت العراق الى نقطة ضوء تشع في حياة الامة وتغذي انطلاقتها نحو الازدهار والغنى وامتلاك الارادة.

 

والعجب العجاب ان كل هذه الطاقات التسليحية والاقتصادية والسياسية والقرارات التي اصدرتها بعد الغزو من قرارات الاعدام والاغتيالات والتصفيات الجسدية والاقصاء والاجتثاث الفكري والبشري والتي جندت لها مخابرات امريكا وايران والاحزاب الكردية وفرق الموت والفرق الخاصة والمليشيات التي وصل عددها الى اكثر من ثلاثين مليشيا تعاضدهم تشكيلات القاعدة التي ادخلتها اميركا معها كما ادخلت الصفويين والبستها ثوب الطائفية الموازنة للتهيئة لتمزيق العراق طائفيا بشريا وجغرافيا .... كل ما جرى من عنف تستحي منه النازية وجرائم حرب البلقان .. لم تنجح في تحقيق اهدافها القذرة في ايذاء البعث كحركة سياسية تحررية قومية عروبية رغم ان اقل التقديرات تشير الى بلوغ شهداء البعث اكثر من 160 الف شهيد يضاف اليهم اكثر من مليوني مهجر خارج البلد ومثلهم او اكثر مهجرين داخل البلد.

 

حزب العجب ابن شعب العجب, شعب الذرى الذي انجب رجال التاريخ العظام واخرهم صدام حسين رحمه الله قد تحول من قيادة البناء والاعمار الى قيادة المقاومة البطلة ضد الاحتلال. وتحول من حزب سلطة بنت وانجزت المعجزات الى حزب جهاد ونضال سري. حاضنته شعب العجب في كل بقعة من ارض العراق الحبيب ... حزب صدام حسين الراحل جسدا والمتجذر روحا وفكرا ونموذجا للبطولة والفداء خلف وراءه آلاف من الرجال الكبار فكرا وفعلا يتقدمهم عزة العرب والنفس الرفيق المناضل وامام المجاهدين عزة الدوري.      الحزب يتجذر وينمو وتتسع تنظيماته ويتنافذ باقتداره الفكري ورصيده النضالي العملاق بين ابناء العراق كما يتنافذ الماء الفرات بين حبات تراب العراق الطاهرة ويقهر اميركا وحلفاءها الكبار والصغار وينقض كالاسد على اجندتها الاحتلالية الغاشمة.

 

ان البعث يُعيي اعداءه ويجبرهم على الاعتراف بعجزهم عن انهاءه واجتثاثه وفي ذات الوقت فانه بصموده الاسطوري قد فضح زيفهم وكشف عن دمويتهم وانحطاط انسانيتهم ونازية تركيبهم والاجرام المتأصل في عقائدهم واطاح بكل ادعاءات الديمقراطية من كبيرة الدجل اميركا وصولا الى الصغار من العبيد والاذلاء والادلاء من الزناة والقوادين. وكل يوم يمر يعلن فيه البعث عن نفسه من خلال الاعلان عن شهداء يرتقون هامات العلا والمجد و عن اسرى ومعتقلين بالمئات وعن عمليات جهادية ترعب ارتال الغزاة وتقض مضاجعهم وترغمهم على الاعتراف بالوقوع في الوحل ... وكل يوم يعترف رواد الزنى والعهر الاجتماعي والسياسي على السواء عن فشلهم في انتاج فعل واحد منذ لحظة الغزو الى اللحظة يخدم شعب العراق في أي مجال من مجالات الحياة و ترتقي دعوات اهلنا للعودة الى ايام الترف والعز التي انجزها البعث العظيم ... ان الله قد احبط كل نياتهم واعمالهم حتى افلسوا كليا وكل ما انتجوه هو موت وفساد مالي واداري .. سقوط وتهافت وارتداد الى الوراء .. ومع كل ذلك يندفع البعث العملاق بتنظيماته المدنية والجهادية ليضع شعبنا على طريق ثورة التحرير المباركة, ثورة طرد الاحتلال وعملاءه ليعود ومعه كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية ليبدأ صياغة مسيرة ديمقراطية حقيقية يتطلع لها كل ابناء العراق الغيارى النجباء. وانه لَيوم لن يطول انتظاره لتعود الامة تنطلق من بغداد، وتعود بغداد تقود مسيرة الوحدة والحرية والاشتراكية، ونبقى نردد ارجوزة شهيد الفن الثوري الخالد داوود القيسي ... هلهولة للبعث الصامد ... هلهولة للبعث المنتصر الماجد.

 

عاشت الامة العربية المجيدة ورائد نهضتها حزب البعث العربي الاشتراكي

عاش عراق الفكر والانجازات

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها البطلة

عاشت اطياف شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

عاش وسلم عز العرب عزة ابراهيم الدوري

الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م