عفيه البطل عبد الغني عبد الغفور

 

 

شبكة المنصور

كامل الشرقي

 

لما سلكنا الدرب كنا نعلم         ان المشانق للعقيدة سلم

 

وها انت ايها الرفيق المناضل والصديق الاوفي ترتقي سلم المجد والخلود والرفعة لانك كنت دائما تردد هذا البيت من الشعر ولانك مؤمن صاق الايمان بعقيدتك المثلى وقيم امتك وشرف المباديء المقدسة التي نشأت عليها مذ كنت في ريعان صباك ..  لقد عرفتك ايها الشهم العربي الاصيل منذ اربعين عاما صوتا متميزا في قول الحق وعدالة المواقف ونبل الاخلاق .. ونهلت من معين البعث  العربي الخلاق كل قيم الشرف والبطولة والاباء كما نهلت من معين اسرتك العريقة بتاريخها الوطني العروبي الزاخر بالمجد والبسالة


فليس غريبا عليك وقفة العز هذه وانت تواجه حكم الاعدام الجائر الذي تقرر في طهران الخزي والرذيلة وعلى ايدي حفنة من العملاء الاذلاء الساقطين  والذين سيرون مصيرهم قريبا باذن الله


لقد عرفت الرفيق الاستاذ عبد الغني عبد الغفور منذ بداية السبعينات يوم كان مسؤولا في القطاع الطلابي وجمعتني واياه رفقة رائعة وصداقة شخصية حيث عملت بمعيته  في اذاعة صوت الجماهير   و امتدت صداقتنا  منذ ذلك التاريخ الى الايام التي دنس فيها الاحتلال الامريكي الغاشم ارض العراق الطاهرة . 


والرفيق عبد الغني علم معروف ليس على مستوى التنظيمات الحزبية فحسب  وانما  في كل اوساط المثقفين والكتاب والادباء  مثله مثل الكثير من رفاقه المناضلين الذين قدموا العديد من المساهمات الفكرية والثقافية وله الكثير  من المؤلفات الاعلامية والسياسية .. ولقد عرف ( ابوعاد ل ) بمواقفه الانسانية  واتزانه ودماثة خلقه وتمسكه بقيم الدين الحنيف فكان قريبا الى قلوب العاملين معه سواء كانوا موظفين ام حزبيين ويتذكر جميع منتسبي اذاعة صوت الجماهير التي كان ابوعادل مديرها مطلع السبعينات كيف كان اخا وصديقا لهم جميعا يحرص على رعايتهم ومتابعة احوالهم ويقدم لهم يد العون والمساعدة في كل شؤونهم وكان يزور المريض في بيته ويتطوع لحل مشاكل العاملين معه  ويشاركهم افراحهم واتراحهم وهو موظف ملتزم مخلص حريص على اداء واجباته لايجامل في الحق ولا يظلم احدا بل كان سريع التسامح كبير القلب نزيه اليد عفيف اللسان، دافىء المعشر تميز بسلوكه الاخلاقي وحرصه على اداء فرائض دينه فهو الصائم المصلي والحاج الورع الذي اكسبه نسكه مزيدا من الخلق ونظافة اليد والمسعى


وكان مناضلا صلبا كرفاقه في الحزب في السنوات التي واجه فيها البعثيون اعتى ضروب القهر والتسلط والاذى عبر كل المراحل التي سبقت ثورة السابع عشر من تموز 1968


كان الرفيق ( ابوعادل ) يعتبر نفسه جنديا في صفوف الحزب حيث عمل في مختلف تشكيلات الحزب الطلابية والعمالية والثقافية وتدرج عبر ممارسات الحزب الانتخابية حتى اصبح عضوا في قيادة قطر العراق ولسنوات طويلة فكان مثالا للقائد النزيه العادل بل ازداد تواضعا وبساطة في التعامل مع من هم ادنى منه في سلم الوظيفة او المستوى الحزبي كما هي حاله عندما اصبح وزيرا للاوقاف او الاعلام حيث عرف عنه العدل والانصاف ورعاية الفقراء والمحتاجين ، وكان لايفرق بين موظف وآخر وكان كغيره من رفاق الدرب  من البعثيين الاصلاء لايؤمن بالطائفية ولا العنصرية  بل كان عراقيا عربيا اصيلا مخلصا لوطنه وامته ومبادئه


والرفيق المناضل وجمهرة من رفاقه الابطال يعانون منذ الاحتلال البغيض حتى اليوم من تعسف واضطهاد العملاء في السجون وزنزانات القهر الصفوي الصهيوني الامريكي بحجج واهية تافهة وقد اصيب عدد منهم بالامراض نتيجة لسوء الاوضاع ورداءة الرعاية الصحية ولكنهم اصبحوا اليوم اكثر صمودا وتصميما على تحدي قوى الشر وعملاء الاحتلالين الامريكي والايراني ولقد راينا كيف ان البطل عبد الغني عبد الغفور انتفض في وجه ربيب العار والجاسوس الايراني القاضي المتهور محمد العريبي عندما طلب من المناضلين خلع العقال والسدارة عن رؤوسهم وانتفض المجاهد عبدالغني عبدالغفور واقفا وقال للقاضي العريبي بقوة وكبرياء وشمم  : الى متى ستستمر هذه المهزله الصفويه؟ ان العقال والسدارة من رموز العراق التقليدية فما الضير في ارتدائها  وهنا انفجر (القاضي) الصفوي بهستيريا شخص مريض واخذ يهاجم الرفيق عبدالغني بكلام تافه، وطلب منه مغادره قاعة المحكمة، وبعد ان رفض المناضل عبدالغني المغادره، قال القاضي للشرطه: اسحلوه، فهجم رجال فيلق بدر وجيش المهدي، الذين يلبسون ملابس الشرطة وانهالوا عليه ضربا وهم يسحلونه ارضا، ويركلونه على مختلف انحاء جسمه، وهو يصرخ الله اكبر، مما تسبب في رضوض وكدمات في مختلف انحاء جسمه خصوصا في كتفه، واخرج الى مكان اخر وهناك واصلوا ضربه بقسوة ووضع في غرفة سجن انفرادي!


وعندما قررت محكمة العار والشنار اصدار حكم الاعدام ضد الرفيق  المتدين العفيف عبد الغني وعدد من رفاقه هتف الرفيق ( ابو عادل ) باعلى صوته اهلا بالشهادة في سبيل العراق والامة والبعث .. وراح يردد الله اكبر يسقط العملاء  والموت للاحتلال الفارسي والاحتلال الامريكي النصر للجهاد والتحرير


لقد كان صوتا عربيا هادرا ارعب قضاة الزور من العملاء والساقطين
وكأني بسيد الشهداء الخالد صدام حسين يهتف من ضريحه  عفيه ابو عادل  عفيه البطل عبد الغني فقد جلبت لاهلك ورفاقك واصدقائك المجد الذي يفخرون به حتى التحرير

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م