شكرا هيكل

 

 

شبكة المنصور

كــامــل مــراد

 

رغم ان الصحفي والكاتب المعروف محمد حسنين هيكل هو من الشخصيات التي عليها خلاف كبير بين المراقبين والمحللين ، الا ان الجميع يتفق على ان الرجل على اطلاع واسع ويمتلك قدرا كبيرا من المعلومات الموثقة وله اتصال وثيق مع كبار الساسة والرؤوساء بحكم ما اتاحته له ثورة تموز المصريه 1952 من فرص واسعة لتحقيق ذلك وخاصة قربه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو.


كما ان العديد لاحظ على اليد هيكل ومنذ سنوات عدة اسلوب المؤرخ الذي يدلي بدلوه بعد وقوع الاحداث دون التعم بالتحليل والاستشراف ، ومع كل ذلك يبقى الاستماع اليه افضل من الكثير ممن يطلقون على انفسهم ( خبراء ومحللين ووو ) في وقت اصبح عدد المحللين (السياسين) اكثر من عدد المستشفيات ومختبرات التحليل الطبي في كل الوطن العربي ، او اكثر من الهم على القلب .


سقت هذه المقدمة البسيطة لاتطرق الى شهادة هيكل في برنامجه الاخير على قناة الجزيرة عند ذكره للمحاولات الاولى لقيام الوحدة العربية، فقد هيكل وهو ليس بالقريب ولا المحب لحزب البعث العربي الاشتراكي ، لكنه شهد بالاندفاعة والتصميم الكبيريين لقادة الحزب ( المرحوم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق والشهيد صلاح البيطار ) وك قادة البعث في العراق على اهمية وضرورة تحقيق وانجاز هدف الوحدة طريقا لترير فلسطين كل فلسطين، واشار الى ان كل النقاشات والمباحثات التي حضرها مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقادة البعث في سوريا والعراق كانت حول كيفية تحقيق هذين الهدفيين الساميين ، في ظل الانبعاث القومي الذي تحقق في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، واهمية الافادة من هذا الشعور القومي الطاغي من المغرب الى الخليج العربي.


واضاف هيكل ان الرئيس عبد الناصر كان لايخفي مخاوفه من الاسراع بتحقيق هذين الهدفين ومن ردود فعل الغرب الذي يتربص بالامة العربية الدوائر ويتحين الفرص لضربها،، ولكن شباب البعث كانوا في اوج الاستعداد للتضحية والبذل من اجل امتهم الواحدة.


وقال هيكل انه في احد الاجتماعات تقدمت سوريا ابان حكم الرئيس امين الحافظ بمشروع تحرير كامل وبكل تفاصيله خطة للتحرير ومنع الكيان الصهيوني من تحويل مجرى نهر الاردن ( وقد انتقد هيكل ذلك معتبرا ان تقديم ذلك مكتوبا يعد من الخطورة بمكان وغير مقبول ويفتقد للعقلانية )، لكنه كان يعكس امال وطمحات امة العرب التي ترفض الذل والاحتلال.


هكذا كان حزب البعث امينا على مبادئه على مدى عقود وسيقى لعقود قادمة .. صعد امينه العام الرئيس صدام حسين الى منصة الشهادة وهو ينادى بوحدة الامة وحرية فلسطين والشهادتين .. لارياء ولاكذب ولاتصنع ولاادعاء فيما يؤمن به البعث وقادة البعث.


مرة اخرى شكرا هيكل لتوثيق المواقف الثابتة لحزب البعث من اغلى هدفين في حياة الامة العربية مهما طال الزمن وتبدلت الظروف.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م