أضاعوه وأي فتىً أضاعوا !؟!

 

 

شبكة المنصور

بقلم: ماجدة علوية

 

باع العملاء العراق.
باع العملاء العراق رسمياً
باع قوادو المحتل وإيران وإسرائيل العراق
باعوا العراق وهم يبتسمون ويضحكون ويتهامسون
باعوا دجلة والفرات
باعوا النخيل والتراب الطاهر
باعوا علي والحسين وأبي حنيفة النعمان والجنيد البغدادي والعباس قمر بني هاشم
باعوا المساجد والأضرحة والحسينيات والكنائس
باعوا الشورجة وسوق الغزل والخلاني والباب المعظم والباب الشرقي وبوابات بغداد العباسية
باعوا المتحف البغدادي والمتحف العراقي والمستنصرية وشارع النهر
باعوا أغنيات الصيادين في شرايع دجلة والفرات
باعوا الأعظمية والكاظمية والفضل وأبو سيفين والكرادة وشارع الطوسي وسوق البنات وشارع النجفي وو
باعوا ثورة العشرين و فالة مهوال الشامية والرارنجية وعباءة قاتل لجمن
باعوا المضايف والدواوين التي صار قطاع الطرق شيوخاً فيها بفضل المحتلين
باعوا النجوم الخضر والراية الخفاقة على هام الزمان
باعوا دم الشهداء وأنين الثكالى ويتم الصغار
باعوا عبق العنبر الممزوج برائحة طين الفرات
باعوا مقامات القبنجي وأبدلوها بلطمية أزلية لا تنتهي حتى وإن انتهى الزمان
باعوا داخل حسن وأبدلوه بالتطبير الصفوي
باعوا ريل الناصرية وحمد الذي مازال عاشقاً منتظراً سمراءه عند أعتاب المحطة
باعوا بيوت الطين وأغنيات الحصاد في أوج الظهيرة
باعوا حمورابي وبابل وعشتار وأور والزقورات شواهد زماننا الغابر
أضاعك أخوة يوسف يا عراق من قبل ومن بعد
أضاعوك يا فتى العروبة بل سنديانتها
أضاعك أخوة يوسف يا وطني البهي الجميل
تبأ لعين ما بكت من أجلك يا وطن الحب والجمال
تباً لقلب لم يتألم وهو يراك معلقاً على مشنقة الحقد والتشفي المقيت
تباً لأيد وقعت على إعلان اغتصاب زهرة التاريخ والمدن
تباً لأخوة يوسف جميعاً من الخليج الآسن إلى المحيط الداعر
تباً للعملاء وهم لا يملكون تاريخاً سوى شجاعة اعتلاء دبابة عملوا أدلاء لها لتغزو قلب العراق
أضاعوك يا عراق وأي فتى أضاعوا!!!!!!

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٣٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م