الحكام ' الكرد ' وما أدراك ما الحكام ' الكرد '

 

 

شبكة المنصور

بقلم : ماجدة علوية

 

بدءاً أقول أني لست من الشوفينيين، ولا من العنصريين، ولا من حملة راية النازية الجديدة التي بدأت تتنامى بشكل لافت في دول الغرب "المتحضرة"، إنما أنا عراقية أحب العراق بكل تفاصيله، وعربية أفتخر بعروبتي لأمة متسامحة وعظيمة، وصفها الخالق العظيم بأنها (خير أمة أخرجت للناس)،  وأفخر بانتمائي للإنسانية المحبة للعدل والسلام التي لا تفرق بين إنسان وآخر على أساس اللون والعرق والدين واللغة؛ ذلك لأن الإنسان قيمة عليا، و(الإنسان بناء الله ملعون من هدمه).

 

هذه هي ببساطة شديدة هي هويتي التي ربما بواسطتها يكون "دخولي" إلى ما أريد الخوض فيه "آمناً"، تجنباً لأي ترجمة غير دقيقة لفكرة أو طرح ما.

 

وفي الحديث عن " الكرد" لابد لي أن أميز بين " الكرد" الشعب وهو ليس المقصود قطعاً، وبين الحكام "الكرد" وهؤلاء لا يحتاجون إلى تعريف مني أو من سواي، فهم معروفون للقاصي والداني.

 

الحكام الكرد، مثل غيرهم من "سياسيي العراق الجديد" كانوا يراقبون عن كثب الانتخابات الأمير كية، وقبيل إعلان نتائج هذه الانتخابات، كانت الأسئلة تتقافز أمام هؤلاء، وهؤلاء: هل سيظل الجمهوريون حاملين مفاتيح المكتب البيضاوي؟، هل يكمل العجوز ماكين ما كان بدأ به بوش ، أم يفعلها أوباما الديمقراطي ويصبح هو الرئيس؟، وفي هذه الحال ما هو مصيرنا؟.

  و على أساس تلك الأسئلة وأخرى غيرها، ظهر جلياً الخوف من خلال التصريحات الكردية لأكثر من متحدث منهم يمثلون طرفي السياسة الكردية الراقصة على الحبال دائماً وأبداً. ولكن المؤكد أن هؤلاء الحكام كانوا مسكونين بالخوف من هزيمة الجمهوريين لأن هذه الهزيمة تعني بنظرهم انسحاب القوات الأمير كية وبالتالي رفع الغطاء عنهم ولا حماية بعد الآن. جاءت بعض التصريحات وكأنها استجداء رحمة تنزل من السماء لتبقي الجمهوريين في ولاية حكم جديدة مما يعني غطرسة كردية جديدة، وأحلام بدولة برزانية ذات استقلال وسيادة، مبنية على أساس من عنصرية ما تفتأ تذكر بأنها (آرية) والآريون على وفق ما نعرف، يأتون في المراتب الأولى للتصنيف البشري.

 

لكن الرياح أتت بما لا يشتهي الحالمون الكرد، الديمقراطيون سحقوا الجمهوريين في انتخابات عدّها المراقبون بأنها تاريخية، ليس مستوى أميركا حسب بل على مستوى العالم، في الأقل لأنها أوصلت أمريكياً من أصل أفريقي إلى أن يكون سيد البيت الأبيض، بغض النظر عن رأينا في السياسات الأميركية تجاه العراق سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية.

 

فوز أوباما الذي لم يأت على هوى الكرد كما كان واضحاً من تصريحات بعضهم المنفعلة، وجد فيه محمود عثمان، أحد "قياديي" التحالف الكردي، نافذة لطمأنة هؤلاء الخائفين،  وفي الوقت نفسه لتمرير رسالة للديمقراطيين لتذكيرهم بمشروع بايدن وحثهم لإعادة طرحه من جديد، جاء ذلك في حديث أدلى به عثمان ل"نيوزماتيك"يوم الثلاثاء الماضي أي يوم إعلان نتائج الانتخابات الأمير كية قال، أن "هناك من الأكراد من يؤيد المرشح الجمهوري ماكين لكن الغالبية تؤيد أوباما بسبب اختياره للنائب بايدن الذي يدعم مشروع الأقاليم والفيدراليات في العراق".

 

وقال عثمان إن "الأكراد والشعب الأمريكي يرغبون بالتغيير الذي سيقوم به أوباما الذي أعلنه في برنامجه الانتخابي".

 

إذن وحسب تصريحات عثمان، الكرد يؤيدون أوباما حباً بجوزيف بايدن. وهكذا يثبت الكرد يوماً بعد يوم أنهم يستفيدون من كل فرصة تعزز انفصاليتهم التي لم يدخروا، ولن يدخروا جهداً في العمل بموجبها.  هؤلاء الراقصون الجدد على الحبال الذين علت أصواتهم كثيراً بعد 2003 عليهم أن يفهمواً جيداً أن كثيراً من "البهلوانات" خانتهم "مهاراتهم" لأنهم فقدوا التوازن وسقطوا.

 

لقد صدقوا أنفسهم كثيراً، صدقوا أنهم أصبحوا حكاماً يحسب لسياساتهم ألف حساب، ونسوا ماضيهم الذي مازال قريباً ولم يبتعد كثيراً عن ذاكرة العراقيين الشرفاء بعربهم وكردهم،  ماضيهم الذي هو سجل متجدد من العمالة للصهيونية، ولم يكونوا سوى "جيب عميل" برع البارزانيون و الطالبانيون أكثر من غيرهم في رسم صورته. ولا يمكن لأحد فينا أن يكون قادراً ذات يوم على نسيان ما يقومون به الآن من جرائم بحق العراقيين بدأت مع الكرد في شمال الوطن؛ حيث البطالة والفساد والأمراض والمحسوبية والظلم والجرائم والعنف ضد المرأة،  مروراً بجرائمهم في تهجير المسيحيين من ديارهم، ومحاولات ابتلاع كركوك وخانقين، وجرائم الاغتيالات التي استهدفت الكثير من الطاقات والعقول العراقية على يد البيشمركه والأسايش، ولا اعتقد أيضاً أنهم ذات يوم سيتمكنون من سد النقص الذي ما فتيء يسكنهم، فذلك مرض مزمن يعاني منه هؤلاء منذ زمن بعيد.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م