فتوى العلامة الشيخ الدكتورعبد الحكيم عبد الرحمن السعدي
حول تلاعب حكومة عملاء الاحتلال بتوزيع مقاعد الحج في العراق

 

 

شبكة المنصور

 

أفتى العلامة الشيخ الدكتور عبد الحكيم عبد الرحمن السعدي بعدم شرعية الإجراءات التي اتخذتها حكومة عملاء الاحتلال في العراق للتلاعب بمقاعد الحج المخصصة للعراق والتي انطوت على حجب فرصة أداء فريضة الحج عن اكثر من 23 الف حاج عراقي ومنح مقاعدهم الى المسؤولين في اجهزة حكومة عملاء الاحتلال واحزابها وعصاباتها للتصرف بها على وفق اهوائهم الشخصية ومصالحهم الفئوية الضيقة البعيدة عن الأخلاق الإسلامية والمنافية للمبادىء الوطنية وللأهداف السامية لهذه الفريضة الإسلامية والغريبة عن التقاليد والمعايير المنصفة والعادلة المعمول بها في مؤسسة الأوقاف العراقية قبل الاحتلال.


وفيما يأتي نص فتوى العلامة الشيخ الدكتور السعدي:



بسم الله الرحمن الرحيم

( الحج الحرام )

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه .


وبعد :


فقد ثار لغط في اوضاع الحج هذا العام دفع كثيراً من المسلمين الى الاستفتاء حول جواز هذه الأوضاع من عدم الجواز , فرأيت من الواجب بيان الحكم الشرعي في ذلك .


وملخص ما جرى في هذا العام وفي الاعوام السابقة هو :


أن العدد المسموح به للعراقيين من الحجاج سبعة وعشرون الف حاج , وقد وزع القائمون على تنظيم الحج هذا العدد على النحو الاتي :


العدد الاقل الذي لا يتجاوز اربعة الاف حاج ظهرت اسماؤهم هذا العام ضمن القرعة والباقون ظهرت قرعتهم حتى عام 2014 م وما تبقى من حصة العراق وزع على الاحزاب والمسؤولين واعضاء البرلمان ليرشحوا من يريدون تحقيقا لمصالح شخصية وانتخابية وغير ذلك فكانت نتيجة هذا التقسيم حرمان الحجاج الذين وجب عليهم الحج بسبب انهم لم تظهر اسماؤهم في القرعة , وليس لهم سبيل للحصول على حصة من الحصص التي منحت خارج القرعة رغم انها الحصة الاكبر في التوزيع .


فما موقف الشريعة من هذا التصرف ؟


والجواب على ذلك :
انه مما يؤسف أن تدخل المحاصصة الحزبية والسياسية والمحسوبية حتى في العبادات , بل ان الاسوأ من هذا ان تكون العبادة وسيلة لتحقيق مكاسب حزبية وسياسية وشخصية والمؤلم ان نرى بعض العلماء والمرجعيات الدينية تسكت على ما يجري لأسباب سياسية او نفعية مع ان ذلك مخالفة شرعية بلا شك.


والواجب الشرعي يقتضي ان يقدم من هذا العدد السبعة والعشرين الف حاج :


أولاً :
أ- الحجاج الذين وجب عليهم الحج ولم يسبق لهم اداء الفريضة .
ب- الحجاج المحارم الذين يرافقون النساء اللاتي وجب عليهن الحج .
ج- الحجاج الذين يذهبون نيابة عن الاحياء الذين وجب عليهم الحج ولا يستطيعون اداءه بانفسهم لكبر او مرض.
د- الحجاج الذين يذهبون نيابة عن الموتى الذين وجب عليهم الحج في حياتهم ولم يحجوا .


فهؤلاء جميعا يجب ان يدخلوا القرعة على حصة العراق كاملة قبل غيرهم .


ثانيا :
يستثنى من ذلك العلماء والمرشدون والاداريون والأطباء واهل الخدمات للحجاج بشرط ان يكون ذلك بقدر الحاجة الفعلية دون اتخاذ ذلك وسيلة لتسريب اعداد كثيرة تحت هذا المسمى او ذاك والواقع غير ذلك , مما يؤثر على الحجاج الذين وجب عليهم الحج بالحرمان .


ثالثا :
ثم بعد ذلك تتم القرعة ثانية على الحجاج الذاهبين تنفلاً لما تبقى من العدد المخصص للعراق .


رابعا :
وبخلاف هذا الترتيب يكون ( الحج حراما ) يتحمل الاثم فيه كل من :
أ- المسؤولين القائمين على تنظيم الحج بالدرجة الأولى .
ب- العلماء الساكتين على ذلك او المشاركين في العملية .
ج- الحجاج الذين يحصلون على الامتياز بالواسطة او بالطرق الاخرى غير المشروعة .
د- الحجاج الذين يعلمون انهم يزاحمون اصحاب الفريضة مع ان حجهم تنفل ممن يعلم الحكم الشرعي في ذلك منهم .


خامسا :
آمل من جميع العلماء اصدار فتاواهم المؤيدة لهذه الفتوى تبرئة للذمة امام الله تعالى .

والله ولي التوفيق





وكان عدد كبير من المستحقين من المسلمين العراقيين قد شكوا من حرمانهم من اداء فريضة الحج. وتحدث آخرون عن قيام اقارب بعض المسؤولين في احزاب عملاء الاحتلال ببيع مقاعد الحج التي حصل عليها اقاربهم بحكم المحاصصات المقيتة للراغبين من العراقيين ب 1500-2000 دولار للمقعد الواحد.


وتحدث بعض الحجاج العراقيين في مواسم سابقة عن مشاهدتهم مئات من الايرانيين ممن لا يجيدون حتى النطق باللغة العربية في اطار بعثة الحج العراقية، واشارت مصادر موثوقة الى أن بعثة الحج لعام 2004 قد ضمت الوفا من الايرانيين وقالت مصادر من وزارة الخارجية العراقية ان عميل الاحتلال المزدوج عبد العزيز الحكيم (بوصفه رئيس مجلس الحكم العميل عام 2004 ) قد أمر وزارة الخارجية في عام 2004 باصدار جوزات سفر عراقية من فئة جوزات الخدمة(التي تمنح لكبار موظفي الدولة العراقية) ل 240 ايرانيا. وان حكومة عملاء الاحتلال قد ضمت هؤلاء الى حصة العراق وبعثته في موسم الحج لذلك العام. ومعروف ان النظام الصفوي في طهران واحزابه العاملة في خدمة الاحتلال الاميركي في العراق تقومان بارسال الالوف من الدعاة للافكار التفتيتية والهدامة بقصد بث الدعاوى المسمومة والفتن والترويج للاحتلال في العراق ولاغراض التخريب والتجسس على الحجيج.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م