عيد الانتخابات

 

 

شبكة المنصور

المقاتل أبو زينب العراقي - الهيئة الإعلامية لجيش المعتز بالله

 

اقتربت لحظات الحسم وبدأت الحقائب ترزم .. كأنهم مقبلون على سفر أو رحلة انتهى مطافها .. لم يحملوا معهم سوى ملابس بسيطة وأدوات خفيفة .. وأخذوا يترقبون وصول الحافلة التي ستقلهم إلى جهة مجهولة .. فرح البعض منهم بالمكاسب التي حققها وبالحلم الذي طاله بعد إن عجز حتى في أحلامه من الوصول إليه .. تحقق حلمه بمقدم سيده .. كان عواءه خلف الحدود وكان متهيئ للهرب .. ارتضى إن يكون تابع ويدخل سيده في عرين الأسد مقابل فتات الطعام وتحقيق الأحلام بالوصول إلى العرين ..


أنهم حكام هذا الشعب الجريح شعب العراق الأبي المناضل الصابر الذي أذاقوه شتى أنواع العذاب انتقاماً لعراقيته ولعروبته وتحقيقاً لحلم فارس الذي يصعب تحقيقه أيام كانت الأسود تملأ عرينه وتدافع عن شرفه .. تهافت أشباه الرجال بالاتصال بالعشائر والشيوخ عارضين عليهم شتى الهدايا والأثمان مقابل شراء ذممهم ومقدمين شتى الوعود بالخير والعمل لتخفيف معاناة الشعب الجريح .. أين كنتم أيام القتل على الهوية وأيام التشريد والطائفية .. ليس أين كنتم بل انتم الذين فعلتم واليوم تحملون الحقائب تاركين البلد إن تفشل مخططاتكم .. عولتم على المحتل وخططه وبرامجه وعولتم على الانتخابات الأمريكية ومصيرها المقرون بمصيركم .. استأجرتم العراق أرضا ونهبتم خيراته وتركتموه ساحة لتصفية الحساب ودفع ثمن البطولة والرجولة وألان تريدون من الشعب إن يعيد انتخاباتكم .. انتهى حلمكم وحلم أسيادكم فالنصر على الأبواب ورجال العهد خلف الجدران سيحين فجرهم وان طال ليلهم ستأتي ساعة الصفر لتعلن بدأ الجلاء ودجلة والفرات كفيلة بغسل أوساخكم وشعبنا الأبي المناضل قادر على التمييز بين الصح والخطأ .. وبين الخير والشر وسيكون الحساب عسيراً وحساب النفس للنفس حساب الشئ بالشئ وحساب التاريخ الأشد وطأة وحساب دماء الشهداء التي خضبت الأرض  ..


وسيكون عندها العيد وعندها سيفرح الشرفاء وسيبكي من باع الوطن وأستأجره وقبل إن يكون مطية للمحتل ..
{ إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } (227) سورة الشعراء صدق الله العظيم

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م