يارجال العراق اما النصر او الشهادة

 

 

شبكة المنصور

الكاتب العربي : نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم 

﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون

                                                          صدق الله العظيم

 

وقد دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الولاية أمانة يجب أداؤها، مثل قوله لأبي ذر حين سأله أن يوليه منصباً من المناصب:" إنها لأمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) .

 

يارجال العراق

 

لابد من استحضار التاريخ واستشراق المستقبل والاجتهاد ولابد من الاقدام على اتخاذ القرار بالوحدة الوطنية   . وبعض المواقف في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم،  لم يجلس قط مكتوف الأيدي أمام أعدائه و خصومه ، بل كان يسعى لتحقيق حلمه الذي تضمنته الرسالة التي أوحى الله له بها، وكان يفتح أبوابا كلما أحس بإغلاق باب أمام وجهه. و لا قيمة للإنسان بدون عقيدة تجمع شمله وتوحد صفوفه وتشيع فيه الانسجام الفكري الذي بدونه لا يتم تعاون ولا اتحاد. و إن روح الإنسان أغلى ما يملكه الإنسان، فمن المستحيل أن يضحي بها مقبلاً غير مدبر إلاّ إذا كانت لديه عقيدة راسخة وأهداف سامية.. وقد أثبت تاريخ الأمم أن الجيوش لا تهزم لقلة موادها بل لضعف عقيدتها. وخير تعريف للقيادة قول النبي (صلى الله عليه وسلم): " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".

 

لابد من تحديد الافكار والاتجاهات والاهداف الاساسية للمرحلة القادمة في ضوء متطلبات الوحدة الوطنية والتحرير والاصلاح والبناء  ، وفي ضوء ظروف القوى الوطنية الرافضة للغزو والاحتلال وقدرات المقاومة والشعب العراقي في الوقت الحاضر ، والظروف الراهنة على الصعيدين الوطني والقومي ، وعلى الصعيد الدولي .

 

ارجو ان لا تفهم دعوتي للوحدة الوطنية  العراقية  على  انني ممن يستهوون  التنظير . انا مسلم  اولا واخيرا ولا مصلحة شخصية لي في العراق لا من قريب ولا من بعيد  ،  وانتمائي للعروبة  لأكثر من نصف قرن  من عمري  وأنا اليوم في خريف العمر  علمتني    ان القائد الذي لاعقيدة له، لايمكن أن ينتصر في الحرب، ولا يمكن أن ينجح في السلام ، والمسلمون عندما تمسكوا بتعاليم الاسلام ، في حياة الرسول القائد عليه الصلاة والسلام وأيام الفتح الاسلامي العظيم ، بهروا العالم بأنجازاتهم الفذة ، وحطموا عرش كسرى وزعزعوا عرش قيصر، وحملوا رايات المسلمين شرقاً وغرباً من نصر إلى نصر حاسم. (كونوا مسلمين مجاهدين لا مسلمين قاعدين ) . ويذكرني قول الاحنف بن قيس (ما خان شريف، ولاكذب عاقل، ولا اغتاب مؤمن ).

 

انا اعرف جيدا وبشكل واسع  ان الصعوبات التي تواجهها القوى الوطنية والقومية والاسلامية العراقية  كثيرة وغير اعتيادية ، وبذات الوقت المرحلة الراهنة تتطلب قيادة للقوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال  غير اعتيادية تتحمل شرف المسؤولية مؤمنة بالتضحية والفداء والعمل الدؤوب والصبر الذي لا ينفذ .

 

عواصم العالم مهتمة في ما يحدث في العراق وفي مستقبل العراق ، ويريدون معرفة رؤى المعارضة الوطنية الرافضة للغزو والاحتلال   لأن الصورة غير واضحة في أذهانهم بعد ان شوهتها دعاية العدو . والغالبية من أنظمة وأحزاب ومنظمات مدنية يتساءلون أين المعارضة الوطنية .. ولماذا لا تتحرك ولماذا لا تنطلق .. ولماذا لا تثبت دورها على المسرح السياسي .

 

يا رجال العراق

 

التعاون الفارسي المجوسي الاسرائيلي الاميركي السري  ،   المتتبع للاحداث يتوقع حدوث تناقض كبير بينهما رغم كل ما قاله اوباما عبر سنتين مضت بشأن اتباع اسلوب الدبلوماسية ، و ملالي قم وطهران  في استراتيجيتها التفرد في المنطقة والسعي للتوسع تحت شعار الثورة الاسلامية  ، وانا اطلعت على مذكرة تفيد ان اباطرة ايران الجدد  يعتمدون على  نقطتين لتحقيق اهدافهم واطماعهم التوسعية  : الاول السيطرة على العراق ، والثاني السيطرة على جبل عامل في لبنان . بينما هم

الان توفرت لهم  ظروف افضل من خلال تواجد فعلي لهم  في كل لبنان  و في غزة -  فلسطين ، ووفق معلوماتي يسعون  لتأسيس جيش في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية والهدف النهائي لأباطرة ايران ( مكة والمدينة ) حيث بدونهما لا يمكن قيادة العالم الاسلامي .

 

لنجري  النظر اليوم في الواقع الاسود على ضوء  ما يقرب من  ست سنوات على الاحتلال الامريكي والغزو السياسي الصهيوني الفارسي للعراق ، هل ترى هزتنا الكارثة ؟ هل وعظتنا ؟ هل أيقظتنا ؟ هل جمعت الامة المهددة بالزوال ، أمرها ، لتقييم ابعاد المؤامرة  ، ومقتضيات النصر ؟ .  لا والف لا أضع تحتها عشرة خطوط حمراء !

 

ان قوتكم الحقيقية لا تنطلق الا من ذاتكم ، من طاقاتكم وقدراتكم وتصميمكم على الجهاد والاستشهاد ، في سبيل الله والوطن والعرض والشرف والمقدسات . املكم الوحيد في التحرير والاصلاح والتغيير والبناء منوط بوحدة الصف والتلاحم والتماسك على اساس قاعدة تحرير الوطن العراقي . وان العائق الوحيد امام تحقيق امنيتكم في التحرير هو التناقض القائم بين القيادات الوطنية العراقية المناهضة للغزو والاحتلال الاميركي الصهيوني الصفوي .

 

ان واجب الاحزاب والهيئات والجبهات وفصائل المقاومة العراقية الباسلة ان تضع حدا حاسما للتناقضات الايديولوجية والفكرية والمذهبية التي تمزق الوجدان وتعرقل مسيرة التحرير . الجميع بلا استثناء مطالبين ان يجمعوا امرهم على ميثاق وطني قومي اخلاقي اقتصادي عسكري واحد ، للمواجهة الثأرية ، وان يستخرج الجميع كافة الطاقات الكامنة للتحرير والاصلاح والتغيير والبناء وحماية المصير ، الجميع مطالب بالأتفاق على الحد الادنى من الوحدة الوطنية والقومية لتكون جبهة صامدة متلاحمة وراء مقاومة باسلة موحدة .  أن الاوان للاعلان عن قيادة وطنية تقود العمل السياسي  ، تقيم خطوط مع الدول العربية والدولية  على قاعدة المقاومة من اجل التحرير و الاصلاح و البناء والتغيير ، وتتحرك بشكل فاعل دبلوماسيا وموازيا لفعل المقاومة على  الارض .

 

يارجال العراق

 

انتم على قدر التحدي ، وانتم من سيدير الزمان كهيئته يوم بعث الرسول الاعظم ، فقفوا كما وقف محمد عليه الصلاة والسلام على مفترق طريقين لا ثالث لهم :

 

اما النصر أو الشهادة  !

          

ارجو الله ان يأخذ بيد  رجال العراق ويسدد على درب التحرير والخير والمجد خطاهم  .

انه نعم المولى ونعم النصير .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٧ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م