بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يا أيها الذين آمنوا اصبروا و
صابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم
تفلحون ﴾
صدق الله العلي العظيم .
أيها الزملاء ، أيها الشرفاء
في كل مكان
اليوم ردّ العراقيون على مزاعم
بوش ومن أغرى بوش باحتلال العراق
، بأنّ العراقيين سوف يستقبلون
جنود الغزو بالورود ، حينما تفجّر
غضب العراقيين دفعة واحدة فناب
عنهم الصحفي العراقي الأبي منتظر
الزيدي ، الذي لقن بوش درسا في
أنّ العراقيين ليسوا صيدا سهلا
يمكن ابتلاعه ، وأنّ أباة الضيم
وأباة العمالة والارتباط مع
الغزاة البغاة الذين امتهنوا
الكرامات وظنوا أنّ العراق قد خضع
لهم ، فتمادوا في غيهم حتى فاجأهم
العراقيون فخرجوا لهم من حيث لم
يحتسبوا ، وكأنّهم يقولون
للأمريكان وكل ماسحي أحذيتهم من
العملاء الذين باعوا كرامتهم ،
هذه رسالة العراقيين إليكم بما
يتناسب وقدركم ، هذه رسالة
العراقيين الحقيقيين وليس الذين
مدّوا أيديهم الذليلة لكسب رضا
المحتلين ظنا منهم أنّ الزمن قد
توقف على أبواب البيت الأبيض
الأمريكي ، فجاء سيدهم في رحلة
الوداع فظن أنّه قادر على أنْ
يقول للعراقيين إنّه احتل بلدهم
واستقرت قواته فيه وليدوس على
هاماتهم ، وحسبَ أنّ هذه الرحلة
ستسجل له بأحرف من ذهب ، ولكنّها
تحولت وفي لحظة عراقية خاطفة إلى
أكبر اهانة يبلعها رئيس أمريكي ،
لقد اختزلت ضربة حذاء منتظر
الزيدي كل عذابات العراقيين منذ
عام 1991 وحتى الآن ، ولن يستطيع
جبروت أمريكا وما تمتلكه من أسلحة
فتاكة أنْ تزيل ما لحق ببوش ،
والذي سيبقى نادما طول عمره على
هذه الخاتمة .
أيها الأخوة
لم يشأ منتظر أنْ يقصر رفضه
للاحتلال بما يكتب ، وإنّما أراد
أنْ يقرنْ ذلك بفعل يخطف اهتمام
الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها ،
فكان الحدث المدوي أثناء المؤتمر
الصحفي بعد توقيع اتفاقية الذل
والعار مع نوري المالكي ، وبعد
أنْ وجه ضربة بحذائه لبوش
والمالكي ، شاهد العالم ما تعرض
له منتظر من ضرب وحشي من قبل
زبانية حمايات بوش والمالكي ، وسط
ابتسامات صفراء باهتة من بوش ،
وعليه فإنّنا نحذر حكومة المالكي
وقوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية
من المخاطر التي ستترتب على تهديد
منتظر الزيدي ،
ونحن على يقين أنْ تلك الأجهزة
سوف تتبع أسوأ ما عرفته أساليب
التعذيب التي أقرها بوش بنفسه في
العراق وغوانتانامو ، ولذلك فنحن
الصحفيين العراقيين المناهضين
للاحتلال في الداخل ، نطالب
بالشفافية والوضوح التام أثناء
التحقيق وعقد محاكمة علنية وعادلة
له ، فهذا الصحفي الحر ما كان
ليقدم على هذا العمل الشجاع
والمبتكر إلا باعتباره إحدى وسائل
التعبير بعد أن سدت في وجهه كل
الأبواب ، ونحن على يقين أنّ رجلا
مثل منتظر لا يستحق أنْ يقف في
قفص الاتهام ، وأنّ من يجب يقف
أمام محكمة جنايات الحرب هو بوش
وطاقمه الفاسد ، وأطراف العملية
السياسية الخائنة .
المجد لكل الصحفيين المناهضين
للاحتلال ، والمجد للكلمة الجريئة
، والمجد لمنتظر الزيدي والعمل
البطولي الذي نفذه يوم الأحد
14كانون الأول ، والمجد للمقاومة
المسلحة الباسلة .
|