قناة ( البغدادية ) ... وبيان المداهنة

 

 

شبكة المنصور

صلاح أحمد

 

يبدو ان قناة البغدادية التي أحتملت برامجها السياسية الكثير من اللبس والغموض والتحول من حال الى آخر لايجمعهما جامع ،والتي أقل مايمكن أن يقال عنها بأنها قناة تنافق الجميع ،نقول أن هذه القناة يبدو أن قد أحرجها الموقف البطولي الخارق للصحفي الوطني الشريف منتظر الزيدي الذي أختزل في لحظة ومن خلال هذا الموقف أرادة الشعب العراق الرافض للأحتلال وعملاؤه وكل مايتصل بهم من برامج تدمير وتخريب ، وهو الصحفي الذي ينتسب لهذه القناة وهو شرف لها ولكل العراقيين،الأمر الذي أضطر هذه القناة أن تصرح ببيان ينطبق مع وصفها الذي يعكس حالة الخلط المستمر للحقائق وتذويب الحق بالباطل والتعتيم بالخطأعلى الصواب ،ونحن نقول ،هل وصل الحقد والتخبط بهذه القناة الى الحد الذي تضمن فيه هذا البيان عبارات تنديد بنظام البعث الوطني أكثر من عبارات الأستنكار  لرد الفعل الهمجي والأجرامي لبطانة الشر التي أحاطت بالمالكي وبوش .

 

من أين لهذه القناة وغيرها من الغارقين في بحر الألوان الرمادية أن يجمعوا في الصفات بين نظام البعث الوطني وبين حثالات الأحتلال وعملاؤه الأذلاء،الأ ينبغي لهذه الأبواق الراجفة المرتجفة أن تثبت على قيم الحق المستقيم وتغادر المداهنات والمغازلات لطغمة المجرمين من الذين تصدروا بعمالتهم المتفانية سدة الحكم في العراق ، هل يستقيم ماورد في هذا البيان مع قيم المصداقية الأعلامية المطلوبة لتدعيم وترسيخ ثقة المتلقي بهذه القناة وهي من رددت عبارات تتعلق ببدعة المقابر الجماعية والعنف والأعتقالات العشوائية ،وهي من الأفترءات والأكاذيب التي سوقتها الأدارة الأمريكية لتبرير شن عدوانها وأحتلالها للعراق وهي من تخلت عنها بعد أن واجهت الصمود البطولي للشعب العراقي ومقاومته الوطنية الأسطورية ،وشرعت تواتر أعترافها بكذبها وعدم صدق ماذهبت اليه من مزاعم في تنفيذ جريمتها ،وهنا تأتي قناة البغدادية لتردد ماتخلت حتى الولايات المتحدة عنه من أكاذيب ؟؟!!

 

هل يعقل أن تصاب هذه القناة بالحول الى الحد الذي يتعذر لديها أمكانية تحقيق التمييز الحق بين مراحل العز والكرامة والبناء والحضارة والمرحلة التي تصر فيها حكومة الأحتلال الرابعة أن يكون الذل والهوان والتفريط بكل ثوابت العراق الوطنية والقومية والأسلامية صفتها السائدة والمهيمنة على كل المشهد العراقي .هل يعقل أن يتقدم بيان المطالبة بالمحافظة على البطل منتظر الزيدي وهو الذي تصدى بشجاعة أسطورية لرموز الظلم المحلي والعالمي عبارات تدغدغ فيها مشاعر الظالم وتشرع له ظلمه .

 

أن الحق والباطل لايجتمعان في جعبة واحدة وبينهما مسافة واضحة وبينة ،وهذا هو حال بين مرحلة العراق ماقبل 9/4/2003 وبين مرحلة مابعدها ،ومن يجمع بينهما فأنما يريد أن يضلل ويفضح ضلالته .

 

الف الف الف تحية للبطل العراقي الشهم الغيور الصادق الهمام منتظر الزيدي
والخزي والعار لكل الخونة والمتخاذلين.
والله سبحانه ولي الذين آمنوا ..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٧ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م