متى تكون البغدادية لكل العراقيين ؟!

 

 

شبكة المنصور

سمير غانم

 

من البديهي ان الفعل البطولي الذي قام به الصحفي العراقي الغيور منتظر الزيدي هو تعبير صادق عن اردة ووجدان كل العراقيين من شتى الاعراق والطوائف والاديان لايحق لاحد ان ينسبه الى حركة اوحزب اوقناة محددة ومما لاشك فيه ان هذا الفعل الذي استقبله كل العراقيين المعادين للاحتلال بالتقدير الاعجاب استطاع ان يوحد العراقيين جميعا بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم وذلك لان جرائم الاحتلال لم توفر شريحة او فصيلا عراقيا وتستثنيه من جرائمها سوى العملاء والاذناب الذين جاؤوا معها على ظهور الدبابات  ..


ومن هنا فان ادعاء الكذاب المشبوه عبدالحسين شعبان المعروف بدجله وتدليسه وممارساته لكل الاوساط الثقافية والاعلامية العراقية وزعمه بانه يعرف البطل منتظر الزيدي يساري شيوعي كان يعمل في اتحاد الطلبة كان امرا مضحكا وسخيفا لان كل الاعلاميين يعرفون ان منتظر الزبيدي بعمر 29 عاما وهذا يعني انه ولدفي زمن البعث فكيف اصبح عضوا في اتحاد الطلبة الشيوعي الذي لم يكن له اي وجود في تلك الفترة ؟! كما ان  البطل الزيدي من خريجي كلية الاعلام  في فترة الحكم الوطني البعثي، وفي اطار اعداد كوادر اعلامية.

 

وكان عضوا بارزا في تنظيمات الاتحاد الوطني لطلبة  العراق وانه   كان من ابرز العاملين في تلفزيون الشباب فكيف تحول الى شيوعي بقدرة الكذاب شعبان وهل هذا وقت المزايدات  ومع ذلك فان البعثيين لم يقولوا ان الزيدي هو بعثي لان فعله هو فعل وطني اثلج قلوب كل العراقيين  ولماذا كان الحزب الشيوعي البائس هو من اوائل من استنكر هذا الفعل البطولي كما ان  البطل الزيدي لم يكن ممثلا للبغدادية حين اقدم على فعلته الرائعة بل كان عراقيا ووطنيا ونحن نتساءل لو قيض للزيدي ان يأخذ راي قناة البغدادية في الاقدام على مثل هذا العمل هل كانت ستوافق ؟ اننا نشك بذلك ..


ومع ذلك فان موقف البغدادية كان جيدا حين لم تعتذر لحكومة الاحتلال عما قام به مراسلها كما كان موقفها ممتازا من المطالبة باطلاق سراح  السيد الزيدى .. ولكن ما اثار استياء العراقيين جميعا هو البيان الذي اذاعته البغدادية حول الامر ومحاولة كاتبه وهوكما يبدو حميدالصايح( شيوعي سابق ) اقحام السطور التي تسيء للحكم الوطني السابق والتعريج على كذبة المقابر الجماعية تلك الفرية التي خلقها المحتل وصدقها عملاؤه ولا ندري ما هي علاقة المقابر الجماعية بقضية ضرب بوش بحذاء منتظر الزيدي ولماذا لم يتناول البيان المقابرالجماعية الحقيقية التي ضمت مليون ونصف شهيد في زمن المالكي والاحتلال  ..


ولماذا لم ينسى كاتب البيان ضغائنه واحقاده امام عظمة الفعل البطولي للمراسل ان منتظرالزيدي مثل بحق ارادة كل العراقيين وهم ينتقمون للعراق الذي جاء المحتل الغازي ليدمره ويمزقه ويغير حكمه الوطني الى حكم طائفي مشبوه ياتمر بامر المخابرات الامريكية والايرانية ...


ولمصلحة من يستفز بيان البغدادية ملايين العراقيين الوطنيين لمجرد التنفيس عن ضغائن واحقاد بعض العاملين فيها
اننا نطالب كل القوى الوطنية والعربية والدولية الوقوف الى صف البطل الزيدي والضغط من اجل اطلاق سراحه وندعوالبغدادية ان تكون وطنية لكل العراقيين بلا خلفيات واحقاد حزبية بائسة  .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م