رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال الرابعة

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبـــد

 

السلام على من اتبع الهدى

 

رسالتي هذه ترتكز على القيم والمثل العليا التي تعامل بها أل بيت النبوة عليهم السلام مع من  تجاهلهم أو تجاوز عليهم أو أوقع السيف فيهم قتلا  وذلك لبيان  التناقض الحاصل  فيما بين أفعالكم وأقوالكم وانتم تدعون الموالاة لهم والسير على منهجهم واتخاذهم وسيلة من الوسائل التي استخدمتموها خلال السنين العجاف التي مرت على العراقيين لتمرير  ما انتم عازمون عليه  وأقول :

 

يدون التأريخ والمؤرخون  الموقف الذي ظهر فيه الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم الحرام وهو باكيا وعند سؤاله من الحوراء زينب لم تبكي يبن أم هل من فقدان الأخ والابن أم  الناصر والمعين فكان جواب الإمام  الحسين لا أخيه أبكي على هؤلاء لأنهم يعرفونني ابن بنت نبيهم  ولا يوجد غيري على وجه الأرض وقتلهم لي يدخلهم جهنم وبكائي عليهم  ولما يصلون إليه إن قتلوني ، وهنا تتجلى الرحمة والشفقة الإنسانية عند الإمام الحسين لان  إصرار هؤلاء على قتله سيدخلهم جهنم

 

المشهد الأخر الذي اطرحه برسالتي هذه التصرف الإنساني الكبير الذي ظهر به الإمام علي بن الحسين  عليهما السلام والذي عاش بعد واقعة ألطف 35 عام وأنت تدرك  أبعاد هذه الرحلة الحياتية وما كان يتعرض فيها الإمام وما هي التصرفات التي كانت تحصل من اجل إيذائه ،  عندما أمر الخليفة جلد والي المدينة المنورة على مرأى الناس لأنه تصرف بمال بيت المسلمين وبكى هذا الوالي عندما شاهد الإمام خارجا من داره وعند سؤال الجلاد له ما يبكيك ألم السوط أم عزة النفس فقال له لا فرد عليه الجلاد إذن ماذا فقال الوالي أتنظر القادم هو علي بن الحسين بن على وسيتشمت بي لما فعلته به ، وعند وصول الإمام  إلى مكان الجلد استأذن من الكاتب ( أي المشرف على عملية الجلد ) ليتحدث مع الوالي  وقد انصرف ذهنه والجلاد إلى التشفي فسأل الإمام  الوالي عن حاجته فقال له  ثبت نقص في بيت المال ب10000 درهم من الذهب فالتفت الإمام إلى الكاتب ملتمسا أن يعطيه برهة من الزمن  فذهب الإمام إلى داره  وعاد وهو يحمل كيسا  سلمه إلى الكاتب طالبا منه عد ما فيه فكان المبلغ  هو ذات النقص الحاصل في بيت المال وهنا قال الإمام إلى الكاتب والجلاد اتركوه قد سدد ما بذمته ، وهنا انتفض الوالي مناديا" يبن بنت رسول الله أنا الذي عملت معك كذا وكذا  ( أي عدد أفعاله التي أؤذي فيها الإمام من ريمي كل نجس بواسطة صبية  كي يمنع الإمام من الذهاب إلى المسجد النبوي للتعبد وغيرها من الأفعال )  وأنت  تسدد ديني وتحسن إلي فكان جواب الإمام له يا أخ الإسلام أنت عملت معي ما ذكرت في دنياك وأنا فعلت معك هذا في دنياي  وان الله لغفور رحيم  ،  يا لها من حكمة وبلاغه لتقويم السلوك وبناء الذات بناءا" إنسانيا لا يمت إلى البغضاء والحقد والضغينة والعداء والانتقام واستلاب الآدمية الإنسانية التي من الله بها على المخلوق  فأقول أين انتم من هذا يا حضرة السيد رئيس الوزراء من خلال ما يرتكب بحق العراقيين وخاصة ما تسمونهم من أيتام النظام السابق وهنا  أقولها وبافتخار  نابع من إدراك القيم  التي اشرها المثلين الذين اتخذتهما مفتاحا لرسالتي هذه فأقول كل العراقيين  الغيورين على عراقهم  المسلوب المنهوب المهدد بالتفتيت والتقسيم والضياع هم أيتام  لان الخيمة الكبرى التي تسمى بالعرف السياسي الدولة تم قتلها من قبلكم ومن واليتموه الكافر نصارى يهود فأصبح الشعب يتيما لان الراعي له قتل وانفلت القانون وانهارت كل الضوابط التي تحدد المسؤولية الاجتماعية والقانونية للفرد

 

عند زيارة  مقبرة النجف علمت من خلال الدفانين والأهالي بأنه هناك تحرك من قبل غدر والقائمين عليها  سيطول  قبور الشهداء الأكرم منا جميعا التي تحتوى اللوحات ألداله عليهم عبارة شهيد وكذلك الرتبة العسكرية والقاطع الذي استشهد فيه منطلقين بان هؤلاء حاربوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعليه كما يعمل عدو العزيز الحكيم لإصدار قرار يلغي  حقوقهم التقاعدية التي تصرف لعوائلهم يريدون إلغاء قبورهم  ولا ندري لربى إخراج جثامينهم الطاهرة للانتقام منهم لأنهم يشكلون  القوة التي أجبرت روح الله خميني ليتجرع كأس السم الزؤام عندما قبل مجبرا" بقرار وقف إطلاق النار  ليسقط والى الأبد إنشاء الله شعارهم تصدير الثورة الإسلامية كما يزعمون  والحقيقة انبعاث الإمبراطورية الفارسية الصفوية الجديدة كما يهدفون وقد طلب  وحفاظا على القبور إبدال  اللوحات ورفع الصور العسكرية الخاصة بالشهيد التي تم تثبيتها على القبر منذ  تاريخ الاستشهاد وللوقت الحاضر ، وهنا  يا دولت رئيس الوزراء  كما يحلى لكم إطلاق هذه التسمية  بأي عرف وبأي شريعة وبأي أخلاق يتم الاعتداء على رموز وطنية لان الشهيد وفق الأعراف الدولية هو رمز وطني  كونه دافع عن سيادة واستقلال  وامن وطنه وارتقى لأسمى  وابلغ مرحلة وطنية هي الشهادة التي  جعلها الخالق البارئ  إحدى الحسنين التي يتمناها المؤمن المجاهد  ، فأي إسلام انتم تؤمنون  وان كان جوابك يا سيادة رئيس الوزراء  النفي لجانبكم وحزبكم أقول معي كل أرواح الشهداء وعوائلهم  وأهلهم أهل العراق بل المسلمين كافه لان أولى أسباب استشهادهم الدفاع عن الدين من  البدع والتشويه والدس والتحريف لان الصفوية  جاهدة لذلك  أقول فان القادمين على العمل هم شركائكم في ما يسمى بالعملية السياسية وأقرانكم في البناء السياسي الديني وفي النوايا والأهداف وان اختلفتم في بعض منها ؟!!!! ألم يلزمكم الواجب الشرعي الذي تتظاهرون فيه أن  تمنعوا الجريمة من وقوعها وان تلجموا الكلاب السائبة  المتلهفة لإشباع كروشها من لحم ودماء العراقيين ولم يكتفوا بما ارتكبوا من أبشع  جرائم القتل العمد  وبأساليب لم يألفها العراقيين سوى ما خلده التأريخ من جرائم  سأبور ذو الأكتاف وكسرى ويزدجر وما تناقلته وسائل الإعلام من  جرائم في أقفاص الأسر  الإيرانية التي  راح ضحيتها مئات العراقيين الأسرى بأمر وفعل محمد باقر الحكيم وعدو العزيز الحكيم وصدر الدين القبنجي  وهادى العامري أبو حسن وهادي المهندس وجلال زغير المدعي بالصغير وغيرهم من المجرمين الأشرار الذين يكٌوُن العراق يوميا بالمغدورين والمهجرين والمشردين والمخطوفين وغير ذلك

 

وان مناشدي  لشخصكم  الغرض منها  إعطاء فرصة رحمة لنفسكم عندما تتخذوا الموقف  الذي يتوافق مع ما تتظاهرون به من إسلاميات التصرف والسلوك .

 

كما للمراجع موقف لابد منه انطلاقا من الواجب الشرعي الذي يترتب عليهم لان نبش قبور المسلمين والعبث فيها يعد من الأفعال المبغضة التي لابد  من نهرها والنهي  عنها لما تشكله من مخالفة للفقه والشريعة وتعد سابقة غير مؤلفه عند المسلمين ولم يرتكبها سوى من اتخذ طريق التكفير والغلو الذي يراد منه  إيذاء الإسلام دين المحبة والسماحة و التآخي والتوادد والإنسانية بشموليتها إضافة للحرمة التي تتميز بها  المقابر وما تحتويها وان تم ذلك ووفق ما يخطط له المجلس الأدنى اللااسلامي وبدفع من أسيادهم الفرس المجوس ستكون عواقبه لا يحمد عقباها لما تشكله  أولا وأخيرا من خرق للثوابت الإسلامية ولمعنى ومفهوم الشهادة وان هؤلاء الإبطال الميامين هم أبناء العراق الغيارى الذين تقدموا علينا جميعا بوقع القرب من الله الواحد الأحد لوقوعهم ضحيا العدوانية الفارسية وابسط دالة على الشهيد هي من وقع صريعا دفاعا عن دينه وأرضه وماله والعدوان الإيراني كان أصلا وهدفا وغاية يستهدف الثوابت الأساسية أعلاه  الخاصة لبيان الشهادة والشهيد

 

إن العراق بأهله سوف يحطم هذه النوايا الشريرة التي  تدلل على  العقدة المستديمة في نفوس هؤلاء المتفرسين الهادفين إلى  الإمعان في إيذاء العراق وتدمير كل القيم الأصيلة النابعة من روحية الإيمان والوعي الديني الصادق والنابع من الفهم الحقيقي للرسالة السماوية وان أحلامه سوف تنقلب وباءا" عليهم وعلى من يتبعهم وليتيقنوا بان كل حجر يكون  شاخص قبر الشهيد هو رصاصة الرحمة التي تطلق على رؤوس العملاء والخونة خائني الدين والعابثين بالدنيا بفسقهم وفجورهم الذي تعلمه وتدلل عليه  أنموذجهم الإيماني أم زيتون التي  تلعنها يوميا حرائر  النجف لما تفعله من فسق  مبارك من سماحة الخطيب الضليع..... صدر الدين  القبنجي

 

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء الأمة العربية والإسلامية يتقدمهم شهداء العراق العصي بعون الله على الأعداء والعملاء  

العار واللعنة تلاحق كل الأشرار  والدجالين المنافقين الأفاقين

 

والسلام على من اتبع الإسلام دينا حقا واحترم حرمات المسلمين واتخذ من السلوك العلي لآل بيت النبوة طريقا حقا لحياته  وأفعاله ونوازعه التي لا تتعارض مع رضا الله

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م