الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبــد

 

 اختياري العنوان لم يكن الغرض منه التدخل في شؤون المرجعية والولوج في مفردات عملها والمهام والواجبات الشرعية التي تقوم بها أو تتولاها وقبل الدخول في صلب الموضوع أرى من المناسب التطرق بشكل محدد عن مشروعية العمل المرجعي ولماذا وهل هناك إلزام القيام به وعند وقوفنا أمام ما ورد في كتب ووثائق متبعي مدرسة الإمام جعفر الصادق عليه السلام نجد أن الإمام الغائب حدد نواب أربعة له يتولون المسألة الشرعية وبيان التكاليف للمسلمين عند غيبته دون أن يتطرق إلى ما بعد النائب الرابع كما يلاحظ إن النائب الرابع عندما دنى اجله لم يوصي لمن يقوم مقامه وبهذا انقطعت النيابة عن الإمام أو القيام بالمهام والواجبات التي قام بها النواب الأربعة وقد استمرت هذه الحالة حتى ظهور الدولة الصفوية ولغرض فرض القيادة الروحية والسيطرة على الحيز الاجتماعي المعنى بذلك وصولا إلى اتساع النفوذ تم العودة بالعمل بموضوع التقليد والملاحظ أن زمام الأمور حصرت بمن هم من أصول غير عربية وان كانت هناك طفرة فيكون مصير رجل الدين العربي هو التشهير أو ظهور المعارضين وصولا إلى التشكيك به وبسلامة رسالته العملية أو القتل كما حصل للمرحوم المرجع الأعلى ألحبوبي وكيف قتل وهو يقود الثورة الشعبية بوجه الغازي المحتل البريطاني أو ما تعرض له أية الله ألخالصي وغيرهم من العلماء الإجلاء كونهم عرب عراقيون ولهم موقف وفعل مميز ، أقول ومن اجل تمرير هذه البدعة رفع شعار الغرض منه تمريره على المواطنين وهو ( إذا أتريد تطلع منه سالم ذبه برأس عالم ) وهذا الشعار الذي مازال معمولا به في حقيقته هو يتناقض مع جوهر الإيمان والوعي الديني المطلوب أن يتسم به كل مسلم إضافة إلى إشاعة روح الاتكال وعدم تحمل المسؤولية الدنيوية للحياة الآخرة ، أما الإلزام فلم يجزم به العلماء في رسائلهم العملية بل اتخذوا التحوط أساس وفي حالة عدم معرفة وإلمام الفرد بأمور المعاملات والعبادات لابد له من الرجوع إلى احد العلماء الذي يجد فيه ألا علمية كي يقلده أي التقيد بما ورد برسالته العلية من حيث أداء الحقوق والواجبات وأداء الفرائض بالشكل الذي يبعده عن الاجتهاد الغير مسند  ...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الواجبة على المسلمين وقد كلف المسلم البدء بالتغير الفوري حال رؤية المنكر ومن المنكرات الجمة مهادنة الكافر وموالاته والعمل على تحقيق إرادته التي تتعارض مع الشرائع السماوية والوضعية لأنها تتجاوز حقوق وحرمة الإنسان بل أمر الله العزيز الحكيم المسلمين إعداد عدة القوة لرهبة العدو وصولا إلى هزيمته والقضاء على مواطن الفتنه التي اتخذها ميدانا" لتحقيق أهدافه وغاياته وهذا بين من خلال الشعار الذي يتخذه لتحقيق ذلك فرق تسد ، وما يحصل اليوم على ارض العراق هو بعينه المنكر الذي تجاوز كل قيم الرسالات السماوية والإنسانية بتدمير وطن وسلب شعب أمنه وأمانه ونهب ثرواته وخيراته وان من جاء معه وبأي برقع وادعاء ما هم إلا مرتدون على الدين انطلاقا من التفسير الظاهر لنص الآية الكريمة ( لا تتخذوا من اليهود والنصارى أولياء لكم بعضهم أولياء بعض ومن تولاهم صار منهم ) فغازي ارض العراق والمنتهك لحرماته هم نصارى يهود والذين يجثمون على صدور العراقيين هم من تولى نصارى يهود وخير دليل قريب ما يسمى بالاتفاقية الأمنية بعيدة الأمد والتي زوغوا تسميتها إلى اتفاقية سحب القوات الأمريكية فهل تمكن ألهالكي وعدو العزيز الحكيم والحزب اللااسلامي من الخروج عن الطوع الأمريكي وعدم تنفيذ إرادته ، وهنا يكون جوهر موضوعنا حيث بث خبر التقاء المدبوغ علي و مدير مكتب ألهالكي الأمي بأية الله العظمى والمرجع الأعلى علي السيستاني وعرضوا مراحل الاتفاقية وقد أجاز توقيعها وهنا نسأل ..

هل أصبح مقام المرجعية يتم التعامل معه بهكذا طراطير وما هي ألمكانه التي يمتلكون

المرجعية التي يتزعمها السيد السيستاني لا تعمل بولاية الفقيه وان عملها بالولاية المحدودة التي تنحصر بالمعاملات والعبادات أي إنها ترفض تسييس الدين ولا تتدخل في هذا الجانب إطلاقا" إلا إذا هناك العمل المبطن وهذا يفقدها مشروعية التقليد لأنها في مدار الشبهة  ..

إجازة توقيع الاتفاقية معناه إعطاء فتوى بمشروعية الغزو والاحتلال للعراق وإقرار بالموافقة على كل ما حصل من قتل وتهجير وتدمير للبنية التحتية ونهب للثروات وهذا منكر ومن الكبائر التي عقابها الدنيوي والأخروي كبير جدا

إن صح الخبر فان ما نشر سابقا من وثائق بان السيد على السيستاني ومن معه في المرجعية أجازوا العدوان على العراق واحتلاله مع عدد من المعممين الذين يدعون ألان مراجع وهذا يتطلب الوقفة الجادة من العراقيين وخاصة متبعي منهج أل بيت النبوة لأنه يشكل مثلمة في التأريخ الوطني لمن يقلدهم ويلتزم بفتاواهم  ..

 

*السكوت وعدم الرد كالسابق تحت ذريعة التعاظم وعدم النزول إلى مستوى الصغائر يدلل بوضوح ويقين صحة ما تدعيه حكومة الاحتلال الرابعة وهذا ينسحب على كل الأفعال التي ارتكبت باسم المرجعية وما ارتكب في ضلالها بحق العراقيين والعراق وصولا إلى العمل على تفتيت وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي المتآخي الموحد ، وان ما نشر من تكذيب للفتوى التي أسندت للسيد السيستاني يؤكد هذا الاعتقاد (( نفى مصدر مقرب من مكتب سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني ما تردد من أنباء تقول أن السيد السيستاني اصدر بيانا حول الأوضاع السياسة على الساحة العراقية وخصوصا مسألة كتابة الدستور وكركوك والوحدة بين أفراد الشعب الواحد ،وجاء النفي بعد أن صدر على موقع وكالة الأنباء العراقية المستقلة قد نشرت ما تقول أن فتوى صادرة من مكتب أية الله العظمى السيد السيستاني تدعو الأخوة بين أطياف الشعب العراقي الواحد وتحريم استخدام عبارة السنة والشيعة والكرد متساوون بالدستور والحقوق العامة وان الهوية العراقية في الشمال والجنوب هي العنوان )) .

فان الانتداب المبطن الذي ادخل العراق فيه من قبل العملاء الذين يرتدون رداء الاسلام وهو منهم براء اقرنوه بالمرجعية وعليه فان العدوان بكافة اشكاله والاحتلال منح التزكية والمباركة من المرجعية وفق ماتقدم وما روجت له حكومة الاحتلال ورموزها من الخونة والعملاء وهنا زج الدين بحالة تتناقض والشرائع السماوية ويجيز مسألة المجاهدين الذين يؤدون الحق الشرعي المنصوص عليه بالكتب السماوية وأحاديث ونصائح الأنبياء والرسل عليهم السلام ، أي اصبح المنكر حلال والمعروف حراما" ويطلب من المقلدين النهي عن المعروف ان كان جهادا من اجل التحرير والالتزام بقيم السماء والأمر بما هو يتعارض مع جوهر عقيدة الإسلام والسنة النبوية .

الحمد لله على قضائه وقدره وخسئ المنافقون الأفاقون لتفضيلهم الدنيا على دار البقاء الآخرة

لعنة الله على من تحزب لايذاء الآمة العربية المجيدة

المجد والخلود والرفعة لشــــــهداء الأمة ومجاهديها

عاش العراق عربيا حرا"موحدا ولا مجال للغرباء فيه .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م