قيل أبو المثل ما خل شي ما قاله وهذه الحكمة بما فيها من بلاغة نراها اليوم تلمس باليد من خلال الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الغازي المحتل وعملائه وأذنابه ومن باع  الدنيا الفانية عاجلا بدراهم معدودة كي  يملئ الكرش بالمال السحت الحرام دون أن يكترث ولو لبرهة من الزمن ويراجع ذاته عن ما ارتكب  من جرم بحق الوطن والشعب وتنكر لأبسط معاني المواطنة   ،  وهنا  أتناول اليوم المثل القائل ( عيش وشوف ) والحكيم الذي نطق به أراد أن يشير إلى العجائب والغرائب التي تعصف ببني ادم من خلال ما يدعيه الأدعياء ويدعو له المنافقون الأفاقون كي يلبسوا الباطل ثوب الحق ويجعلوه حقيقة ينساق إليها الأناس البسطاء قليلي المعرفة والمستسلمين لما يقوله السيد والشيخ حتى وإن كان خلاف الدين وخلق ومنهج أل بيت النبوة الأطهار .

ألان يطرح أعداء الشيطان الأكبر  الإسلاميون الملتزمون الذين أرهقهم الجهاد لتدمير الشيطان الأكبر أمريكا حكاية  المجرم المعتوه بوش نازي القرن بأنه ابلغ من الرب بان أهل العراق يعانون الظلم والحرمان وعليه أن يحررهم ويمنحهم الحرية والأمان ولهذا  اعد العدة وتابعه بلير لغزو العراق واحتلاله وإقامة حكومة العدل اللاهي وعليه لابد وان يكون مجلس الحكم فيه عمامتين ذليلتين متخذتين منه وليا" كي يبنى العراق الجديد وتسمو الديمقراطية ألبوشية فيه لتكون قبلة المتأمركين القدامى والجدد ، وهذا الحديث يثار ألان من قبل وعاض السلاطين الجدد وخاصة بعد أن ضرب المجرم بوش بالحذاء من قبل العراقي الغيور منتظر الزيدي ، وان منتظر ارتكب فعلا جسيما  لان  سماحة المنقذ بوش ولا ندري على أي نسب ننسبه كي يكون بالاستحقاق التفضيلي الذي لا يجوز تجاوزه أو التعرض له قولا أو تلميحا ، الإشارة إلى الموضوع لم يكن إطلاقا تصورا" أو تخيلا" بل حقيقة عندما جرى حديثا عاما فيما بين مواطنين لهم رأي بالموضوع كل من زاويته وفهمه للحدث ولكن التقت إرادتهم على أن المجرم بوش يستحق ذلك فما كان من السيد الذي يعتد بانتسابه إلى الدوحة النبوية وبعد أن اظهر نفسه بأنه من المتضررين من  مرحلة ما قبل الاحتلال قال بعصبية غير اعتيادية وبارتجاف شفتيه وارتعاش يديه بأننا تجاوزنا على الأمر الرباني وهنا أثارني  فقلت له يا سيد يبن رسول الله أي أمر رباني تتحدث وتربطه بجريمة العصر بغزو بلد امن واحتلاله وتدمير بنيته التحتية وإثارة الفتنة وإذكاء الطائفية  ووو فرد علي أخي يظهر أنت  لا تؤمن بأهل الكتاب وهنا ازداد الاستغراب والاندهاش مني ومن الآخرين  فقلت له سيد أنت بدأت بتوسيع الموضوع  وأدخلت أهل الكتاب الذين أعطاهم الإسلام كل الاحترام والاهتمام وقد شرع كيفية التعامل معهم بدأ" من الزواج وانتهاء" بالطعام فقال إذن أنت تعرف الأمور بحقيقتها وتتهجم على من نفذ الأمر اللاهي الذي قال بخطابه  بان الله أمره باحتلال العراق لإسقاط صدام حسين وهذا هو الحق ، فكان ردي هذا هو الذي تؤمن به وتعتقد فقال لي نعم  ، من هنا يظهر جليا كيف يضلل الفرد من قبل  العملاء الذين خالفوا قول الحق الناهي لموالاة نصارى يهود لأنهم أولياء بعضهم البعض ومن يتولاهم يخرج عن ملة الإسلام وان هذا  السلوك ألانحرافي يراد منه تبرير الخيانة الوطنية التي ارتكبها من يدعون أنهم إسلاميون  ويناصبون أمريكا العداء كونها الشيطان الأكبر وان همهم الأول والأخير هو قتل كل روح وطنية عراقية خالصة  كي يبقى كيانهم الإجرامي قائما بأفعاله المتعارضة كليا مع إرادة الشعب وتطلعاته .

صدق قائل المثل  عيش وشوف وان ما نراه اليوم هو عينه الذي حذر منه ونبه به كل الأخيار والوطنيين حزب البعث العربي الاشتراكي عندما طرح الطائفية كسلاح سياسي بيد أعداء الدين الإسلامي والأمة العربية وان ما تناوله المؤتمر القطري التاسع للحزب في العراق  عندما استعرض التيارات والأحزاب الدينية ودورها الخياني أعطى سابقا وحاليا الدليل القاطع على إن هذه المكونات ما هي إلا حلقات متقدمة لإيذاء الأمة والدين في أن واحد وما هي إلا واجهات للقوى التي تناصب الأمة العداء  والحقد والكراهية وان ما تخوضه اليوم الأمة ما هو إلا صراعا" حضاريا" لان الهدف الأساس للأعداء هو وئد كل ولادة ايجابية في كيان الأمة العربية ، وما يروج اليوم  هو جزء أساس من استهداف الأمة وتخريب بنائها الفكري من خلال ما يزرع في أذهان الآخرين ، ولا ندري سماحة  إمام الإرهاب والجبروت والعدوان من أية مدرسة  كهنوتية تخرج ليتبع  من هؤلاء فاقدي الحس الوطني والإيماني والإنساني سوى إشباع عطشهم للدماء والجريمة المنظمة  وانتهاك حرمات الغير  بدعوات الإيمان والإتباع وقد خسئ  وبان كذبهم

وخاتمة قولي ما وصف فيه الإمام علي بن أبي طالب علية السلام الطبقة السابعة من الزمان التي نحن فيها في خطبة البيان فيقول(( فأهل الحيل والحرب والغدر والمكر والفسق والتدابر والتقاطع والتباغض والملاهي العظام والأمور المشكلات وارتكاب الشهوات وخراب المدن والدور وانهدام العمارات والقصور  وفيها يظهر الملعون من الوادي الميشوم وفيها انكشاف الستر... ))

ألله أكبر    ألله أكبر    ألله أكبر

ألله أكبر على كل من استعلى وتجبر ودمر

ألله أكبر ناصر  المحتسبين له ناشدين الحرية والنصر