بائع الدمى

 

 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

بينما كنت اتمشى في شوارع مدينتي الحبيبة بغداد أذهلني حجم الدمار والخراب وماآلت اليه من بؤس وشقاء شمل جميع طرقاتها واحيائها التي باتت سجينة الاسوارالكونكريتيه الضخمه وبمختلف الاحجام حيث تفنن صانعوها باشكالها واحجامها ’’والادهى من ذلك ان البعض من عديمي الملامح راحويجملون لنا سجوننا ويرسمون ماشاءوا ’’متوهمين ان الناس ستعجب بافكارهم والوانهم المشوهه فيرسمون مسلة حمورابي على احد الجدران الكونكريتيه ويرسمون على جدار اخر نصب الحريه لفناننا الكبير جواد سليم ويرسمون على اخرى طيورا وانهارا وطبيعة جميله فعجبت لامر هؤلاء المتزلفين الاغبياء !! حتى وصلت الى قلب المدينة في منطقة الباب الشرقي فتبسمرت امام بائع للدمى المستعمله يعرض بضاعته على قارعة الطريق مناديا الماره بانها دمى مستورده من مختلف المناشئ الاوربية والامريكية وغيرها من بلدان الدنيا وباشكال والوان مختلفه ونماذج لحيوانات اليفه واخرى متوحشه وغيرها من اللعب المعروفه ’’ فدهشت بالمشهد الذي نزل على راسي كالصاعقه وذهبت افكاري بعيدا ’’ فتخيلت اطفال تلك البلدان وهم فرحين يلعبون بهذه الدمى حين جلبها لهم ابائهم اوامهاتهم او احد اقاربهم او احد معارفهم واصدقائهم  بمناسبة عزيزة عليهم ثم ركنوها جانبا بعد ان استنفذوا مزحهم بها لحين القائها في القمامه !ثم تم جمعها من قبل شركات متخصصه بهذا المجال ووضعها باكياس ضخمه و شحنها بالبواخر والطائرات والشاحنات الى بلداننا البائسه لتصل الى ايدي اطفالنا البائسين !وقد تالمت كثيرا حينها عندما ادركت بان امريكا والغرب لايصدرون لنا دمى الاطفال فقط بل يصدرون لنا في هذا الزمان’’ عملاء! ليصنعوا منهم قاده ’’ و خبثاء! ليجعلوا منهم مفكرون ’’ ومرتزقه! ليخلقوا منهم اعلاميون ’’وسراق !ليكونوا امناء على ثروتنا!

 

وحتى المتزلفين المفسدين من قم وطهران بعد ان يضعوا فوق رؤوسهم العمماء السوداء والبيضاء’’ ليفتوا بفتاوى حسب الطلب ! وكل ادوات القتل والدمار بنفس الطريقه! اي جمعهم من قمامة بلدانهم بعد تلميعهم كما يلمعون احذيتهم وشحنهم بنفس الطائرات والبواخر والشاحنات التي شحنوا بها تلك الدمى  مع فارق وحيد ’’انهم ينسون دمى اطفالهم بعد بيعها وشحنها اما دماهم الكبيرة والعميله فانهم يتابعونها بعد تصديرها ’’يتابعون ادائهم ومدى تطبيقهم لما تعلموه وتدربوا من اجله !من قمع وقتل للبشرودماروتشويه للانسانيه وسرقة لثروات شعوبهم اكراما وخدمة لاسيادهم الذين انتشلوهم من القمامة واوصلوهم لهذا المنصب وذاك المكان لحين استهلاكهم ورميهم في قمامة بلدانهم التي لارجعة فيها ولافائدة منها تذكر فلن يجدوا مستوردا اخر يلمع وجوههم ويعطر قذارتهم! وهنا تهاوى الى سمعي صوت المذياع من بعيد يعلن استقالة العميل رئيس مايسمى بمجلس النواب محمود مشهدي من منصبه واحالتة على التقاعد لينعم ببقية حياته بامتيازات وبملايين الدنانير والدولارات من عرق هذا الشعب المسكين فضحكت في نفسي وابتعدت وانا اتمتم مع خاطري سرا واقول بان هذه الدميه محظوظه ولو ان لعنة التاريخ ستلاحقها ولكنها ستعود الى قمامتها السابقه لتنعم بقليل من الراحة والامان في بلدان اوربا وامريكا وربما في ايران لانه مرغوب فيه هناك!  قبل ان ترمى في مزبلة العراق العظيم اوتدوسها احذية الشرفاء من مجاهدي هذا الشعب العظيم الصابرالمجاهد فابتعدت بهدوء والبائع يناديني ((ها عمي مااختاريت شئ)) فعدت وهمست باذنه اني ابحث عن بضاعة كبيره كي تذاع يوم غد بعد ان تسحقها اقدام الشرفاء !! فصرخ بائع الدمى وبصوت عالي {آمين يارب العالمين}!

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م