العجز .. مأساة العرب الجديدة ..

 

 

شبكة المنصور

عبدالله الربعي / كاتب من العراق

كان ولدي الصغير كعادته يتابع عروض أفلام كارتون على قناة التلفاز .... وعند عودتي من خارج البيت ظهر السبت, طلبت منه تغيير القناة فزولها نحو العربية ولما لم أجد مايثيرني أوأرغب في متابعته ومشاهدته,غيرت الاختيار نحو قناة الجزيرة...فكانت الطامة الكبرى التي حصلت اليوم أمام أم عيني وناظري...مأساة العرب الجديدة في غزة المحاصرة العتيدة....إنها دير ياسين جديدة وو .. وصبرا وشاتيلا جديدة.. جثث في الشوارع والازقة لاناس عاديين..ولا أحد يسمع ..  ولا أحد ينبس ببنت شفه....ولا أحد يروعه مايحصل ....تذكرت وامعتصماه!!...وخيله البلق...ولبيك لبيك....ووصوله حصن عمورية وإنقاذه تلك المرأة العربية ...والقصة تسرد دوما فهي في مخيلة الأجيال..تلو الأجيال محفوظة..ومعروفة..و تذكرت والذكرى تهيج لذي الهوى ومن حاجة المحزون أن يتذكرا كانت ليفني في القاهرة قبل يومين....وابلغ المصريين حماس بأنها لن تتعرض لضربة من قبل الصهاينة......وكانت كما يبدو ضربة استباقية اوخداعية أو.............الله أعلم. 

 

اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء ..ونبرأ إليك من تواطؤ هولاء....ونبرأ إليك من صمت هؤلاء...ونبرأ إليك من تخلفنا عن عون ونصرة والدفاع عن الذين يذودون بصدورهم وأجسامهم في ارض الرسالات......ضد عدو مغتصب متجبرمتعصب ,إسالة الدماء عنده متعة... واحتلاله لأرض ألآخرين نزهة...من يقاومه فهو إرهابي ...ومن يفتح له أبواب بلاده على مصراعيها ليقيم عليها سفارته وملحقياته....ومكاتب التجسس ووو..فهو عصري محب للسلام والوئام مدني ومتحضر....حتى وان أصبح في نظر شعبه, آلة بيد الأمريكان والصهاينة المغتصبين...وعميلا من عملائهم الصغار المجللين بالخزي والعار ...وما أكثرهم هذه الأيام بهذه الديار.

 

يريدون إنهاء المقاومة ليستبيحوا الديار كما يروق لهم, ليمرروا مشروعهم لاغتصاب كل الأرض...ولكن هيهات وألف هيهات., أبشروا أيها الصغار هل تذكرون مصير شاه إيران...وحاكم الفلبين..ووو.....كلهم خذلتهم أمريكا وجعلت شعوبهم تنهيهم وتنهي حكمهم....استعدت مع نفسي أبيات من قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب:

أ أبناء.......لااستثني منكم أحدا ........

 

من أين لي أن آتيكم بصلاح الدين جديد....وقطز الصنديد...ووعد ووعيد

 

عرضت قناة الجزيرة لقطات يندى لها جبين الإنسانية إن كان لها جبين يندى وتقشعر لها الأجسام ... وتشيب لهولها الولدان.. وتنتخي لها كل فصائل الدفاع عن الأوطان...

 

جثث في الشوارع والطرقات...في الأزقة والحارات...طالتهم يدا لغدر والبطش الهمجية..

والتقى مذيع الجزيرة الناطق بلسان جيش الإبادة الصهيوني,والذي ادعى كعادتهم أنهم يحاربون الإرهاب... إنهم يحاربون حماس...إنهم يحاربون الجهاد...لان هذه الفصائل تهدد أمن المغتصبات الصهيونية.....تصوروا مجاميع من المغتصبين الرعاع ممن أتانا من كل دول العالم ليغتصب أرضا يعيش عليها شعب منذ مئات السنين..جاء المغتصبون عبر الآلاف من الأميال ومن مناطق المعمورة المختلفة.....شمالها وجنوبها... شرقها ...وغربها ....

 

يخرجوا شعبنا من أرضه وهم ليسوا إرهابيين...

يقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين العزل وهم ليسوا إرهابيين .. ..

يفعلوا الأفاعيل  بأبنائنا وشعبنا  وهم المتحضرون ونحن المتخلفون الإرهابيون....

بالله عليكم ...بأي منطق يتحدثون...وعن أي حق تأريخي يتكلمون.... 

 

وبأي فبركة جديدة للآخرين سيقنعون...

لا لن تكون لكم هرمجدون كما انتم دائما تدعون.....

 

ونحن نقول لكم اليوم وكما قلناها لكم دائما...لن يخيفنا سلاحكم ولن ترهبنا طائراتكم الاباشي وf16 ودباباتكم وصواريخكم..وكل ماأنتجته آلتكم الحربية وآلة الدمار الأمريكية الداعرة والساندة لكم,كما تدعم العاهر فتياتها....

 

ماتفعله اليوم الصهيونية والامبريالية العالمية وجيش احتلالها بأهلينا في غزة جربته معنا قبل خمسة أعوام,حينما دخل المحتل الأمريكي بغداد دون مسوغ قانوني ودون موافقة أممية من مجلس الامن ودون ...ودون..ودون..وفعلوا وقتلوا واستباحوا وانتهكوا الحرمات...في كل شبر من أرضنا الطاهرة الزكية وكانت المقاومة العراقية لهم بالمرصاد لتذيقهم ذل الخوف وتجرعهم كأس المنون في كل شبر من أرض العراق, لكنها شريعة الغاب في عالمنا المتحضر اليوم..هي منطق القوة ..من يمتلكها فهو المتكلم... وكما قال ألشابي :

 

لارأي للحق الضعيف ولا صدى            والرأي رأي القاهر الغلاب

 

نحن نؤمن بأن الجهاد فرض عين علينا حتى قيام الساعة ,كما أن المكر والخداع والعهر سجية فيهم وبهم ومنهم ,ونؤمن بأن لنا إحدى الحسنين في قتالنا لهم...إما الشهادة ...أو النصر عليهم..هذه اعتباراتنا في قتالنا وتصدينا الباسل لهم...نحن نؤمن بأن هذه الأرض ستكون فاتحة خير لإعادة الاعتبار ألينا...والى نفوسنا...والى شعبنا وأهلنا.

لن يتحقق حلمكم أيها الصهاينة في العيش على أرضنا المغتصبة بأمن وأمان...

سيخرج منها صلاح الدين جديد...وعمرعلي جديد..بل وسيظهر فيها بطل جديد...

 

أعتذر إليكم إخواني وأحبائي أبناء غزة....اعتذر إليكم عن عجزنا...وأعتذر إليكم عن عهرنا....وأعتذر إليكم عما يقوم به سفهاؤنا....ووووو...

باتت لاتسعفني الكلمات ...و لاتعينني في اللفظ العبارات....و تسلبني أفكاري هذه الغارات....لكنني من العراق المحتل.....اكتب لكم .....ومنكم...وبكم....

 

وهذا الشارع العربي كله معكم,لايهدأ له حال وعينه عليكم وانتم تقاومون المحتل وتسطرون ملحمة جديدة على درب المقاومة والجهاد والنضال..,لكن هذا الشارع معذور فهو مسلوب الإرادة وهو عاجز وعجزه يتأتي من عجز أنظمته العربية,التي ماانفكت تعقد المؤتمرات...تلو المؤتمرات.. وتكثر من الدعوة للقمم والاجتماعات.. استنكار وشجب وطلب وقف العدوان لكن الصهاينة عنكم وعن شجبكم بعيدون ولآذانهم لكم صامون...و دون أية جدوى,ماهو مصير المبادرة العربية...وأين وعود بوش بإقامة دولة فلسطينية قبل أواخر العام 2008 ..تسويف وكذب ووعود دون أي وفاء بها.... وهذه شيمهم فقد مارسوها منذ 1948 بالهدنة ثم ماتلاها حتى مدريد واوسلو وشرم الشيخ ...وووو

 

 أكتب لأنني أؤمن بوصايا الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه :

 بان مايصيبكم يصيبني ...وما يؤلمكم يؤلمني....وما يضركم يضرني ...

أؤمن بان المسلمون كالجسد الواحد إذا تداعى له عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى,وأؤمن بان من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع بلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (وأنا قلمي لساني ولن يكون إيماني ضعيفا) ..وأؤمن ببشارة الحبيب المصطفى صلات ربي وسلامه عليه :بأن الحجر لو اختبأ خلفه يهودي....فأنه ينادي ياعبد الله يامسلم هذا يهودي خلفي تعاال فاقتله...الا الغرقد فانه من شجر اليهود.

 

وأنا انتظر هذا اليوم معكم كما ينتظره الصهاينة انفسهم...  

 

يرحم الله شهداؤنا المغدورين..

                    ويثبت الله المقاومين والله يحفظكم ويرعاكم

                                                                 في جهادكم للأعداء

                                                                              والسلام عليكم

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م